استطاع مهرجان كان أن يكون الأهم للسينمائيين حول العالم ، وذلك لأسبابٍ عديدة ، أهمها الدقة في اختيار الأفلام التي تشارك في المسابقة الرسمية ، والمستوى الفني العالي الذي يميزها ، ومن بين 22 فيلماً يتنافسون على السعفة الذهبية ، يكون دائماً هُناك أفلاماً أكثر انتظاراً ، وأقرب للفوزِ من غيرها . ولهذا قام موقع السينما بعمل قائمة تضم أهم 12 فيلم منتظر عرضه وحصوله على العديد من الجوائز بالمهرجان ، ويعتمد الاختيار في هذا الموضوع ، بالأساس ، على مُخرجي تِلكَ الأفلام ، وما بين سبعة أسماء سبق لهم الفوز بجوائز كبرى في المهرجان قبل ذلك ، وأربعة من مُخرجي الألفية الذي يحاولون صنع بصمة سينمائية مميزة ، ومُخرج مَصري عَظيم يعود بنا إلى المَحفَل السينمائي الدولي بعد غياب خمسة عشر عاماً ، كانت تِلك هي أكثر الأفلام انتظاراً في كان هذا العام: فيلم الافتتاح Moonrise Kingdom وهو الفيلم الذى يعد من أكثر أفلام العام على الإطلاق ، للمخرج الأمريكي ويس أندرسون ، الذي يفتتح به تلك الدورة ، يبدو تكريماً مُستحقاً لواحد من أفضل المخرجين الأمريكيين في العقدين الأخيرين ، يقدم فيه قصة بمواصفاته البصرية والسينمائية الخاصة ، عن طفلين يهربان بحبهم في البريَّة ، وتتبعهم القرية كلها ، في محاولة للحفاظ على هدوءها ، وربما لا يكون مُرشحاً قوياً للفوزِ بالسعفة الذهبية ، ولكن افتتاح دورة المهرجان هو تكريم ليس بالقليل لمُخرج وسينما مُختلفة . فيلم Rust and Bone ، للمخرج الفرنسي جاك أودبار ، تَوّج مسيرة سينمائية ناجحة بدأت في منتصف التسعينات ، بالفوزِ عام 2010 بجائزة لجنة التحكيم الكبرى – التي تقترب قيمة من السعفة – عن فيلمه "الرَّسول – A Prophet" ، مما يجعل فيلمه هذا العام ضمن أكثر الأعمال المُترقّبة في الدورة ، خصوصاً وهو يتعاون مع الممثلة الأوسكارية ماريون كوتيارد ، في دور مُدرَّبة حوت ، تقيم علاقة عاطفية مع شاب عاطل في الخامسة والعشرين من عمره ، وجَرت العادة عن أن الفائزين السابقين بجائزة لجنة التحكيم ، هم فائزين مُحتملين جداً للسعفة الذهبية . فيلم Reality ، مثل جاك أودبار ، للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني إلى كان منذ أربع سنوات ، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "Gommorah" ، ويعود في تلك الدورة بأولِ أفلامه بعد هذا الإنجاز ، واضعاً عينه على ما هو أكبر: السعفة . فيلم Holy Motors ، أول فيلم للمخرج ليو كاراكس منذ عام 1999 ، حين قدّم فيلمه – السّيء – Pola X ، ولكن كاراكس قدّم قبلها واحداً من أفضل الأفلام الرومانسية التي شاهدتها في حياتي عام 1991 تحت عنوان "Lovers on the Bridge" ، مما يجعل تَتَبُّعه لرجل يُسافر في حَيوات مُوازية من خلال هذا العمل ، شيئاً مُستحقاً للانتظار ، حتى وإن كان بعيداً جداً عن السعفة . فيلم Cosmopolis ، للمخرج الكندي الكبير ديفيد كرونينبيرج ، في ترشيحه الرابع ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان ، وبنفسِ الموضوع الذي مَيّز أغلب الأعمال في مسيرته ، دايماً ما كانت أفلام كرونينبرج تتناول نقطة جوهرية هي "التغيّر" ، كيف يتحوّل الناس من شيءٍ إلى شيءٍ آخر ، سواء كان هذا "التحوّل" فيزيائي ، مثل أفلام "The Dead Zone" و"The Fly" ، أو إنساني كفيلمه العَظيم "A History of Violence" ، وفي عمله هذا لا يبدو بعيداً عما اعتاد ، حيث يتناول يوم في حياة ملياردير ، يقوم بدوره روبرت باتنسون بطل سلسلة "Twilight" التجاريَّة الناجحة ، يمر فيه بأحداث غريبة ، ومجنونة ، تغيّر حياته إلى الأبد ، وتحوله إلى شخصٍ آخر ، كرونينبرج شخص يجب أن تقدره حتى لو تُحب السينما التي يُقدمها ، واختياره ضمن مسابقة كان لأولِ مرة منذ سبع سنوات يرفع التوقعات قليلاً بشأن فيلمه الجديد ، وإن ظل – على الأغلب – بعيداً عن السعفة الذهبية . فيلم Killing Them Softly ، للفنان "براد بيت" ، الذى يعود به إلى المسابقة من جديد مع مخرج سَبق أن قدّم معه أحد أفضل أفلامه ، المخرج أندرو دومينيك ، أخرج لبيت عام 2007 رائعته الشاعرية البديعة "اغتيال جيسي جيمس" ، مقدماً فيها تصوراً مُختلفاً لفيلم الإثارة ، في صورة بصرية شديدة الجمال ، هذه المرة هو في فيلم حَركة ، عن قصة جاكي كوجان ، الذي يُحقق في جريمة سرقة كبرى جرت أثناء لعبة بوكر ضخمة ، مما يقوده لصدامٍ مع رجال أخطر كثيراً مما يبدون ، مثال فيلم "Drive" في العام الماضي لا يفارق مُخيّلتي حين أنظر هنا: كلا الفيلمين يمثل أمريكا في المسابقة ، وجاء اختياره مفاجأة ، لكونه فيلم حركة ، من بطولة نجم هوليوودي ، ويبدو تجارياً للوهلة الأولى ، لكن ما يصنع الفارق هو مُخرج مُبشّر يقف وراء الكاميرا ، في العام الماضي مَنحت لجنة التحكيم نيكولاس ويندينج ريفن – مخرج Drive – جائزة الإخراج ، فهل يتكرّر الأمر في تلك الدورة مع أندرو دومينيك ؟ فيلم You Haven't Seen Anything Yet ، للمخرج آلان رينيه ، ويتناول رينيه قصة أصدقاء كاتب مسرحي ، يقومون باستدعاء كافة الممثلين الذي جسّدوا أعظم أعماله على المسرح ، من أجل إعادة تقديمها من جديد في احتفاءٍ به ، وكأن رينيه في العمل يُلامس جانباً مما يراه في نفسه وسيرته الذاتية ، وأتمنى أن يحمل ذلك بعضٌ من السّحر القديم . فيلم Like Someone in Love ، للمخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي ، أحد مُخرجيني المُفضَّلين ، في فيلمه الثاني بعد خروجه من إيران عام 2009 إثر مشاكل مع سلطات بلاده ، محاولاً – كفيلمه الأول – تناول قصة عالميّة غير مُرتبطة بالمَكان والثقافة ، عبر علاقة بين طالبة يابانية ، تقرر العمل كفتاة ليل في أوقات محدودة من أجل الصرف على دراستها ، قبل أن تلتقي في إحدى الليال بباحث عجوز ، يُحيطها بالكثير من الرعاية والعَطف ، وتتطور العلاقة بينهم ، لم يُعجبنِ فيلم كياروستامي خارج إيران "Certified Copy" بقدرِ أفلامه داخلها ، كان فيلماً جيّداً ، ولكنه لا يحمل بصمته ، ولا أتوقع الأفضل "كَشخصٍ مُحب" لفيلمه هذا . فيلم LawLess ، للممثل الثالث لأمريكا في المسابقة الرسمية هذا العام ، هو فيلم المخرج الأسترالي جون هيلكوت ، الذي أعاد إحياء مسيرته السينمائية عام 2005 بعد توقف عشر سنوات ، بفيلم الويسترن المُختلف "The Proposition" ، قبل أن تجذبه هوليوود – بناءً على موهبته الواضحة – ليقدم فيلمه المُقدّر "The Road" عام 2009 ، قبل أن يذهب إلى كان بفيلمه الثاني هُناك ، عمل إثارة جريمة يدور في فترة كساد إقتصادي بولاية فيرجينيا ، حيث تجد عصابة تهريب نفسها مُحاصرة من قِبل السلطات ، التي تُريد المشاركة في عائدتها ، وبطاقم عمل رائع يضم جاري أولدمان ، توم هاردي ، جاي بيرس ، جيسيكا تشاستين ، والأهم وجود هيلكوت ، يبدو هذا العمل مُنتظراً بشدة في دورة هذا العام . فيلم Amour ، للمخرج الألماني مايكل هانِكَه باعتباره واحد من مُخرجيني المُفضّلين ، ولكنه بكل تأكيد واحد من أكثر المُخرجين الذي أُقدّر السينما التي يقدمونها ، وفي عودته بعد عامين من فوزه بالسعفة الذهبية عام 2010 عن فيلمه "The White Ribbon" يبدو مُنافساً لا يُستهان به أبداً ، بعيداً عن سينما الإثارة الواقعية التي احترف تقديمها ، هانِكَه هُنا في قصة إنسانية عن العلاقة بين زوجين مُتقاعدين ، بعد إصابة أحدهم بسكتة دماغية ، مما يختبر كل ما مر بينهم عبر عقود ، وباستعانة هانِكه بالممثل الفرنسي العظيم جان لوي ترينتينيان ، والفرنسية الكبيرة إيزابيل هوبرت ، فإن هذا الفيلم على الأغلب سيفوز بإحدى جوائز التمثيل بالدورة . فيلم Beyond The Hill ، ربما يكون العمل الأكثر انتظاراً بالنسبة للكثير في تلك الدورة ، هو الفيلم الروماني "وراء التلال" ، لأن مخرجه كريستيان مونجيو قدّم مُنذ خمس سنوات فقط أحد أفضل أفلام الألفية الثالثة "4 شهور و3 أسابيع ويومين" ، وحصل حينها على السعفة الذهبية باستحقاقٍ تام ، وكفيلمه الأول ، يتناول مونجيو العلاقة بين امرأتين ، كَبرتا في دار للأيتام في رومانيا ، قبل أن تتفرقا مع مرور السنوات ، حين تلتحق إحداهن بديرٍ في العاصمة ، وترفض الرحيل مع صديقتها إلى ألمانيا ، التوقعات ترتفع لعمل سينمائي رفيع المُستوى ، من الرجل الذي وضع السينما الرومانية في الواجهة . فيلم بعد الموقعة (ريم ومحمود وفاطمة) ، ممثلا للسينما المصرية للمخرج يسري نصر الله ، ومن بطولة منة شلبى ، باسم سمرة، ناهد السباعي، وفرح ومن إنتاج وليد الكردي. جدير بالذكر أن الفيلم يمثل عودة مصر مرة ثانية إلى مهرجان كان بعد غياب أكثر من 15 عام منذ أخر إشتراك بالمسابقة الرسمية بالمهرجان على يد الراحل يوسف شاهين بفيلم المصير