قتلت قوات الامن السورية تسعة اشخاص في هجمات على عشرات الالاف من المحتجين في انحاء البلاد خرجوا للمطالبة بانهاء حكم الرئيس السوري بشار الاسد في اول جمعة في شهر رمضان. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي منظمة ناشطة ان سبعة محتجين قتلوا في ضاحية عربين بدمشق وقتل ثامن في المعظمية وهي ضاحية اخرى من ضواحي العاصمة وقتل الاخير في حمص على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق حيث انتشرت الدبابات والعربات المصفحة منذ شهرين لسحق الاجاجات المناهضة للاسد.
ويتحدى المحتجون حملة عسكرية دامية ضد احتجاجهم على هيمنة اسرة الاسد على سوريا الذي بدأ في مارس اذار. وتقصف الدبابات مدينة حماه لليوم السادس.
ويخشى سكان حماه ان يتجاوز القتلى العدد الذي تم تقديره وهو 135 منذ بدء الحملة العسكرية يوم الاحد على المدينة التي يسكنها 700 ألف نسمة بوسط سوريا.
وفي علامة قوية على مثابرة المعارضة قال ناشطون ان عشرات الالاف تظاهروا في مدن في أنحاء سوريا في اول جمعة في شهر رمضان مطالبين بسقوط الاسد ومعلنين عن تضامنهم مع سكان حماه.
وقالوا ان المظاهرات خرجت في محافظة دير الزور الشرقية ذات الطبيعة السكانية القبلية حيث تجمعت الدبابات على ابواب العاصمة المحلية للمحافظة وفي سهل حوران بالجنوب وفي مدينة حمص بوسط سوريا ومحيطها من القرى وفي مدينة جبلة الساحلية وفي عدة احياء بالعاصمة دمشق.
وردد المحتجون هتافات اعربوا فيها عن عدم خوفهم كما هتفوا في بث مباشر لقناة الجزيرة الاخبارية تأييدا لحماه وطالبوا بسقوط الاسد.
وقال شاهد للجزيرة ان الجيش حظر الاحتجاجات في حماه ولا يسمح للناس بالتجمع في المساجد خوفا من ان يبدأوا مظاهرة بعد الصلاة.
وتحدث ناشطون اخرون عن اطلاق نار على المحتجين في ضاحية دعما وفي حمص وفي كفرنبل بمحافظة ادلب الشمالية الغربية. واضافوا ان ستة اشخاص على الاقل جرحوا.
وواصلت السلطات السورية عملياتها العسكرية ضد الاضطرابات المدنية متجاهلة الاستنكار الدولي المتصاعد للهجمات التي قالت واشنطن انها اسفرت عن سقوط الفي قتيل.
وطردت سوريا معظم وسائل الاعلام المستقلة منذ بدء الانتفاضة مما يجعل من الصعب التحقق من روايات الشهود والتصريحات الرسمية.
وفي جنيف قال محققو حقوق الانسان التابعين للامم المتحدة ان القوات السورية يجب ان تتوقف عن استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين المسالمين والتي اسفرت عن عمليات اعدام وغيرها من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي.
ودعا الخبراء المستقلون في جنيف في بيان مشترك السلطات السورية إلى وقف حملتها العنيفة بما في ذلك "الاستخدام العشوائي للمدفعية الثقيلة".
وكان لرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار قد أرسل دبابات الى حماة ذات الاغلبية السنية وقتل الآلاف لإخماد تمرد عام 1982.
وقال مقيم لرويترز في مكالمة قصيرة بالهاتف الذي يعمل بالقمر الصناعي "إنهم يضربون منطقة الحاضر والأحياء المحيطة بطريق حلب. التيار الكهربائي لايزال مقطوعا."
وقال مقيم آخر في منطقة الصابونية وهو يملك مشروعا صغيرا وطلب عدم نشر اسمه يوم الخميس "دوت أصوات قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة في حماة طوال اليوم. نخشى من سقوط المزيد من الشهداء معظم من يسكنون في الحي الذي أسكن به فروا."
وتابع أن افراد ميليشيا موالية للأسد ويعرفون باسم الشبيحة يخلون الشوارع قرب الحرم الجامعي لتنظيم مسيرة مؤيدة للأسد و"كأن لاشيء يحدث في حماة."
وتقول السلطات السورية ان الجيش اقتحم حماه ليواجه "جماعات ارهابية مسلحة" تهاجم المدنيين وتخرب الممتلكات. وتقول ان 20 من جنودها قتلوا.
