أثار قرار زيادة أسعار أتوبيسات المدارس؛ نتيجة تحريك أسعار المحروقات، استياء عدد من أولياء الأمور، مؤكدين أن ما يحدث عبء على الأسر، لاسيما مع ارتفاع أسعار الدرس الخصوصية، ومصروفات المدارس، كما توقع بعض الخبراء في الشأن الاقتصادي هذه الزيادة. وأعلن مجلس الوزراء في تقرير له حول الإستفسارات المتعلقة بتحريك أسعار المحروقات، وتعليقا على زيادة أسعار أتوبيسات المدارس نتيجة تحريك أسعار الوقود، أنه سيكون هناك زيادة يتم ضبطها مع وزارة التربية والتعليم، بحيث لا تزيد عن 10 ٪ من القيمة، ولن يسمح لأي مدرسة بالزيادة، إلا باعتماد وزارة التربية والتعليم "، موضحًا أنه من المكاسب التي ستعود علي المواطنين من القرار تتضمن الحفاظ على عجز الموازنة في الحدود المعقولة، وخفض العجز والدين العام، وزيادة الدعم الموجه للفقراء.
أتمنى الموت قالت ميرفت حسنين، تعمل مدرسة في إحدى المدارس الحكومية، إنها تستنزف أموال كثيرة خلال العام الدراسي، فلديها ثلاث أطفال، وتستطيع أن تكفي فقط احتياجات أبنائها الدراسية من دروس خصوصية ومصاريف الكتب ومستلزمات الدراسة، وهو ما يؤثر على احتياجات أخرى للأسرة، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تلبي جميع احتياجات أسرتها بسبب عبء ارتفاع أسعار مستلزمات الدراسة، فكيف مع الزيادة في رفع أسعار الأتوبيسات أيضًا. وأكملت"حسنين": "حرام بجد اللي بيحصل في أولياء الأمور.. الحكومة مصت دمنا لأخر نقطة.. ولسه بتقتل فينا بسلاح ارتفاع الأسعار.. ومش حاسة احنا عايشين ازاي.. الواد بقى بيتمنى الموت".
كفاية طحن في محدودي الدخل وقالت إيمان العشري، ربة منزل، إن الحكومة لا تضع في اعتبارها محدودي الدخل: " فجميع الأسعار أصبحت غالية وكمان جايين ييغلو أتوبيسات المدارس على أساس أن رب الأسرة بيقبض ملايين، بالعافية المرتب بيكفنا، ولو الزيادة بسيطة عند البعض فهي غالية علينا لأن عندنا أربع أطفال هنربيهم ونعلهم ونأكلهم ونعلاجهم ازاي.. كفاية طحن في المواطن البسيط.. ده جزاء أننا عاوزين نعلم ولادنا تعليم كويس!".
قرار أحرق رب الأسرة بينما رأى أحمد مسعود، موظف بإحدى القطاعات الحكومية، أن قرار رفع أسعار المحروقات أحرق المواطن بشكل عام، متسائلاً كيف له أن يوفر لأسرته ويلبي طلباته في ظل الأسعار المرتفعة، فهذا القرار أثلج قلوب المسئولين والمنتفعين فقط، إنما المواطن حرق معه: "معرفش هوفر منين احتاجات ولادي العام الجاي.. ده احنا لسه خارجين من إرهاق مستلزمات الدراسة والدروس الخصوصية مش هنلاحق نفوق ونلاقي كمان الأتوبيسات غليت.. لكن ربنا كريم برحمته".
قرار متوقع وعلق الكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن رئيس الوزراء ليس له دخل بقرار رفع أسعار أتوبيسا المدارس، حتى إذا وافق وزير التربية والتعليم، فكل مدرسة لها الأحقية في الزيادة أم لا.
وأضاف " عبده"، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن من الطبيعي عقب رفع سعر المحروقات ترتفع أسعار أتوبيسات المدارس تلقائيًا، موضحًا أن الزيادة تعود بالنفع على المدارس، وليست على الوزارة.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن الزيادة ستكون عبء إضافي على كاهل المواطن، مثلها مثل ارتفاع أسعار المواصلات العامة، مؤكدًا ان كان متوقع رفع أسعار أتوبيسات المدارس، نظرًا لتحريك أسعار الوقود.
نسب معقولة من جانبها قالت عبير إبراهيم، رئيس إدارة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، إن هناك ارتفاعا في رسوم أتوبيسات المدارس الخاصة سيتم تطبيقها مع بداية الدراسة.
وأضافت إبراهيم خلال اتصال هاتفي في برنامج "هنا العاصمة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على قناة "cbc"، إن سعر أتوبيسات المدارس الخاصة يتضمن التكلفة الفعلية، بما فيها صيانة السيارة، وسعر البنزين، إضافة إلى 10% مصروفات إدارية.
وأشارت رئيس إدارة التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم، إلى أن زيادة قيمة مصروفات أتوبيسات المدارس، يسبقه تقديم بحث مالي للمديرية لمعرفة قيمة ارتفاع التكلفة، لافتة إلى أن رفع الأسعار سيكون بنسب معقولة قد تصل إلى 10%.