بعد تصريحات وزير الخارجية التركى مولود شاوشان أن بلاده اتفقت من حيث المبدأ على تقديم دعم جوى لقوات المعارضة السورية والتى تلقت تدريبات فى إطار برنامج تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية على الأراضى التركية، استطلعت الأهرام آراء عدد من الخبراء الاستراتيجيين حول معنى ودلالات هذا التطور، وهل يمثل تغييرا فى توجهات واشنطن حيال الأزمة السورية خاصة والوضع فى الشرق الأوسط بصفة عامة. اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية يرى ان ذلك الدعم ليس بجديد لان الولاياتالمتحدة أعلنت بالفعل تدريب مقاتلين من المعارضين لنظام بشار الأسد فى سوريا, والإعلان عن الدعم الجوى هو بداية لان الولاياتالمتحدة تريد تقسيم سوريا إلى أربع دويلات. ورغم أنها من صنعت داعش فى الأساس لإحداث الفوضى وعدم الاستقرار فى سورياوالعراق وليبيا، إلا أنها ترى الآن أن هذا التنظيم لا يمثل فائدة لها، وتريد أن تقول للعالم من خلال توجيه الدعم الجوى وربما البرى بعد ذلك أنها هى من قضت على داعش فى المنطقة. وفى نفس الوقت تحاول الولاياتالمتحدة قطع الطريق على الوجود الروسى فى سوريا وقطع خط الإمداد الايرانى الى حزب الله اللبنانى عبر سوريا. ويؤكد اللواء نصر سالم أن الهدف الأمريكى الرئيسى هو إضعاف القلب وهو مصر «قلب الأمة العربية, من خلال إستراتيجية» شد الأطراف على مصر من جهة الغرب فى ليبيا وفى الشمال الشرقى فى سورياوالعراقوالجنوب فى السودان. ويضيف أن الولاياتالمتحدة هدفها مصر وكل ما يتم من زعزعة وعدم استقرار فى المنطقة هو مخطط تقوده لتقسيم المنطقة لدويلات صغيرة وإضعاف الدول العربية. من جانبه يقول اللواء طلعت موسى مستشار أكاديمية ناصر العسكرية ان الهدف الاستيراتيجى التركى هو إسقاط النظام السوري، وهدف أمريكا الاستراتيجى هو إسقاط سوريا والنظام السورى وتقسيم سوريا. وهذا يعنى ان هناك اتفاقا استراتيجيا بين البلدين, كما أن هناك بعض الأطراف فى الدول العربية تريد القضاء على النظام السوري. ويؤكد اللواء طلعت موسى ان الوضع فى سوريا حساس جدا فيجب ان نفرق بين الدولة السورية " الجيش – الشرطة القضاء " وبين نظام بشار الأسد, ويجب أن تبقى سوريا الدولة وليس النظام السوري. ويوضح أن تركيا تستخدم داعش باعتبارها " الحجة " لإسقاط سوريا الدولة، لان أمريكا هى من صنعت داعش وتركيا هى من ترعى داعش، ومستشفيات تركيا تستقبل جرحى داعش بشكل مستمر وتقوم بعلاجهم وتصدرهم مرة أخرى لسورياوالعراق. ويتابع اللواء طلعت موسى قائلا ان تركيا حليف وشريك لإسرائيل فى المنطقة وتدعى وتتشدق انها تدعم فلسطين وتساند القضية الفلسطينية وهى من تبيع البترول الذى تسرقه داعش من حقول كركوك لإسرائيل من خلال خط الأنابيب الممتد الى ميناء جيهان جنوبتركيا. وهناك اتفاقية تعاون موقعة بين اسرائيل وتركيا تشمل التعاون العسكرى من خلال تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة بين البلدين وكذا تبادل المعلومات حول كيفية ضرب «سوريا» . ويؤكد اللواء طلعت موسى ان الاعلان عن الدعم الجوى للمعارضة السورية لضرب داعش فى سوريا ليس «استراتجية», ولكنه «تكتيك» لان الولاياتالمتحدة لو ارادت القضاء على داعش لاستطاعت خلال 6 ساعات وليس كما ادعى الرئيس الامريكى باراك اوباما انه يحتاج الى 3 سنوات، ودعم 40 دولة وتأكيده انه سيطارد داعش ويضربها فى اى مكان دون النظر الى الحدود الجغرافية. ويقول اللواء طلعت موسى أن اوباما كان يهدف من ذلك الدخول الى مصر بالتحديد من خلال مطاردة داعش من جهة الغرب عبر ليبيا , ويجب ان يعلم الجميع ان هدف امريكاوتركيا مشترك وهو تفتيت الدول العربية وإسقاطها فى الفوضي. ومن جهته يرى اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى والاستراتيجى ان التدخل الامريكى لضرب داعش هو مجرد ادعاءات وتمثيليات مؤكدا أن "داعش "صناعة أمريكية تريد بها الولاياتالمتحدة زعزعة الاستقرار واستمرار الفوضى فى اى دولة من دول المنطقة وهو هدف استراتيجى للولايات المتحدة. ويضيف اللواء حمدى بخيت انه لو كانت الولاياتالمتحدة تدين الإرهاب وتريد فعلا محاربة داعش وجميع الحركات الإرهابية فى سورياوالعراق ومصر لتغير الوضع تماما، ولكنها تريدها فوضى عارمة, وكل ما تسعى اليه هو زرع دولة جديدة "للدواعش " فى منطقة شمال غرب العراق وشمال شرق سوريا .