أصدرت مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرها الرصدي الثالث للبرامج الحوارية في الفترة من 27 ابريل 2012 إلى 26 يوليو 2012، من خلال عينة من القنوات التليفزيونية، تشمل قنوات ( دريم، الحياة، لمحور, أون تي في، الأولى، النيل للأخبار )، ومن خلال برامج ( العاشرة مساء ، الحياة اليوم ، 90 دقيقة ، بلدنا بالمصرى ، مباشر من القاهرة ). جاءت نتيجة التحليل عبر عدد من النقاط، في مقدمتها : أجندة القضايا كما عكستها البرامج الحوارية :
اهتمت البرامج الحوارية ب 10 قضايا رئيسية فى أجندة أولوياتها وان تفاوتت فى درجة الاهتمام, حيث حظيت القضايا الخاصة بانتخابات الرئاسة, وتحديات التحول الديمقراطى بمراتب متقدمة من الأولويات ، يليها مطالب الثورة, ثم المعالجات الخاصة المتعلقة بالجمعية التأسيسية للدستور, وتغطية الحملات الانتخابية، كذلك التغطيات الخاصة بمحاكمات أحداث العباسية وبورسعيد, ثم الإعلان الدستورى المكمل، وتقييم أداء رئيس الجمهورية.
وفى اطار حجم الاهتمام الكمى بهذه المعالجات وفقا للقنوات المختلفة, جاء برنامج " الحياة اليوم " فى المرتبة الأولى من حيث حجم التغطية والمعالجات الإعلامية للقضايا المحورية, مع الأخذ فى الاعتبار المساحة الزمنية الأعلى لهذا البرنامج مقارنة بالبرامج الاخرى, يليه برنامج "90 دقيقة " وجاء برنامج "من القاهرة" فى المرتبة الثالثة, يليه برنامج "العاشرة مساء"، وأخيرا برنامج "بلدنا بالمصرى".
ثانيا: حجم الاهتمام الذى أولته البرامج الحوارية لهذه القضايا :
يستند المرصد إلى عدة معايير لقياس حجم الاهتمام الذى اولته البرامج الحوارية للقضايا وهى: القالب الذى استخدم فى عرض القضية وحجم استخدام المادة المصورة استنادا الى ان القياس الكمى وحده بجمع التكرارات لا يكفى كمؤشر اهتمام وكذلك المعايير الخاصة بالاساليب الاقناعية المستخدمة وأخيرا حجم الاتاحة للجمهور لابداء رايه اثناء الحلقة.
وتشير نتائج الرصد إلى استخدام أكثر من قالب يأتى فى المرتبة الاولى عند معالجة القضايا يليه التقارير المصورة وهذين القالبين يرفعان من مصداقية القناة ويجذبان الانتباه بدرجة كبيرة, وياتى الحديث المباشر فى المرتبة الثالثة ثم المقابلة بينما مازال اللقاءات الجماهيرية فى مرتبة متاخرة طوال فترة الرصد
وفى اطار ربط القضايا الرئيسية والفرعية بالقوالب المختلفة كشفت النتائج التحليلية ان التغطيات الخاصة بالانتخابات الرئاسية سواء فى المرحلة الاولى او الثانية قد حظيت بالقوالب المتنوعة الاكثر جذبا للمشاهد مثل التقارير المصورة والمائدة المستديرة والاتصال الهاتفى واللقاء الجماهيرى الاولى حيث استخدمت (65 قالب) متنوع من بين (113 قالب) تم توظيفهم فى معالجة هذه القضية. واتت موضوعات التحول الديمقراطى بتنوعاتها المختلفة فى المرتبة الثانية حيث تم توظيف (38 قالبا) والتغطيات الخاصة بالحملات الانتخابية حيث أستخدمت (29 قالبا) وأخيرا التغطيات الخاصة باحداث العباسية ومحاكمات بورسعيد حيث تم استخدام (14 قالبا) أما المعيار الثانى وهو مدى توظيف اللقطات المصورة سواء الحية أو المسجلة فى تغطية ومعالجة الاحداث وهو ما يؤدى الى ابرازها بدرجة كبيرة كما انه يرفع من مصداقيتها الى حد بعيد فسنجد ان التغطيات المتعلقة بالانتخابات والحملات الرئاسية قد استحوذت على نصيب الاسد حيث بلغت 62 تقريرا مصورا بالفيديو يليه المحاكمات 9 تكرارات ثم مرحلة التحول اليمقراطى 8 وتتساوى معهها مطالب الثورة بما فيها المليونياات المختلفة
ويتضح من نتائج الرصد ان البرامج الحوارية استخدمت أربعة أساليب علمية للاقناع واسلوبين اثنين من الاساليب العاطفية. أعتمدت البرامج بشكل أساسى على الاستشهاد بمعلومات وأحداث واقعية (71.3%) وهو ما يتسق مع الطبيعة الاخبارية لهذه البرامج ويثير فى ذات الوقت اشكالية ضغوط بيئة العمل حيث جاء فى المرتبة الثانية وبفارق كبير استخدام الارقام والاحصائيات (16%) مما يؤكد ان فريق الاعداد فى هذه البرامج لا يسعى بشكل حثيث على تقديم معلومات تتسم بالاستكمال فى ظل الاحداث المتلاحقة والمنافسة الشديدة بين هذه البرامج.
