-محمد ممدوح: انضم لداعش فى إدلب وعاد لمصر وبحوزته خرائط مهمة لسيناءوالإسماعيلية - خبير أمني: أعضاء داعش فى مصر يحملون اسم «أبناء إبراهيم» وتم تجنيدهم فى ألمانيا -أجهزة سيادية ألقت القبض على 15 عضوا تسللوا لمصر عبر سيناء -خبير سوري: أسامة رشدى رتب للقاءات بين داعش والإخوان و180 إرهابيا دخلوا لمصر عبر ليبيا «قتل يعقبه تكبير.. نهب يليه حمد الله.. قطع رءوس باسم دين السلام.. حرق الأخضر واليابس وادعاء إعمار الأرض.. تحطيم الحضارات باسم مانح الحياة، هذه ليست مشاهد من فيلم رعب فانتازى، لكنها أعمال يقوم بها من يطلقون على أنفسهم تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» والإسلام أبعد إليهم من طرف المجرة. جماعة داعش التى يتحدث عنها العالم العربى كله الآن أزالوا الحدود الرسمية بين سورياوالعراق ليقيموا إمارتهم الإسلامية، ونشروا خرائط جديدة أوضحت أنهم ينوون احتلال الخليج العربى بأكمله، وأن أطماعهم تتجه لضم أجزاء من مصر، خاصة محافظتى الشرقيةوالإسماعيلية، وذلك لأن التنظيم الإرهابى يضم بين صفوفه أعضاء فى جماعه الإخوان.
داعش فى حقيقتها ليست إلا تنظيما إرهابيا يتخذ من عباءة الجهاد ستاراً له، ذاع صيتها بعد اشتعال الثورة السورية، خاصة أن معظم الجهاديين المنضمين إليهم قد سافروا من بلادهم خلال ضعف الأجهزة الأمنية للمشاركة فى الجهاد الإسلامى فى سوريا. السؤال الذى تردد طويلا فى الأسابيع الماضية كان: من هم «داعش» هؤلاء؟ والإجابة أنهم تنظيم مسلح يتبع «القاعدة»، تأسس على يد الأردنى أبو مصعب الزرقاوى عقب الغزو الأمريكى للعراق عام 2005، بهدف مبدئى مقاومة الاحتلال، قبل أن يتوسع طموحه ليشمل السيطرة على سوريا عقب قيام الثورة هناك، جامعا تحت لوائه عصابات جهادية مختلطة من مختلف الجنسيات لهدف واحد هو «إقامة دولة الخلافة الإسلامية»، وقد ترعرع التنظيم فى أحضان المحافظات ذات الأغلبية السنية بالعراق وهى: «الأنبار» و«نينوى» وغيرها، وهى محافظات تشترك فى بعض حدودها مع سوريا، وبعد قيام الثورة السورية امتدت أذرع التنظيم عبر الحدود المفتوحة لتشارك «داعش» بسلاحها ومقاتليها فى الحرب الأهلية السورية، باعتبارها معركة «مقدسة» ضد نظام بشار الشيعى العلوى «الكافر» – حسب وصفهم. كان القيادى الجهادى أبو عمر البغدادى هو من يترأس التنظيم وقت قيام الثورة السورية، ثم قتل فيما بعد وتولى قيادة التنظيم بدلًا منه أبو بكر البغدادى، عام 2011، وشهد عهد أبى بكر توسعًا فى العمليات النوعية المتزامنة ك «عملية البنك المركزى، ووزارة العدل، واقتحام سجنى أبو غريب والحوت»، وانضم التنظيم إلى جبهة النصرة مكونين «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، واحتدم الصدام ووقعت معارك ومجازر بينهما، حتى أعلن أيمن الظواهرى زعيم تنظيم «القاعدة»، أنه «لا صلة لهم بجماعة «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، المعروفة ب«داعش». وبسبب ما تعيشه مصر فى الفترة الحالية، من عدم استقرار سببه محاولات جماعة الإخوان الاستنجاد بالغرب، والاستعانة بالجماعات الإرهابية لزعزعة الاستقرار فى الشارع المصرى والعودة إلى الحكم مرة أخرى، فقد دعا أحد قيادات حركة «داعش» المصريين إلى الجهاد ضد الدولة لتطبيق الشريعة قائلا: «هيهات أن يطبق الإسلام فى مصر بغير جهاد طويل ومرير»- خلال فيديو نُشر على قناة «العالم الإيرانية»، «وأن التجربة الديمقراطية أثبتت فشلها فى بلدان المسلمين، لأن الذين ينجحون عبر الصناديق غير مرضيين وهم أقرب لليهود والأمريكان وقوى الشر، وأن الديمقراطية فكرة مشوهة. داعياً أن يقف ضد تكرار التجربة الديمقراطية وأن يكونوا للكافرين بالمرصاد. الجماعة فى التنظيم مصادر جهادية عائدة من سوريا وكانت مقربة من جهاديى «داعش» كشفت لنا عن وجود عدد من ممثلى جماعة الإخوان المسلمين والجهاد المصرى الذين سافروا للجهاد هناك فى صفوف داعش، ويتمركزون خاصة بمحافظة الرقة السورية داخل أحد معسكرات التدريب هناك، وهدفهم الرئيسى هو الترتيب لمخططاتهم المقبلة وكيفية دخولهم إلى مصر لمحاربة الجيش والشرطة، وضمهم سيناء لإمارتهم الإسلامية المزعومة. وأوضحت المصادر أن الاجتماعات تتناول بعض الفيديوهات التدريبية، والخرائط وصوراً لمنشآت حكومية مهمة فى سيناء سربها بعض الإخوان داخل التنظيم، والذين