شهدت العاصمة البريطانية لندن أمس الاثنين مظاهرات وفعاليات تضامنية مع رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح المعتقل في سجن "بيدفورد" شمالي لندن التابع لإدارة الهجرة، بعد اتهامه بمعاداة السامية. فقد نظم متظاهرون بريطانيون مناصرون لحقوق الشعب الفلسطيني اعتصاما صامتا أمام مقر رئاسة الوزراء البريطانية استنكارا لقرار الحكومة سجن الشيخ رائد صلاح ومحاولة إسكات صوته المنتقد للانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
ورفع المتظاهرون أعلاما ولافتات تطالب بالإفراج عن الشيخ صلاح الذي أودع السجن بعد أربعة أيام من دخوله الأراضي البريطانية.
وشارك في التظاهرة نشطاء سلام وسياسيون وممثلون عن عدة منظمات سياسية ودينية ووفد من حركة ناطوري كارتا اليهودية تقدمهم أعضاء في مجلس العموم البريطاني.
كما تظاهر ظهر أمس أمام مركز احتجاز الشيخ صلاح عدد من النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية، منددين باحتجاز الشيخ ومطالبين بإطلاقه فورا.
من جهته طالب المنتدى الفلسطيني في بريطانيا الأحزاب والحركات العربية ومؤسسات المجتمع المدني في العالم بالتحرك الجاد للضغط على حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون "التي باتت تتصرف كوكيل عن دولة الاحتلال واللوبي الصهيوني".
في الأثناء قالت منظمات التضامن البريطانية إن فعاليات الاحتجاج والتضامن مع الشيخ صلاح آتت أكلها، حيث تراجعت السلطات البريطانية عن منع المحامين من زيارة الشيخ صلاح قبل ال11 من الشهر الجاري.
وأعلن محامو الشيخ رائد أنهم سيزورونه في سجنه اليوم بعدما تراجعت السلطات البريطانية عن قرارها ذلك.
إلى ذلك استنكرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الصمت المريب من البعثات الدبلوماسية والعربية والإسلامية في بريطانيا إزاء سجن الشيخ رائد صلاح، الذي "تمثل إهانته إهانة للعرب والمسلمين".
وقال الدكتور مناويل حساسيان السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة للجزيرة نت إن المنظمات الصهيونية تسعى للصق تهمة معاداة السامية بكل السياسيين والمثقفين الذين يقفون في وجه الغطرسة والعدوانية الإسرائيلية وكل أصحاب الرأي المخالف الذين ينادون بحرية فلسطين.
وأشار إلى أن هذه الأساليب تصنف في إطار "مكارثية جديدة" تشيطن كل المخالفين في الرأي أو العقيدة، وهي أساليب لم تعد مقبولة في المجتمعات الديمقراطية.