شيخ العمود «إلكتروني».. شرح 60 كتاباً على يد كبار العلماء أسبوعياً بالأزهر    جامعة كولومبيا تعلن فشل المفاوضات مع الطلبة المعتصمين تضامنا مع فلسطين    «صديقة الخباز» فى الصعيد.. رُبع مليار دولار استثمارات صينية    الغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يقتدي به    مقتل 45 شخصا على الأقل إثر انهيار سد في الوادي المتصدع بكينيا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران    غزل المحلة يفوز علً لاڤيينا ويضع قدمًا في الممتاز    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    برلماني: زيارة أمير الكويت للقاهرة يعزز التعاون بين البلدين    البنوك المصرية تنتهي من تقديم خدمات مصرفية ومنتجات بنكية مجانا.. الثلاثاء    السفير محمد العرابي يتحدث عن عبقرية الدبلوماسية المصرية في تحرير سيناء بجامعة المنوفية    مستشهدا بالقانون وركلة جزاء معلول في الزمالك| المقاولون يطلب رسميا إعادة مباراة سموحة    بالنصب على المواطنين.. كشف قضية غسيل أموال ب 60 مليون بالقليوبية    استعدادًا لامتحانات نهاية العام.. إدارة الصف التعليمية تجتمع مع مديري المرحلة الابتدائية    إصابة شخص في تصادم سيارتين بطريق الفيوم    إخلاء سبيل المتهمين فى قضية تسرب مادة الكلور بنادى الترسانة    لجنة الصلاة الأسقفية تُنظم يومًا للصلاة بمنوف    الأزهر يشارك بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب للمرة الثالثة    محمد حفظي: تركيزي في الإنتاج أخذني من الكتابة    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    تأجيل نظر قضية محاكمة 35 متهما بقضية حادث انقلاب قطار طوخ بالقليوبية    تحذير قبل قبض المرتب.. عمليات احتيال شائعة في أجهزة الصراف الآلي    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    تردد قنوات الاطفال 2024.. "توم وجيري وكراميش وطيور الجنة وميكي"    تهديدات بإيقاف النشاط الرياضي في إسبانيا    كرة اليد، جدول مباريات منتخب مصر في أولمبياد باريس    بعد انفجار عبوة بطفل.. حكومة غزة: نحو 10% من القذائف والقنابل التي ألقتها إسرائيل على القطاع لم تنفجر    مايا مرسي: برنامج نورة قطع خطوات كبيرة في تغيير حياة الفتيات    محلية النواب تواصل مناقشة تعديل قانون الجبانات، وانتقادات لوزارة العدل لهذا السبب    زكاة القمح.. اعرف حكمها ومقدار النصاب فيها    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    خالد عبد الغفار يناقش مع نظيرته القطرية فرص الاستثمار في المجال الصحي والسياحة العلاجية    طريقة عمل الكيك اليابانى، من الشيف نيفين عباس    الكشف على 1270 حالة في قافلة طبية لجامعة الزقازيق اليوم    تنظيم ندوة عن أحكام قانون العمل ب مطاحن الأصدقاء في أبنوب    النشرة الدينية .. أفضل طريقة لعلاج الكسل عن الصلاة .. "خريجي الأزهر" و"مؤسسة أبو العينين" تكرمان الفائزين في المسابقة القرآنية للوافدين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    إيران: وفد كوري شمالي يزور طهران لحضور معرض تجاري    الصين فى طريقها لاستضافة السوبر السعودى    شروط التقديم في رياض الأطفال بالمدارس المصرية اليابانية والأوراق المطلوبة (السن شرط أساسي)    تجليات الفرح والتراث: مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم 2024 في مصر    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    «العالمي للفتوى» يحذر من 9 أخطاء تفسد الحج.. أبرزها تجاوز الميقات    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    السيسي عن دعوته لزيارة البوسنة والهرسك: سألبي الدعوة في أقرب وقت    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    فضل الدعاء وأدعية مستحبة بعد صلاة الفجر    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 29-4-2024 بالصاغة بعد الانخفاض    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقل النهري..غارق في بحر النسيان وسيلة آمنة ورخيصة.. تحتاج للنهوض بها
نشر في المساء يوم 23 - 09 - 2011

كان د. علي زين العابدين وزير النقل محقاً حين صرح بأن الاستثمار في مجال النقل النهري لم يحقق المستوي المطلوب الذي يليق به حيث انه يعد أكثر أمناً والأوفر ضمن وسائل النقل المختلفة.
