حكومة جديدة تتشكل وسط حالة من الصخب والجدل بعد إقالة غير معلنة لحكومة الببلاوي.. حيث بدأت الحرب الضروس ضد رئيس الحكومة "المحتمل" المهندس إبراهيم محلب الذي شن عليه بعض الإعلاميين المشبوهين حملة لأنه كان عضوا في الحزب الوطني المنحل!! وهذه الحرب ليس الهدف منها النيل من الرجل بشكل شخصي ولا تعد هذه الحجة الواهية لرفض وجوده علي رأس الحكومة الجديدة منطقية بعد أن حدث اتفاق وطني كامل علي أن كل من لم تلوث يده بفساد أو دم فهو مرحب به في أي مكان للمساهمة في بناء بلده. إنما الحقيقة أن قادة هذه الحملة المشبوهة ضد رئيس الوزراء الجديد وهم أشخاص لهم تاريخ غير وطني ناصع السواد تحولوا لمعول هدم استقرار هذه الدولة .. مجموعة محفوظة من الأسماء التي لا ندري من وراء ظهورها في وسائل إعلامنا كضيوف أو مقدمي برامج تتبني الفكر الفوضوي وتحتضن القوي الاحتجاجية والاضرابات العمالية والمهنية وكأن وجودهم علي الساحة مرتبط بما يروجون له علي انه حالة ثورية مستمرة ولا افهم معني استمرار فكر الهدم طوال الوقت دون الحديث عن بناء !! حالة من الهوس بالعداء لمؤسسات الدولة لاسيما الأمنية والقضائية أصابتهم وصارت رائحة الخيانة للوطن تفوح منها بصورة تزكم الأنوف دون خجل منهم أو حياء .. يقلبون بجرأة يحسدون عليها في تاريخ وجغرافية من يقررون مناصبتهم العداء وكأن المواقف السياسية السابقة أو اللاحقة والتي لم يصاحبها فساد أو إفساد أصبحت تهمة تستحق العقاب طالما لم تكن علي موجة مصالحهم في تطبيق سيناريوهات الفوضى في مصر!! هذه السيناريوهات التي يدعمونها كقادة عظام للفكر الفوضوي دون أن يدركوا أن المصريين فاض بهم الكيل من ترهاتهم وأكاذيبهم التي لا تنتهي والتي دفعت البلاد لشفا حفرة من نار الفقر والجوع والخوف بعد أن فقدنا الأمن والأمان...فالمصريون لن يأكلوا ثورة ولن يقبلوا أن يسيروا طويلا في ارض مخضبة بدماء أبنائهم!!. مصر في حالة مخاض لمستقبل لن تتورط فيه في لعبة التقسيم والتفرقة بين أبنائها إلا من فسد منهم أو حمل السلاح علينا ..ما عدا ذلك فلا مجال إلا للتكاتف والعمل لبناء هذا المستقبل الذي يريده البعض باهتا مشوشا ضبابيا ليضمن استمرار المؤامرة علي الدولة المصرية لكن الغالبية المطلقة تريده مستقبلا مشرقا بالاستقلال الوطني أولا وقبل أي شيء. في مصر ما بعد 30 يونيه بالتأكيد لابد من البحث في الماضي الوطني لأي شخصية تتولي العمل في دولاب الدولة المصرية حتى لا يتكرر السيناريو المزري الذي حدث ما بعد 25 يناير وحتى حكومة الببلاوي من تولي بعض الأشخاص المشكوك في ذمتهم الوطنية لمناصب حساسة وحقائب وزارية!!. نحن نهتم كثيرا بمتابعة إقرار الذمة المالية لبعض المسئولين والوزراء ولم نهتم يوما بضرورة تقديم أي مسئول في الدولة المصرية أو وزير أو رئيس وزراء أو حتى رئيس جمهورية لإقرارات لذمتهم الوطنية والتي لابد أن تتضمن دورهم الايجابي والفعال في بناء الدولة علي امتداد حياتهم. عندما يرشح اسم لأي منصب أو وزارة لابد أن نسأله عن " c.v "عطائه لهذا البلد وقصص نجاحه في المناصب التي تولاها منذ الصغر.. فنحن لا نحتاج وزيرا برتبة مناضل أو ثائر لأننا شربنا العلقم من أيدي أشباه رجال الدولة الذين هدموا استقرار الدولة واستنزفوا احتياطياتها المالية والبشرية وهزوا هيبة مؤسساتها علي مدار الثلاث سنوات الماضية وتحديدا منذ 25 يناير التي يعتبرها البعض مطية يركبونها للوصول لأهداف مؤامرتهم الوضيعة لهدم وحدة هذه الدولة التي يريدون تقسيمها وتقسيم أبنائها ما بين ثوار وفلول .. متدينين وكفرة .. مدنيين وعسكريين وأخيرا 25 و30 وهي أحدث بدعة في بدع التقسيم والتفريق للشعب المصري!!. يريدون أن يحددوا لنا المسار الذي يدفعوننا له دفعا نحو المزيد من التناحر والتلاسن بل والتقاتل المجتمعي بحجة أن الثورة لازم تحكم ولهم أقول لن يحكم مصر إلا دعاة الاستقرار والوحدة وهذه مبادئ لا اعرف لماذا يحاول البعض جعلها في حالة خصام مع أفكار 25 يناير التي لم نسمع احدا من البسطاء الذين شاركوا فيها يدعو لهدم الدولة المصرية أو يصرخ بتقسيم المجتمع وتدمير المؤسسات!!. آن الأوان ليرفع بعض من تصوروا أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري أيديهم عنه فمجرد النزول للميادين في يناير لا يعطي أحدا حق الحجر علي مستقبل وطن . مستقبل نعيش بداياته بعد ثورة يونيه.. تلك البدايات التي شهدت تعثرا علي يد حكومة اغلبها من مناضلي الفضائيات وأرباب الميادين الذين ثبت فشلهم الذريع والمخجل في الحقائب التي تولوها ووصل أداء بعضهم وتعاطيه مع بعض المشاكل لدرجة الخيانة للأمانة التي تولوها نتيجة العجز وقلة الحيلة والمهارات كرجال دولة تلك الكلمة التي تعني الكثير لمن يعرف. الدولة تحتاج الآن لسواعد وزراء أيديهم في النار ..صنعتهم العمل لا الكلام .. يقدرون حجم المسئولية الملقاة علي عاتقهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة ..هدفهم خدمة الشعب كله وتوفير مقومات الحياة الكريمة له وحقن دمائه ولم شمله. لقد أرهق الشعب من المغامرين السياسيين والمتصابين الثوريين والشباب الفوضويين الذين اثبتوا فشلا ذريعا ومل كذلك ممن يستخدمون منابرهم الإعلامية للدفاع عن هذا الفشل والنبش في تاريخ كل رجل دولة حقيقي قادم في أي منصب هام أو وزارة والحديث عن انتمائه السياسي السابق.. والأولي أن نتحدث عن انتمائه الوطني وغير ذلك فهو عبث غير مقبول أو منطقي. لقد وصلنا لذروة الغضب الشعبي من عدم تحقيق مطالبهم البسيطة والمشروعة في العيش في أمان وتوفير لقمة العيش الشريفة له.. فمن يستطع أن يشارك في تحقيق أهداف هذا الشعب فليتقدم ومن يرد أن يظل في ظلمة الإفك الثوري فعليه أي يطفئ النور علي نفسه ويبتعد عن الساحة لان الوقت الآن للعمل ولرجال الدولة ومن يملك إقرارا لذمته الوطنية يليق بمصر 30 يونيه.