ويحسب لهذه البرامج انها استخدمت الاساليب العاطفية فى اضيق الحدود وتمثلت فى أثارة مشاعر ومخاوف الجمهور (4.9%) , واستخدام الاوتار الدينية (2.9%)
مدى مشاركة الجمهور بابداء الراى فى البرامج الحوارية بالعينة: ويعد معيار اتاحة المشاركة للجمهور فى البرامج من المعايير الموضوعية التى تنم عن حجم اهتمام البرامج الحوارية بإتاحة الفرص أمام عينات ممثلة للجمهور المصرى بكافة فئاته من التعبير عن آرائه فى القضايا التى تهم هذا الوطن, ويتضح من النتائج التحليلية أستمرار تهميش الجمهور للرصد الثالث على التوالى فحجم مشاركة الجمهور فى البرامج الحوارية طوال فترة العينة كان (14%) مقابل (81.2%) من فقرات برامجية لا تتيح مشاركة الجمهور وهى نسبة تفوق تقرير الرصد الثانى.
ثالثا: تنوع المصادر التى استندت اليها البرامج الحوارية فى معالجتها لقضايا المطروحة: يعد تنوع المصادر وتمثيل الضيوف لجميع فئات المجتمع بالاضافة الى ارتباط تخصص الضيوف بالقضايا المطروحة من المعايير الاساسية التى تقيس حرص البرامج الحوارية على تقديم رؤى موضوعية بما يزيد من مصداقية هذه البرامج لدى الجمهور ويعمل على رفع وعى جمهور المشاهدين بالقضايا المطروحة. وتشير نتائج الرصد الى ان الضيوف الاساسيين الذين تم الاستعانة بهم تمثلوا فى جهتين رئيسيتين مثلتا (26.3% ) من مجموع الجهات التى تم الاستعانة بها وهما الاحزاب السياسية التى تمثل التيار الاسلامى بنسبة (14.9) ثم الاعلاميون بنسبة ( 11.4% ) وهو ما يعطى مؤشرا الى ان الفضائيات بدأت تضع من يمثلون السلطة فى المرتبة الاولى وان كانت بنسبة صغيرة كما انها مازلت تستعين بالزملاء الصحفيين اكثر من ذوى الخبرة, وفى المرتبة الثالثة أعضاء مجلس الشعب بنسبة (9.1%) يليهم القضاة بنسبة (8.3% ) ثم منظمات المجتمع المدنى بنسبة (7.8% ) وتأتي الملاحظة الثانية الجديرة بالمناقشة والخاصة بضيوف البرامج الحوارية، وهي ضعف نسب مشاركة المرأة التى لم تتجاوز ( (1.9%كضيف فى البرامج مما يكرس صورة استبعاد المرأة من مراكز صنع القرار لتغييب رؤيتها في الإعلام خاصة فى البرامج الحوارية التى تحظى بنسب مشاهدة عالية وفى ذات السياق تم تهميش الاقباط كضيوف فى البرامج الحوارية ولم تتعد نسبة تواجدهم فى البارمج الحوارية اكثر من 1.7% وهى نسب أقل من التقرير السابق رابعا: القوى الفاعلة المتضمنة فى القضايا وصورة هذه القوى كما تناولتها البرامج الحوارية: اكدت نتائج التحليل ان البرامج الحوارية قدمت ما يقرب من (40) من القوى الفاعلة في المعالجات الخاصة بالانتخابات الرئاسية والحملات الانتخابية (34.6% )، والقضايا المتعلقة بالتحول الديمقراطى ((28.5%، والتغطيات الخاصة بمطالب الثورة والمليونيات المختلفة ( ( 11.4%، كذلك المعالجات الخاصة بالجمعية التأسيسية للدستور ( (10.4% سمات الادوار التى لعبتها القوى الفاعلة التى قدمتها البرامج الحوارية تراوحت ادوار القوى الفاعلة التى قدمتها الفضائيات المصرية ما بين الادوار السلبية والايجابية, وقسمت القوى الفاعلة ما بين الجهات اوالمؤسسات المختلفة وبين شخصيات بعينها تمت تسميتها وتوصيف الادوار التى تقوم بها. وفى هذا الاطار جاءت نتائج التحليل كما يلى : أولا –سمات الادوار التى قدمت للجهات والهيئات المختلفة ركزت البرامج الحوارية بالعينة على ثمانى جهات رئيسية أرتأت أنها تلعب دورا رئيسيا فى مرحلة التحول اليمقراطى , وهذه الجهات هى :- 1. المجلس العسكرى: قدم المجلس العسكرى على انه يلعب دورا فاعلا يتسم بالسلبية بنسبة (87.5%) خاصة بالنسبة لحل مجلس الشعب, والاعلان الدستورى المكمل. 2. الجمعية التأسيسية للدستور: التى قدمت بشكل سلبى بنسبة (100% ) وأكدت البرامج الحوارية على سيطرة أعضاء مجلس الشعب من حزبى الحرية والعدالة والنور على الجمعية.
