"إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، بهذه العبارة التى تعودنا على سماعها لأكثر من نصف قرن من الزمان ، بدأت إذاعة القرآن الكريم ، في بث إرسالها في 29 مارس 1964، في منطقة الشريفين بشارع علوي - الإذاعة القديمة - بوسط البلد كهيئة إذاعة غير معروفة، ولكنها بدأت كبائن استماع تبث اسطوانات القرآن مرتلاً، على تردد (FM 98.15)، وهي أول إذاعة قرآن كريم على مستوى العالم. رؤساء الإذاعة وتعاقب على إذاعة القرأن الكريم منذ إنشائها 7 رؤساء، وهم على الترتيب ، د.كامل البوهي، عادل القاضي، محمد الشناوي، عطية السيد، د.عبد الصمد الدسوقي، د.هاجر سعد الدين، إبراهيم مجاهد وهو الرئيس الحالى. أشهر مقرئيها وبرامجها ويعتبر أشهر مقرئيها فضيلة الشيخ عبدالباسط عبد الصمد، ومصطفى إسماعيل، والشيخ محمد رفعت الذي يذاع تسجيلاته في الساعة السابعة صباحاً، وهى مخصصة للمستمعين المصريين والعرب. يذاع فيها برنامج "براعم الإيمان" بالإضافة إلى برنامج "موسوعة الفقه الإسلامي" الذي يأتى في منتصف الليل. وتميزت إذاعة القرآن الكريم بمحتوى ثقافي ديني استحق التقدير والتف حوله المستمعون في مصر وخارجها ، وامتلكت تراثًا هائلًا من البرامج التي اتخذت من وسطية الإسلام منهجاً لها و تعبر عن الثقافة الإسلامية الصحيحة.
علاقة الرؤساء بالإذاعة أوحى الدكتور "عبدالقادر حاتم"، وزير الإرشاد والإعلام القومي ، آنذاك للرئيس جمال عبدالناصر بإنشاء إذاعة القرآن الكريم، لتكون بمثابة أول تسجيل صوتي للقرآن، لأنه كان مكتوباً لكن الفكرة كانت لتسجيله وحفظه صوتيا. وكان الرئيس محمد أنور السادات هو أول رئيس يخطب من إذاعة القرآن الكريم، و وجه السادات كلمة للشعب 31 مايو 1976، وكانت مقدمتها "كان المسلم في الماضي لا يملك إلا منبراً يقف عليه وفي يده سيف خشبي وكل أدواته صوت جهير يصل لبضع مئات من المصلين أو المستمعين على أكثر تقدير، ولكنه اليوم يستطيع أن يتكلم من الميكروفون، فيصل صوته واضحاً جلياً لمائة مليون في وقت واحد، بل ويستطيع أن يطل بصورته وشخصه في ذات اللحظة فيكون له حضور ومثول فعلي، وينقل القمر الصناعي هذا الحضور عبر القارات والمحيطات لعشرات الشعوب، وبنفس السرعة والكفاءة تستطيع أيضا آلات الطباعة أن تواكب هذا الانتشار بالمطبوعات الفورية فتشرح الكلمة وترسخها وتثبتها في الأذهان، وعلى مساحة الملايين من دول وأمم مختلفة ومتباينة تتكلم بالعديد من اللغات، كل هذا غير قدرة الفنان والداعي المسلم على أن يعبر بالرواية والمسرحية والقصة والفيلم عن مفاهيم كانت وسائلها الوحيدة كتباً صفراء تطبع وتنشر بطرق بطيئة وتحتاج في أغلب الحالات لشراح ومفسرين يشرحون طلاسمها وألغازها". ولم تدخل إذاعة القرآن الكريم في عهد الرئيس مبارك، في صراعات سياسية،حيث أنه فضل التواصل عبر الحوارات التليفزيونية المسجلة والصحافة. وأصبحت استضافة وزراء حكومة الدكتور هشام قنديل عادة غير معروفة السبب، في عهد الرئيس مرسي ،عقب تولي صلاح عبدالمقصود وزيرا للإعلام، حيث حل الوزراء ضيوفا على الإذاعة، وكان آخر هؤلاء الوزراء أسامة يس وزير الشباب السابق، الذي حل ضيفا على الفترة المفتوحة، والتي تستمر لمدة ساعة وتحمل عنوان "غذاء الروح". أول حوار إذاعى للسيسي وخص الرئيس عبد الفتاح السيسي إذاعة القرآن الكريم ، في عيدها الواحد والخمسين، بحوار هو الأول من نوعه لهذه الإذاعة التي يبدأ البعض يومه بها ويختتمه بصوتها العذب. وأشاد الرئيس بدورها في بث آيات الذكر الحكيم بمختلف القراءات القرآنية، وباعتبارها أقدم إذاعة للقرآن الكريم وأقدم إذاعة دينية على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط. ودعا السيسي إذاعة القرآن الكريم لإعادة بث ما تزخر به مكتبتها من كنوز إذاعية تراثية والاستعانة ببرامجها المتخصصة لصالح نشر قيم الإسلام السمحاء والتعريف بصحيح الدين .