جامعة عين شمس الأولى محلياً و201 عالمياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقا لتصنيف "THE impact ranking"    رئيس جامعة المنيا يفتتح الملتقى التوظيفي الأول للخريجين    أسعار الدواجن اليوم الخميس فى محافظة سوهاج    استقرار أسعار الذهب اليوم: تحديث لحظي للأسعار في السوق المصري    وزيرة التخطيط تبحث مع وزير العمل الملفات المشتركة وآليات تطبيق الحد الأدني للأجور    ارتفاع حاد في مؤشر غلاء المعيشة بفلسطين خلال الشهر الماضي    سعر اللحوم اليوم الخميس فى محافظة سوهاج    وزير الصحة يشيد بدور المبادرات الرئاسية في دعم صحة المرأة وتحسين الظروف السكانية    المسيرة: 5 جرحى في غارتين أمريكية بريطانية على مبنى الإذاعة بمحافظة ريما اليمنية    الأمم المتحدة: ارتفاع عدد النازحين قسريا إلى 120 مليون نسمة في مايو    أوكرانيا تهيمن على جدول أعمال اجتماع قادة مجموعة السبع في إيطاليا    حريق هائل في مصفاة نفطية ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق (فيديو)    قيادي في حماس: تعديلات الحركة على خطة وقف إطلاق النار بغزة ليست كبيرة    أبو الدهب: بعض اللاعبين يتعالون على المنتخب    تعرف على الملاعب التي ستستضيف بطولة كأس الأمم الأوروبية في ألمانيا    فيديو.. الأرصاد: ذروة الموجة شديدة الحرارة تمتد ل3 أيام    اليوم.. الحكم على 16 متهمًا لاتهامهم بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    جدول مواعيد القطارات الصعيد "القاهره أسوان" فى سوهاج    "اللعب مع العيال" يتصدر المركز الثاني في أولى أيام عرضه    تفاصيل موعد وإجازات عيد الأضحى 2024 في مصر    جنايات المنصورة تستأنف محاكمة تاحر سيارات قتل شابا للنطق بالحكم    بيراميدز يتخذ قرارًا مفاجئًا تجاه رمضان صبحي بعد أزمة المنشطات    حدث ليلا.. أزمة غير مسبوقة تضرب إسرائيل وفيديو مخيف ل«السنوار»    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 13 يونيو 2024    قائمة مصاريف المدارس الحكومية 2024 - 2025 لجميع مراحل التعليم الأساسي    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    محمد ياسين يكتب: شرخ الهضبة    حجاج القرعة: الخدمات المتميزة المقدمة لنا.. تؤكد انحياز الرئيس السيسي للمواطن البسيط    حامد عز الدين يكتب: لا عذاب ولا ثواب بلا حساب!    البرازيل تنهي استعداداتها لكوبا 2024 بالتعادل مع أمريكا    مودرن فيوتشر يخشى مفاجآت الجونة في الدوري    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    المفاجآت في قضية سفاح التجمع تتوالى| ارتكب جرائمه ببث مباشر عبر «الإنترنت المظلم»    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    بنك "بريكس" فى مصر    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    يورو 2024| تركيا تطمح في استعادة ذكريات بطولة 2008.. إنفوجراف    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    أستاذ تراث: "العيد فى مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر فى عاداتنا وتقاليدنا"    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار|طلعت موسى: أوروبا تصدر الإرهاب..و4 استخبارات تخطط لضرب اقتصاد مصر
نشر في التحرير يوم 26 - 11 - 2015


حوار- شيماء أبوعميرة:
العواصم الأوروبية صدرت الإرهاب للشرق الأوسط.. و700 داعشي يهددون فرنسا بنار التطرف
أمريكا تخدع العالم باسم الحرب على التنظيمات الإرهابية.. وهجمات باريس "11سبتمبر" جديدة للحفاظ على قطبيتها.
الجماعات الجهادية حولت ليبيا إلى مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي.. وسيطرة "داعش" عليها تهديد للأمن القومي المصري.
الاستخبارات الإسرائيلية البريطانية التركية القطرية شكلت "محور شر رباعي" لضرب الاقتصاد المصري.
