عندما دخل عمرو بن العاصى مصر استراح فى مكان ما بالقرب من العريش وعندما ساله الصحابة المرافقون له " لماذا استرحت يا عمرو ولم تواصل التقدم " قال " ان المساء عيد " وهو سر تسمية " المساعيد " . وعندما سيطر المسلمون على مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها وجدوا فيها الاثار الفرعونية والقبطية والرومانية على جميع الاشكال بشر وحيوانات ونباتات وحشرات لكنهم لم يقربوها لم يحطموها وبقيت على ما هى عليه حتى اليوم فلماذا لم يسكرها المسلمون من صحابة رسول الله الذين فتحوا مصر ؟
هناك عدة احتمالات :
1- ان هذه الاثار يومها كانت مخباة فى سراديب وانفاق تحت الارض فلم يروها . 2- ان هذه الاثار كانت صعبه الكسر فلم يستطيعوا تحطيمها وابقوا عليها مرغمين . 3- ان يكون الصحابة يوم ان دخلوا مصر مستضعفين فيها لا حول لهم ولا قوة 4- ان يكونوا علىعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفرق بين التمقال والوثن والضم .
والاحتمال الاول مرفوض لان الاثار لم تكن فى سردايب ولا انفاق وكانت معابد وتماثيل شامخة فى الهواء الطلق والاحتمال الثانى مرفوض لان الاثار كانمن الممكن كسرها والاحتمال الثالث مرفوض لان المسلمين كانوا حكاما ولم يكونوا محكومين وكانت لهم اليد العليا ولا يبقى سوى الاحتمال الرابع وهو انهم كانوا يعرفون الفرق بين التمثال والوثن والصنم وانهم تعلموا معنى التوحيد عبى يد رسول الله الذى لم يقلد اياه سيدناابراهيم فى التعامل مع التماثيل لقد قام سيدنا ابراهيم بتكسيرها وان لم يكسرها كلها وترك رموا منها دون تسيره وقد ادى ما فعل ان راجت صناعة التماثيل كما ان هذه الصناعة التماثيل كما ان هذه الصناعة حسنت واستخدمت فيها خامات صلبة يصعب كسرها وكانت هذه التماثيل تسمى الالهة .
اما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقرب تمثالا باذى وكان يصلى فى البيت الحرام عند الكعبة وحولها ما حولهامن تماثيل وليس هذا اقرارا منه بها وانما له معها شان يختلف عن التكسير المادى والتحطيم المادى فقد بدأ بادخال التوحيد فى القلوب حتى طرد الشرك منها كما يطرد النور الظلمة فتعلم الناس منرسول الله ان لا اله الا الله فبطلت كل الالهة
كان رسول الله يصلى فى البيت الحرام والاصنام من حوله ثم اسرى به وعرج وفرضت عليه الصلاة ولم يفرض عليه تكسير الاصنام يومها ثم هاجر الى المدينة والاصنام حول الكعبة ثم تحولت القلبة من بيت المقدس الى البيت الحرام وكانت الاصنام يومئذ لا تزال فى مكانها حول الكعبة الى ان فتح الله عليه مكه وكان معه رجال كانوا قبل ذلك يعبدون هذه التماثيل فكانوا هم ( لا هو ) الذين اسقطوها بانفسهم كان الرسول عليه الصلاة والسلام يشير الى الصنم بقضيب صغير فى يده ( لا بمعول ولا فاس ) ويقول جاء الحق وزهق الباطل ان الباكل كان زهوقا فاذا انكفا صنم على راسه لمي جد من يعدله واذا انكفا على ظهره لم يجد من يغيثه وان الصحابة يدحرجون الآلهة المزعومة بارجلهم بعد ان كانوا يعبدونها من قبل لقد نزع صلى الله عليه وسلم هذه الاشياء من قلوبهم فماتت واقفه لقد استوعب الصحابة الذين فتحوا مصر هذا الدرس كانوا التمثال تمثالا ومتى يسمى التمثال صنما ؟ ومتى يصبح وثنا ؟ ان التمثال فى حد ذاته لا شى فيه وكان سيدنا سليمان عليه السلام يصنع له الجن ما يشاء من محاريب وتماثيل وهذا لا يطعن فى نبوته فقد كان عليه السلام نبيا ورسولا وخليفة وملا وصناعة التماثيل لم تطعن فى واحد من ذلك .
التمثال لا شى فيه لكن ان عبدته طائفة ليقربهم الى الله زلفى فهو عندئذ صنم بالسبة اليهم فقط واذا قامت طائفة اخرى بعبادة التمثال لا ليقربهم الى الله بل باعتباره هو الاله يصبح التمثال وثنا بالنسبة اليهم فقط وليس فى ذاته .
فلما كان الصحابة فاتحين لمصر مقيمين لشرع الله ولم يجدوا احد من اهلها اوكانوا من اهل الكتاب قبل دخول الاسلام يسجد لتمثالليقترب الى الله فيكون صنما ولا ليسجد لتمثال ليعبده لذاته فيكون وثنا عندئذ لم يجدوا مبررا لكسرها بل حرسوها وحافظوا عليها حتى وصلت الينا سالمة وما سمعنا صحابيا كسر شيئا منها هذا هو الدين الصحيح لسنا اعلم من الصحابة ولا ينبغى ان نزايد عليهم . ولا حول ولا قوة الا بالله .