جرجس صفوت - جوزيف رمسيس قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية: "إن الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، الذي نودعه اليوم، عاش عمرًا طويلًا لم ينسى يومًا واحدًا فيه أنه راهب، تاركًا للحياة ناسكًا، كما كان ضمن فضائله التي ورثها لجميع كنائس أسيوط، النظام والتدقيق في كل شئ".
وأكد البابا تواضروس، خلال كلمته التي ألقاها أثناء صلاة جنازة الأنبا ميخائيل، على أن الراحل كان يتمتع بالجراءة، فكان صوتًا للحق على المستويين الكنسي والاجتماعي، ولذلك انعمت عليه السماء بنعم كثيرة عرفها شعب أسيوط، وشعب الكنيسة المصرية كله".
ولفت الى أن الأنبا ميخائيل عاصر 7 متتاليين من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على مدار 93 عام عاشهم في خدمة مستمرة، تجلت من ان رُسم أسقفًا على يد البطريرك الراحل يوساب الثاني، عام 1946، حيث كان عمره وقتها 26 عام، ومنذ ذلك الحين بذل مجهودًا كبيرًا في الخدمة وكان عونًا للبطاركة الراحلين مثل البابا يوساب الثاني والبابا كيرلس السادس، والبابا شنودة الثالث، وابرزها هو وجوده ضمن الوفد الكنسي الذي استقبل رفات القديس مار مرقس الرسول من ايطاليا الى مصر، بالإضافة الى اعماله الكثيرة داخل نطاق خدمته بأسيوط مثل تعمير الكنائس وتكريس الخدام، وايضًا تولي رئاسة دير ابي مقار.
وعن علاقته الشخصية بالأنبا ميخائيل قال البابا تواضروس إن المطران الراحل، كان أول الأساقفة الذين زارهم في بداية رسامته، في إيبارشياتهم، وكانت ذلك هو اللقاء الأول بينهم، بالرغم من أنه كان بينهم عدد من المكالمات الهاتفية، واستمر اللقاء لمدة ساعة، لافتًا الى انه بالرغم من ان البطريرك اصغر سنًا من المطران -كحسب قوله "كأحد أبناؤه"، الا انه تعامل معه بحسب المسؤولية التي يحملها، واعطاه الصليب الذي كان يمسكه.
وأكد البابا تواضروس انه استقبل مكالمة هاتفية، عقب تجليسه مباشرة من الأنبا ميخائيل الذي منعته ظروفه الصحية من المشاركة به، وبدأ في حديثه الحلو والذي دفع البابا تواضروس الى الوقوف اثناء سماعه الذي استمر ساعة ونصف، مضيفًا أنه عام 1997 وقبل رسامته اسقفًا بما يقرب من 3أشهر، ذهب الى الصعيد في زيارة الى الأنبا أندرواس أسقف أبو تيج، وكان يرغب في لقاء الأنبا ميخائيل، الا انه لم يكن متواجدًا بالإيبارشية في ذلك الوقت، فاتصل به هاتفيًا، وبالرغم من أنه لا يعرفه الا انه بدء في التعرف عليه وباركه وصلى له كثيرًا.
وعن دوره الخدمي، قال البابا تواضروس إن الأنبا ميخائيل خدم بمفهوم العطاء المستمر، وكان مثالا للسعادة في العطاء، ويشهد عن ذلك جميع شعب أسيوط الذين كبروا على يديه حتى الشيوخ منهم، لافتًا الى ان دوره الخدمي لم ينتهي فهو لايزال يصلي لأجل الكنيسة والوطن.
