وسط حالة القلق التي عاشها الشعب المصري بعد تداول أنباء عن وجود وباء غامض في محافظة القليوبية، بمنطقة شبرا الخيمة، تسب في وفاة 3 أطفال من أسرة واحدة، رفعت وزارة الصحة حالة الطوارئ محاولةً منها لفك طلاسم ذلك الفيروس، وفشلت في تحديد ماهيته، لتأتي مستشفى الحميات بإمبابة التي كان محجوز بها الحالات المتوفية لتكشف سر الفيروس الغامض. قصة "الفيروس الغامض" تبدأ تفاصيل القصة الكاملة لما هو معروف إعلامياً ب"الفيروس الغامض" فى مستشفى حميات إمبابة، منذ تلقي الوزارة بلاغاً بإصابة 11 شخصًا من عائلتين تربطهما صلة قرابة ومقيميين فى منزلين مستقلين بمنطقة شبرًا الخيمة بمحافظة القليوبية بأعراض تشبه النزلات المعوية واشتباه بالتسمم. وبعد وفاة 3 أطفال الأول عمره عامين ونصف والثاني 3 سنوات والثالث 7 شهور، من المصابين، تداولت أخبار عن انتشار "فيروس غامض".
الصحة: لم نحدد بعد ماهية الفيروس الغامض من جانبه قال الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، إنهم لا يعرفون ماهية الفيروس الغامض، مؤكدًا أن فريق من الأطباء والمعنيين قاموا بعمل كافة التحاليل الأزمة للمنطقة التي ظهر بها المرض وظهرت النتائج سلبية لكافة الفيروسات والميكروبات. وأضاف لبرنامج " الحياة اليوم " قائلاً: " عملنا كافة التحاليل دم وبول وبراز وإشعاع نووي ومفيش سبب واضح ولا عارفين إيه هو المرض والسبب في الأعراض دي "، مضيفًا أن حالات الوفاة الثلاثة من ذات الأسرة وهم جميعهم أطفال بالإضافة ل 11 مصاب حتي الآن , وأنهم تلقوا الشكوي منذ 28 فبراير الماضي ولكنهم لم يتوصلوا بعد لهذا المرض. الطب الوقائي: مش قادرين نحدد طبيعة الفيروس وقال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، إن الوزارة شكلت لجنة للتقصي الميداني بشأن ما تم تداوله عن وجود "فيروس غامض" بمنطقة إمبابة، مشيرا إلى إصابة 11 شخصا، ووفاة ثلاثة أطفال، بهذا الفيروس الذي تتمثل أعراضه في حالات قيء مفاجئ وإسهال شديد وألم بالبطن. وأوضح رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة، في مداخلة هاتفية لبرنامج "يحدث في مصر"، أن فرق الوزارة قامت بأخذ عينات "دم" و"بول" و"براز" من كافة المصابين، لتحديد حقيقة الفيروس إلا أنه لم يتم التوصل إلى حقيقية الفيروس، قائلا: "مش قادرين نحدد طبيعة الفيروس".
الحق في الدواء: ننتظر تقرير هيئة الطاقة الذرية لتحديد هوية الفيروس وأشار محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، إلى أن الوباء الغامض الذي انتشر في محافظة القليوبية، أعراضه تشبه النزلة المعوية ، موضحاً أنه ليس مرض معدي، ولا حالة تسمم، مشيراً إلى أن وزارة الصحة لم تحدد بعد حقيقة هذا الفيروس.
وأكد فؤاد، في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن هيئة الطاقة الذرية جمعت متعلقات الأسرتين أهل الأطفال المتوفية من ملابس وأواني، لمعرفة إن كانوا تعرضوا لرصد إشعاعي أو لا.
مستشفى الحميات بإمبابة تنفي وجود الفيروس الغامض ومن ناحية أخرى كشف سمير عنتر، نائب مدير مستشفى الحميات بإمبابة، حقيقة ما أثير مؤخراً حول "الفيروس الغامض"، قائلاً: "الحكاية بدأت بتصريح غير مسئول من أحد الأطباء لأهل الأطفال الثلاثة الذين توفوا، ومنها صرح الأهالي للإعلام الذي بدأ بدوره ترويج شائعة الفيروس الغامض.. فلا يوجد فيروس غامض بالعكس هذا المرض مصنف منذ سنوات لكنه غير معروف لدى العامة ويسمى حمى البحر المتوسط أو الحمى الغامضة (الحمى المالطية)".
وأكد عنتر، في تصريحات خاصة ل"الفجر" أن هذه الحالات الثلاثة التي استقبلتها مستشفى الحميات، حالات مصابة بحمى عادية، كانت أعراضها "آلام حادة بالرأس، آلام في الجسم، وشعور بقلق مع ضيق في التنفس وعدم القدرة على أكل أو بلع أي شىء، ارتفاع الحرارة وسخونية، إعياء شديد، قئ، إسهال"، موضحًا أنه تم التعامل معهم من قِبل الأهل قبل دخولهم المستشفى، والأطباء بعد دخولهم المستشفى، بسوء وإهمال تسبب في تفاقم الحرارة لتؤدي لتوقف المخ ثم هبوط في الدورة الدموية أدت للوفاة.
وأشار إلى أن هذه الحمى غير قاتلة، وليست معدية، وهي تنتقل إلى الإنسان عبر الماشية (الماعز والخرفان) الوافدة لمصر من الخارج نتيجة تناول لحوم وألبان حيوانات مريضة، أو كثرة الاختلاط بالقطط والكلاب، ويتزايد انتشارها بين الفئات التي تتعامل بشكل مباشر مع الحيوانات أثناء الذبح.
وأضاف نائب مدير مستشفى الحميات بإمبابة، أن تلك الحمى يجب التعامل معها تعامل ممنهج من خلال "تخفيف الملابس، شرب سوائل كثيرة، الراحة، تناول خافض للحرارة"، موضحاً أن تحركات وزارة الصحة حول وجود فيروس غامض كانت بناءً على تصريح مجهول بأحد الأطباء بالمستشفى عن وجود وباء وفيروس غامض، لافتًا أن تصريحات الوزارة الآن عن عدم معرفته للمرض بلبلة وتصريحات غير مسئولة.
