لا يستطيع محمد علاء الدين نصر الدين، 20 سنة، أن يصف شعوره بالفرحة عندما اجتاز الكشف الطبى المتقدم، ضمن الاختبارات المقررة للالتحاق بكلية الشرطة، لكنه يقول إنه يساوى تماماً مشاعرى المحبطة عندما لم يجد اسمه فى قائمة المقبولين، رغم أن هذا الاختبار لا يتم إلا لمن تم قبولهم بالفعل فى الكلية لأنه مكلف ويعتبر خطوة أخيرة لتأكيد القبول. تقدم محمد الذى التحق بقسم الإعلام، فى كلية الآداب بجامعة سوهاج، بتظلم إلى كلية الشرطة ولكن دون جدوى، فلجأ إلى محكمة القضاء الإدارى، حيث حصل على حكم فى القضية رقم 18478لسنة 67 ق فى 22 مايو من العام الماضى، بالتحاقه بالكلية خلال العام الدراسى الجارى. محمد سلم الصيغة التنفيذية للحكم إلى الشئون القانونية التابعة للكلية، والذى وعدته بالاتصال به عند ظهور نتيجة الدفعة الجديدة للانتظام معهم فى الدراسة بالكلية، ولكن الموقف تكرر ولم يجد محمد نفسه فى قائمة الدارسين الحاصلين على أحكام مماثلة والذين تم الاتصال بهم لإجراء اختبارات جديدة تمهيداً لإلحاقهم بالكلية، وكأن الحكم لم يكن، مشيراً إلى بعض الضباط أخبروه أن حكم محكمة القضاء الإدارى، لا يعتبر نهائياً إذ يجب أن يكون صادراً من المحكمة الإدارية العليا. ولقى الطلاب الذين تم وضعهم بقائمة المقبولين نفس مصير محمد، حيث رسبوا فى اختبارات القبول، رغم أنهم اجتازوها قبل الدعوى، وتقدم عبدالصبور صالح، محامى، أحد الطلاب ببلاغ إلى نيابة القاهرة الجديدة، تضررًا من عدم تنفيذ الأحكام القضائية المزيلة بالصيغة التنفيذية مطالبًا باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كلية الشرطة، ولكن لم يتم التحقيق فى الأمر. وكانت محكمة القضاء الإدارى، قد أصدرت أحكامًا فى قضايا عديدة بأحقية 10 طلاب بالالتحاق بكلية الشرطة، بعد أن تم رفضهم دون أسباب أو إخطار، علما بأن صدور هذه الأحكام كان تأييداً لحكم من المحكمة الإدارية العليا ل67 طالبا مقيدين بالفرقة الثانية بالكلية حالياً. علي سبيل المثال فتوح شاكر، أحد الطلاب، قال إن والده رفع دعوى أمام القضاء الإدارى، حيث حصل على الحكم رقم 17018، لسنة 67 ق الذى يجب تنفيذه بدخوله كلية الشرطة والانتظام فى الدراسة إلا أنه لم يتم التنفيذ، مطالباً وزير الداخلية بالتدخل فوراً لتحقيق حلمه بالعمل ضابطاً. أما يونس رفعت، صاحب الحكم بالدعوى رقم 9031، لسنة 67 ق بالتحاقه بالكلية، فقال: «أنا وأسرتى نعيش حالة سيئة جدا بسبب هذا الأمر».