ولعل هذا التصريح يكون بداية للانتباه الي هذه الوسيلة المهمة في نقل البضائع والركاب. فهي بلا شك الأرخص. ويكفي انها يمكن ان توفر 20% من نفقات نقل القمح علي سبيل المثال.
نستعرض في هذا الملف رؤية أبناء المحافظات المطلة علي نهر النيل وفرعيه دمياط ورشيد.. لمنظومة النقل النهري والآمال المعقودة علي النهوض بها.
يوفر ملايين الجنيهات التي تنفق علي رصف وصيانة الطرق
البحيرة كارم قنطوش:
فرع النيل برشيد يمثل ثروة هائلة لم يتم اكتشافها والاستفادة منها بالمدن التي يمر بها عبر محافظة البحيرة وهي مدن إيتاي البارود وشبراخيت والرحمانية والمحمودية ورشيد وتزيد المسافة التي تربط هذه المدن علي 150 كيلو متراً ورغم كثافة حركة السيارات بأنواعها خاصة الثقيلة منها علي شبكة الطرق التي تربط بين هذه المدن ذهاباً وإياباً وما يتم انفاقه سنوياً من أعمال رصف وصيانة لهذه الطرق والذي يتجاوز عشرات الملايين من الجنيهات إلا أنه لم يتم حتي الآن تنفيذ مشروع للنقل النهري في تلك المسافة الكبيرة بالمجري المائي لرفع الضغط عن شبكة الطرق وبالتالي توفير الملايين التي تنفق عليها سنوياً علاوة علي الحد من التلوث البيئي الناتج من عادم هذه السيارات.
يقول فتحي مرسي رئيس جمعية المستثمرين بالبحيرة ان مشروع النقل النهري سيكون واحداً من المشروعات الاقتصادية الهامة التي ستعود علي جميع مدن المحافظة بالخير خاصة المدن التي يمر بها نهر النيل مشيراً إلي ان هذا المشروع من المشروعات التي يمكن البناء عليها بجوار تطوير السياحة النهرية باعتبار مدينة رشيد واحدة من المزارات السياحية التي يقصدها عدد كبير من أهالي المحافظة.
أما محمد رزق "طالب" فيقول ان طرق المحافظة باتت تتألم من التصدعات التي تقع عليها بسبب كثرة حركة السيارات عليها وخاصة في تلك المدن وسط ايجاد بديل آخر لتنقل المواطنين ذهاباً وإياباً بين هذه المدن كمشروع النقل النهري سيكون له أثر كبير في تخفيف ضغط حركة السيارات علي شبكة الطرق بين المدن التي يعبر بها فرع النيل ونقل جزء كبير من هذه الحركة للمجري المائي من خلال الاتوبيسات النهرية التي ستقل المواطنين.
يشير محمود السكري عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية إلي ان تنفيذ مشروع النقل النهري سيكون حلقة وصل جديدة في تنشيط السياحة بمدينة رشيد وزيادة أعداد المترددين علي المدينة لمشاهدة الآثار التاريخية فضلاً عن ان رحلة الاتوبيس النهري من إيتاي البارود أو المدن التي يعبر فيها النهر حتي يصل إلي مدينة رشيد هي في حد ذاتها متعة لكل من يبحث عن جمال الطبيعة الساحرة بعيداً عن الضوضاء والتلوث السمعي والبيئي الذي يتعرض له من يستقل السيارات.
يوضح أحمد عبداللطيف موظف ان نهر النيل هو شريان الحياة وحتي الآن لم نستخدمه الاستخدام الأمثل مؤكداً ان مشروع النقل النهري الذي نفتقده في حال تنفيذه يمكن ان يكون هناك مشروع آخر لنقل البضائع والسلع بين هذه المدن عبر المجري المائي إلا أنه حتي الآن لم يظهر هذا المشروع للنور وإذا تأملت المجري المائي ستجده يئن من التعديات عليه من جانب اصحاب الاقفاص السمكية أو وجود عدد من الفلك أو المعديات المتهالكة التي يتنقل بها المواطنون بين مدن البحيرة وكفر الشيخ.
