خرج الشيخ محمد حسان عن صمته ليكشف المستور عما دار بينه وبين جماعة الإخوان من ناحية والمجلس العسكري من ناحية أخرى فيما يتعلق بمفاوضات الصلح التي جرت قبل فض اعتصام رابعة العدوية، وأكد فى كلامه الذى تعمد إخفاءه لسنوات عن رفض جماعة الإخوان لهذا الصلح رغم موافقة المجلس العسكرى. وخلال شهادته عبر "حسان" عن استياءه من هجوم أعضاء وقيادات جماعة الإخوان عليه قائلًا "منذ ثلاث سنوات وإخواننا يأكلون لحمنا ويخوضون فى أعراضنا ويطعنون فى ديننا بل وأخواتنا أيضاً ولا حول ولا قوة إلا بالله، قد استعلينا على الألم واستعنا بالله جل وعلا وصبرنا وأسأل الله ألا يحرمنا الأجر أنه ولى ذلك والقادر عليه ورب الكعبة ليس رغباً ولا رهبًا وليس خوفاً من أحد ولا طمعاً فيما عند أحد والله جل وعلا يعلم الصادق من الكاذب ويعلم المفسد من المصلح بل أساء إلينا حتى إخواننا من أهل العلم". وتابع "بفضل الله جل وعلا قلت لقد عاهدنا الله نحن جميعاً من أهل العلم ألا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه فلم نجرح أحداً ولم نؤذى أحداً ولم أسئ إلى أحد ممن أساءوا إلى من إخوانى وأخواتى وأنا منذ ثلاث سنوات وأنا لا أتكلم وقد طلب منى المشايخ أن أخرج فى مؤتمر صحفى لأبين ما حدث لكننى قلت لا، أنا متصدق بعرضى على إخوانى وأخواتى حقنًا للدماء وصيانة لبلدنا ولدعوتنا ولإخواننا ثم لندع فرصة أخرى لأى من الأفاضل أن يتحرك لعل الله عز وجل أن يرزقه التوفيق وأن يجعل الصلح على يديه". وأوضح حقيقة ما قاله حول الدكتور عمرو دراج مسئول الملف السياسى بجماعة الإخوان ولقائه بكاثرين آشتون ممثل الاتحاد الأوروبى قائلًا: أنا لم أقل أن الدكتور عمر دراج قال لى إن كاثرين آشتون كانت تقول للدكتور محمد مرسى "ارضوا بالأمر الواقع " لأننى لم أشرف بسماعه قط ولا بلقائه قط وإنما قلت لقد سمعت الدكتور عمرو دراج فى حوار له مع الدكتور حمزة زوبع فى برنامج "إنى اعترف " فى شهر رمضان الماضى يقول بأنهم التقوا "أشتون " ثلاث مرات فى كل مرة كانت تقول لهم كلمة واحدة وقالت هذه الكلمة للدكتور محمد مرسى "ارضوا بالأمر الواقع"، هكذا قلت لكن لم أقل "قال لى" حاشا لله ". وقال الشيخ حسان هذا التوضيح بعدما كذب عمرو دراج لقاءه بالشيخ حسان وحديثه معه واتهمه بالكذب . وتسببت هذه الشهادة الأخيرة للشيخ حسان فى هجوم قيادات جماعة الإخوان عليه واتهموه بالتدليس ومحاباة النظام الحالى والخوف منه والبعد عن نصرة الحق وتشجيع إراقة الدماء من أجل الإبقاء على قناة "الرحمة" . وأوضح "حسان" أنه لم يشجع على القتل قائلًا "أحكام القتل لا اجتهاد فيها لأحد وقلت أن القتل العمد فيه القصاص لكن من حق ولى الدم أن يعفو وأن يقبل الدية وهذا مسجل لمن أراد أن يسمعه بصوتى". ومن يتابع علاقة الشيخ محمد حسان بجماعة الإخوان يجد أنها بدأت بالتقارب ودعمه لوجود الدكتور محمد مرسى فى الحكم خاصة أنه ناصره فيما يتعلق بتعديل الدستور ثم بدأ الخلاف عندما حذر "حسان" الجماعة من علاقتهم بإيران ومخططهم فى نشر المذهب الشيعى داخل مصر . حاولت الجماعة كسب الشيخ محمد حسان وجماهيره فى صفها بعد خلع الدكتور محمد مرسى من الحكم ولكنها لم تفلح خاصة أنه فضل الصمت وعرضت عليه الجماعة تسهيل سفره إلى أى دولة مؤيدة لها شريطة أن يدعم موقفهم ولكنه رفض وقرر التدخل فى أمر فض اعتصام رابعة العداوية لحقن الدماء وبالفعل حاول الصلح بين المجلس العسكرى والجماعة لكنه فشل فى بسبب تعنت الإخوان الذين شنوا هجوماً شديداً ومن هنا بدأ هجوم جماعة الإخوان الحاد على الشيخ وبدأوا فى تخوينه واتهامه بالحياد عن شرع الله حتى أن القيادى الإخوانى عمرو دراج قال عنه "حسان يكذب كما يتنفس". وأكد محللون ومراقبون أن خروج حسان عن صمته الآن وحديثه عن رفض الإخوان للصلح سيجعله محط هجومهم المرحلة المقبلة.
