نجل "المُشير" يؤكد بالمستندات: 4 تقارير طبية أثبتت أن والدي قُتل مسموماً ولم ينتحر
و"المُشير" تعرض للتشويه من أجل رفع الحرج عن "عبد الناصر"
الخلافات بين "عبد الناصر والمُشير" كانت بسبب القرارات العنترية ل"ناصر"
رغم مرور أكثر من أربعين عاماً على وفاة المشير عامر، إلا أنها ما زالت محل جدل إلى الآن، حيث يقال إنه أقدم على الانتحار بعد هزيمة 76، فيما قيل أنه توفي مسموماً، فظلت وفاته لغزاً حتى الآن لا يستطيع أحد حله.
ولد المشير محمد عبد الحكيم عامر في 11 ديسمبر 1919 ، في قرية أسطال، مركز سمالوط بمحافظة المنيا، لأسرة تعد من الأثرياء، حيث كان والده الشيخ على عامر عمدة القرية، و تخرج من الكلية الحربية في 1939، وشارك في حرب 1948 في نفس وحدة جمال عبد الناصر، وحصل على نوط الشجاعة في حرب 48 وتم ترقيته مع صلاح سالم استثنائياً، كان خاله محمد حيدر باشا وزير الدفاع أثناء حرب 1948.
ولعب عامر دوراً كبيراً في القيام بالثورة عام 1952، والذي ساعده في ترقيته في العام 1953، من رتبة صاغ (رائد) إلى رتبة لواء، وهو لا يزال في ال 34 من العمر متخطياً ثلاث رتب وأصبح القائد العام للقوات المسلحة المصرية.
مشاركته في الثورة جعلت منه أهلًا لأن يتربَّع على عرش وزير الدفاع عام 1954، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق بعدها بأربع سنوات، أعقبها بعد أشهر حصوله على رتبة المشير، وكان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 هو الاختبار الأول ل"المشير"، وانتهى العدوان بانسحاب الدول المعتدية.
تزوَّج عامر مرتين؛ الأولى من ابنة عمه زينب عبدالوهاب، وأنجب منها ثلاثة أبناء وأربع بنات، والزواج الثاني من الفنانة برلنتي عبدالحميد، التي أنجب منها ابنه عمرو، واعتزلت "برلنتي" الفن بعد زواجها من "المشير"، وكان عمرها 29 عامًا.
وفي يوم 14 سبتمبر 1967، توفى عامر وقيل أنه هو من أقدم على الانتحار، حيث ذهبت شخصيات مسؤولة إلى هذا الرأي وربطت هذا بتأثره بهزيمة حرب 1967، فيما أظهرت عدد من الجهات المعنية موته مسمومًا.
وفي ذكرى وفاته التقت "الفجر" بنجله "عمرو" الذي أكد أن والده توفى مقتولاً ولم ينتحر وأن جميع التقارير التي كُتبت بعد وفاته أثبتت ذلك؛ كاشفاً عن البعض منها، مضيفاّ أن سبب تشويه صورة والده هو إزالة الحرج عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد الهزيمة في 67.
لماذا طالبتم التحقيق مرة أخرى في وفاة المُشير عامر ؟
لكي نفتح التحقيقات من جديد كان يجب أن يكون هناك دليل جديد، وبعد تقرير الدكتور عبد الغني البشري كبير الأطباء الشرعيين والذي كتبه قهراً في الستينات، ثم كتب تقريراً آخر في السبعينات لتبرئة ذمته، وقام بإرساله إلى عمي "حسن عامر" والذي أكد فيه أن المشير تم قتله ولم ينتحر، وبعد ذلك قمنا بفتح القضية بتقرير النائب العام ولم يتم التحقيق أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك وحاولنا فتح التحقيقات ولكن تم الرفض، وأنا قدمت طلب دعوى فتح التحقيق في قضية قتل المشير مرة أخرى في 2010 وبعد إثبات4 تقارير بالطب الشرعي أنه قتل، وصل الطلب للنائب العام، وقام بتحويله للقضاء العسكري وما زال حتى الآن لم يتم التحقيق.
إذاً كل هذه المدة الأمر في يد القضاء العسكري فهل هناك تقاعس من تجاهه؟
لا يوجد تقاعس من القوات المسلحة فهناك ضغوط وجبهات مفتوحة والبلد في حالة ثورة وانفلات أمنى وعلينا أن نراعي أن سنة حكم مرسي سيئة والجيش عليه ضغوط كثيرة.
