رفض عدد من أعضاء مجلس النواب تلميح الرئيس عبدالفتاح السيسى لنية الدولة رفع الدعم وزيادة الأسعار خلال كلمته أثناء افتتاح مجمع «إيثدكو» للكيماويات بالإسكندرية، السبت، مشيرين إلى أن المواطن لم يعد قادراً على تحمل مزيد من الضغط، وأن على الحكومة اللجوء إلى مقترحات وحلول أخرى بديلة تسهم فى رفع المعاناة عن الشارع. وقال النائب هيثم الحريرى، عضو تكتل «25-30» إن حديث الرئيس يعنى أنه يحمّل الأزمة الاقتصادية للمواطنين الفقراء، من خلال اللجوء إلى رفع الدعم وارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن الجميع متفق حول وجود أزمة اقتصادية حقيقية، وأن الخلاف الحقيقى يدور حول الآليات التى يمكن من خلالها إيجاد حلول ومنافذ للخروج منها، دون المساس أو الاقتراب من الشرائح المعدومة. وأضاف «الحريرى»، ل«المصرى اليوم»: «الرئيس يعتقد أن المشكلة فى رفع الدعم، لكن الأزمة الحقيقية فى تقصير الدولة الواضح فى توصيل الدعم إلى مستحقيه»، موضحا أن الدولة لديها قصور واضح فى منظومة الدعم وطريقة إيصاله لمن يستحقونه، مشددا على وجود آليات كثيرة لحل الأزمة، من بينها اللجوء إلى الضرائب التصاعدية والصناديق الخاصة التى تستفيد منها شرائح بعينها وتعانى فسادا كبيرا. وقال محمود يحيى، وكيل الكتلة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، إن الشارع لم يعد قادراً على مزيد من السياسات التقشفية التى ترفع الأسعار وتزيد معاناته، لافتًا إلى أن المواطنين غير قادرين على تحمل أعباء الحياة فى الظروف الحالية، متسائلا: «كيف لهم أن يتحملوا فى ظروف أكثر قسوة من خلال رفع الدعم عنهم وزيادة الأسعار؟!». وحذر الحكومة من التمادى فى سياسات الضغط على المواطن، لافتا إلى أن ذلك ستكون له تداعيات سلبية على الشارع، مطالباً إياها بسرعة البحث عن حلول أخرى تسهم فى رفع المعاناة عن كاهل المواطن ولا تزيدها، وشدد على ضرورة أن تبدأ الحكومة بتطبيق سياسة التقشف على نفسها وعلى كبار رجال الأعمال المستثمرين لأن المواطن لن يتحمل الضغط. وقال النائب عاطف مخاليف، عضو الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن لجوء الدولة إلى رفع الدعم وزيادة الأسعار سلاح ذو حدين، وإنه إما أن يسهم فى حل الأزمة حال تحمل المواطن تلك التبعات، أو يزيد من حدتها إذا لم يستطع المواطن تحمل مزيد من الضغط، ونوه بأن لجوء الرئيس إلى المكاشفة والمصارحة كان أمراً ضرورياً. ومن جانبه، قال الدكتور على المصيلحى، رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، إن تصريحات السيسى جاءت لإطلاع الرأى العام على حقيقة الوضع الاقتصادى المصرى فى السنوات الماضية، وخطط الحكومة فى مواجهتها، مضيفا أن مصر تعانى من عجز «خطير» فى الموازنة العامة، فى ظل إيرادات أقل من المصروفات، ما أدى إلى تضخم كبير، لتصبح فائدة الدين 30% من الناتج القومى الإجمالى. وحول موقفه من تصريحات الرئيس السيسى حول زيادة أسعار المترو، ورفع الدعم تدريجيا، قال المصيلحى: «لا توجد خدمة فى العالم تقدمها حكومة دون مقابل، والمترو أصبح المرفق الرئيسى فى النقل على مستوى القاهرة الكبرى، ويعانى من تدهور كبير منذ سنوات، وأصبحت هيئة المترو تجد صعوبة فى تحسين مستوى الخدمة والصيانة والتشغيل، نتيجة انخفاض المقابل المادى المقدم من الخدمة». وأضاف: «الرئيس السيسى يتخذ القرارات الصعبة من أجل الصالح العام، وفتح الملفات الشائكة، وعلى وزراء الحكومة ومجلس النواب مساندته فى تنفيذ خريطة الإصلاح بعيدا عن مغازلة الرأى العام، ودغدغة مشاعر المواطنين، ومحاولة إبعادهم عن الحقائق».