ما حدث في "باريس" من عمليات إرهابية مرتبط بكارثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء.
مفجرو طائرة "شرم الشيخ" أرادوا ضرب العلاقات المصرية الروسية.. ومفاعلات "روسا تروم" بالضبعة أصابتهم في مقتل.
"لويس برنار" وعد بتفتيت العالم العربي إلى 82 دويلة مذهبية وطائفية.. ونحتاج لجيش عربي موحد للتصدي للمخطط.

اللواء طلعت موسي مستشار الاكاديمية العسكرية العليا في حوار خاص ل"التحرير":
"العواصم الأوروبية صدرت جهاديين مرتزقة للحرب في سوريا والعراق"، بتلك الجملة يوضح اللواء أركان حرب، طلعت موسى، مستشار الأكاديمية العسكرية العليا، المسؤولية التي يتحملها الغرب في انتشار الإرهاب الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، موضحًا أن فرنسا وحدها قدمت نحو 700 داعشي، واليوم يهددونها بنار التطرف، وبيًن أن "هجمات باريس" سيناريو جديد ل"11 سبتمبر"، خططت له الولايات المتحدة الامريكية للحفاظ على "قطبيتها"، كالقوة المسيطرة على العالم.
موسى شرح في حوار مع "التحرير" مخطط الاستخبارات الإسرائيلية والبريطانية والتركية والقطرية لضرب الاقتصاد المصري، وكيف ترتبط "هجمات باريس" بكارثة إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، مسلطًا الضوء على الأزمة في ليبيا، التي تحولت إلى مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي، وأكد أن سيطرة "داعش" عليها تهديد للأمن القومي المصري... وإلى نص الحوار
بداية.. كيف تري ما حدث في "باريس
أعتقد أن أحداث باريس مرتبطة بشكل كامل من وجهة نظري بأحداث الطائرة الروسية التي أسقاطت في سيناء، فأنا أرى أن الأجهزة الاستخباراتية لما يسمى ب"دول الشر" المحيطة بنا، ممثلة في المحور ال"إسرائيلي بريطاني تركي قطري"، تضع خططًا للتصدي لجميع الانطلاقات المصرية التي حدثت ما بعد الثلاثين من يونيو.
أي انطلاقة تقصد؟
دعينا نؤكد أنه رغم الحالة التي يعيشها الشارع المصري، إلا أن ما تحقق كان إعجازًا بشريًا، وهذا الإعجاز جاء في ثلاثة محاور رئيسية، أولًا الأمن الذي ساد الشارع المصري، وتركز العنف في بورة صغيرة في شمال سيناء، وقريبًا سيتم القضاء على تلك البؤرة، والدليل على ذلك ندرة العمليات الارهابية، والثاني الانطلاقة الاقتصادية التي حققتها مصر من المؤتمر الاقتصادي، إلى دفع الشعب المصري ل66 مليار جنية لتمويل حفر قناة السويس الجديدة، التي كانت تحتاج لثلاث أو أربع سنوات لكي يتم إنجازها، ولكنها خرجت الي النور في عام واحد، والثالث المكانة الإقليمية التي حققتها مصر بعد أن كانت تقف على حافة الدولة الفاشلة منذ عام ونصف، فاستحقت أن تحصل علي مقعدها غير دائم في مجلس الأمن، كلها إنجازات أثارت حفيظة التحالف الرباعي، لأنهم رأوا بأعينهم سقوط مشاريع التقسيم.
وما الهدف الحقيقي من وراء تلك العمليات؟ وهل كان المقصود ضرب العلاقات مع مصر؟
بالطبع كان الهدف الضغط على الدول التي تساعد مصر، فبعد فشل دول محور الشر في مخططاتها، بدأت في محاولة الوقيعة بين مصر وأصدقائها، وكانت البداية مع روسيا، التي تقف معنا موقف المساند، ثم فرنسا التي منحتنا صفقات السلاح، ثم السعودية والإمارات والكويت، وهذه الدول من أكثر الدولة المساندة لمصر في موقفها الحالي، وبالتالي كان من اللازم ضرب هذه العلاقة وإيجاد ثغرة فيها، وبالتالي جاء التنسيق الاستخباراتي لهذا التجمع من هذه الدول من أجل ضرب هذه العلاقة.
