جدول مواعيد امتحانات الشهادة الإعدادية العامة 2024 في محافظة البحيرة (الترم الثاني)    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    بشرى سارة للمقبلين على الزواج.. اعرف أسعار الذهب بعد الانخفاض الجديد    وزير الإسكان: جار الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع الغلق الآمن لمقلب السلام العمومي    كفر الشيخ تبدأ تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء.. اعرف التفاصيل    أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. الكندوز ب 380 جنيهًا    1.6 مليار دولار حجم الصادرات الغذائية المصرية خلال الربع الأول من 2024    البورصة المصرية تستعيد 7 مليارات جنيه من مكاسبها السوقية بمستهل التعاملات    «معلومات الوزراء»: توقعات بنمو الطلب العالمي على الصلب بنسبة 1.7% عام 2024    رئيس البورصة: النظام الإلكتروني لشهادات الإيداع الدولية متكامل وآمن لتسجيل العمليات    دبلوماسي أوروبي: سيُق.تل المزيد من المدنيين في هجوم رفح مهما قالت إسرائيل    اليوم.. تنصيب بوتين رئيساً لروسيا للمرة الخامسة    باحثة سياسية: الدور المصري له أثر كبير في دعم القضية الفلسطينية    جيش الاحتلال: تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان بمنطقة العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    تشكيل الأهلي المتوقع أمام الاتحاد السكندري في الدوري    دويدار: معلول سيجدد تعاقده مع الأهلي    طقس الفيوم اليوم الثلاثاء.. مائل للحرارة نهارا والعظمى 31°    التحريات تكشف سبب حريق مطعم شهير بشبرا الخيمة| صور    «التعليم» تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    هتك عرضها والقي جثتها بالحديقة.. وصول أسرة الطفلة "جانيت" لمحكمة الجنايات لحضور أولي جلسات محاكمته    بحراسة وكلبشات.. نقل عصام صاصا إلى الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات    «التعليم» تنتهي من استعداداتها لامتحانات الترم الثاني لصفوف النقل.. تنطلق غدا    التحقيقات تكشف عدم وجود شبهة جنائية في مصرع فتاة صدمها قطار في البدرشين    مدير حدائق الحيوان ب«الزراعة»: استقبلنا 35 ألف زائر في المحافظات احتفالا بشم النسيم    ياسمين عبد العزيز: «كان نفسي أكون ضابط شرطة»    لا تأكل هذه الأطعمة في اليوم التالي.. الصحة تقدم نصائح قبل وبعد تناول الفسيخ    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    مدحت شلبي يعلق علي رفض الشناوي بديلًا لمصطفى شوبير    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    Bad Bunny وSTRAY KIDS، أفضل 10 إطلالات للنجوم بحفل الميت جالا    اليوم.. مجلس النواب يناقش حساب ختامي موازنة 2022/2023    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    إصابة الملك تشارلز بالسرطان تخيم على الذكرى الأولى لتوليه عرش بريطانيا| صور    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    ياسمين عبد العزيز:" عملت عملية علشان أقدر أحمل من العوضي"    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    شبانة: هناك أزمة قادمة بعد استفسار المصري بشأن شروط المشاركة في بطولات افريقيا    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    «زي النهارده».. وفاة الملحن رياض الهمشرى 7 مايو 2007    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاطف حسانين يكتب: مصر بين أيوب وإخوة يوسف!
نشر في الفجر يوم 19 - 12 - 2011

الاقتصاد ينهار.. وتنهار معه حياء البسطاء من ابناء هذا البلد

المصريون البسطاء الذين مسهم الضر. من فقر وعوز ومرض وفساد بطول البلاد وعرضها..

ومصر تشبه زوجة أيوب التي باعت كل شيء من أجل زوجها العليل

لم يبق لمصر سوى جدائلها التي لفها الحزن كي تبيعها لأجل هذا الرجل عزيز النفس الذي انحنى، وصار طريح الفراش

فماذا ينتظر المخربون والهادمون وأصحاب الحرائق من هذا البلد، ومن أيوب هذاالزمن الحزين..

فما معنى أن تثور على الظلم؟

هل معناه أن تحرق بيتك انتقاما من كل ظالم؟

هل معناه أت توجع قلب أمك التي آوتك لعل الحريق يصل إلى قلب من تعاديه؟

إن قلب مصر يحترق، ومازال الكذابون والمنافقون وأصحاب المصالح وأصحاب الأجندات يضحكون من هؤلاء الذين يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي الغاضبين الذين لا يجدون إلى الحقيقة سبيلا.!

إن ما حدث ليس اعتصاما يؤيده الثوريون بل هلاكا لمصر وطغيانا على أصحاب الحقوق الأصلية في هذا البلد..

