عالم التسويق والدعاية والإعلان أصبح علم ودراسة ومجال للبحث والتعمق يضم خبراء ومبتكرين.هذا المجال أصبح بشكل كبير أداة مؤثرة ووسيلة فعالة في إنجاح أي شئ ، لذا قامت الجامعات بالتركيز عليه وعملت على تطويره وتخريج الدفعات من أجل تكوين ثورة بشرية مصرية حقيقية تمتلك الخبرة والكفاءة في دفع الإستثمار من أجل التقدم والرقي. في مصر و بالأخص في مجال السياحة لقد عجزت كافة الوزارات والهيئات السياحية المتعاقبة في عمل حملات تسويقية ناجحة وترويج سياحي حقيقي لجذب المزيد من السائحين والوفود الأجنبية بشكل يليق بدولة سياحية مثل مصر. إذن ما فائدة كل هذا العلم والجهد عندما لا يُستغل في التسويق والترويج لمصر؟ كيف لانستفيد بهذه الخبرات والكفاءات إلا لتسويق المنتجات الغذائية وسلع التنظيف ومستحضرات التجميل والهواتف المحمولة و شركات الإتصالاتوغيرها. كيف تستطيع شركة في مصر أن تنجح في تسويق منتجاتها وتزيد من حجم نشاطها و أرباحها وتفشل مصر (الدولة السياحية العريقة) في الترويج عن نفسها وإبراز مزاياها وإبهار شعوب العالم. لقد عجزت وزارة السياحة و فشلت هيئة تنشيط السياحة في جذب السائحين والأجانب بحجم يوزاي أو حتى يقارب دول أخري مثل اليونان و تايلاند و ماليزيا و تركيا. تلك الدول قد استطاعت في وقت قصير أن تقفز في مجال السياحة وتصبحنموذج تحتذي به جميع الدول السياحية. وفي المقابل ، قامت وزارة السياحة على مدار السنوات الماضية خلال حقب وزارية مختلفة بعمل حملات تسويق وترويج لم تلفت الإنتباه و لم تأت بثمار على شركات السياحة و لم تساعد في زيادة عدد السائحين إلى الدرجة المرجوة ، لقد كانت حملات تقليدية اُسُتخدمت فيها شعارات غير واضحة و مجهولة الأهداف ولا تخاطب أحد مثل شعار "نورت مصر" و "البيت بيتك" وآخرهم "مصر تعود و بقوة". لقد أٌنُفق على تلك الحملات التسويقية الكثير من الأموال تكبدت نفقاتها الوزارة والحكومة مستخدمين عبارات لا تعني شئ ، بالرغم من أن الدروس الاولى في التسويق تنص على تحديد الهدف والجمهور المستهدفين. فكيف تكون حملة تسويقية بهذه العشوائية؟ كيف تكون أساليب جذب السائح العربي تستخدم هي نفسها لجذب السائح الأوروبي أو الأسيوي؟ تتفاخر وزارة السياحة بالاشتراك في المهرجانات العربية والدولية بالإضافة إلى حضور المؤتمرات و المعارض السياحية الكبرى في كثير من الدول مثل ألمانيا و لندن و طوكيو ، و لكن هل هناك إختلاف في طريقة التسويق و جذب الإستثمارالسياحي ووكلاء شركات السياحة الأجنبية عن الطرق التقليدية والروتينية التي تعودنا عليها؟ الإجابة لا. فطرق التسويق لا تزال تعتمد على بعض صور الأهرامات و واجهة معبد أبو سمبل بالإضافة إلى فقرة الراقصة الشرقية والتجول بملابس الفراعنة. هذه هي أدوات التسويق و الترويج التي نمتلكها بينما نرى هرولة المصريين أنفسهم في المعارض إلى أجنحة الدول الأخرى ليشاهدوا الإبداع والإبتكار وفنون التسويق رغم أن تلك الدول تفتقر إلى الثروات والآثار. ليس فقط فحسب ، بل أهملنا الترويج إلى السياحة الرياضية كالجولف و الفروسية والسياحة العلاجية بالإضافة إلى إستضافة المشاهير والفنانين والشخصيات البارزة. بل يمكن أن تلعب دار الأوبرا المصرية دوراً هاماً في إحياء الحفلات بصورة منتظمة وإستضافة كبرى الفرق الموسيقية الدولية. لماذا لا تستفيد وزارة السياحة بمتخصصين وخبراء في مجال التسويق لعمل استراتيجية واضحة لترويج السياحة في مصر؟ لماذا لا تقوم الحكومة بعمل خطة قومية بالتنسيق مع بعض الوزارات علي سبيل المثال الطيران و الأثار والإعلام لكي تمتد طوال العام لتشمل جميع المواسم السياحية؟