هل تعتقد أنهم نجحوا في ضرب تلك العلاقات؟
بالطبع لم ينجحوا، والدليل علي ذلك خروج اتفاقية موقع الضبعة النووية بعد أيام قليلة من عملية إسقاط الطائرة الروسية، كما أن تعاون مصر مع روسيا في منطقة البحر المتوسط يعني دعم وجود روسيا في ميناء طرطوس بسوريا، ولا ننسى أن مصر لها مصالح مع روسيا متمثلة في التسليح والتعاون الاستراتيجي، فعملية تسليح حاملتي الطائرات الفرنسية، من طراز "ميسترال"، (التي تعاقدت عليهما مصر حديثًا)، بالطائرات والمدافع والردارات وحاملات الجنود وغيرها سيتم عن طريق روسيا نفسها.
وماذا عن محاولة ضرب فرنسا من العمق، هل تعتقد أنه له علاقة بما يحدث في المنطقة وعلى الأخص في مصر؟
أعتقد أنه بعد صفقات ضخمة، كحاملتي الطائرات "ميسترال" والفرقاطة "فريم" والطائرات "الرافال"، وحتى بعد الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب في المنطقة، كان علينا أن نتوقع أن يتم ضرب العمق الفرنسي، في محاولة لضرب التعاون المصري الفرنسي، من خلال تصدير عناصر داعش المدعومة مخابراتيًا بشكل دولي، ثم الادعاء أن العرب والمسلمين هم الذين ينفذون هذه العمليات الإرهابية.
البعض ألمح إلى دور إسرائيلي، بعدما أفصحت تل أبيب عن هواجسها وقلقها من التسلح المصري الأخير؟
بالتأكيد أي سلاح يدخل مصر ويضاعف من قوتها وقدرتها يقلق إسرائيل، ونظرية الأمن الإسرائيلي تقضي بأن تمتلك تل أبيب ما تمتلكه ال 22 دولة عربية مجتمعين، وبالتالي عمليات التسليح الجديدة ودخول تلك التكنولوجيا إلى مصر والدول العربية، قد يكون عاملًا مهما في حالة التوتر التي تعيشها المنطقة.
بعض جنرالات إسرائيل يدعون أن الحرب في سيناء مسلسل هزلي، وأن الإرهاب ذريعة مصرية لإدخال قوات أكثر لأرض الفيروز؟
الواقع الذي نعيشه يدحض هذا الرأي جملة وتفصيلا، لأن أبنائنا الذين يسقطون في سيناء نتيجة للإرهاب لا يكذبون، كما أن الأنفاق التي يتدفق منها العناصر الإرهابية والسلاح ليست خداعًا، وتؤثر على الأمن القومي المصري، الأمر الثاني أن مصر دولة قانون تحترم القانون، فطيلة 42 عامًا احترمت معاهدة السلام والتزمت ببنودها، ومن المفترض أن يكون هناك شيئًا من إجراءات الثقة بين الطرفين، ويشمل نقط الملاحظة ودوريات متحركة بواسطة قوات متعددة الجنسيات، ومكتب اتصال في بئر سبع وآخر في العريش، وقيادتها في روما، وهناك إجراء دوري كل 15 يومًا، وتفتيش فجائي كل 48 يومًا بطلب من أحد الجنابين، وإمكانية التبليغ عن أي قوات إضافية تدخل للطرفين، وكل هذه الإجراءات بناء ثقة ولا خلاف فيها على الإطلاق، والحديث عن المسلسل هدفه إيجاد ثغرة لإثارة البلبلة بالشائعات.
نعود إلى أحداث باريس من جديد، فهل تعتقد أن ما حدث في 13 نوفمبر يشبه إلى حد ما بأحداث 11 سبتمبر؟
الكثير من الدول الأوروبية أطلقت عليها "11 سبتمبر" الثانية، وأرى أنها كذلك، خاصة وأن وقع 7 عمليات إرهابية في وقت متزامن، لا تقل في ضخامتها وترتيباتها عن أحداث نيويورك، ويومها قال بوش الابن إنها حالة حرب، وإن العالم سيشهد حربًا جديدة لم يرها من قبل، واليوم يردد الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، نفس العبارات، فما حدث في أوربا خطوة أولى نحو تدفق الإرهاب في المدن والعواصم الأوربية، ولذلك الدول تتخذ إجراءات متشابه لما حدث في 2001.
