إكتست محافظة الشرقية اليوم بالسواد والآلام حزناً على فراق سبعة من شبابها المُجندين الذين فقدوا حياتهم غدراً أثناء تأديتهم الواجب الوطنى بسيناء.
حيث شهدت المحافظة تشييع جنازة كلاً من محمد فرحان سالم بمدينة بلبيس ورضا إبراهيم إبراهيم أحمد من قرية انشاص الرمل التابعة لمدينة بلبيس وأحمد عبد الله السيد بن كفر النمر بالزقازيق وإسلام غازى عبد العظيم ابن " ديرب نجم " وعبد الرحمن أبوالعزايم ابن " بحر البقر" بالحسينية ومحمود أحمد يوسف ابن قرية " المنير" التابعة لمشتول السوق وإسماعيل السيد عبد الرحمن ابن " سلامون" التابعة لمدينة " ههيا "
وكان الشهداء قد ذهبوا ضحايا حادث إنقلاب سيارة تابعة لقطاع الأمن المركزى قرب العلامة الدولية رقم 50 على الطريق الدولى رفح- طابا نتيجة اختلال عجلة القيادة فى يد السائق وأسفر عن مصرع 21 مجند وإصابة 27.آخرين وداخل مدينة بلبيس تقابلنا مع أسرة الشهيد المُجند محمد فرحان سالم 22 سنة والذى كان يقضى فترة التجنيد ولم يتبقى سوى شهران وينتهى من فترة التجنيد فى ديسمبر القادم
وداخل منزل الشهيد التقت "الفجر"مع والد الشهيد سالم عامل بشركة " الريش" للأجهزة بمدينة العاشروتحدث لنا بصعوبة بالغة وبحزن شديد قال بأنه يحتسب نجله عند الله ، وأضاف بأنه يُطالب بالقصاص لنجله ووجه سؤال إلى وزير الداخلية ورئيس الجمهورية أين الأمان ؟
وأكد بأن نجله شاهد الموت بعيناه مرتان ، حيث أطلق مُسلحين النيران على المُجندين أثناء تواجدهم داخل المعسكرات برفح وبأن نجله كان يحمى الحدود ووحدته كانت بجوار محطة الغاز التى شهدت عدة حوادث تفجيرات متتالية وتوقف الأب المكلوم عن الحديث وتركناه وسط أحزانه الشديدة .
والدة الشهيد لم تستتطيع التحدث لإصابتها بحالة إنهيار شديد ، وفى لقاء مع محمد سالم "عم الشهيد" قال بأن نجل شقيقه متزوج منذ أربع سنوات ولديه "أحمد" 3سنوات و"محمد"6 شهور وله 6 أشقاء سالم 20 سنة مُجند بوحدة عز الدين بالشيخ زايد بمحافظة الإسماعيلية لمدة عام ونصف .
وله سليمان 18 سنة حاصل على دبلوم تجارة والسيد طالب بالمرحلة الإعدادية وحسن بالصف الثالث الإبتدائى ومروة بالصف السادس الإبتدائى .
وأضاف بأن الشهيد كان العائل الوحيد لأسرته ولأبنائه وقال لنا بأنهم عندما ذهبوا إلى مستشفى العريش لزيارة الشهيد حيث كان يتلقى العلاج بها منذ الاثنين الماضى ووجدوا عدم توافر الإمكانيات وإهمال صارخ فى العناية بالمرضى والحالات الخطيرة وضحايا الحوادث .
وناشد الأب المكلوم وعم الشهيد الرئيس محمد مرسى ووزير الداخلية بالقصاص لدم الشهداء وحماية المُجندين الأبرياء الذين يدفعون حياتهم هباء وغدر فى سبيل تأدية الواجب الوطنى وطالبوا وزير الداخلية بإعفاء شقيق الشهيد من فترة الخدمة العسكرية الذى يقضيها حاليا بالإسماعيلية نظرا لحاجة والده وأسرته الشديدة له ، وتساءلت أسرة الشهيد أين الأمن والأمان يارئيس الجمهورية ؟
وأكدوا بأنهم كانوا يشعرون بالأمن والأمان فى ظل حكم مبارك ,وفى النهاية طالب عم الشهيد الجهات المسئولة بفتح التحقيق الفورى فى أسباب وقوع الحادث وتحديد نوع السيارة التى كانت تقل الشهداء خاصة بأن هناك أقوال تؤكد بأن الحادث مُدبر وبفعل فاعل وليس قضاء وقدر.
