اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    جامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية تنهي كافة الاستعدادات لامتحانات الفصل الدراسي الثاني    التأخيرات المتوقعة اليوم فى حركة قطارات السكة الحديد    أسعار الدولار اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بدء مراسم تشييع رئيسي ومرافقيه في مدينة تبريز الإيرانية    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    الأجهزة الأمنية تكثف نشاطها لإنقاذ ضحايا حادث غرق سيارة في المنوفية    موعد إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر: توقيت وقفة عرفات وعدد أيام العطلة    حمدي الميرغني يحيي ذكرى رحيل سمير غانم: كنت ومازلت وستظل أسطورة الضحك    ترتيب الدوري المصري 2023-2024 قبل مباريات اليوم الثلاثاء    ننشر بالأسماء ضحايا حادث العقار المنهار بالعياط    براتب 5000 جنيه.. وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بالقاهرة    خالد عبد الغفار: مركز جوستاف روسي الفرنسي سيقدم خدماته لغير القادرين    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    وزير الصحة: لا توجد دولة في العالم تستطيع مجاراة الزيادة السكانية ببناء المستشفيات    الحماية المدنية تخمد حريق هائل داخل مخزن بمنشأة القناطر (صور)    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    أمير هشام: الكاف تواصل مع البرتغالي خوان لإخراج إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    تفاصيل طقس الأيام المقبلة.. ظاهرة جوية تسيطر على أغلب أنحاء البلاد.. عاجل    فرصة للشراء.. تراجع كبير في أسعار الأضاحي اليوم الثلاثاء 21-5-2024    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    أحمد حلمي يتغزل في منى زكي بأغنية «اظهر وبان ياقمر»    «سوليفان» يعد بالضغط على إسرائيل لصرف الأموال المحتجزة للسلطة الفلسطينية    وزير الصحة: صناعة الدواء مستقرة.. وصدرنا لقاحات وبعض أدوية كورونا للخارج    وزير الصحة: مصر تستقبل 4 مواليد كل دقيقة    مساعد وزير الخارجية الإماراتي: لا حلول عسكرية في غزة.. يجب وقف الحرب والبدء بحل الدولتين    وزير الصحة: العزوف عن مهنة الطب عالميا.. وهجرة الأطباء ليست في مصر فقط    هل يرحل زيزو عن الزمالك بعد التتويج بالكونفدرالية؟ حسين لبيب يجيب    أحمد حلمي يغازل منى زكي برومانسية طريفة.. ماذا فعل؟    محمود محيي الدين: الأوضاع غاية في التعاسة وزيادة تنافسية البلاد النامية هي الحل    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    قتلها وحرق الجثة.. ضبط قاتل عروس المنيا بعد خطوبتها ب "أسبوعين"    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    رفع لافتة كامل العدد.. الأوبرا تحتفي وتكرم الموسيقار عمار الشريعي (تفاصيل)    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدي بالرباط الصليبي؟ أمر وارد    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    إيران تحدد موعد انتخاب خليفة «رئيسي»    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    كأس أمم إفريقيا للساق الواحدة.. منتخب مصر يكتسح بوروندي «10-2»    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    على باب الوزير    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز وأميرة ملش يكتبان : انفراد .. اعترافات عناصر خلايا داعش فى مصر
نشر في الفجر يوم 23 - 06 - 2014

ظهروا لأول مرة فى مليونيات الجهاديين فى ميدان التحرير.. ومرسى كان يحميهم ليدافعوا عنه فى اللحظة المناسبة

■ عناصر من التنظيم ستدخل مصر خلال الأيام القادمة لمساعدة الإخوان فى تأسيس جماعات مسلحة

■ أعضاء داعش ظهروا مساء 30 يونيو فى أسيوط وفى الجمعة التى أعقبت فض اعتصامى رابعة والنهضة فى الأزبكية

■ أعضاء التنظيم يدخلون مصر بشكل فردى وينسقون مع أنصار بيت المقدس ويستهدفون ضباط الحيش

المشهد كان غريبا وغير مألوف بالمرة، لكنه مر علينا جميعا مرور الكرام، فزعنا منه قليلا ثم ذهب كل منا ليكمل حياته بطريقة عادية جدا.