وقال المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة ان مشروع النقل النهري يعد أحد أهم المشروعات الجديرة بالدراسة والتنفيذ وقد بدأنا التفكير جدياً في تنفيذه خاصة ان مدينة رشيد يجري تطويرها الآن لتكون متحفاً مفتوحاً أمام الجميع ومشروع النقل النهري سيكون له بالغ الأثر في زيادة أعداد المترددين علي الأماكن السياحية والتاريخية بالمدينة.. مشيراً إلي ان هناك عدداً من الافكار لتنفيذ هذا المشروع سواء من خلال طرحه أمام الراغبين أو رجال الأعمال.
عملية تطوير شاملة للميناء النهري بدمياط
دمياط لمعي ماضي:
كانت التجارة في دمياط في الماضي تعتمد علي النقل النهري لنقل البضائع من صعيد مصر والقاهرة إلي دمياط مستخدمين المراكب الشراعية ثم الصنادل لما توفره من نفقات في النقل وفي نقل الركاب كان النقل النهري هو الوسيلة الوحيدة في دمياط لنقل الركاب إلي مصيف رأس البر وإلي مدينة عزبة البرج مستخدمين نهر النيل من خلال مراكب شراعية ولانشات وحين انتقال ابناء محافظة دمياط في جميع مراكزها الزرقا وفارسكور كانت الوسيلة الوحيدة لانتقال أهلها إلي عاصمة المحافظة هي المراكب الشراعية في النيل.
كان يعمل في تلك المهنة الكثير من العائلات التي تخصصت في تلك الصناعة علاوة علي قطاع كبير من صناعة المراكب ومع إنشاء الطرق التي تربط بين المدن والقري انقرضت تلك الصناعة وتلك المهنة "المراكبي".. وفي السنوات الأخيرة بدأ مجري النيل يكتظ بالاقفاص السمكية التي لوثت النهر واعاقت حركة الملاحة في النيل سواء لنقل الركاب أو نقل البضائع.
قال محمد صلاح سعد السكرتير العام لمحافظة دمياط أن المحافظة بدأت في تفعيل دور نقل الركاب إلي مدينة رأس البر وعزبة البرج ودراسة تنظيم رحلات نيلية بين دمياط ورأس البر لما تتميز بها تلك المنطقة من مناظر ساحرة حتي منطقة اللسان ملتقي النهر والبحر الأبيض المتوسط.
أضاف علي كامل منصور رئيس غرفة المنشآت السياحية بوسط الدلتا ومدن القناة ان نهر النيل في المنطقة الواقعة من مدينة دمياط حتي مدينة رأس البر من أجمل المناطق لاقامة رحلات داخل نهر النيل ذات الطبيعة الساحرة.
أشار اللواء بحري إبراهيم علي فليفل رئيس هيئة ميناء دمياط إلي انه بعد انشاء ميناء دمياط البحري وافتتاحه عام 1986 تم انشاء رصيف وحوض للصنادل وقناة ملاحية لربط الميناء بمجري نهر النيل وتفعيل دور النقل النهري من الميناء إلي محافظات مصر بالمواصفات التالية وهي رصف للصنادل بطول 340 متراً وعمق 5 امتار وقناة ملاحية لربط الميناء بنهر النيل بطول 4.5 كم وعرض 90 متراً عند السطح و30 متراً عند القاع.
اضاف: كان لابد من تصدي الدولة لإزالة الاقفاص السمكية التي تلوث النهر وتعوق حركة النقل النهري في مياه النيل في محافظة دمياط وبعد ان نجحت الدولة في إزالة الاقفاص بدأ تفصيل دور النقل النهري حيث يعتبر ارخص وسائل النقل وأكثرها أمانا وصداقة للبيئة.
بعد ذلك دخل الميناء النهري في عملية التطوير الشاملة التي يشهدها ميناء دمياط ليصبح جاهزاً بالفعل للملاحة النهرية واستكمال مقومات الميناء المركز لوجيستي كالتالي: رصف مساحة 60 ألف متر مربع لتداول وتخزين البضائع بالميناء النهري وإنشاء مبني حديث لإدارة منطقة الميناء النهري وربطه بالمنظومة الآلية للميناء وإنشاء أسوار وبوابات للمراقبة والسيطرة.