وهل يمكن أن يتحمل المسلمون والشرق الأوسط ما حدث في بداية الألفية الثالثة من غزو لأفغانستان والعراق؟
هنا الخطابان الديني والثقافي يلعبان دورًا كبيرًا في إيضاح الأمر أمام الدول الأوربية، فحتى لا نتحول إلى ضحية تلك الأعمال الإرهابية كمسلمين، علينا إيضاح أن الدين الإسلامي لا يدعو للإرهاب على الطلاق؛ لأن مرتكبي هذه العمليات يدّعون أنها من الإسلام والإسلام بريء منهم.
فرنسا كانت أحد أهم الدول الأوروبية التي صدرت مرتزقة إلى تنظيم داعش طبقا لدراسة "معهد الدفاع البريطاني"، هل تعتقد أنها اليوم تكوى بنار تلك الخطوة؟
بالتأكيد.. وليست فرنسا فقط من صدرت الإرهاب لداعش، هناك عواصم أوربية كثيرة صدرت هذا الإرهاب، ووفقًا لإحصائيات رسمية ومعلنة، فاليوم فرنسا بها نحو 700 شاب انضموا لداعش.
هناك من يربط بين ما حدث في فرنسا ومخططات تقسيم الشرق الاوسط التي تحدث عنها لويس برنار؟
هذه النقطة الأهم، فما يدور حولنا بالفعل مشروع التقسيم الخاص بلويس برنار، الذي أطلقه عام 1983، أي منذ نحو 30 عامًا، وأعلنه في جلسة سرية بالكونجرس الأمريكي، ويشمل طريقة تفتيت الدول العربية ال22 إلى 82 دولة، بتقسيمات عرقية ودينية وإثنية وسياسية وطائفية، وحاليًا التقسيم جاري وخطته واضحة منذ سنوات، لكن الغريب أن العرب غير منتبهين لذلك، وبالتالي مقاومة هذا التقسيم لابد أن تكون بقوة عربية مشتركة حقيقة ووحدة المواقف بين الدول.
هناك من يؤكد أننا نعيش ليلة الحرب العالمية الثالثة، فهل تعتقد أن الشرق الأوسط سيلعب دور البلقان في الأحداث؟
العالم يعيش ومنذ عام 1990 عصر القطب الواحد، تلعب فيه الولايات المتحدة دور البطولة، وبقية الدول تدور في فلكها، لأسباب كثيرة أهمها الفجوة التكنولوجية والاقتصادية الهائلة، وبالتالي فهي تسعي للحفاظ على هذه الفجوة مع دول الاتحاد الروسي والصين والهند وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأنا أعتقد أن "أوباما" يقود الولايات المتحدة الأمريكية لفشل متعدد المستويات، سواء على المستوي الداخلى أو الخارجي مع تنامي القوي الأخرى الممثلة في روسيا والصين والهند، وبما أن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط تسعي لإيجاد حل لمشكلته الممتدة لأكثر من ستون عاما، لترك المنطقة لوكلاء يديرونها، لتتفرغ هي لدول العملاقة التي أصبحت تنافسها على التعددية القطبية.
وبالتالي أمريكا تريد أن تترك المنطقة بشكل محدد، أن تكون إسرائيل الدولة الكبرى المهيمنة في المنطقة، وتفتيت الدول العربية إلى دويلات، وإيجاد وكيلين لسياساتها في الشرق الأوسط، أحدهما من اتجاه الغرب، والآخر من اتجاه الشرق، وهما تركيا وإيران، لذلك عقدت اتفاق الصلح مع إيران (5+1)، وتستطيع التفرغ لآسيا التي أصبحت تنافسها على القطبية الدولية.
