يعتبر عمرو خالد، أحد أهم الدعاة المشهورين خلال العشرين سنة الماضية، بدأ دخول مجال الدعوة بعد دراسته وتلمذته على أيادى شيوخ وقيادات جماعة الإخوان، فقد بدأ إخوانياً والشواهد كثيرة والدلائل أكثر على استغلال خالد للإخوان ودعمهم له فى البداية، وبعد وصوله لذروة الشهرة، تخلى عنهم وأنكرهم، إلى أن اندلعت ثورة يناير فاعترف بهم واعترفوا به، حتى سقوطهم فى 30 يونيو، حيث عاد وأنكرهم، وهكذا مَثٌل "خالد" الانتهازية بمعناها الدقيق، مدعيًا أن الأمر يعد تطوراً طبيعيًا سبقه إليه آخرون، ويعد خالد من أمهر الدعاة الذين لعبوا سياسة داخل الغرف المغلقة دائمًا، وخارجها فى بعض الأحيان، فهو الخارج من عباءة الإخوان، والمتطلع لعلاقة حميمية مع قيادات الحزب الوطنى حينذاك. الفارق بين حاتم الشناوى وعمرو خالد، أن الأول جاء من داخل المؤسسة الدينية فى مصر "الأزهر" مرتديًا عمامته وكان إماما بمسجد السلطان حسن، بخلاف الثانى القادم من أرض "الإخوان" المحظورة، الخطيب داخل التجمعات والنوادى الإخوانية، والذي تم منعه من إلقاء خطبة داخل نادى الصيد عام 1998، لانتمائه التنظيمي للإخوان، ليقرر التخلى عنها تنظيمياً، بجانب فصل كل المعاونين له من شباب الجماعة، حتى يسمح له النظام بالظهور ثانية، وهذا ما حدث بالفعل حيث فُتحت له أبواب النوادي والمساجد فى المهندسين و6 أكتوبر، ثم ظهر على برنامج يومي على القناة الثانية المصرية، فتنامت شعبيته، لتصل ذروتها في مع بداية الألفية، وينافس عمرو دياب فى سوق الكاسيت، بشكل لم يسبق له مثيل، واستشعر النظام القلق من ناحيته، خاصة مع الدعم الإخوانى الشديد، فتم عندها إبعاده عن مصر ووقف برنامجه. وبعد خروجه عام 2002، فتحت له الجماعة أبواب الدعوة في لبنان والأردن والسعودية وبريطانيا وأمريكا واليمن والتحق بالقنوات الفضائية "الرسالة" و"اقرأ"، واستغلالا للشهرة الطاغية التى حاز عليها "خالد" اشترك في منظمات دولية، أهمها مؤسسة "رايت ستارت" التى أسسها فى لندن، بمشاركة آخرين قيل وقتها إن منهم إسرائيليين وهى المنظمة التى خرج من رحمها مؤسسة "صناع الحياة". وكى يعود عمرو خالد إلى مصر، في نهاية عام 2010، عقد صفقة سياسية بواسطة منتج برامجه رجل الأعمال كرم الكردى، مع وزير التنمية المحلية الأسبق عبدالسلام المحجوب، مفاداها أن يدعمه ويروج له انتخابياً لعضوية مجلس الشعب، مقابل التوسط له وعودته للقاهرة، وهو ما تم عندما فاز الوسيط بكرسي المجلس وكانت المكأفأة هي السماح له بحرية الظهور الإعلامي مرة أخرى. علاقته الأهم كانت مع أسرة اللواء حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة في عهد الرئيس مبارك، والتى جاءت من خلال الكردي صهر عبد الرحمن وهو ما سهل أيضًا عودة عمرو للساحة المصرية بنهاية 2010. لم تتوقف علاقات عمرو خالد عند قيادات الصف الثانى فى الدولة ورجال الأمن وجماعة الإخوان، بل امتدت دائرة علاقاته لتصل الى عائلة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث ترددت أنباء قوية عن علاقته بنجل الرئيس علاء مبارك وقرينته هايدى راسخ، وهو ما جاء فى أحد مشاهد الفيلم بالضبط، عندما جمع مؤلف العمل بين "حاتم" و"جلال" نجل الرئيس، ولا نعلم ان كان السبب الذى قيل فى الفيلم هو ما حدث فى الواقع أم من خيال المؤلف الذى لم يبتعد كثيرًا فى العديد من المواقف داخل الرواية عن الواقع. فى سنوات ما قبل ثورة يناير تحدثت العديد من التقارير، عن سبب هروب عمرو خالد، تأثيره الشديد على هايدي راسخ زوجة علاء مبارك، وإقناعها بارتداء الحجاب، وهو ما رفضته سوزان ثابت وأجبرته على ترك مصر، بينما أجبرت هايدي على خلع الحجاب. هايدي لم تستطع أن تتجاوز الصدمة في البداية، حاولت أن تخرج منها بجرعات مكثفة من الدروس الدينية، خاصة ما يتعلق منها بالرضا والقضاء والقدر، وكانت دروس عمرو خالد هي الحل والعلاج والمهرب. لم تكن هايدي وحدها، بل زوجها كذلك، ابن الرئيس الذي أصبح من مريدي دروس وندوات عمرو خالد، وقد اعترف الداعية الشهير ذات مرة بأن علاء مبارك أصبح من زبائنه خاصة بعد محنة فقدانه لابنه. ثم اندلعت ثورة 25 يناير 2011، لتظهر دائرة علاقات أخرى مختلفة تمامًا للداعية الشهير، تتواءم مع الوضع الجديد للبلاد، حيث بات من أشد المؤيدين للثورة من ميدان التحرير، وليس أدل على ذلك من صداقته لوائل غنيم والدكتور محمد البرداعي، وذات مرة صرح خالد بصداقته القديمة جداً بغنيم الذي لجأ إلى منزله بعد الإفراج عنه من قبل مباحث أمن الدولة. رغم تعرضه للعديد من الشائعات والأنباء عن علاقاته النسائية، وأخرها التقاط صور له بصحبة فتاة بدا أنها أوربية، إلا أن حياته العائلية تبدو هادئة ومستقرة، وهى الأسرة التى بدأت عندما كان فى بداية العشرينات، بطلبه من المحيطين به ترشيح فتاة يتزوجها، وتمثلت مواصفات شريكة حياته أن تكون ذات مستوى اجتماعى عال ومتدينة. واستغرق حاتم الشناوى 7 سنوات حتى يرى مولوده الأول عمر من زوجته أميمة التى جسدتها الممثلة درة، وهو ما حدث مع "خالد" الذى ظل ينتظر حمل زوجته علا صباح عدة سنوات، حتى اتصلت به لتبشره بخبر حملها الأول