أكد الرئيس الكولومبي خوزيه مانويل سانتوس أن حكومته تجري محادثات استكشفاية مع حركة فارك اليسارية، أكبر جماعة متمردة في كولومبيا. وفي خطاب بثه التلفزيون الرسمي، قال سانتوس إنه يفي "بواجبه للسعي إلى السلام". وذكرت تقارير إعلامية أنه تم التوصل لاتفاق لإجراء المزيد من المحادثات في كوبا. وتقاتل حركة فارك الحكومة منذ عام 1964. وقال الرئيس إنه منفتح أيضا للحوار مع جيش التحرير الوطني (إلن)، ثاني أكبر جماعة متمردة في كولومبيا.
ولم يكشف الرئيس الكولومبي عن تفاصيل المحادثات الاستكشافية مع فارك. وبحسب شبكة "تليسور" الإعلامية، فإن المفاوضين من الجانبين وقعوا اتفاقا مبدئيا في العاصمة الكوبية هافانا الاثنين. وأوضحت تليسور أن الجولة الأولى من محادثات السلام ستعقد في العاصمة النرويجية اوسلو في الخامس من اكتوبر/تشرين اول، وأن الجانبين سيواصلان بعدها المحادثات في هافانا. وفي إشارة إلى المحادثات السابقة التي باءت بالفشل مع فارك خلال حكومة الرئيس السابق اندريس باسترانا، قال سانتوس إن حكومته "تعلمت من الأخطاء التي ارتكبت في الماضي". لكنه أكد في الوقت ذاته أن العمليات العسكرية ستستمر وأن "كل سنتيمتر من البلاد سيشهد تواجدا عسكريا".
كان الفونسو كانو الزعيم السابق لحركة فارك أعلن في أغسطس الماضي استعداد حركته لإجراء مفاوضات سلام. ومنذ ذلك الحين، جرى تداول شائعات عن إجراء اجتماعات سرية بين ممثلين عن الحكومة والمتمردين في العاصمة الكوبية. وكان الرئيس سانتوس أشار بعد فترة قصيرة من توليه منصبه قبل عامين إلى استعداده لبدء محادثات سلام. وتعرض سانتوس لانتقادات حادة من سلفه الفارو اوريبي. وأكدت فارك مجددا استعدادها لإجراء محادثات في مارس الماضي عقب مقتل الفونسو كانو في غارة تفجيرية، وقال الزعيم الحالي للحركة الملقب ب"تيموتشينكو" إن "الأمر يستحق المراهنة على السلام". وكانت قوات الأمن الكولومبية حققت سلسلة من النجاحات ضد فارك خلال السنوات الماضية، قتلت خلالها زعماء رئيسيين للحركة واعتقلت عددا آخر منهم. لكن المسؤولين يشيرون إلى أنه لا يزال هناك 8 آلاف مقاتل في فارك يشاركون في أطول تمرد مسلح في أمريكا اللاتينية.