بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا أثر الحرب الروسية الأوكرانية، يتجه الغرب الآن إلى تنويع مصادر إمدادات من النفط والغاز وعدم الاعتماد تدريجيا على النفط والغاز الروسي. ونتيجة لهذه السياسة التي يتبعها الغرب في الآونة الأخيرة، تتجه الأنظار إلى دول شمال إفريقيا الغنية بالنفط والغاز، وخاصة ليبيا الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، حيث صرح المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، بأن أوروبا ستعتمد الفترة القادمة على ليبيا بشكل كبير، لتنويع مصادر الغاز والطاقة، وذلك وسط الخلاف بين الاتحاد وروسيا حول أوكرانيا. وأضاف أن هناك محادثات حالية بين ليبيا وإيطاليا في هذا الشأن ضمن زيارات على أعلى مستوى للتحرك العاجل، كما يتوقع تحرك عدد من الدول الأوروبية للاستثمار في نفط ليبيا. ومع المحادثات في مجال الطاقة، قد يلجأ الغرب أيضا إلى تهدئة عاجلة للأوضاع في الدولة الليبية نتيجة عدم الاستقرار الذي تشهده البلاد في الوقت الحالي من وجود مرتزقة ومقاتلين أجانب على الأراضي الليبية والذين كانوا يسيطرون على العديد من مناطق الطاقة في ليبيا، وذلك لتأمين محطات النفط وأبار البترول وضمان وصوله إلى أوروبا. وزير الخارجية التونسي: أمن و استقرار ليبيا ووحدتها مسائل محورية لبلادنا ليبيا.. باشاغا يعلن عن خطة لدمج الميليشيات المسلحة فى مؤسسات الدولة أهمية كبري لليبيا ومن جانبه، قال إسماعيل السنوسي، المحلل السياسي الليبي، إن قطاع النفط والغاز في ليبيا يجعلها مرتبطة بالأسواق العالمية خاصة دول أوروبا الغربية، بالتالي هناك أهمية كبرى لليبيا بعد الحرب الروسية الأوكرانية ما ارتبط بها من زيادة أسعار النفط والغاز في العالم. وأضاف السنوسي في تصريحات ل "صدى البلد"، أن هناك إشكالية وهي أن قطاع النفط والغاز في ليبيا مرتبط بالوضع السياسي والاستقرار المنشود بها. ارتباط النفط بالصراعات وأشار أن ليبيا الآن تعيش في حالة استقرار نسبي، ولكنها غير مطمئنة لعدة أسباب منها أن الحكومة الحالية ليست لها سلطة على كامل أنحاء ليبيا وتعمل فقط في طرابلس وما حولها، لذلك هناك فرصة للحكومة الجديدة لتثبيت حالة الاستقرار وتضع الخطط لتطوير الإنتاج وضخ الاستثمارات في قطاع الطاقة، لافتا إلى أنه إذا تم ضخ 4 مليون برميل في اليوم ذلك سيعطي ليبيا أهمية كبير في السوق العالمي وسيدفع إلى اهتمام الدول الكبرى بليبيا ودفع العملية السياسية حتى الوصول إلى الانتخابات والوضع الدستوري الدائم. وأوضح المحلل السياسي الليبي، أنه دائما ما يكون النفط مرتبط بالصراعات السياسية، وأن هناك صراع في ليبيا دائما على النفوذ والسلطة والمال، وهناك إشكاليات كبرى تتعلق بالسوء توزيع الثروة وهذا يسبب أزمات وإشكاليات بين الأقاليم في ليبيا، لذلك ينبغي أن تضع مثل هذه الأمور في الحسبان عندما يتم التعامل مع القضية الليبية. ليبيا..استمرار توقف إنتاج النفط من حقلي الشرارة والفيل ليبيا: الإعلان عن حالة القوة القاهرة في حقلي الشرارة والفيل نمو الاقتصاد الليبي وكان قد توقع تقرير للبنك الدولي أن الاقتصاد الليبي قد يشهد تحسنا في مستوى النمو والمداخيل حال تم زيادة صادرات الغاز إلى أوروبا. وسبق أن أبدت ليبيا استعدادها لزيادة ضخ الغاز إلى أوروبا، ووفق رئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للنفط، مصطفى صنع الله، فإن بلاده تركز على رفع معدلات إنتاج الغاز، خاصة وأن ليبيا تملك موقعا استراتيجيا لقربها من السوق الأوروبية، ولديها احتياطيات كبيرة من النفط والغاز. ويذكر أن الاتحاد الأوروبي يحصل على 40% من احتياجاته من الغاز و30% من احتياجاته من النفط من روسيا.