فى المليونيات التى كانت الجماعات الإسلامية على اختلاف توجهاتها وميولها السياسية تنظمها فى ميدان التحرير، ظهرت عناصر من تنظيم «داعش» يرفعون علمهم ويرددون هتافاتهم ويرتدون زيهم.. وكان وجودهم فيه تحد كبير لنا جميعا، لكننا لم نهتم ولم نبحث وراءهم ولم نسأل عمن أدخلهم إلى مصر.

لم يتواجد أعضاء داعش فى اعتصام رابعة العدوية، لكنهم كانوا موجودين بكل تأكيد فى اعتصام النهضة، ولم يكونوا هم وحدهم، بل جلس إلى جوارهم أعضاء التنظيمات الجهادية التى نزحت من سيناء لتقف أمام محاولة عزل محمد مرسى، معتقدة أنها يمكن أن تكسر الجيش المصرى وتخضع الشعب كله لإرادتها.

بعد ثورة 30 يونيو وعندما رفعت هذه الجماعات فى وجوهنا ما تدعى أنه راية الجهاد، كانت الجهات الأمنية قد رصدت تسلل عناصر تنظيم داعش إلى مصر.

1 - الضربة الأولى

فى الوقت الذى أفزع أعضاء داعش أهلنا فى العراق، كانت أجهزة الأمن المصرية تضرب ضربتها فى الصميم، فقد تم القبض على أحد أعضاء تنظيم داعش، بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وبعدها بيومين تم القبض على عناصر أخرى تتبع «داعش» فى محافظة المنيا.

المسألة ليست مسألة أفراد بالطبع، فنحن أمام خليتين كاملتين الأولى فى الشرقية والثانية فى المنيا، وهو ما يشير من طرف خفى إلى أن الأجهزة الأمنية كانت ترصد هذه الخلايا وتتابعها بدقة.

من بين ما جرى فى التحقيقات التى أجريت مع عضو تنظيم داعش الذى تم إلقاء القبض عليه فى الشرقية استطعنا أن نعرف الكثير.. فقد أرشد عن أعضاء التنظيم الذين ألقى القبض عليهم فى المنيا، لقد باع رفاقه بسهولة كبيرة، إنهم أقوياء وهم فى الخفاء فقط، لكنهم لا يتحملون مسئولية ما يعلنون أنهم يعتقدون أنه صواب.

فى التحقيقات مع أعضاء داعش تأكد أنه توجد عناصر جديدة منهم سوف تتسلل إلى مصر فى الأيام القادمة، وقالوا أيضا إن جماعة الإخوان المسلمين أصدرت أوامرها لشباب الجماعة، الذين قدموا البيعة للمرشد ويتبعون مبدأ «السمع والطاعة»، للتدريب والتجهيز حتى يتم تشكيل مجموعة إرهابية على غرار داعش، ثم تبدأ فى ضم عدد آخر من شباب الإخوان غير المنظمين والتيارات الإسلامية الأخرى، وأنهم اتخذوا من سيناء مقرا لهم مبدئيا ثم سيكون لهم مقر آخر فى الصعيد، وأن الجماعة طلبت منهم سرعة التجمع والإعداد والتجهيز، كما أنهم قالوا إن الانتصارات التى حققها تنظيم «داعش» فى العراق كانت قبلة الحياة للإخوان فى مصر، بعد أن بدأ الإحباط يصيب عددا كبيرا منهم وخاصة الشباب، ويريدون أن يكونوا فرعا جديدا لداعش فى مصر.

كما قالوا إنهم لايعرفون العدد الحقيقى لهؤلاء الآن.. لأن الجماعة تضفى سرية تامة على تفاصيل التحضير وتجهيز المجموعة الجديدة، ولكن مايعرفونه أن عددهم ليس كبيرا حتى الآن.

مصدر أمنى قريب من التحقيقات التى تتم مع عناصر داعش فى مصر قال لنا: ليس صحيحا أن خلايا «داعش» تظهر حديثا فى مصر، لأنهم موجودون منذ عهد الرئيس المعزول «مرسى»، وقد ظهروا بوضوح فى عمليات اغتيال الجنود فى سيناء التى حدثت مرتين، ولعله من الملاحظ أنهم قتلوا بنفس الطريقة التى يستخدمها تنظيم داعش الآن فى العراق عندما يعدم جنود الجيش العراقى.

