اعتبر خبراء الشأن الاستراتيجي، تصريحات مدير الاستخبارات الامريكية، فنسنت ستيوارت، بوصول داعش إلى العمق المصري في الأشهر القادمة، بأنها خدعة أمريكية جديدة؛ لتشتيت الاستقرار المصرى. وكان مدير الاستخبارات الامريكية، قد صرح بأن تنظيم داعش سيزيد من وتيرة هجماته خلال الأشهر المقبلة؛ وأنه يتحرك لزيادة انتشاره خارج العراقوسوريا، وسيوسع عملياته من شبه جزيرة سيناء لضرب العمق في مصر. اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجى، وصف تصريحات مدير الاستخبارات الامريكية بأنها مسألة تقديرية، معبرة عن وجهة نظر الولاياتالمتحدة، مشيرًا إلى أن أمريكا تريد أن تظهر كمحاربة للإرهاب، وهى بالاساس داعمة له . وذكر أن الهدف الرئيسى من تصريحات الجنرال الامريكى هو دعوة مصر الى الانخراط فى التحالف الدولى الذى تقوده الولاياتالمتحدةالامريكية، ومحاولة لهدم استقرار مصر، وهو ما تسعى اليه جاهدة لتحقيق طموحها فى الشرق الاوسط. وأوضح أن واشنطن تحاول ارباك المشهد السياسى فى مصر، بمثل هذه التصريحات؛ لان مصر غير متفقة معها بالدخول في التحالف الدولى الذى تقوده. وقال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى، ان جهاز الاستخبارات الامريكية من اكبر الاجهزة فى العالم ويضع فى اعتباره أسوأ الاحتمالات التى يمكن ان تحدث، مؤكدا انه من الطبيعى ان تصدر هذه التقارير عن جهاز ينتمى الى دولة صانعة للارهاب وعلى يقين بالمخططات الارهابية التى تحدث فى الدول العربية. واشار الى ان تقارير الاستخبارات الامريكية تأتى فى اطار تصاعد الصراع المتواجد فى الشرق الاوسط وما يحدث فى سورياوالعراق، ومصر الوحيدة التى كشفت المؤامرة التى تلعبها واشنطن لتفتيت الشرق الاوسط . وعبر يسرى العزباوى، الباحث بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية، عن استيائه من تلك التصريحات، قائلا:"شيء متوقع من دولة تدعم الارهاب وتموله، وعندما رأت أن مصر تحقق انجازات وتحول ديمقراطي، أزعجها الأمر، فجاءت تلك التصريحات لتشتيت الاستقرار المصرى". ورجح أن الهدف من وهذه التصريحات، هو رؤية واشنطن ان مصر تلعب دورا رياديا كبيرا فى المنطقة الفترة الاخيرة، وتوجهها الى تعزيز علاقاتها بدول كبيرة فى روسيا والصين، وهذا لاتقبله امريكا، لانها تريد ان تبقى اكبر قوة عظمى يمكن الاعتماد عليها فى كافة المجالات، مستبعدا أن تضرب "داعش" العمق المصري. ورأى العميد محمود قطرى، الخبير الامنى، ان الهدف من تصريحات "فنسنت ستيوارت" هو ضرب الاستقرار فى مصر بعدما كانت قاب قوسين او ادنى من الانهيار بعد ثورة 30 يونيو، ومن ثم تواصل الولاياتالمتحدةالامريكية مخططتها لتفتيت المنطقة، ولكن مصر افسدت تلك المخططات واثبتت تماسكها. وتوقع أن تشهد الدول العربية الفترة القادمة مزيدا من العمليات الارهابية فى المنطقة، مشددا على ضرورة أن تؤخذ التصريحات الأمريكية بعين الاعتبار لانه من الممكن ان تتحقق؛ لانها تعلم جيدا انه اذا سقطت مصر سقط العرب جميعا.