شهد عام 2011 تطوراً ملموساً في حركة النقل النهري في ميناء دمياط حيث تم لأول مرة استخدام النقل النهري لنقل الحاويات من وإلي ميناء دمياط ويتوقع الخبراء زيادة الاقبال في الفترة القادمة علي استخدام النقل النهري لتقليل التكلفة علي المستثمرين في ظل ارتفاع تكلفة النقل البري.
أكثر أماناً.. وأرخص سعراً
أسيوط محمود وجدي:
تتمتع محافظة أسيوط بطول شواطئها علي نهر النيل التي تبلغ 120 كيلو متراً تبدأ من مركز ديروط شمالاً وتنتهي بمركز صدفا جنوباً حيث تقع مدن منفلوط وأبوتيج والفتح وساحل سليم وأبنوب والبداري وصدفا والقوصية وديروط بمواقع مميزة علي النيل. وكذلك بمراس علي شواطئ النيل سواء للعبارات لنقل المواطنين من شرق النيل إلي غربها والعكس أيضاً. بالإضافة إلي بعض المراسي الخاصة بالصنادل النهرية التي تقوم بنقل البضائع من القاهرة إلي مختلف محافظات الصعيد والعكس.
ومن أهم ما تتميز به محافظة أسيوط موقعها الفريد في وسط صعيد مصر حيث لا تتعدي المسافة بينها وبين القاهرة 350 كيلو متراً وبينها وبين أسوان حوالي 500 كيلو متر وهو ما يجعل لها موقعاً استراتيجياً تتفرد به دون باقي المحافظات وهو ما يسهل عملية نقل البضائع والحبوب والغلال من وإلي المحافظة وكذلك نقل الفاكهة وخاصة الرمان والموالح التي تتمتع بإنتاجه محافظة أسيوط وقد بدأت المطالب في الآونة الأخيرة بالاستفادة من النقل النهري الذي يعتبر أرخص أنواع النقل في مصر وكذلك سهولة ويسر نقل البضائع له.. "المساء" استطلعت آراء العديد من أبناء محافظة أسيوط لتفعيل نقل البضائع عبر نهر النيل من خلال الصنادل والسفن البحرية فأجمعوا علي ضرورة الاستفادة من هذه الوسيلة المهملة منذ عدة عقود فهل تتحقق آمالهم.
يقول المحاسب جميل عثمان من أبناء مدينة أسيوط وصاحب أحد المشروعات التجارية إنه من المؤسف أن يكون لدينا ممر ملاحي مثل نهر النيل ولا نستفيد منه الاستفادة الكاملة التي ترضي طموحاتنا وتوفر علي الدولة والمواطنين مبالغ طائلة يتم إنفاقها في النقل من خلال السكة الحديد أو النقل البري الذي تكون دائماً أسعاره مرتفعة وفوق طاقة المواطنين.
بينما يطالب المحاسب أشرف شعبان رجل أعمال وعضو جمعية المستثمرين في أسيوط بضرورة إنشاء مراس للنقل النهري بالقرب من المناطق الصناعية في أسيوط سواء في عرب العوامر بأبنوب أو المنطقة الصناعية ببني غالب بمركز أسيوط أو المنطقة الصناعية في ساحل سليم والبداري وهو ما يوفر علي المواطنين ورجال الأعمال مبالغ طائلة في النقل البري وكذلك سرعة نقل البضائع وعدم تأخيرها لأي أسباب.
ويتعجب الدكتور ياسر جمال الدين الأستاذ بجامعة مدريد بإسبانيا وابن مركز صدفا عن الإهمال المتعمد بالنسبة للنقل النهري في مصر حيث إن نهر النيل الذي يعد شرياناً حيوياً يربط بين جميع محافظات مصر من أسوان حتي الإسكندرية ودمياط لم يتم استغلاله الاستغلال الأمثل في النقل النهري الذي يعد من أرخص أنواع النقل علي مستوي دول العالم ولذلك الدول الأوروبية تقوم باستغلال الأنهار بها في النقل بشكل اتصالي وجذاب والأمثلة علي ذلك كثيرة ولذلك نطالب بضرورة تفعيل النقل النهري بأسرع ما يمكن.