ويضيف المصدر الأمنى: لقد ظهر أعضاء داعش أيضا مساء يوم 30 يونيو فى أسيوط وبعض مدن الصعيد، وكذلك فى الجمعة التى أعقبت فض اعتصامات «رابعة والنهضة» فى الأزبكية وكانوا يطلقون النيران بشكل عشوائى فى الشوارع وعلى الكبارى، وهو مايحدث الآن بنفس الأداء فى شوارع العراق مما يؤكد أن بصمة «داعش» كانت موجودة فى كل هذه الوقائع، ولكن الأجهزة الأمنية على مدى الشهور الماضية استطاعت قتل عدد منهم والقبض على عدد آخر ولكن الغالبية من هؤلاء استطاعوا الهرب خارج البلاد، ولذلك فإن القيادات الكبيرة التى تنتمى لهم ليس لها وجود الآن فى مصر، و الموجود منهم هم القيادات المتوسطة والصغيرة، ويتم تضييق الخناق للقبض عليهم الآن ومطارداتهم، وأن الأجهزة السيادية فى مصر والأمنية تترقب تسللهم إلى الدولة، وبالفعل تم تسلل عدد جديد منهم خلال الأسابيع القليلة الماضية، عن طريق «ليبيا وغزة» ومنها إلى «سيناء».. وهم يصلون إلى مصر بشكل فردى وليس مجموعات، ويتعاونون فور وصولهم مع جماعة «أنصار بيت المقدس» ولعل بصماتهم واضحة فى بعض العمليات التى استهدفت الجيش المصرى خلال المرحلة الماضية، لأنهم يستهدفون الجيش فى المقام الأول وليس الشرطة، كما هو معتاد من التنظيمات الإرهابية الأخرى ومنها عملية «القليوبية» التى راح ضحيتها جنديان من الجيش، وكذلك العمليات التى استهدفت سيارات الجيش وبعض منشآته فى «الإسماعيلية والدقهلية والقاهرة».

ويضيف المسئول الأمنى: أعضاء الخلية التى قبض عليها فى الشرقية وكذلك التى أعقبتها فى المنيا، إعترفوا فى التحقيق أن تنظيم «داعش» فى العراق الآن الذى يقوده «أبوبكر البغدادى»، على اتصال بهم وأنهم أعطوا لهم تعليمات وأوامر، لعمل اغتيالات جديدة وتنفيذ عمليات مسلحة، وقالوا لهم إن قيادتهم المباشرة فى «سيناء»، وأنهم فى المرحلة المقبلة سوف ينتقلون «للصعيد» وكذلك «الإسكندرية ومدن الدلتا» ولكن بعد اتخاذ جميع التدابير التى تؤمنهم وتدعمهم، كما أنهم يمدونهم بالسلاح والأموال.

ويضيف أن تنظيم «داعش» بث فيديو على موقع «يوتيوب» منذ فترة قريبة، ووجه فيه رسالة إلى المجاهدين فى سيناء.. يدعوهم «للتعاون من أجل إنشاء دولة الله» وطالبهم بالتحلى بالصبر قائلا «الجهاد وسيلة لتأسيس الدولة الإسلامية"، وبذلك فهم يخاطبون العناصر التى توجد فى مصر وأيضا يريدون أن يطمئنوا كل من يريد أن ينضم لهم أنهم تنظيم قوى ويحمونهم وعلى صلة قوية بهم وأنهم ظهير لهم.

2 - صنائع خيرت الشاطر

كل الشواهد تؤكد أن المنتمين إلى تنظيم داعش فى مصر لم يكونوا إلا صنيعة جماعة الإخوان المسلمين وتحديدا خيرت الشاطر.

لقد سهلت جماعة الإخوان المسلمين دخول ما يقرب من 300 ألف إرهابى إلى سيناء خلال السنة التى حكم فيها محمد مرسى، بل إن الجماعة بدأت منذ الأيام الأولى التى أعقبت ثورة 25 يناير فى إدخال هذه العناصر إلى مصر.. ومن بين هذه العناصر كان أعضاء تنظيم داعش.

كان خيرت الشاطر يعرف جيدا أن هناك لحظة مواجهة قادمة وأن المصريين حتما سيواجهون جماعة الإخوان المسلمين ويطالبون بإخراجهم من الحكم، وهنا جرى الاتفاق.

كان الاتفاق أن تحمى جماعة الإخوان المسلمين العناصر الإرهابية التى استوطنت سيناء، فى مقابل أن تضع هذه الجماعات كل جهودها فى خدمة الجماعة فى اللحظة التى تقررها وتريدها.