ماذا يعني إعلان فرنسا الانضمام للتحالف المصري الروسي في الحرب على الإرهاب؟
أنا أري أن ذلك تطابق في وجهات النظر، وجدية في التعامل مع الإرهاب.
فرنسا حددت الإرهاب في ليبيا كهدف يجب مواجهته، للحفاظ على حلفائها، مصر وتونس والجزائر، فهل تعتقد أن دواعش ليبيا هم منفذو عملية باريس؟
ليبيا حاليًا تعتبر مركز لاستقطاب الإرهاب العالمي، فمناخها اليوم مناسب لتواجد العناصر الإرهابية، التي تحب أن تتواجد في المناطق التي تخرج عن السيطرة، لكي تكفل لها حرية الانتقال وخفة الحركة وخفة التخطيط والتنفيذ وإقامة معسكرات للتدريب، وبالتالي أصبحت المناخ المناسب للتجمع الإرهابي، والحقيقة علينا أن نعترف أن ليبيا تعرضت لخطة ممنهجة لتحويلها مرتعًا للإرهاب، حتى تصبح تهديدًا دائمًا للمنطقة، وللأمن القومي المصري، وإلا فلماذا تناذل عنها العالم بعد سقوط القذافي، ولماذا تم توريد السلاح للجماعات الإرهابية المسلحة.
في رأيك ما أهم التحديات التي تقف أمام الأمن القومي المصري اليوم؟
عندما نتحدث عن أهم التحديات فيجب أن نقسمها إلى قسمين، أولهما تحديات وتهديدات تنبع من الداخل، والثانية تنبع من الخارج، وللأسف عناصر التهديدات والتحديات النابعة من الداخل لديها تنسيق متكامل مع منابع التهديد الخارجي، فنحن نعاني داخليًا من إرهاب وجماعات تكفيرية جهادية وفقر وبطالة، وعشوائيات وانخفاض مستوي المعيشة.
هل تعتقد أن أمريكا لها دورًا فيما يحدث في المنطقة من اضطرابات؟
هنا يأتي التحدي الخارجي، فالولايات المتحدة دولة تخدع العالم كله بسياستها لأنها تستخدم الإرهاب كركيزة أساسية ضمن سياستها الخارجية، ما يعني أن العناصر الإرهابية أحد أدوات السياسية الخارجية الأمريكية، لخدمة أهدافها الخارجية، والدليل على ذلك ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا، ورفضها الاعتراف بالإخوان كجماعة إرهابية رغم ما حدث في المنطقة، ولا ننسى سياستها في تفتيت الدول العربية إلى دويلات، أما ما تدعيه عن محاربتها للإرهاب فهذا كلام تضحك به على الشعوب العربية.
وماذا عن القوى الإقليمية الأخرى؟
هناك تركيا بالطبع، وهي دولة تحلم باستعادة الخلافة الإسلامية، وأن يكون لها والي في دولة كمصر، أما إسرائيل فهي مركز القيادة المتقدم للولايات المتحدة، في حين تقف إيران على أربع ثوابت أولهما سياسية الاستعلاء والتكبر على باقي الشعوب، ثانيها احتلال جزر الإمارات، وجعل البحرين المحافظة رقم 4 لها وضم العراق، وثالثهما تصدير المذهب الشيعي، وأخيرًا اعتبار أمن دول الخليج العربي جزء من الأمن الفارسي وليس العربي.
إذا ما تناولنا أوضاع مصر بعد عامين من 30 يونيو، هل تعتقد أننا فشلنا في التواصل مع العالم، أم نواجه ضغوطًا لأسباب معينة؟
على العكس تمامًا، مصر حققت تقدمًا كبيرًا بعد ثورة يونيو، وأرى ذلك من خلال 26 زيارة رئاسية لدول رائدة في العالم، فمن قلاع الصناعة الأوروبية فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأسبانيا، إلى روسيا والصين وإندونسيا، كل ذلك يعد قفزة في مكانة مصر الدولية والإقليمية.