ويقول حسن جمال عبدالله من قرية مجريس مزارع إن محصول الرمان والموالح الذي نقوم بإنتاجه نضطر لنقله بالنقل البري بأسعار فلكية وخاصة في أيام ارتفاع السولار مما يجبرنا للخضوع لأصحاب السيارات ونولون النقل الذي يفرضونه وذلك استغلالاً لظروف عدم تحمل الفاكهة لفترات التخزين الطويلة مما يجعلنا عرضة للاستغلال من قبل أصحاب السيارات.
يؤكد هاني محفوظ الجيلاني أهمية النقل النهري في نقل البضائع والمنتجات وذلك لتخفيف العبء علي النقل البري والسكة الحديد ويؤكد علي أن أي مشاكل تصيب قطاع النقل البري أو السكة الحديد يكون لها تأثير مباشر وسلبي علي الاقتصاد الوطني وضرب مثالاً لذلك عندما قام أصحاب سيارات النقل وجمعيات النقل البري بالإضراب عن العمل العام الماضي أصيبت قطاعات كبيرة بالدولة بالشلل التام وهو ما كان نوعاً من أنواع الضغط علي الحكومة لمعرفتهم مسبقاً بعدم وجود وسائل نقل أخري مما جعل الدولة تخضع لمطالبهم لذلك فمن الضروري تعدد وسائل النقل.
وينبه علي عبدالرحمن علي ضرورة استغلال هذا المرفق الحيوي من خلال أسطول نقل جيد وقادر علي خدمة الاقتصاد القومي سواء الإنتاج الزراعي والصناعي وخاصة أنه مرفق آمن ومؤمن أيضاً لم نسمع مسبقاً عن عمليات سلب أو نهب أو تقطيب علي الصنادل البحرية وخاصة أنها تجري في عمق مجري النهر وبعيدة عن أيدي الخارجين عن القانون وهو ما يجعلها خدمة مميزة.
معديات المنيا "مصائد" لأرواح المواطنين.. والكباري "الحل"
المنيا مصطفي عبيد:
تعد المنيا من المحافظات التي شهدت كوارث نيلية متكررة بسبب استخدام المواطنين النقل النهري متمثلاً في المعديات الموجودة بأغلب المراكز أيام الأعياد.
وتعتبر تلك المعديات نعوشاً عائمة ومصائد لأرواح المواطنين.. والخطر يتجدد في المناسبات والأعياد أثناء تكدس المواطنين.. وبسبب المعديات المتهالكة ابتلع النيل المئات من المواطنين.. ولمحافظة المنيا علاقة خاصة بالنيل فهي عاصمة طولية تمتد بطول 150 كم علي نهر النيل وبها قري كثيرة تقع شرق النيل ولا توجد معابر لهذه القري سوي المعديات النهرية.
وبالرغم من أنه يجري حالياً تسليم كوبريين أحدهما بملوي والآخر ببني مزار ولكن تظل قري في حاجة لنقل الأهالي من الشرق إلي الغرب بمدن مغاغة ومطاي وسمالوط وأبوقرقاص ودير مواس وهي قري لا تستغني يومياً عن المعديات للانتقال من البر الشرقي إلي الغربي وأغلبها متهالكة ولا تصلح للاستخدام اليومي لذا تعد بمثابة مصيدة لأرواح المواطنين حيث شهدت مراكز المحافظة العديد من الحوادث في الفترة الماضية بسبب المعديات وللانشات التي تستخدم في نقل وعبور المواطنين خاصة في قري شرق النيل المظلومة والمحرومة والتي لا تعرف معني التنمية.
أكد البهنساوي ان كوبري بني مزار سوف يقضي علي العديد من هذه المشاكل ويعتبر مرحلة جديدة للتنمية بعد ان كانت المعدية تأخذ حوالي ساعة لنقل المواطنين من الشرق إلي الغرب بخلاف المخاطر التي كان المواطنون يواجهونها عند استخدام المعديات.
كما أن الكوبري سوف يساهم في سهولة الوصول لمنطقة البحر الأحمر والظهير الصحراوي الغربي.. مشيراً إلي ان أهالي بني مزار في أشد الانتظار لافتتاح هذا الكوبري.
وقال اتمني من المسئولين النظر في باقي مراكز المنيا لأن أكبر مشكلة هي نقص عدد الكباري أعلي النيل.
