كانت المكتبة المدرسية ولا تزال من أهم الأماكن داخل المدرسة لدورها فى نشأة التلميذ وتغذية عقله بالعلم والمعرفة وإسهامها فى رفع كفاءة الطلاب والطالبات وتنمية معلوماتهم عن طريق خدماتها وأنشطتها المتنوعة . ومع تعدد وانتشار وسائل التكنولوجيا التي ساهمت في ضعف الإقبال علي الكتب والمكتبات ، تراجع دور المكتبة وأصبحت مجرد ديكور داخل كثير من المدارس
ورصدت "بوابة الفجر" آراء المعلمين والطلاب بمدارس محافظة الأقصر ، حول دور المكتبات ، وهل تحتاج إلى تطوير وسائل المعرفة بما يتناسب مع متطلبات العصر.
وبدأ "محمد فهمى" أخصائى مكتبات بمدرسة الحبيل الإبتدائية يقول أن المكتبة شئ أساسى في المدرسة لا يمكن الاستغناء عنه ، حيث تعتبر بمثابة المرجع الأول للطلاب لكتابة الأبحاث والاستعلام عن معلومة جديدة أو معرفة إضافية حول موضوع معين.
وأضاف أنه يجب علي الوزارة الاهتمام بها وتطويرها بما يتواكب مع المستحدثات في هذا العصر وإدخال أنماط القراءة الاليكترونية والكتب المحملة علي أجهزة الحاسب الآلى ، مشيراً إلى انه حينما بدأ العمل بالمدرسة كانت بلا مكتبة حيث وجد مجموعة من الكتب علي الأرفف مغلفة بالأتربة ، فقام بإنشاء مكتبة بالجهود الذاتية وباستيراد مجموعات كتب من المدرسة الثانوية العسكرية وخالد بن الوليد وبعض المدارس الأخري بالإضافة إلي بعض الكتب الخاصة بمعارفه وأصدقائه وقام بتجميعها داخل دواليب خاصة.
وأعاد نشاط المكتبة داخل المدرسة وتم تخصيص حصتين كل أسبوع للمكتبة ، لافتاً إلى وجود العديد من المكتبات بمدارس الأقصر تم إنشاؤها بالجهود الذاتية وبمعرفة أخصائيو المكتبات. وأشار "فهمى" إلى أن عدد كبير من المدارس لا يوجد بها مكتبات خاصة مدارس القري ، مؤكداً أن مدرسة الحبيل الإبتدائية بها نحو 250 طالباً منهم 40 أو 50 طالباً مشتركون بنشاط المكتبة ، وان الإمكانيات محدودة للغاية ويوجد نقص بأثاث المكتبات والكتب التي تناسب المرحلة الدراسية
وفى ختام حديثه ، طالب بدعم الوزارة لنشاط المكتبة وتطبيق المشروع القومي للكتاب داخل كل مدرسة مشيراً إلى انه مشروع يتم بمساعدات أمريكية ويقوم بتوفير كتب ودواليب بما يساعد علي تطوير المكتبة داخل المدرسة
وفى السياق نفسه ، كشف "محمود أبو الحمد" الطالب بنفس المدرسة عن حجم الإقبال الضعيف من الطلاب على المكتبة واستعارة الكتب ، مشيراً إلى أن نشاط المكتبة اختياري وان المدرسة يوجد بها ثلاث أنشطة فقط هي " المكتبة – الصحافة – المجال الصناعى".
وأوضح أن المدرسة تقوم بتنظيم زيارة دورية سنوية لمكتبة مصر العامة لترغيب التلاميذ في القراءة ورغم ذلك لا يزيد عدد المشتركون في مكتبة المدرسة في الفصل الواحد عن 3 طلاب ، نظراً لاهتمام الطلبة بأنشطة أخرى كالموسيقي والكشافة والرياضة.
وأضافت "أسماء محمد أبو الحجاج" مدرسة بمدرسة أرمنت الإعدادية أن الأنشطة المدرسية ومنها المكتبة تساهم في تكوين شخصية الطلاب وإثراء معارفهم وتساعد علي اكتشاف مواهبهم والعمل علي تنميتها وتفعيلها ، فأنشطة المدرسة كالصحافة والإذاعة والموسيقي والمكتبة تعد من أهم مظاهر التقدم التى تتميز بها المدرسة .
وتابعت "أسماء" أنه لم يعد هناك من يشكك في أهمية المكتبة المدرسية أو يقلل من قيمتها مؤكدة أن المكتبة المدرسية لها إسهامات كبيرة ومن ذلك إعداد وتوفير مصادر المعلومات وتهيئة المجتمع المدرسى من طلاب ومعلمين للتعامل مع التطور بفعالية وذلك ليتحقق الاستخدام الأمثل لمصادر المعلومات المتوافرة في المكتبة التي أصبحت محوراً من المحاور الرئيسية للمجتمع المدرسي
وأوضحت أن عدد طلاب مدرسة أرمنت الإعدادية نحو 1000 طالباً منهم حوالي 40 طالباً فقط مشترك بنشاط المكتبة ويقومون بالقراءة داخلها واستعارة الكتب والرجوع إليها للاستزادة والمعرفة وكتابة الأبحاث مؤكدة أن هؤلاء التلاميذ من المجدين والمجتهدين الذين يداومون علي القراءة والاطلاع ، أما بقية الطلاب فلا يشاركون بالنشاط ولا يدخلون المكتبة . وأضافت "فاطمة موسى" أمينة مكتبة مدرسة أم المؤمنين الثانوية بنات بالأقصر ، أن مكتبة المدرسة بها أكثر من 16 ألف كتاب تم حصرهم داخل 17 سجل ويتم زيادة الكتب سنوياً بالتعاون مع مديرة المدرسة امال زارع التي تحرص على تطوير المكتبة وتهيئتها بالشكل الملائم للطالبات إلا أن معظمهن لا يهتمون بها لانشغالهن بالمواد والدروس واستغلال وقتهم في المذاكرة والمراجعة لدرجة أن بعضهم يختار أنشطة زراعية أو صناعية لسهولتها ولقضاء وقته في المذاكرة لأنهم بمرحلة ثانوية وبحاجة للمجموع.
كما كشفت عن عزوف الطالبات عن الاشتراك في النشاط فأقل من 40 طالبة ترتاد المكتبة من إجمالى أكثر من 500 طالبة منهم 10 % فقط يستغل المكتبة استغلال جيد والبقية يأتون للحصول علي قصص وروايات أو للمذاكرة أثناء وقت الحصة لدرجة أن بعض الطالبات حولوا لنشاط أخر بعد أن قمت بشرح أول حصة مكتبة للطالبات في بداية العام الدراسي. طالبت بتفعيل دور المكتبة واهتمام الطلاب بها والقضاء علي الروتين في عملية شراء الكتب وأدوات المكتبة واختيار مواد وكتب مناسبة لسن الطلاب كالمعاجم والقواميس التي تفيدهن في المنهج وعدم تكرار نسخ الكتب داخل المكتبة حيث أنه يوجد كتاب متوفر منه أكثر من 100 نسخة في المكتبة.