تَسَبّبت الحالة الجوية "غامرة" وما صاحبها من أمطار غزيرة هطلت مؤخراً على محافظة الخرمة وضواحيها وجرت منها جميع الأودية والشعاب لعدة أيام، إلى انخفاض أسعار بيع صهاريج المياه لسقي المنازل، بعد أن سجلت، أمس السبت، أدنى قيمة لها منذ سنوات وصلت إلى 40 ريالاً للوايت بحمولة 12 طن ماء. ويأتي هذا الانفراج، بعد ظهور بوادر أزمة مياه حقيقية كانت تنتظر سكان محافظة الخرمة في فصل الصيف القادم التي بدأت ملامحها بارتفاع سعر صهريج الماء غير صالح للشرب بالسوق السوداء قبل نحو أسبوعين إلى 250 ريالاً، واستمرار العشوائية والازدحام الشديد من المواطنين على مكتب تسجيل سقيا مياه التحلية، والذي يصادف توقف ضخها في بعض الأيام بسبب الاعتداءات المستمرة على الأنابيب الناقلة لخزان الخرمة وتعطلها بعض الوقت. وفق صحيفة "سبق"
وفي جولة ميدانية ل"سبق"، أمس السبت، وقفت على أسعار "الأشياب" وتعبئة صهاريج المياه من الآبار الجوفية؛ حيث تراوحت من موقع لآخر بين 5 ريالات إلى 15 ريالاً للوايت العادي، ويتم بيعه ب40 ريالاً.
وذكر بعض العاملين على صهاريج وشاحنات توزيع وبيع المياه ل"سبق"، أن الطلب أصبح قليلاً جداً من الزبائن؛ مما جعل السوق يشهد ركوداً في البيع؛ مؤكدين أن بعض العمالة يستغل هذه الفترة لأخذ إجازة والسفر لبلدانهم، ومن كان منهم يعمل على صهريج مستأجر يعيده لصحابه.
وتَوَقّع أصحاب بعض "الأشياب"، أن يستمر ثبات الأسعار إلى شهر رمضان المبارك مع ارتفاع نسبي خلال شهر شوال حتى يصل السعر إلى 120 ريالاً قبل موسم الحج القادم.
وأوضح مصدر بفرع المياه بالخرمة ل"سبق"، أن مكتب تسجيل سقيا المنازل من مشروع المياه المحلاة بالخرمة شهد -لأول مرة- غياب طوابير الانتظار والازدحام بشكل نهائي.
وأضاف: "قبل أسبوعين وصل عدد المسجلين بكشوفات سقيا المنازل اليومية بمكتب التوزيع إلى 140 شخصاً، وقيمة بيع مياه التحلية للوايت العادي محددة من 40 إلى 60 ريالاً، ومنذ أسبوع لم يحضر أحد ولم يتم تسجيل أي طلب".
وزاد: "يأتي هذا بعد جريان وادي الخرمة وتوفر المياه العذبة في الآبار الجوفية الواقعة على امتداد الوادي بطول 80 كم من مركز الغريف جنوباً مروراً بالقرين وجبار وحوقان حتى الخرمة، ومنها شمالاً في آبار الحرف والدغمية والوطاة والسلمية وأبو جميدة وغثاة والمفيصل حتى الحجيف".