أضاف أحمد سميكة سكرتير حزب الوفد من أبناء مركز ملوي ان ملوي من أكبر مراكز محافظة المنيا وشهد حوادث عديدة بسبب المعديات أثناء عبور المواطنين شرقاً وغرباً.
وأكد ان كوبري ملوي علي وشك الافتتاح ورغم ذلك يتم استخدامه حالياً ولكن بطريق غير رسمي لعدم استكمال رصفه بالكامل.. مشيراً إلي ان المعديات شبه متوقفه بسبب انشاء هذا الكوبري ولكن هناك معديات تعمل في قرية دير أبو حنس بملوي حيث تبعد عن الكوبري الذي تم انشاؤه بمسافة كبيرة.
وقال اتمني تطوير المعديات حتي لا تتسبب في وقوع حوداث مرة أخري.. موضحاً ان أهالي ملوي في انتظار الانتهاء من التشطيبات بالكوبري الجديد وطالب بتخصيص أكمنة عند مداخل الكوبري الجديد.
وأضاف أحمد حمدين بالقناة السابعة ومن أهالي قرية ديرمواس ان مركز ديرمواس شهد حادثاً أليماً راح ضحيته حوالي 15 شخصاً من أهالي المركز بسبب المعديات المتهالكة اثر سقوط سيارة ميكروباص من فوق المعدية إلي مياه النيل لعدم وجود صدادات لحماية السيارات من السقوط من أعلي المعديات وبعدها تم شراء معدية لمركز دير مواس مجهزة بكافة الامكانيات وبالتالي أصبحت هناك معديتان احدهما حديثة والأخري قديمة.
وقال نطالب بمعدية أخري حديثة بها جميع الامكانيات ومزودة بوسائل الأمان لحفظ ارواح المواطنين.. مشيراً إلي ان مركز ديرمواس به أكبر منطقة اثرية وهي منطقة تل العمارنة والمعديات الموجودة لا تستطيع حمل أتوبيسات السياحة الكبيرة والمطلوب تدعيم المعديات بطرق حضارية ووضع خطة مستقبلية لدراسة إنشاء كباري بجميع مراكز المنيا لتوفير الأمن والأمان للمواطنين أو لتطوير جميع المعديات في المراكز التي تفتقد وجود كباري بها حتي تتحقق التنمية بقري شرق النيل.
وأضاف الدكتور صالح محمد بالبحوث الزراعية ومن أهالي مركز مغاغة أنه يصعب علي الحكومة إنشاء كوبري اخر بمركز مغاغة لقرية من مركز بني مزار الذي تم انشاء كوبري به.
وطالب بتجديد وصيانة المعديات الموجودة بالمراكز والمستخدمة في نقل المواطنين وخصوصاً بمراكز مغاغة وسمالوط ومطاي علي أن تعد هذه المعديات لعبور المواطنين وكذلك لنقل السيارات كما طالب بتجديد جميع المراسي المتهالكة وإقامة مراس حضارية تستخدم خاصة أثناء انخفاض منسوب المياه في السدة الشتوية إلي جانب تشديد الرقابة لالتزام المعديات بحمولتها.
يخفف العبء علي الطرق
بني سويف- أسامة مصطفي:
تطل محافظة بني سويف علي نهر النيل بمسافة 80 كيلو مترا من الفشن جنوبا مرورا بببا وبني سويف وناصر والواسطي شمالا إلا أن هذه المسافة غير مستغلة من جانب المحافظة اللهم سوي حدائق وأندية ومتنزهات تطل علي النيل وبعض المراكب النيلية الصغيرة السياحية واللنشات التي تستخدم للتنزه في نهر النيل وخاصة في مدينة بني سويف بخلاف العبارات النيلية التي تنقل الركاب بين مدن الغرب وقري الشرق إلا أن النقل النهري غير مستخدم من جانب المحافظة ولكن الصنادل التي تمر أمام المحافظة لنقل الفحم والبازلت وبعض مواد البناء تأتي من جنوب الصعيد إلي ميناء أثر النبي بالقاهرة.
