تُعدُّ محافظة الأقصر من المحافظات التى تتنوع بها وسائل النقل النهرى ما بين "معديات" لنقل الأهالى و"لانشات" خاصة للنزهة ونقل المواطنين، و"مراكب شراعية" متنوعة تعمل على نقل السياح من البر الغربى إلى البر الشرقى .
وتُسْتَخدم المعديات كوسيلة نقل ومواصلات لأهالى الأقصر، ويفضلها السياح فى وقت النزهة النيلية على ركوب اللانشات الخاصة لمنظرها الفريد، حيث انها مصممة على أحدث الطرز فى شكل فرعونى منظره كمركب الشمس القديمة عند الفراعنة ومصنوعة من خشب "التك" .
ومعديات الأقصر قام بتصميمها الشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن التابعة للصناعات البحرية بوزارة الدفاع، بتكلفة بلغت "7 مليون و444 ألف جنيه"، ويبلغ طول المعدية الواحدة 25 مترا وعرضها 6 أمتار وبها "صاندك" مجهز يتسع ل 200راكب .
فيما يقول "نشأت عبد الملاك", مدير عام الملاحة النهرية بالأقصر: أن الأقصر تُعدُّ من المحافظات الرائدة فى مجال الملاحة والنقل النهرى, حيث توجد 3 معديات بالأقصر لنقل الأهالى والركاب من البر الشرقى إلى البر الغربى والعكس خلال مدة زمنية قدرها 4 دقائق عن طريق مجرى ملاحى مُمهَّد ومكان خاص بالنزول يُسمَّى "برطومة" وبرسوم ركوب "25 قرشاً" للفرد الواحد من السادسة صباحاً وحتى الخامسة مساءً, وتزيد فى باقى الأوقات لتصل إلى 50 قرشاً من الخامسة مساءً وحتي السادسة صباحًا وتعمل طوال اليوم .
وأضاف "عبد الملاك": أنه يوجد معديتين حديثتين بمدينة "أرمنت الوابورات"، وثلاث معديات ب"أرمنت الحيط" تعمل على نقل المواطنين من البر الغربى إلى البر الشرقى، حيث توجد معدية بمدينة "إسنا" غير آلية للنقل بين البرين الشرقى والغربى وجزيرة راجح .
وأشار المهندس "على محمد توفيق", رئيس قسم الملاحة النهرية بالمحافظة إلى معاناة إدارة الملاحة النهرية بالأقصر من بعض السلوكيات الخاطئة من بعض المواطنين الذين يقومون بإتلاف محتويات المعديات، وتكسير أطواق النجاة والعلامات الارشادية كما يقوم البعض بإلقاء القمامة بالنيل، وكذلك التدخين داخل المعدية بالرغم من وجود تحذيرات بعدم التدخين, لأن المعدية مصنوعة من خشب "التك" القابل للإحتراق .
وأضاف "توفيق": أن الإدارة تحاول التغلب على هذه السلوكيات بعمل ندوات توعية ودورات إسترشادية للعمال لنشر الوعى بينهم، ووضع لوحة تعريفية توضح التعليمات الخاصة بركوب المعديات وقيمة أجرة التعريفة الخاصة بالمواطنين .
وأوضح "توفيق" أن المحافظة ليس لديها أزمة فى المعديات بالمحافظة، ولكنه ألمح إلى حاجة كافة المراسى بالمحافظة للتطوير والتعديل من قِبَل إدارة حماية النيل التابعة لوزارة الرى، مؤكداً على أن عدم تطوير المراسى يُمثِّل خطر الغرق على الأهالى أثناء النزول والصعود .
وأكمل "توفيق" قائلًا: أن من شروط ترخيص الوحدات والمعديات هو أن كل مالك للوحدة أو المعدية ملتزم بوسائل حمايتها، وتوافر وسائل الأمان بها من عوامات وطفَّايات حريق وخلافه .
وأشار "توفيق" إلى: الدور الذى تقوم به إدارة الرقابة النهرية بالهيئة العامة للنقل النهرى بالقاهرة من فحص المعديات وتراخيصها والطاقم الفنى العامل بها .
ويقول: أنه خلال الأشهر الماضية تم تشغيل معدية لنقل السيارات والمعدات الثقيلة بمركز أرمنت والمعروفة بالعبَّارة "حتشبسوت", وتم إنهاء المراحل الأولى من مرسى للصعود والنزول وجارى تنفيذ بقية المراحل .
وأما عن اللانشات, فقال "توفيق": أنه يوجد حوالى "1000 لانش" للنزهة العامة والخاصة فى المحافظة جميعها مرخصة من قِبَل الهيئة العامة للنقل النهرى بالقاهرة .
والتى يعمل بها حوالى "5000 مواطن", حاصلين على تراخيص سارية المفعول ويتم عمل لجان إختبارات للعاملين كل 3 شهور للحصول على التراخيص, كما يتم تحرير مخالفات لهم فى حالة مخالفة اللوائح من قِبَل شرطة المسطحات المائية، ويوجد بجانب المعديات واللانشات حوالى "375 مركب شراعى" تعمل داخل الحدود الإدارية للمحافظة ومعظم مستخدميها من السياح, لأنها مخصصة للنزهة النيلية .
ويعانى أصحاب هذه المراكب الشراعية واللانشات من عدم وجود إستخدام لمراكبهم نتيجة لقلة اعداد الوفود السياحية وعدم وجود مصدر دخل لهم سوى المراكب .
أما عن معديات "الأقالتة", فقال "توفيق": أنها كانت غير صالحة وتم تحديثها بعد عمل تصاديق خاصة لمدة ستة أشهر إبان فترة تولى الدكتور "سمير فرج", منصب محافظ الأقصر وبعدها تم إنهاء أعمال إصلاحها بوِرَش خاصة وهى فى حالة جيدة الآن ومطابقة للمواصفات الفنية .
ويقول "محمد أبو الحجاج", أحد أهالى مدينة أرمنت: أن الخطر الحقيقى يتمثل فى اللانشات الصغيرة والتى تحمل فوق طاقتها أكثر من الحمولة المقررة والتى قد تصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من عشرين راكبًا مما يُعرِّض المواطنين لخطر الموت غرقاً .
هذا هو نداء إستغاثة لكل المسئولين بوجه عام ومحافظ الأقصر بوجه خاص, فهل سيتحرك أى أحد للنظر فى هذه المشكلة لدراستها ومحاولة حلها ؟ , أم سننتظر حدوث كارثة جديدة ؟