عقدت مساء أمس الأربعاء ندوة نقدية عن مسرحية "هي كده" في مسرح الغد بالعجوزة تلت العرض المسرحي، بحضور د. أسامة أبو طالب، الناقد محمد الروبى والكاتب بهيج إسماعيل ود. سيد الإمام والناقد أحمد خميس مع فريق عمل العرض وإسماعيل مختار مدير فرقة مسرح الغد. افتتح الندوة الناقد محمد الروبي الذي قال:" د. يوسف إدريس هو أحد رواد المسرح العربي، وجميل جدا ورائع العمل على هذه المسرحية له، والتي تعد نقلة تؤرخ لزمن الفرافير وما بعد الفرافير" .
وأضاف: هذه التجربة للمخرج محمد سليم تعتبر مغامرة كبيرة يخوضها، لأنها عندما كتبت كان المجتمع المصري في حال مختلف عن الآن ، وعندما كتب يوسف إدريس مسرحية "الفرافير" التي يقدمها عرض "هي كده"، كان لتطبيق نظريته كيف تصنع مسرح خاص بك مثلما فعل الغرب، وكان " الفرفور" أحد العناصر التمثيلية في الريف المصري ، وهذا الفرفور يناقش نخبوية الوجود. أيضا، في مسرحية "الفرافير " المؤلف يظهر مرتين ولكن فى مسرحية "هى كده" المؤلف يظهر طوال الوقت".
وقال الناقد أحمد خميس: كان الجدل يدور حول سؤال "هل نستطيع الآن تقديم نص د. يوسف إدريس كما هو؟" ، وأجاب: كان لابد لمجموعة العمل كاملة العمل بشكل جديد لتوصيل المعنى الحقيقي للنص وهو علاقة السيد بالفرفور والحاكم بالمحكوم بشكل يناسب ويلائم الوقت الحالي، ولهذا تم تحويل الفرفور إلى فرفورة، كما نقل لنا الجدل المتبادل بين المحقق والكاتب طوال الوقت مأساتنا وحالنا الآن، وتم استخدام الميديا داخل العرض لتضعنا في مواجهة المآسي وكل أوقات اللحظة الراهنة التي نعيشها في مجتمعنا العربي.
وأضاف خميس: كل ممثل من مجموعة العمل يحاول تقريب المسافة بينه وبين المتلقي، والتفاعل معه، فقد استطاع المخرج محمد سليم من خلال الممثلين وسينوغرافيا العرض تأكيد أن هذا العرض ليس مجرد تقديم لنص د. يوسف إدريس، ولكنه تقديم صورة لما يحدث الآن من قضايا ومشكلات بروح جديدة ".
وأشاد د. أسامة أبو طالب بالعرض قائلا: "هذا العرض من العروض القادرة على الإثارة الذهنية وتحقيق متعة المشاهدة وتقديم رؤية طازجة. استخدم العرض فكرة المسرح الفقير بالاعتماد على عناصر بسيطة من الديكور وغيرها لتوصيل فكرة العرض، واستطاع المخرج تفجير طاقة الممثلين ليخرج أداءهم مذهلا، خاصة الفنانة سامية عاطف، حيث أنهم فهموا الخط الأساسي لهذه الرؤية فتناغموا جميعا لتوصيل المعنى. كما تم العمل على اختصار الزمن وتكثيف المعنى من خلال الشاشة الدوارة الموجودة بالعرض، وكان في وجودها موازنة في توزيع كتلة المشهد، وإمتاع العين، حيث ترى باستمرار شيء جديد لا يصيبها بالملل".
الكاتب بهيج إسماعيل قال: "أخذ د. يوسف إدريس في مسرحيته فرفورا صغيرا من الريف المصري، ورأى أن هذا الفرفور يدور في مجال يمتد من أول الذرة إلى المجرة، ليقدم رؤية مسرحية غير تقليدية، حيث أنه رأى أن هذا موجود في الكون والمجتمع وفى السياسة أيضا، سواء كان في نظام الرأسمالية، أو الاشتراكية، فيوسف إدريس نظر نظرة فلسفية وجودية، والتي اختار منها المخرج محمد سليم اسم "هي كده" ليقصد الدنيا وسياستها التي نعيشها بالفعل، وأن الرجل بصفته رجل فهو "سيد" وان المرأة بصفتها سيدة فهي " فرفورة"."
"هي كده" يستمر عرضها في التاسعة مساء يوميا بقاعة الغد بالبالون عدا الاثنين، العرض إنتاج فرقة الغد التابعة للبيت الفني للمسرح، بطولة: شريف صبحي، سامية عاطف، عصام شكري، طارق شرف، محمود الزيات، ديكور مايسة محمد، أزياء نورهان سمير، أشعار محمد الشاعر، موسيقي وألحان عطية محمود، إضاءة عز حلمي.