يقول محمد عبدالرحمن محام وأمين صندوق النقابة العامة للمحامين: إنه يمكن استخدام مجري نهر النيل في الملاحة النهرية سواء في نقل البضائع أو الركاب أو السياحة باعتبارها وسيلة آمنة وموفرة شريطة أن تتبع وسيلة المواصلات هذه القوانين مقترحا أنه يمكن تشغيل لنشات صغيرة آمنة لنقل الركاب سواء بين القري أو المراكز.
يقترح ثروت يوسف الداعوري "رجل أعمال" إنشاء ميناء يمتد بمدينة بني سويف لإرساء المراكب والصنادل حتي يمكن استخدام نهر النيل في نقل البضائع وكذلك إنشاء مرسي سياحي لرسو البواخر السياحية عند بني سويف سواء القادمة من القاهرة للأقصر وأسوان أو العكس حتي يمكن أن تبيت ليلة أو ليلتين في بني سويف مما يساعد علي الجذب السياحي.
أضاف أنه توجد دراسات بالمحافظة لامتداد كورنيش النيل من أمام نادي المهندسين لمسافة 3 أو 4 كيلو مترات جنوب مدينة بني سويف وهي أرض أملاك دولة لا تكلف المحافظة شيئا وحينئذ يقام المرسي السياحي الذي يليق بالمحافظة.. مشيرا إلي أن هذا المشروع بدأه الدكتور عزت عبدالله محافظ بني سويف الأسبق وشق طريقه قبل قرية تزمنت الشرقية للوصول إلي هذا الكورنيش المقترح ولكن لا أعلم لماذا توقف؟
أكد حسن فؤاد هنداوي عمدة منفريش أن استخدام نهر النيل في نقل الركاب خاصة سوف يحد من استخدام الطرق البرية التي تشهد العديد من الحوادث يوميا ويروح مئات الضحايا سواء قتلي أو مصابين سنويا وأيضا في نقل البضائع بدلا من سيارات النقل التي تستحوذ علي النصيب الأكبر في تكلفة السلع وخاصة الحاصلات الزراعية من خضراوات أو فواكه موضحا أن تكاليف النقل تضاف إلي أسعار تلك السلع والخضراوات والفواكه مما يساعد علي زيادتها كما أنه غالبا ما تتعرض لأزمات سواء نقص السولار أو الزيوت.
وأكد محمود حسن حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية أن الاهتمام بقطاع النقل النهري سواء للبضائع أو الركاب أو السياحي سوف يوفر فرص عمل كثيرة لشباب بني سويف وخاصة النقل السياحي عند إنشاء مرسي سياحي وتسيير مراكب سياحية للنقل بين بني سويف والمحافظات المجاورة أو للأماكن السياحية بدائرة المحافظة وناشد المستثمرين ورجال الأعمال سواء من المحافظة أو غيرها بضرورة الاستثمار في هذا القطاع الذي سوف يدر دخلا عليه ويساهم في توفير فرص عمل للشباب.
وقال المهندس صابر عبدالفتاح وكيل وزارة الزراعة ببني سويف إنه يمكن استخدام المجري الملاحي لنقل الحاصلات الزراعية باعتبارها أرخص وسيلة وأقل تكلفة عن الوسائل الأخري ولكن يحتاج إلي دراسات من جانب قطاع الري وحماية النيل ومراجعة مناسيب النيل وعمق المجري والمسافات والمحولات.
أما المنتصر علي جبر نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني سويف فقال: إذا كان النيل يمتد عبر المحافظة مسافة 80 كيلو مترا إلا أنه أكثر اتساعا أيضا عند بني سويف حيث يزيد عرضه علي كيلو متر كما أن حوادث النقل النهري قليلة جدا فمنذ عام 1998 والتي شهدت حادثي غرق الصندلين كانا محملين بالفوسفات والحجر الجيري إلا أن حوادث الطرق تكاد تكون يوميا فهناك فرق كبير بين النقل النهري والنقل البري.
المهندس صبحي عويس مدير إدارة حماية النيل بالري: تطهير المجري الملاحي وتطويره يختص بها هيئة النقل النهري بالقاهرة والتي ليس لها فروع بالمحافظات أما حماية النيل فلها اختصاصات أخري.