أيضا اكتست قرية انشاص الرمل بالسواد أثناء تشييع جنازة ابنها رضا إبراهيم 22 سنة كان متبقى له سبعة أشهر ولم يكمل دراسته الثانوية الأزهرية وله 10 أشقاء وهو "أحلاهم- وهنا – سعيد- فاطمة – سيد – ماهر- احمد –نادية –أحمد حاصل على بكالوريوس تجارة والذى تلقى خبروفاة شقيقه ، وأكد لنا بأنه كان مقرب من الشهيد ، كما أكد بأن مأمور المركز عندما أبلغه بخبر الوفاة قال له بأن الراحل نطق اسمه ثلاث مرات وهوفى سكرات الموت وكان دائما يشعر بأنه سيتوفى قريبا وساعد فى زواج شقيقته الكبرى أحلاهم وهى لديها ستة ابناء ، كان يساعد شقيقه المُعاق سعيد 37 سنة وكان يعمل مبيض محارة فى فترة الإجازة ، أما والده قال "العوض عليك يارب" وطالب بالقصاص لنجله وتثبيت نجله المُعاق
كما خيم الحزن علي قرية المنير الجديدة بمركز مشتول السوق حيث شيع المئات من أهالي القرية جنازة المجند محمد أحمد يوسف 22 سنة وسط بكاء وصراخ شديد من أسرته التي احتسبته عند الله من الشهداء ، حيث استقبلت أسرته التي تعيش بمنزل ريفي بسيط معروش بالخشب ومتطرف وسط الأراضي الزراعية بالقرية خبر وفاته من أحد أصدقائه بسيناء حيث قضئ المجند من مدة خدمته العسكرية عام وكان مرتبط بإبنة عمه ويستعد لإتمام حفل زواجه الشهر القادم
ويقول والده "أحمد يوسف " 48 سنة عامل بمصنع أن الشهيد أكبر أبنائه ولديه حسن 19 سنة دبلوم صنايع وعبد الرحمن 12 سنة بالصف الأول الإعدادي وأن الشهيد كان يساعده في فترة إجازته العسكرية حيث قام بتجهيز شقة الزوجية بجوار منزل أبيه حيث كان يستعد لإتمام حفل زواجه الشهر القادم من إبنتة عمه وختم القرأن الكريم في شهر
رمضان 3 مرات وكان حريص علي تأدية الصلاة في أوقاتهاوأضاف أن الضنى غالي ولن يعوده أي شي في الدنيا فراق نجله الأول وأول فرحته في الدنيا حيث ناشد النائب العام بمتابعة سير التحقيقات حشية من وجود شبهة جنائية في الحادث ويتم التعتيم عليها وأضاف أنه سوف يذهب مع مجموعة من أقاربه بالقرية لسيناء لمتابعة التحقيقات بنفسه حتي يرتاح قلبه علي فراق نجله الذي احتسبه عند الله الشهداء وطالب المجلس العسكري بتوفير الحماية للمجندين
وإنهمر عبد الرحمن الشقيق الأصغر للشهيد في البكاء حزنا علي فراق شقيقه الأكبر الذي كان خلال فترة إجازته يقوم بتجهيز حقيبته المدرسية بنفسه ويقوم بتوصيله لمدرستة ويشحن له هاتفه المحمول بقدر إستطاعته
وأضاف حسن شقيق المجند أنه كان دائما الحديث له في فترة إجازته عن العمليات الأمنية في سيناء وأنه تعرض أكثر من مرة لإطلاق أعيرة نارية من الخارجين عن القانون والبلطجية علي الخط الدولي بين الحدود الأسرئيلة أثناء مشاركته في العمليات الخاصة مع الضباط
كما شيع المئات من أهالي قرية بحر البقر بمركز الحسينية جنازة المجند عبد الرحمن أبو العزايم محمد 22 سنة وسط حزن أسرته وأقاربه حيث ان المجند قضي معظم خدمته العسكرية ولم يتبقي له سوء أشهر وتنتهي حيث انه العائل الأول لأسرته ومتزوج ولديه طفلة "جانا " 9 أشهر وزوجته حامل بالأشهر الأولي .
حيث ان والده فلاح بسيط ولديه خمسة أبناء غيره ويقول ان أخر اتصال من نجله كان يشتكي من شدة الجوع والعطش وكان يشتري المياه مع زملائه وقام بتوصيتي علي زوجتي وطفلته الرضيعة وناشد الرئيس بتوفير الامن للمجندين للحفاظ عليهم