-هل ترى أن المشير عامر تعرض للتشويه طوال السنوات السابقة ؟
كل من شوه والدي لا يعلم أنه يشوه الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه لا يمكن أن نفصلهم عن بعضهم، وعلى مدار السنوات الماضية تعرض المشير عامر إلى حملة تشويه كبيرة كان هدفها رفع الحرج عن الرئيس جمال عبد الناصر، وكان لا يوجد عدالة في الإعلام فكانت القنوات الأولى والثانية فقط وصحف الأخبار والأهرام فقط ينشروا ذلك.
ماذا كان رد فعل عائلتكم تجاه هذا التشوية للمشير؟
كان لا يتاح لنا أي فرصة للظهور والتحدث لكشف الحقائق بوسائل الإعلام ، فكانت حرب غير متكافأة وغير عادلة من طرف واحد، بالإضافة إلى أن كل من كان يظهر بالإعلام كان يتكلم بدون أي أوراق أو وثائق تؤكد صدق ما يقوله، "وما أكثر الكلام" ، لكن بعد ظهور الفضائيات أصبح هناك فرصة لظهورنا حتى نُغير الصورة الخاطئة وننفي الإشاعات، لكن كل ذلك يحتاج إلى وقت حتى نُفهم الشعب الحقيقة كاملة، وجميع الوثائق لدى القوات المسلحة، وأتمنى أن تفرج عنها وتسمح لنا بتوثيقها، وطالبنا بلجنة تأريخ ليس لديها أي انتماء، لكن لم يتم الاستجابة لنا لأن الطلب كان غير رسمي.
ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين عائلة عبدالناصر؟
علاقاتنا مع عائلة ناصر عادية نراعي فيها أسماء الزعيمين وعمرنا ما نتراشق ولا ندخل في مستوى أقل للحوار، فلا توجد مشاكل بيننا ولكن عائلتنا تأثرت من حملات تشوية المشير التي قالت إنه قُتل، وآخرون قالوا انتحر ومزيد من الإشاعات التي ساعدت على إخفاء تاريخه العسكري المشرف.
هل تعرضت والدتك الفنانة "برلنتى عبد الحميد" للضغوط لعدم الكشف عن أسرار والدك؟
لم تتعرض لأي ضغوط، ولكن هي لم تفصح عن كل الأسرار لأن بعضها لا يمكن الإفصاح عنها وكشفها للرأي العام، فهي في كتابي "الطريق إلى قدري.. إلى عامر" و"المشير.. والرئيس" لم تعرض وجهة نظرها بل اعتمدت على شهادات شهود وقامت بالجلوس مع لواءات وجمعت أحداث وقامت بعرضها فقط.
هناك من يرى أن عبد الناصر كان يجامل المشير عامر على حساب الجيش المصري.. فما رأيك؟
المشير عامر هو المؤهل أن يكون إلى جانب الرئيس، وحصل على كلية أركان حرب المشير ومعين من أيام الرئيس محمد نجيب ولديه 15 سنة من انجازات في الجيش وهي غير معروفة للجميع حيث أسس سلاح المظلات والصاعقة وأنشأ مصنع طائرات ، "لو كل دا مجاملة يا ريت يجاملوا حد ويعمل انجازات زيه".
كيف تصف علاقة الرئيس عبدالناصر والمشير عامر؟
كانوا أخوات وبدأوا مع بعض بحلم الثورة ونجحوا في تأسيس الجيش والمخابرات و بناء السد العالي، ومثل أي عصر فيه إخفاقاته وانجازاته، وتم استغلال هزيمة 67 من قبل مراكز القوة في التفرقة بينهم وتخلصوا من المشير وعبد الناصر وحاولوا مع السادات ولكنه قام بحبسهم ، والغريب لا احد يتحدث عنهم.
ما أبرز النقاط الخلافية بين ناصر والمشير عامر؟
القرارات العنترية التي اتخذها عبدالناصر كغلق خليج العقبة في ظل الظروف التي كانت تشهدها الدولة والجيش، وان الجيش كان في حالة لا يستطيع وقتها الحرب، والمشير أستقال اعتراضا على حرب اليمن وتراجع عن استقالته حتى لا يسمى انقلاب على الرئيس عبدالناصر، فضلاً عن أن ناصر كان يتدخل في شئون الجيش وحركات الترقيات، والدليل على ذلك أنه حينما أعتقل نائبه زكريا محي الدين أرسل له رسالة قال فيها "اتقي الله" اعتراضا على السياسات الاقتصادية بعد التأميم.