بقلم: الهام رحيم ياااااه ما هذه الحالة المزرية التي وصلت إليها النخبة المصرية وبعض الإعلاميين الذين ارتدوا بمصر لقرون بعيدة مضت ..قرون كانت جلسات المصاطب وصالونات الحلاقة هي أماكن مناقشة القضايا الهامة ومحاولة حل مشاكل القرية أو القبيلة!! فألان يتم بناء نفس المصاطب وإقامة الصالونات – التي صارت أشيك ولم يعد يطلق عليها أسم صالونات حلاقة بل صالونات سياسية- لمحاولة طرح حلول مشبوهة ومشكوك في نوايا أصحابها لقضايا جوهرية وهامة تخص وطن بأكمله . يقوم فيها بعض الراسبوتينين السياسيين بنشر أكاذيبهم وتوصيل رسائلهم التي تملي عليهم من الخارج بطريقة مدروسة ومصاغة بكلمات منمقة تؤكد علي أن المتصابيين السياسيين مازالوا يحلموا بدور في المشهد السياسي الراهن - ولو من خلف الستار- ونيل جزء من تورتة مصر ما بعد 30 يونيه. والمتصابيين السياسيين مرحب بهم دائما في صالونات الفضائيات ومصاطبها - التي لا تأخذ هدنة من البث المباشر الذي يستمر 24 ساعة بلا مبرر أو منطق أحيانا- وصحف رجال الأعمال الذين يريد البعض منهم ابتزاز الرئيس القادم بأي وسيلة مستخدمين في ذلك صنيعتهم من بعض الإعلاميين الأكليين علي جميع الموائد وبعض الأقلام القابلة للبيع والشراء . ففي مصر منذ ثلاث سنوات نخبة فاسدة ومفسدة من السياسيين كفر بها الناس وانفصل عنها الشعب وأعلام اعتزل متابعته الأغلبية وأرقام بيع بعض الصحف ونسب مشاهدة معظم إن لم يكن كل الفضائيات تؤكد ذلك مهما كذبوا وحاولوا إثارة شبورة من التضليل حولها . في صالونات الحلاقة السياسية والمصاطب الإعلامية تظل مصالح الشعب في أخر الاولويات فلا احد يتحدث عن لقمة العيش أو البطالة أو الأمن أو التعليم بل يتحدث بعضهم عن أهداف 25 يناير والتي صار ملخصها عند بعض التيارات والحركات تمكين رجالها من المناصب والشهرة والدولارات . ويتحدث آخرون عن مصالحة مع إرهابيين يخوض جيشنا وشرطتنا بمساعدة الشعب حربا ضروسا ضدهم في أنحاء الجمهورية بعد أن استباحوا دمائنا .. ويستضيفوا قادة دعم الإرهاب في البرامج ويسربوا لرموز الجماعة الإرهابية فيديوهات وكأنهم أبطال قوميين وليسوا مجرد جواسيس وخونة !! والهدف أن يقدموا هدايا غير مجانية للغرب تساعده في تحقيق أهدافه في تقسيم مصر وتفتيت وحدتها وبدلا من دعم وتزكية التفاف الشعب حول رمز وطني نحارب هذا الحب الشعبي الجارف ونقاتل لخلخلة العلاقة بين المشير السيسي والشعب املأ في إفساح الطريق لشخصيات سياسية أخري يسعوا لفرضها إعلاميا لتنفيذ الأجندات الأجنبية بكل حذافيرها . شخصيات قادرة علي الأخذ بمصر لسكة اللي يروح ميرجعش ..سكة لبنان والعراق وليبيا وسوريا ..فمصر بالنسبة للبعض من السياسيين والإعلاميين ليست أكثر من مكان لديهم مليون بديل له لذا لا يترددوا في بيعه لأي مشتري !! وبناء عليه بدأت في الظهور حملات لبعض الاراجوزات ممولة بسخاء لانتقاد المشير والشعب والجيش والشرطة ..انتقادات تعتمد علي الأكاذيب والتضليل والترويج لفكرة إهانة أي رموز ونزع الهيبة والتوقير عن الجميع . فتدمير الدولة بكل مؤسساتها صار هدفا واضحا ومحددا خلال الأيام الماضية بعد أن تواري قليلا عقب ثورة يونيه وستزيد هذه الحرب ضراوة ممن يريدون لوطن بالكامل أن يخضع لابتزازهم ونزوتهم السياسية التي يعيشوها ويتخذوا من مجموعة من الشباب الطامعين في مكاسب شخصية أو العملاء أو مدمني الاحتجاجات و الفوضى دروعا بشرية ليمروا بفعلتهم . وهناك من بين هذه النخبة من يفتح بابا ليتسربوا منه وينتشروا ويتوغلوا في حالة انتصار إرادة الشعب في الإتيان برئيس يقود الأمة بكل وطنية وشجاعة .. وهذا الباب يتيح لهم التواجد كمعاونين للرئيس السيسي –بأذن الله- لأنه عسكري يعاني من وجهة نظرهم من مشاكل في ظهيره السياسي .. ما هذه الترهات ..فكيف لرجل مخابراتي من الطراز الأول وعسكري منضبط وسياسي من الطراز الفريد بدليل عبقريته في إدارة دفة الأمور خلال ثورة 30 يونيه أن يتحول ما بين ليلة وضحاها لرجل غير سياسي!! وهل من المنطقي أن نصدق هذا الكلام ونؤمن عليه ونبدأ في البحث عن معاونين للرجل من تلك النخبة الميتة إكلينيكيا والتي لا تستند لأي شرعية شعبية في وجودها من الأحزاب الورقية والمخنثين سياسيا والمراهقين وطنيا ومحترفي الانتقال من معسكر سياسي لأخر بكل حرفية وفقا لمصالحهم . لك الله يا بلدي بعد أن تحولتي لسلعة يتم المتاجرة بأمنها واستقرارها ووحدتها في مصاطب وصالونات يريد بعض ضيوفها - ووفقا لقاموس الشباب – أن "يحلقوا" لإرادة الشعب وفرض سيناريوهات أخري عليه مستخدمين في ذلك سطوة رأسمال داخلي وخارجي تمكن من شراء الذمم والضمائر الوطنية للكثيرين.