ألا ترى أنه إذا كانت هناك مؤامرة خارجية، فتوجد مسببات داخلية لنجاحها مثل الإهمال والتجاهل وغيره؟
صحيح لأن عدم مكافحة الفساد بكافة أنواع يساعد على تنفيذ المؤامرة، كذلك عدم محاسبة كل من يخطئ حتى من المسؤولين، لابد من تطهير مؤسسات الدولة، فحتى الآن لا يوجد أسلوب علاج قوي وشامل.
مصر أضحت دولة محاصرة من جمع الجهات، هل تعتقد أن داعش يسعي للتوغل إلى الداخل المصري؟
حدود مصر محمية بقوتنا المسلحة، وحدودنا الشمالية الشرقية مع غزة آمنة، فهناك أيضًا قانون حماية الحدود الذي أصدره الرئيس بأن الحدود مناطق عسكرية لمنع التهريب وأمور أخرى كثيرة.
كيف تري العراقيل والمعوقات التي تواجه الأجهزة الأمنية في سيناء؟
الجيش يتغلب على كل المعوقات، ولكن بالطبع العناصر الإرهابية أهم تحدي بكافة أشكالها وأنواعها.
قضينا على أغلب الأنفاق مع غزة ورغم ذلك لا يزال هناك إرهابًا؟
الأنفاق لها قصة مختلفة، فمن الصعب السيطرة عليها بالكامل؛ لأننا حينما نغلق فتحة نفق تظهر فتحة من ناحية أخري، إضافة إلى الشركات التي تسهم في حفر تلك الإنفاق.
وماذا عن الجنوب والأزمة السودانية الأخيرة، هل تعتقد ثمة مواجهة قادمة في الجنوب؟
ماذا جاء بالسودانيين إلى حدود مصر مع إسرائيل، هؤلاء جاءوا عن طريق درب الأربعين ناحية الصحراء الشرقية؛ لتهريب الذخيرة والسلاح والإتجار في البشر، وبالتالي من حق الجيش المصري التعامل معهم على الفور، هؤلاء في النهاية مهربون ولا حق للسودان أن تتخذ موقفًا بناءً على هذا، فأنا لا أعتقد أن هذا الحادث يثير العلاقات المصرية السودانية.
كيف قرأت تصريح وزير الخارجية الإثيوبي بقوله إن مصر أضعف من أن تدخل في حرب؟
أولًا الحديث عن حرب عسكرية على إثيوبيا مرفوض شكلًا وموضوعًا، ثانيًا إذا كان صدر هذا التصريح حقيقة إذا فإنه استفزازي، كما أن بعض الجهات تحاول دق الأسافين لتوسيع الثغرة بيننا وإثيوبيا، وأعتقد أن بعض الصحف الإثيوبية التي تنشر تلك التصريحات صفراء ومدفوعة الأجر وممولة، وكل هذا يدخل في إطار حروب الجيل الرابع والمتمثلة في الحرب النفسية والتضليل والأكاذيب وإثارة الشائعات والحروب المعنوية، والحديث عن ضربه عسكرية عبث، لأن من يريد أن يضرب لن يظهر ويصرح ويقول إنه سيضرب.
كيف رأيت الانتخابات البرلمانية ومدى تدني نسبة المشاركة؟
طبعًا الشخص الذي لم ينزل للانتخاب فأنا أنظر إليه على أنه شخص مقصر في حق مصر، فمصر لها ضريبة وحق علينا، حتى لو الشخص نزل وأبطل صوته أفضل من عدم نزوله؛ لأن نسبة المشاركة ستعرض على العالم كله، فهذا التزام دستوري واستكمال لخارطة المستقبل، فالعالم اليوم ينظر إلينا بعيون مختلفة لذلك لابد أن يري فينا لحمة واحدة.
في رأيك لماذا تلك الحالة من العزوف للشباب عن التصويت؟
طبعًا هذا هدف من أهداف حروب الجيل الرابع للحروب، وهو كسر الإرادة من خلال الشائعات، وتكثيف إظهار السلبيات، دون إبراز النماذج الناجحة والوطنية، على الإعلام اليوم الاهتمام بالنماذج الوطنية والناجحة، لأنه ليس كل ما يبرزه الإعلام يمثل الشارع المصري، فبعض القنوات الفضائية المصرية تلعب دور أخطر مما تقوم به القنوات المعادية لمصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.