إن الله ابتلى مصر بلعنة اسمها فضائيات تزعم تأييد الثورة والثوار والاعتصامات؛ ولو كانت بلا هدف ولا قيمة، ولو أضرت بمصلحة وطن يقطن فيه أكثر من خمسة وثمانين مليون نسمة.

فلماذا يريدون عودة مصر إلى الوراء؟

هل قامت الثورة لكي تزيد من فقر الفقراء ومعاناة أهل المعاناة وهم السواد الأعظم من هذا الشعب، وبعد أن التف الناس حول الثوار الحقيقيين فإن ما يحدث يزيد من كراهية الناس للثورة وللثوار وللفضائيات وللصحفيين والإعلاميين الذين ينادون ليل نهار بخراب مصر وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..

ألا يفهم هؤلاء أن المواجهة الآن لم تعد بين المجلس العسكري وجماعة من المعتصمين الاستفزازيين؟ بل صارت بين الجيش وهؤلاء..

المصري يقتل المصري في شوارعنا التي لفها الاكتئاب ولونتها الدماء بلون الكراهية..

والجندي الذي يضربه المعتصمون بالحجارة هو شاب دخل الجيش لكي يؤدي خدمته العسكرية، وهو مقهور على تنفيذ الأوامر، بلا تفكير وإلا حوكم عسكريا...

إن الحالة اليوم معناها أن الشعب يواجه الشعب

ومنذ أن بدأت الثورة تأتي أكلها قلنا إن هناك فرقا كبيرا أيها الثوار بين الروح الثورية، والروح الثأرية، ولكنكم لم تسمعوا،حتى استطعتم بفضل تمسككم بالحقد المقدس أن تحولوا واو العطف.. إلى همزة قطع.. فقطعتم حبال المودة بين أفراد الشعب ممثلين في جنود القوات المسلحة.. وبين مجموعة من أفراد الشعب منهم الذي يعرف ما يريد ومنهم لا يعرف لماذا هو هنا يجلس على قارعة الطريق..

وهكذا تبكي مصر أيوبها، ذلك الرجل البسيط الذي انهارت حياته.. وسقط صريعا بين مصالح هؤلاء وهؤلاء، ولا أحد يفكر في صدرمصر، وصدر أيوبها اللذين اصابهما السعال من النوم في العراء.

أما إخوة يوسف.. فهم الدول العربية.. ولاسيما دول الخليج

تلك الدول التي ترى فقر مصر وآلام مصر ومواجعها، وتنتظر أن يذهب المصريون إليها عبيدا عمل، لا إخوة مكرمين.

إنهم اليوم يغضون الطرف عن مصر، ولا يقدمون المساعدة لها لتقف على قدميها، أو حتى لتدفع رهن البيت الذي أوشك على الانهيار.

وكإنهم يريدون أن تبقى مصر هي خادمتهم اليتيمة، وحارسهم الذي ينام على أعتاب قصورهم

يرتدون العباءات المقصبة وينتظرون أمام بئر الفقر ليتأكدوا أن مصر لنتقوم لها قائمة ليخلو لهم وجه الزعامة المنشودة..

إن مساعدة مصر وتقديم يد العون لها فرض عين عليكم ايها الراشدون، الذين أتخمهم الطعام وغرهم الذهب الأسود الذي لون قلوب مترفيهم.

إن أيوب في مصر يموت جوعا، وأنتم ترقصون بأموالكم على موائد أوربا، وتقدمون لأمريكا أشهى ممتلكاتكم طوعا لترضى عنكم ولتسيروا مرفوعي الرؤوس.. ونسيتم مصر التي طالما تحملت عنكم ودفعت الغالي والنفيس من أبنائها وأموالها في سبيلكم..

فلا تأخذنكم أموالكم والراحة في قصوركم عن أداء الحق المفروض عليكم

وأنتم تعلمون أن ما أوقف الفرس عن التهامكم طويلا سوى بأس مصر.. فكيف بكم اليوم تتركونها مهلهلة الثياب تنام في الطرقات في ليالي الشتاء الباردة.

إن مصر لو سقطت ستسقطون معها واحدة تلو الأخرى، ولو أصابها هشاشة العظام سوف تمتد آثاره في أجسادكم وضمائركم.. فأفيقوا وابسطوا لمصر أيديكم، لأنها عضدكم وساعدكم، أفيقوا يا إخوة يوسف قبل أن يأتي سقوطها عليكم خرابا ودمارا، ووفوا لها باسم دينكم، وباسم عروبتكم، وباسم رجولتكم، وباسم ضمائركم، وظني أن فيكم بقايا من ضمير حي.

واعلموا أن الشمس والقمر يسجدون في محراب هذا البلد الأمين، فأيقظوا ضمائركم يا كواكب الشرق التي سوف يأتيها الغدر من كل جانب لو سقطت مصر..

أفيقوا يا إخوة يوسف من العرب..

وأيقظوا ضمائركم يا قتلة أيوب بالحسرة، وأنتم لا تشعرون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.