دعا الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس مساء الاثنين الى تشكيل حكومة تكنوقراط واقترح عقد اجتماع جديد الثلاثاء مع قادة الاحزاب بهدف تفادي تنظيم انتخابات جديدة ولطمأنة منطقة اليورو. ويسبق الاجتماع الذي يعقد في الساعة 11,00 ت غ، لقاء على انفراد بين بابولياس والمحافظ بانوس كامينوس الذي استنجدت به الاحزاب الثلاثة بهدف تفادي سيناريو خروج اليونان من منطقة اليورو بعد ان بقي بمنأى عن المفاوضات بين المحافظين والاشتراكيين واليسار. وفاز حزبه القومي الشعبوي المستقل ب33 مقعدا من اصل 300 في انتخابات السادس من ايار/مايو. ووافق حزب اليسار الراديكالي سيريزا الذي حل ثانيا بسبب رفضه التام لخطة التقشف التي فرضها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي على اليونان، على المشاركة في اجتماع الثلاثاء. وحدهما الحزب الشيوعي وحزب خريسي افغي النازي الجديد سيتغيبان. واعلن زعيم حزب باسوك الاشتراكي ايفانغيلوس فينيزيلوس اقتراح الرئيس اليوناني في ختام اجتماع اعتبر الفرصة الاخيرة في القصر الرئاسي مع زعيم الحزب المحافظ انتونيس سماراس واليسار المعتدل فوتيس كوفيليس. وقال فينيزيلوس ان بابولياس اقترح تشكيل حكومة من شخصيات غير سياسية تحظى بدعم البرلمان "بهدف تفادي اجراء انتخابات جديدة واعطاء البلاد فرصة الخروج من الازمة". وتحتاج حكومة التكنوقراط لتاييد 151 نائبا على الاقل للفوز بثقة البرلمان. ولا يحدد الدستور مهلة للرئيس للتوصل الى اتفاق بين الاحزاب السياسية، ولكن المهلة تنتهي بحكم الامر الواقع مع انعقاد البرلمان الجديد في 17 ايار/مايو. وايد فينيزيلوس اقتراح الرئيس الذي قال سماراس انه سيناقشه مع الاشارة الى تفضيله تشكيل حكومة ائتلافية. وحصل باسوك على 41 مقعدا في حين حصل حزب الديموقراطية الجديدة على 108 مقاعد. واعلن كوفيليس انه يرفض حكومة لا يشارك فيها خصمه اليساري الكسيس تسيبراس. وهو الموقف الذي تبناه ساماراس وادى الى تعطيل تشكيل حكومة تجمع اليمين واليسار والاشتراكيين وتحظى بتاييد 168 نائبا. واقترح حزب الديموقراطية الجديدة وباسوك وديمار (يسار وسط) المؤيدة للبقاء في منطقة اليورو، مقترحات قريبة من ذلك بهدف تشكيل حكومة لمدة سنتين لاعادة التفاوض وتخفيف تدابير التقشف المفروضة منذ 2012 من قبل الدائنين ممثلين في الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والتي عارضها الناخبون. وفي حال فشل محاولة بابولياس الاخيرة، ستتجه اليونان نحو انتخابات جديدة منتصف حزيران/يونيو قد تؤدي الى فوز الاحزاب المعارضة لاجراءات التقشف وتدفع البلاد الى الخروج من منطقة اليورو. وكان الوضع في اليونان، مع الوضع في اسبانيا، مهيمنا على اجتماع وزراء مالية دول منطقة اليورو السبع عشرة مساء الاثنين في بروكسل. واكد رئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر في ختام الاجتماع ان الدول الاعضاء "متمسكة بعضوية اليونان". واضاف ان "امكانية خروج اليونان من منطقة اليورو لم يكن موضع نقاش ولم يتحدث احد عن هذا الامر". واضاف ان اعضاء مجموعة اليورو "يأملون في تشكيل حكومة يونانية جديدة سريعا" تتمتع ب"اغلبية برلمانية كافية" مذكرا بان "الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي ساهما كثيرا في مساعدة اليونان" وعملا على الافراج عن مساعدة بقيمة 5,2 مليار يورو الاسبوع الماضي. واوضح انه تم دفع 4,2 مليار دولار من اصل ال5,2 مليار والباقي سيدفع "قبل نهاية شهر حزيران/يونيو". وشدد يونكر على ان "مجموعة اليورو تثمن الجهود التي يبذلها المواطنون اليونانيون والامر لا يتعلق بالتخلي عن هذه الجهود بل على العكس فان الاصلاحات الهيكلية هي ضرورية اكثر من اي يوم مضى". وقال ايضا "نشجع اليونان على الاستمرار في هذا الطريق وتصحيح نقاط الضعف في اقتصادها". وسجلت البورصات الاوروبية تراجعا الاثنين بلغ 2,29% في باريس، و1,9% في لندن، و1,94 % في بروكسل، و2,66% في مدريد و2,74% في ميلانو. اما في اثينا فتراجعت البورصة 4,56%. وتبعتها وول ستريت حيث تراجع مؤشر داو جونز 1,15% لدى افتتاحه في حين واصل اليورو تراجعه امام الدولار. والاثنين، وجهت برلين، اكبر اقتصاد اوروبي، والتي تدعو الى الانضباط المالي، اول تحذير الى اثينا لكي تحترم التزامها بمواصلة سياسة التقشف وان على اليونانيين ان يبذلوا جهودا "لتوحيد قواهم من اجل تشكيل غالبية ثابتة وحكومة ثابتة"، كما اعلن ستيفن شايبرت المتحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقالت المتشارة انغيلا ميركل انها لا تعتقد ان المساعدات الاوروبية ستتوقف الى اليونان، لكن وزير ماليتها ولفغانغ شوبل اكد انه لن يتم تليين الشروط. وقال لدى وصوله الى بروكسل "لا ارى ما يمكن ان نفعله اكثر في ما يتعلق بالمفاوضات" مع اليونان. وصدرت الاثنين مجلة شبيغل الالمانية (يسار وسط) وعلى صدر صفحتها الاولى عنوان يعكس صدى مخاوف منطقة اليورو: "وداعا اكروبوليس" فوق صورة لمعبد يوناني مدمر وحطام قطعة يورو. من جهتها عنونت المجلة الاسبوعية البريطانية "ذي ايكونوميست": "كعب اخيل" الاوروبي، على خلفية صورة معبد يوناني. وسعت المفوضية الاوروبية الى التقليل من ثقل هذا المناخ. وشددت المتحدثة بيا ارنكيلدي "نامل ان تبقى اليونان في منطقة اليورو (...) لكن من الاهمية بمكان ان يحترم البلد التعهدات التي قطعها". لكن الامال تتضاءل في اليونان. وقالت كاترينا (45 عاما) استاذة اللغة الانكليزية في اثينا لوكالة فرانس برس انها ترغب في بقاء بلادها ضمن منطقة اليورو، لكنها اضافت ان الامر ربما يتعلق "بنوع من الشعور الخاطىء بالامان".