كان الاتفاق أو لنقل الصفقة تقول إن هذه الجماعات ستكون ظهيرا للإخوان بشرط أن تقوم الجماعة بتطبيق الشريعة الإسلامية فور وصولها إلى الحكم، وأن تجعل من سيناء منصة لمحاربة إسرائيل والقضاء عليها، وكانت هذه الجماعات بالفعل مستعدة لغزو القاهرة فى اللحظة التى تعلن فيها اللجنة الرئاسية فوز أحمد شفيق، فقد قيل لهم إن هناك مؤامرة وأن النظام القديم يريد أن يعود من أجل الانتقام بإسقاط محمد مرسى، لكن قرار اللجنة بفوز مرسى جعل هذه الجماعات تعود إلى قواعدها.

ساعدت هذه الجماعات الإرهابية محمد مرسى كثيرا، كانت وراء ذبح الجنود فى رفح، وهى العملية التى تخلص بها محمد مرسى من عدد كبير من خصومه، أطاح بمراد موافى من جهاز المخابرات العامة، وبالمشير طنطاوى والفريق سامى عنان من رأس الجيش، ولما تكرر الأمر وتم اختطاف مجموعة من الجنود المصريين، وكان هذا فى عهد السيسى كوزير للدفاع وخرج مرسى ليقول أنه حريص على سلامة الخاطفين والمخطوفين، كان قد أدرك الجميع أن هؤلاء أنصاره ورجاله الذين يحميهم.

لقد تمرد الإرهاربيون على محمد مرسى بعد أن وجدوه يتصالح مع الإسرائيليين ويتحدث معهم بود بالغ، وتمردوا عليه عندما وجدوا أنه لا يأخذ خطوات إيجابية وسريعة لتطبيق الشريعة الإسلامية، لكنهم وقفوا إلى جواره عندما وجدوا الشعب المصرى يتمرد عليه، لأنهم يتعاملون كيد واحدة ضد الشعب المصرى، يريدون أن يفرضوا عليه توجهاتهم وأفكارهم.

3 - خطة إزاحة مرسى

قد يكون ما سنقوله هنا غريبا.

يعتقد الإخوان المسلمون أن إزاحة مرسى تمت لأن الجيش والشعب تحالفوا ضده، لكن ما لا يعرفه الإخوان أنه كانت هناك خطة لدى الجماعات الجهادية للإطاحة بمحمد مرسى، وهى خطة لها مبررها وحيثياتها.

يعتبر الإرهابيون – ممن يطلقون على أنفسهم جهادييين – الإخوان المسلمين أكثر الجماعات تفريطا من بين الجماعات الإسلامية، فهم أصحاب سلطة، وليتهم يطلبون السطلة من أجل الإسلام ولكن من أجل أنفسهم فقط، ولذلك كان الإرهابيون ينتظرون معركة الإخوان مع الجيش، وهى المعركة التى كانت تعتقد الجماعة ومن وراءها أنها قادرة على تفكيك الجيش المصرى، وساعتها ستكون الجماعة وحدها ومنفردة فى السلطة، وساعتها كانت ستدخل الجماعات الإرهابية فى مواجهة مع جماعة الإخوان لإزاحتها من الحكم لإعلان دولة الخلافة من القاهرة.

ساعتها كانت شوارع القاهرة ستتحول إلى ساحة مستباحة للقتل، كانت المشاهد التى رأيناها فى العراق ستتكرر هنا، قتل بلا رحمة وتمثيل بالجثث وهدم لكل شىء، وهو ما يعنى أن ثورة 30 يونيو لم تنه عصر الإخوان فقط، ولكنها أيضا أنهت عصر الجماعات الإرهابية التى كانت تريد لمصر الخراب الكامل.

4 - خطة المواجهة

ليس معنى أن الجهات الأمنية استطاعت أن تلقى القبض على بعض عناصر داعش أن المهمة انتهت، وأن خطر هذا التنظيم زال إلى الأبد، فلا زالت هناك خطة للمواجهة، وهو ما يتحدث عنه مصدر أمنى لديه ملف داعش يقول: الأجهزة السيادية والأمنية ترصد وتترقب كل دعوات الجماعات الإرهابية لتأسيس تنظيم داعش فى مصر أو البناء على ما هو موجود، كما أن القبض على العناصر يضع أمامنا خيوطًا جديدة نسير خلفها، ومن خلالها يتم الكشف عن عناصر جديدة، وعن العمليات الإرهابية التى يحضرون لتنفيذها فهم ليسوا تنظيما غريبا علينا.