يتجاوز عددهم الألف مقاتل ضمن صفوف «داعش» كانوا هاجروا إلى سوريا فى عهد الرئيس المعزول ضمن أعداد كبيرة تحت مسمى «الجهاد»، كما أن التنظيم الدولى للإخوان المسلمين أرسل بعض العناصر غير المعروفة والتى هى على اتصال مع المصريين الموجودين ضمن صفوف «داعش»، للإعداد لخطة الانتقال إلى مصر فى الفترة المقبلة. عملية القوارب الليلية المصادر الجهادية المطلعة أكدت ل «الصباح»، أنه تم نقل عدد كبير من عناصر داعش خلال الشهور الماضية، من سيناء إلى الإسماعيلية فى جنح الليل عبر زوارق مطاطية، ومنها إلى محافظة الشرقية التى يختبئون بها. وأن العملية تمت بقيادة شخص يدعى ناجح أبو الهيجاء فلسطينى الجنسية من سرايا القدس، وأضافت المصادر أيضا أن عدد هؤلاء الذين عبروا عن طريق الزوارق اقترب من 140 شخصًا، معظمهم من المصريين الذين سافروا إلى سوريا فى عهد المعزول محمد مرسى، وقد انضم هؤلاء إلى صفوف داعش، وتدربوا فى معسكراتها فى سوريا وشاركوا فى العديد من العمليات الدموية على الجبهة السورية. أيضا ضمن القيادات المصرية فى صفوف داعش، والذى خطط لعملية الدخول وكيفية الوصول إلى هذه المناطق، مهندس مصرى يدعى محمد ممدوح من سكان القاهرة، وهو أحد قيادات داعش، ومكث وقتا طويلا فى بلدة دركوش بريف إدلب. وأوضحت المصادر أن هذه المجموعات لن تنشط فى عمليات إرهابية حاليا، بل إنها ستعمل طوال الفترة المقبلة على نشر الفكر التكفيرى، خاصة فى صفوف شباب الجماعة الغاضبين مما حدث لهم، كما أنها ستتواصل مع أنصار الشريعة والسلفية الجهادية، وعندها ستنشط بشكل مفاجئ وتستهدف المقرات الأمنية بعد خلق أتباع لها فى كل محافظات مصر. المصادر حذرت من أن خرائط دقيقة لسيناء ومناطق بالإسماعيليةوالشرقية قد تم تسريبها لأعضاء داعش عن طريق المصريين المتواجدين داخل التنظيم، والذين يتواصلون مع عدد من الجهاديين والإخوان الموجودين فى مصر، موضحة أن ما قامت به داعش من إعدام قياديين مصريين فى محافظة الرقة منتصف يناير الماضى جاء بعد شكهم فى تسريبهم لمعلومات عن خطة دخول سيناءوالشرقية، فقامت بإعدامهم ميدانيا حتى يكونا عبرة لغيرهما. حرب الأفكار من جانبه قال اللواء رضا يعقوب، الخبير الأمنى ومؤسس مجموعة مكافحة الإرهاب الدولى، إن عناصر داعش التى تواجدت فى سيناء خلال الفترة الماضية هى مجموعات تدعى «أبناء إبراهيم»، وهم مجموعة من الجهاديين كانوا بألمانيا، ثم انتقلوا إلى سيناء فى عهد المعزول محمد مرسى، وقد اقترب عددهم فى ذلك الوقت من 3000 جهادى، كانوا يعتقدون بأنهم سيأسسون إمارة إسلامية فى سيناء، مضيفاً أن عمليات الجيش المصرى لتطهير سيناء جعلت بعضهم يهرب إلى داخل المحافظات وبعضهم يهرب إلى ليبيا، وما زال عدد منهم موجودا فى سيناء يختبئ بين المدنيين وهو ما يعيق عملية القبض عليهم، أو ضربهم بالطائرات. وأشار يعقوب فى تصريحات ل «الصباح» إلى أن مجموعات داعش قد لا تكون بالخطورة الكبيرة التى يعتقدها البعض، لكن الخطورة تكمن فى انتشار فكرهم بين المجموعات الجهادية الموجودة فى مصر أساسا ويكون لها انتشار كبير فى المحافظات. وفى سياق آخر أكد حسام العواك، العميد بالجيش السورى الحر، أن أسامة رشدى رئيس جهاز الاستخبارات الإخوانى، قام بخلق حلقة وصل بين التنظيم الدولى للإخوان وتنظيم «داعش» خلال الأيام الماضية، وقد تم نقل 180 مجاهدا من التنظيم الدولى الذى ترعاه إيران إلى ليبيا تمهيدا لدخولهم مصر، مضيفاً أن هناك عددا من قيادات داعش اجتمعت مع رشدى خلال الشهور الماضية ومن بينهم «حجى بكر» الذى كان معتقلا فى عام 2005 وتم الإفراج عنه بوساطة إيرانية فى العراق، ونعمة نايف الجبورى ضابط الاستخبارات السابق والمعروف أنه على علاقة قوية مع الحرس الثورى الإيرانى، وقد دخل سوريا بجواز إيرانى عام 2011، وأبو أحمد العلوانى ضابط بالاستخبارات العامة سابقا أيضا، كذلك أبو عبد الرحمن البيلاوى واسمه الحقيقى هو عدنان إسماعيل نجم، والذى اعتقل عام 2005، دخل سوريا بجواز سفر إيرانى عام 2011. أيضا من ضمن قيادات داعش التى اجتمعت مع رئيس جهاز الاستخبارات الإخوانى إبراهيم عواد إبراهيم البدرى السمرائى، وهو من مواليد71 من أهالى منطقة الديالة العراقية، والذى يشتبه بأنه وراء عملية تسليم أبو مصعب الزرقاوى للمخابرات الأمريكية بمساعدة المخابرات الإيرانية.