منزلٌ متواضع يجلس به أب وأم وجدة إلى جوار طفلة جميلة ومبتسمة مستلقية على أريكة وإلى جوارها وسادة ووالدتها إلى جانبها حتى لا تقع، ربما يكون هذا المشهد طبيعياً إذا كانت الطفلة النائمة هي طفلة رضيعة عمرها شهور ولكنه مشهد لطفلة عمرها 3 سنوات تعاني من ضمور بالأعصاب ولا تستطيع المشي أو الجلوس أو الكلام أو التركيز فيما حولها قد يكون ذلك قدرها ولكنه قدر ممزوج بالإهمال الطبي "عشان دكتورة عايزة تستسهل ومش شايفة شغلها كويس أعاني أنا وبنتي طول العمر" هكذا صرخ والد "مَلَكْ" بعصبية باكياً وهو يحمل طفلته وينظر إليها وهي زائغة ببصرها لا تدري ماذا يحدث حولها. تعاني "ملك" من ضمور بالأعصاب بسبب تعرضها ل "زنقة بالولادة" سببت لها نقص في الأكسجين. والدة "ملك" عندها ضيق في الحوض يستلزم أن تكون ولادتها قيصرية ولكن الطبيبة بمستشفى الدمرداش أصرت أن تكون ولادتها طبيعية "فضلت تضغط على بطني عشان تولدني طبيعي لحد ما بنتي تعرضت لضغط اتسببلها في نقص الأكسجين لتولد الطفلة بلا صرخة الولادة، وبعد ما ولدت طلبوا مني إني أخلي السرير لمريضة تانية فقمت بدون مساعدة أي ممرضة ووقعت أنا وبنتي اللي لسه مولودة علي الأرض" هكذا أخبرتنا "أم ملك" التي تمتلك طفلا آخر أصغر من ملك ولكنه طفل طبيعي لأنها ولدته بعملية قيصرية. لم تدخل "ملك" حضانة عند ولادتها بل كتبت لها الطبيبة على خروج من المستشفى وحتى لم تخبر أهلها أنها تحتاج إلى حضانة بل لاحظت أمها بعد أيام من خروجها من المستشفى أن جسد طفلتها يزداد ازرقاقا فأخذها والدها إلى أحد أطباء المخ والأعصاب، الذي أخبره أن ابنته تعاني من الضمور. "بنتي كانت ممكن تتلحق وهي لسه مولودة لكن إهمال الدكتورة والتأخير هو اللي خلاها وصلت لكده" قال والدها "محمود فتوح" الذي يعمل كمندوب توصيل لإحدى المحلات ويصرف دخله على علاج المخ والأعصاب وجلسات الكهرباء. عند سؤالنا عن لجوئهم للتأمين الصحي أخبرنا والدها " التأمين الصحي بيكتبلنا على علاج غالي ومش موجود عنده فبيضطر يصرفلنا بديل مبيعملش حاجة يا إما بيعمل تأثير مضاد " كما تسبب أحد أدوية التأمين الصحي في زيادة نسبة الكهرباء عند "ملك". ما يطلبه والدا الطفلة هو أن يتم إجراء عملية حقن لها تعيد إليها الحركة والنمو الطبيعي لأنهم سئموا العلاج الطبيعي وعلاج المخ والأعصاب المكلفين ولا يحدثان أي تقدم في حالة "ملك".