بالفعل سبق وتعاملت الأجهزة الأمنية مع هذا التنظيم وواجهته منذ عهد «مرسي» حتى اضطرتهم إلى الهرب، وستفعل نفس الشىء معهم من جديد الآن، ولا داعى لوضعهم فى حجم أكبر من حجمهم، لأنهم فى النهاية تنظيمات إرهابية تهدف لخلق الفوضى فقط لأنهم لم ولن يستطيعوا فعل أكثر من ذلك وسيتم القضاء على من تبقى منهم فى مصر قريبا.

البداية

تشكل تنظيم «داعش» الإرهابى فى إبريل عام 2013، وقدم فى البدء على أنه اندماج بين ما يسمى ب«دولة العراق الإسلامية» التابع لتنظيم القاعدة الذى تشكل فى 2006 والمجموعة التكفيرية المسلحة فى سوريا المعروفة ب«جبهة النصرة»، إلا أن هذا الاندماج الذى أعلن عنه قيادى «دولة العراق الإسلامية» أبو بكر البغدادى، رفضته «النصرة» على الفور.

وبعد ذلك بشهرين، أمر زعيم «القاعدة» أيمن الظواهرى بإلغاء الاندماج، إلا أن البغدادى أكمل العملية لتصبح «داعش» الدولة الإسلامية فى العراق والشام واحدة من أكبر الجماعات الإرهابية الرئيسية التى تقوم بالقتل والدمار فى سوريا والعراق.

البغدادى.. الأمير

فى الشهر الرابع من العام 2010، وتحديداً 19 إبريل، قامت القوات الأمريكية بتنفيذ عملية عسكرية فى منطقة الثرثار استهدفت منزلا كان فيه أبو عمر البغدادى، وأبو حمزة المهاجر وبعد اشتباكات عنيفة بين الجانبين واستدعاء الطائرات تم قصف المنزل ليقتلا معا، وبعد أسبوع واحد اعترف التنظيم فى بيان له على الإنترنت بمقتلهما، وبعد حوالى عشرة أيام انعقد مجلس شورى الدولة الإسلامية فى العراق ليختار أبى بكر البغدادى خليفة لأبى عمر البغدادى، والذى يمثل اليوم «أمير الدولة الإسلامية فى العراق والشام، داعش».

هو إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدرى المولود عام 1971 فى مدينة سامراء العراقية، له العديد من الأسماء والألقاب، «على البدرى السامرائي»، أبو دعاء، الدكتور إبراهيم، «الكرار»، وأخيرا «أبو بكر البغدادى»، خريج الجامعة الإسلامية فى بغداد، درس فيها البكالوريوس، الماجستير والدكتوراه، وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية، ولد فى عائلة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدرى العراقية، وأعمامه دعاة فى العراق حسب ما يشاع. بدأ البغدادى نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوى والتربوى إلا أنه ما لبث أن انتقل إلى الجانب الجهادى، حيث ظهر كقطب من أقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها فى محافظتى ديالى وسامراء العراقيتين، أول نشاطاته بدأ من جامع الإمام أحمد بن حنبل، مؤسسا خلايا مسلحة صغيرة فى المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت فى حروب الشوارع التى شهدها العراق فى السنوات الماضية، أنشأ بعدها أول تنظيم أسماه «جيش أهل السنة والجماعة» بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التى تشاركه الفكر والنهج والهدف، ونشط عملياته فى بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث أن انضم مع تنظيمه إلى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية فى المجلس وشغل منصب عضو فى مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية. للدولة الإسلامية فى العراق تاريخ دموى طويل، فمنذ تولى أبو بكر البغدادى زعامة هذا التنظيم «وبعيدا عن ما نفذته القاعدة قبله فى العراق فى عهد الزرقاوى ومن تبعه» قام التنظيم بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التى حصدت أرواح الآلاف من العراقيين، أشهرها كانت عملية مسجد أم القرى فى بغداد التى أسفرت عن مقتل النائب العراقى خالد الفهداوى، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، حيث شن عدة عمليات إرهابية فى العراق أدت إلى استشهاد المئات من رجال الجيش والشرطة العراقية والمواطنين، وتبنى عبر الموقع الإلكترونى التابع لتنظيم القاعدة فى العراق أكثر من 100 هجوم انتحارى انتقاما لمقتل بن لادن.

