أقيم بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة تحت عنوان "رمضان في أفريقيا"، والتي نظمتها لجنة الشباب ومقررتها الدكتورة منى الحديدي، وأدارتها الدكتورة رشا أبو شقرة، عضو مجلس النواب وأمين سر لجنة الشئون الأفريقية. بدأت الندوة بكلمة إبراهيم العاز أصيل عن أفريقيا الوسطى، متحدثا عن طقوس رؤية هلال رمضان والتي يقوم بها رجل من رجال الدين، ثم تعلن في الإذاعة الرسمية وبعدها تعم التهانئ بين الأهل والجيران وتبدأ صلاة التراويح وعددها 10 ركعات. وعن العادات قال: "يحرص كل فرد لديه خصومة مع شخص ما أن يقوم بالمبادرة بالصلح قبل الدخول في رمضان كعادة أصيلة هناك". وعن التكافل الاجتماعي، أوضح أن الأسر تجتمع وكذلك الجيران على مائدة واحدة لتناول وجبة الإفطار، ويأتي الجميع بطعامه في مشهد مبهج سعيد، ثم يأتي دور السيدات وهو إعداد الطعام في الساحات الشاسعة ويقمن بتوصيلها لمنازل المحتاجين والفقراء. وأضاف: "الفاكهة لدينا عنصر هام على المائدة الرمضانية مثل الباباي والأناناس وغيرها، كذلك اللحوم هي الوجبة الرئيسية لأنها متوفرة بكثرة أكثر من الدجاج والأسماك، ولكن غالبا ما يبدأ بالشوربة الساخنه والتمر ثم يصلي المغرب ويعود الجميع لنتناول الأطباق الرئيسية". وأشار إلى أن أصحاب المنازل يتنازلون عن إيجار شهر رمضان تقربا لله في هذا الشهر. وعن رمضان في تشاد، تحدث الشاعر صالح إسحق الذي أثنى علي هذا النوع من الندوات الذي يناقش ويعرض الشأن الأفريقي بعد سنوات طويلة من انعزال بلدان تلك القارة الغنية الساحرة. وعن العادات الرمضانية في أفريقيا، قال إنها متشابهة بنسبة كبيرة بخلاف بعض التفاصيل الصغيرة، تلك الاختلافات التي يمكن أن نرصدها كما قال في قرى البلد الواحد. وأضاف إسحق: "رمضان في تشاد يغلب عليه الطابع الروحي أكثر من غيره، فهناك اهتمام كبير بالمساجد، حيث نرى الشباب يقومون بتنظيفها وفرشها بالسجاد الجديد ذي الألوان المبهجة، فالشعب التشادي يحرص على إقامة الصلوات الخمس في المساجد في رمضان وغير رمضان، كذلك يختم القرآن في رمضان مرتين لأنه يقرأ نصفه في النصف الأول من رمضان خلال الصلوات الخمس والتراويح، ونصف رمضان الأخير يختم النصف الثاني من القرآن". وتابع: "وهناك عادة أصيلة، وهي خروج الأهالي للإفطار أمام منازلهم كي يستطيع أي عابر سبيل أو من يمر في الطرقات في وقت الإفطار أن يجلس على أي مائدة ويتناول إفطاره معهم دون حرج كأنه وسط أسرته". وعن موائد الرحمن، ذكر أن المجتمع التشادي حريص على إقامتها على يد شباب متطوعين يقومون بالإعداد لها بداية من جمع الأموال من القادرين سواء من داخل البلد أو من الجاليات التشادية في جميع أنحاء العالم. وعن رمضان في تنزانيا، تحدث الدكتور طه كيزوكي عن الندوات الدينية والتثقيفية التي تسبق شهر رمضان، والتي تبدأ تحديدا في النصف الأخير من شعبان، ويتحدث في تلك الندوات كبار علماء الدين عن كيفية الاستعداد والاستفادة من نفحات هذا الشهر الكريم، ثم تبدأ روائح رمضان العطرة بقيام ليله وتراويحه وموائده العامرة وبيوت الأجداد التي يذهب إليها الصغار من العائلات والشباب والأطفال لكي يتعلموا ويكبروا على روح الجماعة ومفهوم قوة الأسرة وترابطها. وعن رمضان في موريتانيا، تحدث عبد الرحمن سيد، الرئيس الأسبق للاتحاد العام للطلاب الأفارقة في مصر، وبدأ كلمته بالحديث عن فضيلة السماح في هذا الشهر الكريم في موريتانيا، فلا يبقى متخاصم مع جار أو صديق في تلك الأيام المباركة إلا ويقوم بالتصالح معه. وقال إن هناك طقسا آخر، وهو شراء جميع السلع الرمضانية من القادرين لغير القادرين، كذلك هناك عادة قديمة في موريتانيا وهي شراء أوانٍ جديدة للطهي في رمضان، كذلك شراء الأطباق الجديدة، وأيضا عادة حلق شعر الأطفال في تلك الأيام حتي ينبت الشعر الجديد في هذا الشهر الطيب المبارك. وأضاف أن المائدة الموريتانية عامرة بكل أشكال وأصناف الطعام، ولكن غالبا ما يبدأ بالشوربة سواء شوربة خضار أو حريرية، والشاي المفضل هناك هو الشاي الأخضر الثقيل. كذلك تحدث عن الندوات والأمسيات الرمضانية التي يغلب عليها الطابع الديني من دروس علم، كذلك جلسات الابتهالات والأناشيد الدينية، وعن ليلة القدر قال إن كثيرا منا يعتقد أنها ليلة 27 رمضان وتسمى في موريتانيا ليلة التوسيعة.