تعرض الدكتور وليد سيف، رئيس المركز القومى للسينما، لهجوم شرس بعد توليه المنصب، وعلى الرغم من كثرة المشاكل الموجودة بالمركز، إلا أنه قابل ذلك بالجد والاجتهاد فى محاولة منه لتطوير المنظومة الثقافية، والعمل على إنتاج الأفلام ودعم الشباب وعمل بروتوكلات عالمية لعودة الضوء مرة أخرى للريادة المصرية بالخارج. حول مشاكل وسلبيات المركز القومى للسينما، وآراءه فى تطوير المنظومة الثقافية عقب تولى د. "النبوى" منصب وزير الثقافة، وجولاته المستمرة بالخارج لعودة الروح مرة أخرى للسينما المصري، كان ل"الفجر الفني" حوار مع الدكتور وليد سيف .. وإلى نص الحوار..،
* فى البداية حدثنا عن رحلتك الأخيرة إلى بوركينا فاسو، والنجاحات التى حققتموها هناك؟ شاركت فى افتتاح مهرجان "فيسباكو" مع رئيس الوزراء، وفى الختام مع رئيس الجمهورية، حيث كانت مصر ضيف شرف المهرجان، ويعد من أهم المهرجانات للسينما الإفريقية، وتعد هذه هى أول مرة أن يشارك مسئول أجنبي فى الافتتاح.
والتقينا هناك بوزير الثقافة واتفقنا على تنفيذ برتوكول حيث توصلنا إلى منح 2 من الدارسين من بوركينا فاسو منحة للدراسة فى معهد السينما فى مصر، كما التقينا بالمخرج العربى عبدالرحمن سيساكو، الذى توصلنا معه إلى أتفاق مبدئى ليقدم فيلماً تساهم مصر فى تمويله لتصحيح صورة العرب والإسلام ضد الحملة الموجهة لتشويه صورة الإسلام.
* وما ردك على اتهامك بأنك تصرف مكافآت كثيرة للعاملين بالمركز بدلاً من صرفها على إنتاج الأفلام ويعد إهدار للمال العام؟ المكافآت التى تم صرفها فى عهدى أقل بكثير من العهود السابقة؛ علمًا بأن وزارة المالية رفضت رفع الجهود طبقا لقرار الجهاز المركزى، لذا كان من المفترض زيادة المكافآت تعويضًا عن عدم رفع الجهود، فالعاملين بالمركز يعملون بجد واجتهاد وبدون أى زيادات .
والمركز يعمل حالياً على 3 مسابقات دعم (الأصلية- التنفيذية- صندوق الدعم الثقافى) وافتتاح مركز ثروت عكاشة و إنتاج 25 فيلم تسجيلى وروائى و قصير.
كما نعمل على مشروع ملاحقة قناة السويس الجديدة، وهو مشروع وطنى والعاملين به يعملون بدوافع وطنية خالصة وبدون أى مكافآت .
* لماذا قدمت استقالتك؟ ولماذا تراجعت عنها؟ قدمت استقالتي ثلاث مرات لأني واجهت عرقلة شديدة فى عملى وإعاقة كبيرة، ولكن الدكتور جابر عصفور كان يحاول دائماً المساهمة فى حل المشاكل، ورفض الاستقالة وإجراء بعض التغييرات كان أخرها التفويض الذى منحه لى .
* إذا هل تسمى هذا الهجوم الشرس عليك ب"أعداء النجاح"؟ فى الحقيقة أى مسئول جديد يواجه عرقلة فى عمله، وفى الطبيعى عندما يحل نظاماً جديداً لابد أن يحدث بعض التغييرات التى قد لا تُعجب البعض من العاملين الذين يمثلون مراكز قوى، كما أن هناك من يريدون السيطرة على المركز ويستخدمون الموالين له لعمل خلل فى النظام .
وقد واجهت الكثير من الهجوم من الداخل والخارج، وخاصة بعد منح الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة السابق لى تفويضاً بالاختصاصات المالية لتسهيل أعمال المركز وسرعة الإنجاز، وفى النهاية الفساد متواجد فى أى موقع عمل ونحن نحاول القضاء عليه .
* برأيك ماهو السبب فى تراجع حال السينما فى الوقت الحالى؟ فى البداية هناك شئ أريد أن أوضحه للجمهور، فالمركز القومى للسينما ليس له أية علاقة بتراجع السينما، فهو فى الأصل اسمه "المركز القومى للسينما التسجيلية".
والدولة قد تخلت عن المساهمة فى إنتاج الأفلام منذ بداية السبعينات، ولم يحدث أن أنتجت فيلماً من وقت قريب إلا فيلم "المسافر".
ويحاول المركز القوم للسينما النهوض بحال الأفلام منذ عام 2012، حيث تم دعم عدد من الأفلام وكانوا من بينهم أهم الأفلام التى أُطلقت فى الفترة الحالية منهم "فتاة المصنع" و"لامؤاخذة" و"فيلا69" و"هرج و مرج" و"قبل الربيع".
* وكيف سيتم تحسين مستوى الفيلم السينمائى؟ نعمل على تحسين مستوى الفيلم السينمائى عن طريق مسابقة الدعم والتى سيعود فيها إنتاج الدولة للأفلام بشكل تدريجى بحيث لا تكون محتكرة لصناعة الأفلام، كما نهدف لأن يكون هناك فرصة للشباب، فمسابقة الدعم تعمل بطريقة الأرقام السرية، حتى يتم قراءة كل السيناريوهات المقدمة بدون أى تدخل أو تأثير من الخارج وتعلن النتائج بمنتهى الشفافية والمصداقية ودون تدخل من أى أحد.
* وماذا عن التحضيرات الجديدة لمهرجان الإسماعيلية السينمائى؟ قررنا تأجيل مهرجان الإسماعيلية إلى شهر أكتوبر القادم، وذلك نظراً لحالة الإشغال الشديدة للقرى السياحية والفنادق الموجودة بالإسماعيلية بسبب مشروع حفر القناة الجديدة .
لذا سيتم تأجيل المهرجان إلى شهر أكتوبر وسيقام فى بورسعيد هذه الدورة استثنائيا، كما وجهنا خطاباً إلى الإتحاد الدولى ليصبح اسمه "مهرجان الإسماعيلية ومدن القناة".
* بعيداً عن المشاكل الموجودة.. ما هى خططك لتطوير المركز القومى للسينما؟ ومالذى تم تنفيذه بالفعل؟ نسعى للاهتمام بأفلام الشباب والأفلام المستقلة، حيث تم إعادة مسابقة الدعم، وتم وضع خطة لإنتاج 25 فيلم روائى وتسجيلى وقصير، أُنتج منهم 6 أفلام بالفعل وجارى تصوير أثنين هم "65 متر" و"صلاح مرعى".
كما نعمل على الارتقاء بمستوى السيناريو، لأنها أحد المشاكل الأساسية فى مصر، حيث تم عمل أول ورشة لتطوير السيناريوهات ليتم معالجتها بمساعدة لجنة من كبار النقاد والكتاب، وتم افتتاح مركز ثروت عكاشة بعدما ظل مغلقاً لمدة 10 سنوات.
* وكيف سيتم الاستفادة من مركز ثروت عكاشة؟ سنقدم فيها عروض للأفلام المتميزة والحائزة على جوائز، وسيقام بها ورش عمل لصناعة الأفلام التسجيلية والقصيرة .
كما سيتم إنشاء "سينماتيك" لأرشفة الأفلام لمساعدة الباحثين على الإطلاع .