منذ أن بدأ تنظيم «داعش» يتوغل في البلدان العربية، ويتردد تواجده في مصر، وهو ما أكده الخبراء المتخصصون بالشأن الاستراتيجي، مرجعين ذلك إلى غياب رؤية واضحة لتجديد الخطاب الديني من قبل مؤسسة الأزهر. وكان مدير الاستخبارات الامريكية، قد صرح بأن تنظيم داعش سيزيد من وتيرة هجماته خلال الأشهر المقبلة؛ وأنه يتحرك لزيادة انتشاره خارج العراقوسوريا، وسيوسع عملياته من شبه جزيرة سيناء لضرب العمق في مصر. رصدت «الفجر» آراء خبراء في المجال العسكري حول تصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية، فنسنت ستيوارت، بوصول داعش إلى العمق المصري في الأشهر المقبلة. اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجي والأمني بأكاديمية ناصر العسكرية، قال إن هذه التصريحات غير منطقية؛ لأن تنظيم «داعش» تشكيلة من عدة دول سواء عربية مثل السعودية، ومصر، أو أمريكا، ودول كانت إسلامية في الاتحاد السوفيتي، يمكن كشفها بسهولة، مضيفًا أنه لو صح هذا التصريح، طريق دخول هؤلاء سيتم عن طريقين الأول جواز السفر وهو بالفعل يتم فحصه حالياً بشكل جيد من قبل المختصين، أو التسرب بشكل غير قانوني وفي الحالتين العناصر الأمنية مستعدة طوال الوقت لمواجهة هذه العناصر. وشدد الخبير الاستراتيجي والأمني، على أن تتم عمليات التأمين على الحدود البرية والبحرية، إضافةً إلى الوعي الديني ويقع على عاتق الجهات الدينية والثقافية دورًا كبيرًا من حيث التوعية خاصةً بواسطة الجهات المختصة لمواجهة الفكر بالفكر؛ لأن هذا هو لب الطائفية بل أساس داعش بكل البلدان الإسلامية. وأكد العميد صفوت الزيات، الخبير العسكري، أن تنظيم داعش إلى الآن ليس له حدود جغرافية داخل مصر، معتقدًا أن الأمر لن يخرج حتى الآن عن عمليات إرهابية بسيناء. وأشار الزيات، إلى أن روسيا تضرب داعش في سوريا، ويتلقى التنظيم منها ضربات موجعة، الأمر الذي قد يدفعه إلى اللجوء في ليبيا، وهنا تكمن الخطورة على مصر؛ لأنها على نفس الامتداد والحدود الجغرافية مع ليبيا، لافتًا إلى أن هذا الأمر إن حدث سيكلف الجيش جهود جبارة حتى لا يصل إلى مصر، فلا بد من وجود قاعدة معلومات كبيرة واستطلاع جوي، وضرب لمعسكرات التنظيم في الداخل الليبي الذي قد يكون ملجأ لها. ويؤكد «الزيات»، أنه مستحيل توغل عناصر «داعش» داخل مصر في سياق الحملة الدعائية للتنظيم ومواجهة الإرهاب من قبيل القوات الأمنية بمصر، مشددًا على التوعية الدينية؛ لأن التنظيم لم يزدهر بالعراق إلا بالطائفية، وتحسن الانقسام الداخلي لمصر. ووصف اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، تصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية بأنها مسألة تقديرية، معبرًا عن وجهة نظر الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن أمريكا تريد أن تظهر كمحاربة للإرهاب، وهى بالأساس داعمة له. وأكد مسلم، أن الهدف الرئيسي من تصريحات الجنرال الأمريكي هو دعوة مصر إلى الانخراط في التحالف الدولي الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومحاولة لهدم استقرار مصر، وهو ما تسعى إليه جاهدة لتحقيق طموحها في الشرق الأوسط. وأضاف العميد محمود قطري، الخبير الأمني، أن الهدف من تلك التصريحات هو ضرب الاستقرار في مصر بعدما كانت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار بعد ثورة 30 يونيو، ومن ثم تواصل الولاياتالمتحدةالأمريكية مخططها لتفتيت المنطقة، ولكن مصر أفسدت تلك المخططات وأثبتت تماسكها. وتوقع قطري، أن تشهد الدول العربية الفترة المقبلة مزيداً من العمليات الإرهابية في المنطقة، مشدداً على ضرورة أن تؤخذ التصريحات الأمريكية بعين الاعتبار لأنه من الممكن أن تتحقق؛ لأنها تعلم جيدًا أنه إذا سقطت مصر سقط العرب جميعًا. وأوضح اللواء عادل سليمان، الخبير العسكري، أن مصر وشمال سيناء بها عناصر من داعش ولكن ضئيلة، وعن رأيه من توغلها بمصر نفى ذلك؛ لأن طبيعة مصر وعدد سكانها أكبر من أن تتوغل «داعش» داخلها خاصة أنها معتادة على مواجهة الإرهاب. ويرى سليمان، أن الحل يكمن في ضرورة كشف الحقائق دائمًا، من خلال المتحدث العسكري، ويكون لكل وزارة متحدث يطلع الشعب على كل ما هو جديد، مشددًا على ضرورة تكاتف وسائل الإعلام مع أجهزة الدفاع لكشف الأكاذيب التي تبثها حروب الجيل الرابع.