أستكملت اليوم محكمة جنايات الإسماعيلية المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد وعضوية المستشارين طارق جاد المتولي ومحمد عبد الكريم عبد الرحمن بحضور أعضاء النيابة العامة المستشار محمود الحفناوي والمستشار محمد جميل والمستشار عبد الرؤوف أبو زيد وسكرتارية محمد عبد الهادي وهيثم عمران وأحمد عبد اللطيف .. محاكمة المتهمين في أحداث مذبحة بورسعيد .. أمتلئ قفص الاتهام بالمتهمين الذين التف حولهم أهاليهم وتبادلوا الأحاديث من وراء القضبان .. وكانت هناك حالة من التوتر داخل القفص حيث كان يتحدث المتهمين بصوت عالي .. بنما تغيب أهالي المجني عليهم عن حضور الجلسة بعد أن كانت مرافعات دفاع المتهمين قد أثارت غضبهم .. بدأت الجلسة في تمام الساعة 11 صباحاً وأعتلت الهيئة المنصة وطلبت من المحامي نيازي يوسف بدء مرافعته الذي أكد حضوره بهذه الجلسة دفاعاً عن عدد 13 متهماً .. ودفع بعدم صحة إسناد الفعل للمتهمين وكيدية الإتهام وتلفيق التهمة وشيوعها .. كما دفع ببطلان القبض بكافة أثاره والإجراءات المترتبة عليه لإنتفاء حالة التلبس والإستيقاف القانوني .. ودفع بعدم الإعتداد بالتقرير الطبي الشرعي كإجراء من إجراءات التحقيق لخلوه من تشريح الجثث الخاصة بالمتوفيين ولعدم بيان سبب الوفاة والأداة المستخدمة وكيفية وتاريخ حصولها كما انه جاء علي وجه العموم والإحتمال دون مراعاة الأصول العلمية والتشخيصية ودون بيان مدة العلاج أو العجز .. كما دفع نيازي بإنتفاء ظرف سبق الإصرار والترصد وعدم توافر نية التدخل أو المساهمة الجنائية أو نية المساعدة أو قصد التحريض علي ارتكاب تلك الوقائع وكذا عدم إنصراف إرادة المتهمين لترتيب تلك النتيجة الإحتمالية أو المتوقعة .. ودفع بأنتفاء أركان الجريمة سواء الركن المادي أو الركن المعنوي .. شرح نيازي هذة الدفوع تفصيليا امام المحكمة حيث أكد ان عندما يكون دليل الإدانة ناقص أو غير مكتمل يوجب البراءة للمتهم وكذلك اذا كان متناقض او مستند علي السمع دون المشاهدة واستند في ذلك علي عدة أسباب وهي انكار المتهمين للتهم المنسوبة اليهم وعدم اعتراف احد منهم علي الأخر وعدم ضبط أحد المتهمين في حالة تلبس وفي مكان الحادث حيث تم ضبط المتهمين الموكل عنهم اثناء قيامهم بالتجول في الشوارع القريبة من ستاد بورسعيد .. وقال نيازي ان اقوال شهود النفي تؤكد عدم قيام المتهمين بالجريمة وأنه طالب من النيابة استدعائهم لسماع اقوالهم ولمن النيابة العامة تقاعست عن تنفيذ ذلك الطلب .. وهنا تسأل نيازي " الي اين نحن ذاهبون " واشار الي ان العقيد محمد خالد نمنم مجري التحريات قد اتي الي المحكمة واقسم علي قول الحق وسألته المحكمة ما هي المصادر التي استندت عليها في جمع معلوماتك .. فأجاب نمنم " مصادري السرية والتكنولوجيا والأسطوانات " .. وهنا ذكر نيازي المحكمة ان تلك الأجابة كانت له في قضية اخري امام نفس الهيئة في قضية سرقة 2 مليون جنية من جمارك بورسعيد .. وقال نيازي انه تعمد استعمال هذة الجملة " لانه لقاها جابت نتيجة " وكان ذلك القول بالرغم من انه شاهد الأسطوانات التي قدمتها له النيابة العامة العامة وقال انه لم يتعرف علي احد المتهمين من خلالها .. واستكمل نيازي دفوعه وقال انه استند علي اقوال 17 ضابط من ضباط الشرطة والذين لم تثبت رؤيتهم للمتهمين يحملون اي اسلحة من المستخدمة في الجريمة كما استند الي اقوال الطب الشرعي الذي قال ان حالات الأصابات والوفاة كانت نتيجة التدافع وليس نتيجة استخدام الشماريخ والصواريخ وغيرها من الأدوات التي ورد ذكرها بأمر الأحالة .. ثم تكلم الدفاع عن عدم ثبوت احراز اي من المتهمين لاي مفرقعات بقصد استعمالها في الحادث لانهم لم تتوفر لديهم نية التخريب والدمار من الأساس ولكنهم كانوا يحملون الصواريخ والشماريخ بقصد التعبير عن البهجة والسرور والفرحة والتعبير عن الفوز وانهم لم يعلموا بأنها تحتوي علي مواد مفرقعة .. واشار الي ان اتحاد الكرة قد عقد عدة اجتماعات لبحث مشكلة الشماريخ وتوصلوا في النهاية الي استخدام شمروخ واحد وصاروخ واحد لكل فريق في كل مباراة .. معلقا " بالذمة دي ناس تنفع تكون في منصب مسئولية " .. وعن دفع الأستعراف قال نيازي ان الأسطوانات التي حوت علي مشاهد فيها بعض المتهمين ومنه المتهم " مانديلو " هي مشاهد لم تحتوي علي اي تصرف خارج المألوف او اي تصرف يدل علي ارتكاب الواقعة .. وهنا وصف الدفاع شهود الأثبات عندما ذهبوا الي النيابة العامة للتعرف علي المتهمين " كانوا رايحين رحلة ونزهة خلوية " لانهم كانوا ذاهبون للأعتراف علي شخص بعينه ولكن اختلفت أقوالهم حول الأداة المستخدمة من كرسي الي سنجة الي حزام الي شمروخ .. وعن المعاينة قال نيازي للمحكمة ان ستاد بورسعيد شرف لزيارتكم الكريمة وقدشاهدتم المسافة الكبيرة بين المدرج الغربي والمدرج الشرقي الذي يصعب علي الجماهير إجتياز كل الحواجز الأربعة من أسوار وابواب حديدية وحواجز خرسانية للهجوم علي جمهور النادي الأهلي بعد مرور 8 ساعات من تواجدهم بالأستاد .. وتحدث عن انتفاء الخطأ وعلاقة السببية وقصر المسئولية علي جهاز الشرطة وقال " لو كان جهاز الشرطة قام بعمله لما كانت حدثت المجزرة " .. وقدم نيازي 30 حاظة مستندات للمحكمة بها مايثبت براءة موكلينه ..
ورفعت هيئة المحكمة الجلسة بعد ما تحدث دفاع المتهم الثالث محمد السيد السيد مصطفى شهرته « مناديلو » « 21 سنة » بالهجة البورسعيدي مما رسم الإبتسامة علي وجوه المتواجدين وجعل المحكمة تستشعر الحرج وترفع الجلسة للإستراحة .