بعدما تولي الدكتور وليد سيف رئاسة المركز القومي للسينما بأيام قليلة ، رفض إجراء اي حوارات صحفية او تليفزيونية قبل تحقيق انجازات علي أرض الواقع حتي لا تتحول اللقاءات الي الحديث عن امنيات قد تتحقق او لا تتحقق. والآن و بعد مرور ستة اشهر علي توليه المنصب ، نلتقي به للحديث عن انجازاته وخطته في المرحلة المقبلة. بداية علمنا انك رفضت اكثر من منصب قيادي قبل تولي المركز القومي للسينما فلماذا رفضتها ولماذا قبلت رئاسة المركز؟ لأنني لا أهدف الي تولي المناصب، بل أهدف الي تحقيق الانجازات بما يفيد السينما والسينمائيين، وبالفعل عرض علي قبل ذلك تولي جهاز الرقابة ، ورفضتها لأنني لن اتمكن من تحقيق رؤيتي فيما يخص الرقابة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، كما عرض علي ايضا رئاسة احد القطاعات ورفضتها ايضا، وقبلت رئاسة المركز القومي للسينما، لانني امتلك رؤية واضحة ودراسة كاملة كنت قد كتبتها ضمن مشروع تفرغى بالمجلس الاعلى للثقافة فى كتاب «السينما المصرية الواقع والافاق» وهو كتاب تحت النشر في المجلس الاعلي للثقافة، كما انني تيقنت من انني سأستطيع تنفيذ تلك الرؤية فى ظل الإمكانات المتاحة، للنهوض بصناعة السينما في مصر ومساعدة شباب السينمائيين الموهوبين. فى تصورك كم من الوقت تحتاجه لتحقيق تلك الرؤية؟ لا اعتقد أننى أحتاج لاكثر من سنة منذ بداية تولى رئاسة المركز لانجاز خططى، ولو تحققت كما اتمني فلن تكون هناك ضرورة لوجودى وربما أرى انه من الأفضل اتاحة الفرصة لغيرى لتحقيق رؤى جديدة إضافية لانني حريص على مبدأ تبادل القيادة في المركز لتجديد الدم وملاحقة التطورات خاصة مع وجود كوادر ممتازة من العاملين في المركز تستحق القيادة وعلى رأسهم محمد عزيز مدير عام الانتاج وماذا فعلت من أجل ذلك؟ خلال الفترة الماضية انتهي المركز من انتاج خمسة افلام تسجيلية وقصيرة، كما وضعنا خطة لتنفيذ 25 فيلما خلال العام، وتم اختيار هذه الأفلام بالفعل من خلال لجان القراءة ، وتمكنا من زيادة نسبة الاموال المخصصة لدعم الانتاج في المركز كما انتهينا من تجهيز قاعة ثروت عكاشة، وتمكنت من اعادة الدعم وأعلنا عنه وبدأت السيناريوهات في التوافد علي المركز بالفعل. وكيف يتم وضع خطة المركز لإنتاج الافلام التسجيلية والقصيرة والتحريك؟ يتم ذلك عبر مراجعة كل النصوص الجديدة، كما اعيد تقديم القديمة المعلقة وانتهت اللجنة بالفعل من اعمالها، كما تم تشكيل لجنة تظلمات برئاستي ناقشنا خلالها كل النصوص المرفوضة وتم اتخاذ غالبية القرارات بالاجماع والقليل منها بالأغلبية المطلقة. كيف يمكن الاستفادة من قاعة ثروت عكاشة التي افتتحها وزير الثقافة مؤخرا؟ سنستفيد منها بإقامة ورش دائمة في مختلف فروع الفيلم وكذلك برامج واسابيع أفلام, وندوات مصاحبة للعروض أو مخصصة لمناقشة قضايا السينما، وكذلك سنقدم عروضا يومية لأفلام الشباب والتجارب الجديدة، إضافة الي إعداد «سينماتيك» للباحثين للإطلاع على الافلام وكيف تتحقق الشفافية في مسابقة الدعم؟ قرارات مسابقة الدعم تحكمها درجات لجنة التحكيم بشكل مطلق ولا مجال للمجاملات او لأى اعتبارات او قناعات شخصية ودون اى تدخل منى او من أعضاء مجلس إدارة المركز القومي للسينما، وتم تطبيق نظام الكونترول والأرقام السرية على السيناريوهات وسوف تعلن النتائج بشفافية تامة وبعد اجتماع مع أعضاء لجنة القراءة ليراجعوا رصد الدرجات ويتأكدوا انها مطابقة لتقييمهم. وما هي ضمانات تنفيذ هذه الأفلام حتي لا تتكرر مشاكل المسابقة السابقة؟ يوجد خبير انتاج مهمته مراجعة الميزانيات، وسنطلب من الافلام ذات الميزانيات الكبيرة تقديم شهادات بمصادر تمويل اخري تغطي باقي ميزانية الفيلم كما ستكون هناك قائمة قصيرة وقائمة طويلة، ليتم استثناء العمل الذي لا يلتزم بالشروط فورا واعطاء الفرصة لمن يليه. وماذا عن مهرجان الاسماعيلية وما الجديد الذي سيقدمه هذا العام ؟ نعمل علي ان تكون دورة المهرجان المقبلة اطلاله ومراجعة لانجازات الفيلم القصير في العالم خلال القرن الجديد، وستقام الدورة الجديدة تحت شعار آفاق المستقبل إحتفاء بتسجيل المشروعات الوطنية الكبرى وللتركيز على التجارب السينمائية الجديدة، كما لبيت دعوة مؤتمر برلين السينمائى الدولي لانه من اهم المهرجانات العالمية في مجال الافلام القصيرة ، لاختيار عدد من الافلام المتميزة وعقد عدد من الاتفاقيات بمساعدة السفارة ومكتبنا الثقافي هناك ، كما سأكرر ذلك في مهرجان كان السينمائي الدولي، من اجل تحقيق دورة متميزة لمهرجان الاسماعيلية. منحك الدكتور جابر عصفور مؤخرا تفويضا باختصاصات وزير ماليا وإداريا فهل يعد ذلك تمهيدا لتحويل المركز إلى قطاع؟ هذا التفويض مجرد اجراء ادارى هدفه تسهيل اعمال المركز لسرعة الإنجاز مع ازدحام برنامج العمل بنشاطات عديدة منها ثلاث مسابقات للدعم وخطة انتاج 25 فيلم تسجيلى وقصير ومشروعات مركز ثروت عكاشة بالإضافة لمهرجان الإسماعيلية وتطوير إدارة المهرجانات واحتياجات المركز لمعدات الإنتاج الحديثة ووسائل العرض والتخزين للارشيف القومى للفيلم. ما مشروعاتك الجديدة فى الشهور المقبلة؟ أسعى لتحقيق حلمى القديم بمشروع المائة فيلم الذى أهدف من خلاله إلى إقامة ورش لصناعة الافلام فى جميع محافظات مصر تتبنى الموهوبين وتساعدهم على إنجاز مشروعاتهم.. أما عن أرشيف الفيلم القومى فهو فى الطريق إلى الإنتقال لموقعه بالمبنى الجديد بالمعهد العالى للسينما.. وأواصل أيضا السعى لإقامة متحف الفيلم الذى تستحقه السينما المصرية العريقة.. وعلى مستوى الإنتاج هناك مشروع ضخم لإنتاج فيلم طويل عن حروب مصر وثوراتها إلى جانب مشروع الفيلم التراثى لتدوين تراثنا العظيم وإعادة روح الإنتماء للوطن، كما نبذل محاولات جادة لتفعيل إدارة المهرجانات لتقوم بدورها الفعال نحو نشر أفلامنا المتميزة فى المهرجانات الدولية.. وفى الطريق قريبا إن شاء الله موسوعة عن السينما التسجيلية فى مصر وسلسلة أفلام عن تاريخ الحركة الوطنية.