علق المستشار ماهر الظاهر بيبرس محافظ بني سويف علي إمكانية استخدام نهر النيل في النقل سواء للبضائع أو الركاب أو السياحة قائلا إن نهر النيل يعد شريانا حيا لابد من الاستفادة منه وخاصة أن المسافة التي يمتد فيها النهر علي المحافظة تصل لأكثر من 80 كيلو مترا وضرب مثالا بنقل البضائع عبر نهر النيل بأن حمولة الصندل النهري تصل إلي 200 طن أي ما يوازي حمولة 100 سيارة نقل إلي جانب تخفيف العبء علي الطرق البرية موضحا أن هذا القطاع يحتاج إلي استثمارات تصل بالملايين وشركات خاصة سواء لنقل البضائع أو أتوبيسات النقل النهري فتلك الإمكانيات المادية لا تملكها المحافظة في الوقت الحالي.
أكد المحافظ أنه لدينا عبارتان جديدتان لنقل الركاب بين الشرق والغرب في مركزي ناصر وببا وسوف تصل خلال شهرين عبارة أخري جديدة تعمل في مركز الفشن بجانب افتتاح كوبري الواسطي العلوي علي النيل نهاية هذا العام مما سيعمل علي توفير عملية النقل حيث يربط هذا الكوبري الطريق الصحراوي الغربي بالطريق الزراعي السريع بالطريق الصحراوي الشرقي.
يساهم في الرواج السياحي بأسوان
أسوان عصمت توفيق:
أكد عبدالناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين بأسوان ان النقل النهري لا يتعارض مع السياحة النيلية ويمكن ان يصبح أحد مصادر الدخل القومي في حالة استخدامه بصورة سليمة نظراً لأنه ارخص بكثير من النقل البري بالسيارات ولا تنتج عنه حوادث مؤسفة مثل الطريق البري.
اضاف ان التوسع في الاتوبيسات النهرية بين مراكز محافظة أسوان من الممكن ان يحدث رواجاً كبيراً في السياحة الداخلية للمصريين خاصة بين أسوان وكوم أمبو.. مشيراً إلي ان هناك اقبالا كبيراً من المصريين علي الرحلات النيلية القصيرة من الاقصر إلي معبد دندرة حيث يحرص عدد كبير من المواطنين علي الاستمتاع بهذه الرحلات لأنها ممتعة وغير مكلفة ويجب التوسع في هذه الرحلات النيلية في أسوان ايضاً.
أشار إلي ان الفترة الأخيرة شهدت ظهور عدد كبير من المراكب النيلية الصغيرة التي تعمل بين أسوان وادفو وتسمي بالدهبيات وهي نوع راق من السياحة وتجذب فئة معينة من السائحين الراغبين في الخصوصية والذين لا يحبون الزحام لأن الدهبية الواحدة تحمل ما بين 10 إلي 15 سائحاً فقط.
طالب بتقليل الرسوم والضرائب التي تفرض علي هذه الدهبيات عند دخولها لأسوان لأنها من الممكن ان تحدث طفرة في النقل السياحي النهري بالاضافة إلي ضرورة عمل مراسي لهذه الدهبيات التي تضطر للرسو بعيداً عن مراسي كورنيش النيل بأسوان.
أكدت المهندسة مفيدة الخولي مدير عام الزراعة بأسوان أنه يمكن استخدام وسائل النقل النهري في نقل المحاصيل الزراعية والخضراوات ولكن وفقاً لاحتياطات معينة للتخزين حتي لا تتعرض هذه المحاصيل للتلف خلال مدة النقل التي قد تصل لبضعة أيام.
اضافت: ان أسوان تستهلك كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة التي تأتي من الوجه البحري لأن معظم أراضي المحافظة مزروعة بمحصول قصب السكر ومن الممكن ان تلعب وسائل النقل النهري دوراً كبيراً في تخفيض أسعار الخضراوات والفاكهة إذا اصبحت بديلا للسيارات.
السياح يفضلون معديات الطراز الفرعوني
الأقصر عمر شوقي:
تميزت الأقصر بوجود أحدث معديات علي مستوي الجمهورية يرتادها السياح ويفضلون أخذ نزهة نيلية بها علي ركوب اللانشات الخاصة نظراً لمنظرها الفريد والرائع ولأنها مصممة علي أحدث الطرز في شكل فرعوني منظره كمركب الشمس القديمة عند الفراعين مصنوعة من خشب "التك".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.