أشهر فتاوى داعش

1- منع ترميم أو إعمار كنائس المسيحيين المهدمة وعدم الجهر بصلواتهم والاكتفاء بأداء شعائرهم بصمت داخل الكنيسة.

2- إقامة الدولة الإسلامية على أى أرض يتم تحريرها ثم الانتقال لأرض إسلامية أخرى، التى توجد بها نفس الظروف حتى الوصول إلى تحرير جميع الأراضى الإسلامية.

3- الجهاد يبدأ ب«العدو القريب» وليس «العدو البعيد» ضد الحكام المسلمين الكفار «العدو القريب»، وليس ضد السوفييت والأمريكيين «العدو البعيد».

4- إباحة قتال الحكام المسلمين والمعارضين للتنظيم من المسلمين أيضا وغيرهم.

5- الجزية واجبة على الأقليات غير المسلمة فى المجتمعات المسلمة.

6- جواز قتل المسلم إذا تترس به الكافر، كأساس شرعى لتبرير بعض العمليات العسكرية التى يترتب عليها قتل المسلمين.

7- قتال غير المسلمين وغزو العالم لنشر الدعوة.

8- واقع الدولة غير ثابت الحدود ومتعدد الشعوب والقبائل.

9- الدين كله لله وكلمته هى العليا، فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين.

10- أهل الممانعة والمقاتلة - كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى لا يقتل إلا أن يقاتل بقوله أو فعله.

11 - فرض الزى «الداعشي» الإسلامى واجب، ومن يخالفه يجلد.

قوانين داعش

1- فرض النقاب الأسود السميك، وأى تهاون من قبل المرأة وخصوصاً فيما يتعلق بدرجة سماكة النقاب يؤدى الى الاعتقال، إذ تعتبر هذه المخالفة من أكثر المخالفات التى تم اعتقال نساء بناء عليها.

2- إجبار المسيحيين على توقيع عهد ذمي، يقضى بدفع "الجزية" تبدأ ب13 جراماً من الذهب بالنسبة للأثرياء وربعها بالنسبة للمسيحيين الفقراء، ومنعهم من رسم الصليب أو استخدام مكبر الصوت فى صلواتهم، بالإضافة لمنعهم من امتلاك أو حمل سلاح ولا حتى للدفاع عن النفس.

3- الجلد للفتيات لظهور حواجبهن من تحت النقاب.

4- عدم مخالطة الرجال للنساء فى الأماكن العامة ودوائر العمل وعدم الخروج مساء من دون محرم (رجل) إضافة إلى عدم الصعود فى سيارات الأجرة فى أى وقت من دون محرم أيضاً.

5- حظر ارتداء "الجينز" والكنزة على النساء والفتيات واستبدالها بالعباية والبرقع.

6- حظر تدخين السجائر أو النارجيلة.

7- إغلاق محلات الحلاقة الرجالية، ومنع الشباب من تسريح شعورهم على الطريقة الحديثة أو وضع أية مادة عليه.

8- إغلاق محلات الخياطة النسائية إذا شوهد فيها رجل، ومنع النساء من زيارة طبيب نسائى للعلاج.

9- حظر بيع أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغانى الماجنة فى السيارات والحافلات والمحلات وجميع الأماكن، وإزالة صور الرجال والنساء عن واجهة المحلات.

10- على كل صاحب متجر قبل نداء الصلاة بعشر دقائق إغلاق متجره.

11- على أى رجل خارج الطرق التوجه إلى المسجد، لأداء فريضة الصلاة، وعدم التأخر أو الجلوس للحديث فى الطرق، والمسلمون فى مساجدهم، و"من وجد أثناء الصلاة فاتحاً متجره، أو خارج المسجد فى الطرق، فإن متجره سوف يغلق ويطلب للمساءلة الشرعية".

12- يجلد 70 جلدة كل من يتداول كلمة "داعش"، إذ عليه أن يقول "الدولة الإسلامية فى العراق والشام".

13- من يقوم بابتزاز المواطنين من سائقى الأجرة تقع عليه عقوبة تتراوح بين قطع اليد أو قطع الرأس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.