قال السفير مجتبى أماني رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانيةبالقاهرة إن هناك فرصا للتعاون المثمر بين مصر وإيران يصب في مصلحة البلدين، مشيرا إلى أن طهران وضعت قضية العلاقات مع العرب في صدارة اهتمامات السياسة الإيرانية كما جعلت قضية فلسطين محورية فيها.
وأشار أماني في كلمته اليوم خلال مؤتمر"مستقبل العلاقات العربية الإيرانية في ضوء التغيرات الإقليمية، التحديات والطموحات" بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية إلى إنه تأكد ذلك من خلال إغلاق سفارة إسرائيل بطهران وإدخال اللغة العربية في الدستور الإيراني كلغة ثانية للبلاد.
وقال السفير الإيراني "رغم كل ما قدمته إيران للعرب فإن بعض الدول العربية هاجمتها كما حدث من العراق "، إضافة إلى وجود طائرات أمريكية تتجسس على الأراضي الإيرانية من الخليج، على حد قوله.
وأشار إلى أن إيران قطعت علاقاتها مع مصر بعد معاهدة كامب ديفيد، لكنها كانت تحرص على علاقات طيبة مع العرب بوجه عام، وظلت قضية فلسطين هي قضية ذات أولوية في السياسات الإيرانية.
وشدد أماني على أهمية العلاقات الطيبة بين مصر وإيران حتى يكون هناك تعرف على الطرف الآخر، مؤكدا أن هناك إمكانية للتعاون المثمر لصالح كل البلدان العربية في إطار علاقات أخوية عربية إيرانية.
لكن السفير الإيراني قال إن هناك مشكلة أخرى في معرفة الشأن الإيراني، لافتا إلى أن هناك بعض الصحفيين العرب يسألونه قبل سفرهم إلى إيران، عما إذا كان هناك إنترنت بإيران، وبعد أن يزورها يستغرب من وجود لافتات لأفلام السينما هناك.
من جانبها أكدت الدكتورة نيفين مسعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن هناك تغيرات حدثت خلال الفترة الأخيرة بشأن المواقف الإقليمية حول إيران، مضيفة أن من كان معتدلا لم يعد معتدلا ومن كان ثوريا لم يعد كذلك وحدث ارتباك شديد في مسألة "الاعتدال والممانعة" إزاء إيران ليس فقط على مستوى المفهوم وإنما الأطراف.
وقالت إن هناك مشكلة مصداقية لكن هناك أيضا فرصا لأن جزءا من الشعوب العربية له علاقات طيبة بإيران وعلى استعداد للتعامل معها، مشيرة إلى أنه إما أن تقود الجامعة العربية دول الخليج في داخل الجامعة إزاء إيران، بما سيضع سقفا للتعامل مع إيران، وإذا ما تمكنت دول الخليج من تفعيل دور الجامعة كما حدث في حالتي سوريا وليبيا سوف تسير الجامعة في طريقها الصحيح كجامعة للشعوب.
بدوره قال الدكتور مصطفى اللباد مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية في كلمته بالمؤتمر إن هناك خلافات عميقة بين العرب والإيران لكن الحوار حول هذه الخلافات في طريقه للوصول إلى تفاهمات.
وأشار إلى أنه رغم العلاقات التاريخية والثقافية والحضارية بين العرب وإيران لكن العلاقات السياسية ليست على نفس مستوى تلك العلاقات.
ولفت إلى أنه على المستوى الخليجي الإيراني فإن هناك تباينات في التعامل مع إيران ليس فقط على المستوى العربي ولكن أيضا على مستوى الدول، فسلطنة عمان مثلا تتشاطر مع إيران في مضيق هرمز وهذا من أفضل أسباب التعاون بينهما وكذلك دبي في التجارة وهناك حقل غاز رئيسي مشترك بين قطر وإيران لكن هناك تباينات في تعامل دول أخرى في المنطقة والمطلوب هو توحيد موقف خليجي للتعاون مع إيران، وعلى دول الخليج أن تثبت وحدتها في التعاملات مع إيران.
وقال اللباد إنه على مستوى الملف السوري اللبناني فإن مصالح إيران في البلدين تختلف عن مصالحها في الخليج نظرا لاعتبارات جغرافية من حيث تحالف إيران مع سوريا وحرص الأخيرة على التوازن مع العراق، ووضع العراق "بين فكي الكماشة" ثم العلاقات المذهبية لارتباط المذهب الشيعي الإيراني الاثنى عشري بعلماء جبل عامر بسوريا.
وأوضح أن التعامل العربي مع النظام السوري عام 2009 كان مختلفا تماما عنه في عام 2011 ففي الحالة الأولى كانت سوريا "رمانة الميزان" في ظل علاقاتها مع تركيا والسعودية والمساندة العربية، وانهالت على دمشق العروض من أجل الابتعاد عن إيران، إلا أنه في 2011 صارت هناك عزلة خانقة على سوريا وتخلت الدول عن سوريا، وبالتالي فإن إيران لن تستطيع المقايضة على سوريا، ورغم إعلان إيران رغبتها في أن تكون جزءا من الحل إلا أنها لن تستطيع حل مشكلة سوريا.
وأعرب عن اعتقاده أنه بمجرد تغيير النظام في سوريا ستتغير التوازنات لغير مصلحة إيران، والمطلوب إيجاد قواسم عربية مشتركة في ظل احتمال وجود نفوذ غير عربي أيضا في سوريا، على غرار ما حدث في العراق، وبالنسبة للتحركات المصرية الأخيرة حيال إيران فهي محاولات لوضع العلاقات العربية في الأساس.
وبالنسبة للملف الفلسطيني في السياسة الإيرانية اعتبر اللباد أنها تستهدف التأكيد على الغطاء الشرعي كونها تساند قضية فلسطين التي أعلنت أنها أساس في سياستها وتؤيد جماعة حزب الله كحركة مقاومة لها ارتباط أكثر من كونه أيديولوجيا بإيران، حيث ضمنت الأخيرة لنفسها حدودا جغرافية "مجازية" مع إسرائيل رغم عدم وجود حدود فعلية لها معها.