أم سيد: كله بخير.. وبيسلموا على حضرتك، ومالناش شغلانة كلنا آخر الليل إلا التليفزيون والسياسة.. بس ربك والحق.. أنا زهقت خلاص.. وقلتلهم ماليش دعوة بيكم، وربنا رزقنى من واحدة حبيبتى زى حضرتك كده بحتة تليفزيون صغير استغنت عنه وادتهولى، ومن يومها وأنا لوحدى باتفرج على أفلام وهايصة، وسبت السياسة والهم التقيل ده، بس وحياتك يا فندم برضة بالى مشغول. أنا: طب من إيه بقي؟ من الأفلام؟!
أم سيد: لأ.. بس سمعت إنهم بيقولوا الفن حرام.. معقول الكلام ده؟!
أنا: فعلاً فى ناس متطرفة وفاهمة الدين غلط وبتقول الكلام ده.. بس الناس العاقلة مش حتسمع كلامهم.
أم سيد: معقول نعيش من غير فن ولاسيما؟ دى السيما دى هى اللى بتخلى الواحد يحب الدنيا ويفهم حاجات كتير، هو مين علمنا نحب الأرض وندافع عنها زى محمود المليجى الله يرحمه، وغيره من الفنانين الكبار زى الاستاذ محمود ياسين فى فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبي»؟! دا مثلاً يعنى..
ولا الست شادية وحلاوة صوتها وهو بيجلجل «يا حبيبتى يا مصر»، ولا الشربات عادل إمام وهنيدى اللى ينسوكى هموم الدنيا والفقر وسنينه، ولا العظيمة -الله يرحمها- تحية كاريوكا لما عملت أم العروسة مع مدبولى!!
أنا: إيه ده؟! دا انت قاموس أفلام.. مش حكاية التليفزيون اللى جالك من كام يوم بس.
أم سيد: لا.. طبعاً.. أنا باقول لحضرتك ع اللى بيدور فى دماغى من ساعة ما سمعت إنهم ممكن يحرموا الفن، وقال إيه غطوا تمثال الست أم كلثوم!! والنبى دا كلام.. الست اللى بنحلف بفنها وصوتها اللى جمع البلاد العربية كلها حوالين جماله وحلاوته.. نغطيها؟!
أنا: طبعاً مش ممكن.. وأظن إننا كلنا لو دافعنا زيك كده يا أم سيد عن الفن أو عن حق الستات فى الشغل جنب الرجالة، لا يمكن حد حيقدر يعمل حاجة أو ينفذ حاجة من الكلام ده.
أم سيد: لا.. إلا دى.. دا محدش يقدر يهوّب ناحية أكل عيشنا.. داحنا فاتحين بيوت يا هانم.. ما أنت عارفة.
أنا: والله يا أم سيد وحشنى كلامك اللى طالع من قلبك على لسانك طوّالى عشان بيطمنى إننا لسه بخير.
أم سيد: طبعاً بخير.. ودايماً إن شاء الله بخير.. مهما عملوا شوية الناس اللى مش فاهمين دول.. أصلهم الظاهر ماعدّوش على مصر.. على رأى شادية لما بتقول «أصله معداش على مصر».
أنا: صحيح الدنيا.. ومصر بخير طول ما فيها ستات جدعان زيك كده.
أم سيد: أنا حاقول الكلام الحلو ده لأبو سيد عشان يتبسط منى.. وعلى فكرة هو دايماً بيسأل على حضرتك ويسلم عليك.
أنا: سلميلى عليه.. وأشوفك دايماً بخير.. والنبى وحشتينا يا أم سيد.