3. السلطة التشريعية والتى اشتملت على مجلسى الشعب والشورى حيث قدم بنسبة (50% ) على انه يقوم بدور سلبى خاصة بعد تباطؤ المجلس فى اصدار قانون العزل السياسى .
4. السلطة القضائية: فى هذا الاطار تم تقديم قوتين فاعلتين, اللجنة العليا للانتخابات التى قدمت مناصفة بانها تلعب دورا ايجابيا وسلبيا, وارتبط الدور السلبى بارتباط اعضائها بالنظام السابق, كذلك النص بعدم جواز الطعن على احكامها فتح الباب امام التشكيك فى نزاهتها, واستبعاد "أحمد شفيق" وأعادته مرة أخرى, ورفض الطعون المقدمة من مرشحى المرحلة الاولى. أما الاطار الايجابى فقدم بعد استبعاد "عمر سليمان", وإعلان النتيجة بفوز "محمد مرسى" رغم الشائعات القوية التى سبقت النتيجة.
5. السلطة التنفيذية: اندرج تحت السلطة التنفيذية أربعة فئات فرعية صنفتهم البرامج الحوارية فى العينة على أنهم قوى فاعلة رئيسة وهم الحكومة, والجيش, ووزارة الدخلية، وقوات الامن، وأخيرا وزارة البترول. 6. الاحزاب السياسية: تم التركيز على ثلاثة أحزاب سياسية قدمت كقوة فاعلة على الساحة وهم : حزب الحرية والعدالة, حزب النور, وحزب الوفد. 7. الجماعات والقوى المدنية والسياسية المختلفة : قدمت البرامج الحوارية بالعينة ثلاثة قوى مدنية وسياسية تقوم بدور فاعل حيث قدمت مؤسسة الازهر على انها تقوم بدور فاعل ايجابى بنسبة ( 100% وهى ذات النسبة التى حصلت عليها فى التقرير السابق حيث اكدت المعالجات الاعلامية على ان وثيقة الأزهر هى المرجعية المقبولة من جميع أطياف المجتمع لكتابة الدستور. أما جماعة الاخوان المسلمين ومكتب الارشاد فتم تصنيفهما بنسبة (79.6%) انه يقوم بدور سلبى خاصة مكتب الارشاد الذى قدم بنسبة (100% ) على ان دوره سلبى وان ولائه للجماعة والتنظيم الدولى اكثر من ولائه لمصر وهو ما يفسر العداء بين وسائل الاعلام والاخوان المسلمين.
وجاءت الفئة الاخيرة وهم الثوار بصفة عامة وحركة 6 ابريل بصفة خاصة حيث قدموا بانهم يقومون بدور ايجابى بنسبة (100% ) 8. الاعلام : اندرج تحت هذه الفئة ثلاثة فئات فرعية وهى الاعلاميون بصفة عامة حيث قدموا على انهم ايجابيون بنسبة (75%) وهى نتيجة منطقية حيث يقوم الاعلاميون بالدفاع عن انفسهم , ثم فى نقابة الصحفيين التى قدمت على انها نموذجا يحتذى به فى الانتخابات النقابية. وولم تقدم بشكل سلبى سوى قناة النيل للاخبار.
ثانيا –سمات الادوار التى قدمت للجهات الهيئات للاشخاص تم تقديم تسعة اشخاص من بينهم ستة شخصيات قدموا على ان دورهم ايجابى وهم حمدين صباحى, ود. محمد البرادعى, وهشام قنديل, وخيرت الشاطر, وعبد المنعم ابو الفتوح بينما قدم د. محمد مرسى بنسبة (39.5%) على انه سلبى, وقدم أحمد شفيق بنسبة ( ( 61.5%على انه سلبى مقابل (100% ) لوزير الاعلام خامسا : المعايير المهنية التى التزمت بها البرامج الحوارية أثناء تغطيتها لقضايا التحول الديمقراطى كشفت نتائج الرصد أن البرامج الحوارية لم تلتزم بدرجة كبيرة بالمعايير المهنيةاثناء المعالجة الاعلامية وان التزام المهنى لم تتعدى نسبته اكثر من (2.7% ) وتمثلت الخروقات فى تدخل المذيع بالرأى بنسسبة (40% ) يليها تقديم أسئلة ايحائية بنسبة (29.8% ) والاخترقان فى حقيقة الامر يعكسان عدم الالتزام بالاصول المهنية المتمثلة فى الالتزام بالموضوعية واعطاء الفرصة للضيف كاملة لابداء وجهة نظره دون توجيهه. ويتمثل الخرق الثالث فى خلط الخبر بالراى بنسبة (25.8%) والذى تمثل بشكل اساسى فى التعليق على الاخبار من قبل مقدمى البرامج, وجاءت الخروقات الاخرى بنسب اقل وبفارق كبير عن الخروقات الثلاث السابقة وهى: عدم التوزيع المتساوى للوقت بين الضيوف بنسبة (,9%), وتساوى التحيز وعدم التوازن مع التوظيف المضلل للارقام بنسبة (,4% )