ويقول نشطاء ومقيمون إن الكهرباء والاتصالات مقطوعة عمدا في حماه منذ ارسال الاسد لقواته إلى المدينة يوم الاحد.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن واشنطن تعتقد أن قوات الأسد مسؤولة عن قتل اكثر من الفي سوري في هجماتها على المتظاهرين السلميين خلال الاحتجاجات الشعبية.
وتلقي السلطات السورية باللائمة في اعمال العنف على جماعات مسلحة واسلاميين وتقول ان 500 من رجال الشرطة والجيش قتلوا.
واكدت كلينتون مجددا أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الأسد فقد شرعيته في سوريا وقالت إن واشنطن وحلفاءها يعملون على استراتيجية لممارسة مزيد من الضغط يتجاوز العقوبات الدولية الجديدة التي أعلن عنها يوم الخميس.
وأضافت قائلة للصحفيين "نعمل على مدار الساعة لمحاولة جمع اكبر قدر ممكن من التأييد الدولي لإجراءات قوية ضد النظام السوري. انني انتمي إلى مدرسة يعلو فيها صوت الافعال على صوت الاقوال."
وفي شرق سوريا قال سكان بدير الزور ونشطاء إن مئات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة تجمعت في الأيام القليلة الماضية خارج المدينة خاصة عند تقاطع على طريق سريع يؤدي الى دمشق.
وتزايدت التوترات في المدينة الواقعة بالشرق هذا الاسبوع بعد أن خطفت الشرطة السرية في دمشق الشيخ نواف الخطيب شيخ قبيلة البقارة والذي ينتقد صراحة الحملات على المتظاهرين الداعين للديمقراطية.
وفي الأسبوع الماضي توغلت الدبابات في دير الزور وبلدة البوكمال على الحدود مع العراق. وشهدت البلدتان احتجاجات قوية على حكم الأسد.
وقال نشطاء ومنظمات ان القوات السورية قتلت بالرصاص اربعة محتجين قرب دمشق وفي جنوب سوريا بعد صلاة التراويح يوم الخميس حين فتحت النار على مظاهرات تطالب بإسقاط الأسد.
وقال عبد الله أبازيد -وهو عضو في اللجان التنسيقية للثورة السورية- إن ثلاثة محتجين قتلوا واصيب عشرة اخرون على الاقل بجروح في بلدة نوى قرب درعا مهد الانتفاضة المستمرة منذ خمسة اشهر ضد حكم اسرة الاسد.
وأبلغ أبازيد رويترز "المظاهرات تندلع يوميا بعد صلاة التراويح في درعا والبلدات المحيطة."
وقالت لجان التنسيق المحلية إن محتجا آخر قتل في ضاحية القدم قرب دمشق عندما طوقت اربع حافلات مملوءة بقوات الامن مظاهرة هناك واطلقت النار على الحشد.
وفي مؤشر على أن الحملة على حماة والمدن السورية الأخرى تعزز موقف المجتمع الدولي ضد الأسد قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قاومت بلاده تنديد الأممالمتحدة بالوضع في سوريا إن الأسد يجازف بمصير حزين اذا فشل في المصالحة مع معارضيه.
وتحدث بعد يوم من تأييد روسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا لبيان صادر عن مجلس الأمن الدولي ندد بانتهاكات حقوق الانسان المنتشرة على نطاق واسع واستخدام السلطات السورية للقوة ضد المدنيين.
ووسعت الولاياتالمتحدة نطاق عقوباتها على سوريا يوم الخميس لتشمل محمد حمشو وهو رجل اعمال كبير ونائب بالبرلمان.
وتقول واشنطن إنه واجهة لمصالح الأسد وشقيقه ماهر الذي يقود مباشرة قوات من الطائفة العلوية التي تنتمي لها عائلته وتقود الحملات العسكرية.
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي كانت حكومته تؤيد الاسد بقوة "التطورات هناك غير مقبولة... على سوريا ان تأخذ رسائل تركيا والمجتمع الدولي على محمل الجد."
كما وافق الاتحاد الأوروبي على توسيع نطاق العقوبات على سوريا. وقال وزير خارجية النمسا مايكل شبندليجر إن سوريا تزداد عزلة.
(شارك في التغطية سليمان الخالدي ودومينيك ايفانز ومريم قرعوني من بيروت ومايكل شيلدز من فيينا وديفيد برنستروم من بروكسل وتيموثي هريتدج من موسكو) (رويترز)