بدعوة غريبة ومنطق مبتذل لا يستند لأي نوع من أنواع التفكير أطل علينا ذلك الشخص الذي يدعي انه من أهل الفكر وأصحاب الثقافة مناديا بمليونية لخلع الحجاب وكأن الحجاب بات رزيلة من الرزائل وفاحشة كبري واداة تهدد صلاح العباد والبلاد. حقيقة لم أجد تفسيرامنطقيا لدعوته تلك في هذا التوقيت الدقيق الذي يحتاج منا لعمل شاق وفكر مستنير وإدارة حكيمة وتكاتف من الجميع كي نعبر ببلدنا إلي بر الأمان ،فالمجتمع المصري بات علي المحك من كثرة الفتن التي أثيرت في الفترات الماضية منذ يناير 2011 وحتي الان فالكل بات في صراع مع الكل وأصبح المجتمع علي غير العادة في صراع استوحش بطريقة باتت تنذر بالخطر تلك الحالة ألقت بظلالها علي كل المناحي فالسياحة أخذ مؤشرها في الانخفاض ولم يكن الاقتصاد افضل حالا. وبدلا من أن يقدم لنا صاحب هذه الدعوة حلا لأي من تلك الأزمات التي نعانيها إذ به يأخذنا لمنطقة أخري تزيد الطين بلة او قل إن شئت تزيد النار اشتعالا ، فالشعب المصري كما هو معروف ولست في ذلك مبالغا متدين بطبعه يغار علي دينه ويحافظ علي مبادئة وقيمه وتقاليده الأصيلة . كما أن الجميع يعلم أن اكثر من 90 بالمائة من نساء مصر يرتدين الحجاب وأن دعوة كهذة من شأنها أن تثير الفتنة وأن شريحة كبيرة من المجتمع سترفض ذلك وهذا ما حدث بالفعل ، فلماذ اذن كانت هذ ه الدعوة من الأساس ؟ وهل بات مسموح لأي شخص أن يتحدث في هراء وفق ما يشاء ؟ سيدي .. اذا كنت تتحدث عن حرية المرأة فعليك أن تنظر كيف كان حالها قديما فأهل اليونان اعتبروها مشاعا للجميع وجعلوها مجرد وعاء يسد رغبات الرجل عندما يحتاج اليها وكيفما يتعامل معها ،ولم يختلف حالها عند جميع الشعوب التي يتشدق أهلها الان بالحرية وحقوق المرأة وغير ذلك إلي أن جاء الإسلام وأعطي المرأة كامل حقوقها كحقها في الحياة الذي سلب منها عصر الجاهلية عندما كانت تؤاد المرأة بإعتبارها عارا علي المجتمع ، كما أعطاها الحق في العلم والعمل فالمرأة عملت في صفوف الجيش عصر الرسول (ص) واختيار شريك الحياة فالزواج في الإسلام يعتبر باطلا إذا كانت الزوجة ترفض شريك الحياة ، ودليل اهتمام الإسلام بالمرأة أن أوصي بها الرسول في كثير من أحاديثه عندما قال (ص) رفقا بالقوارير وغيره من الأحاديث. فالحجاب يوما لم يكن يمثل حجرا أو ينتقص من حرية المرأة فهو ليس حجابا للعقل كما يزعم كثيرون بل هو سترا للمرأة وحفاظا عليها وجزء أصيل من ثقافتنا كشعب شرقي مسلم . حتي أن أمر الحجاب في ريف مصر غير قاصر علي علي المسلمات فحسب فهناك الكثير من غير المسلمات يرتدين الحجاب لأن ذلك طبيعة راسخة تربينا عليها منذ الصغر . إذن لا مجال لدعوة كهذه مع مجتمع كهذا ، كما لا مجال لدعوة كهذه في توقيت دقيق يحتاج فيه وطننا أن نركز الجهود في البناء والعمل لا في خلق قلاقل جديدة تثير الفتنة وتؤجج المشاعر . عزيزي صاحب تلك الدعوة نحن نؤمن تماما بإن عدم ارتداء ذويك للحجاب هو حق أصيل لك لا يجب علينا التدخل فيه لذا فالواجب علي شخصكم الكريم الا ينكر علينا حقنا في ارتداء ذوينا للحجاب فسر تخلف الشعوب وتراجعها هو التقليد الاعمي لتلك الافكار الغربية دون فهم او وعي فما يجب علينا أن نعيه جيدا أن لكل شعب هويته وثقافته التي يجب أن يتمسك بها مع الأخذ بكل ما هو جديد شريطة أن يكون نافعا ومفيدا لا ينافي عادات المجتمع وتقاليده ... فعذرا دعوتك هذه لا محل لها من الاعراب.