وأعلن اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، حظر استخدام مياه الشرب فى رش الشوارع، وتغريم المخالف 1000 جنيه، وغلق المقهى أو المحل التجارى 10 أيام. حتى الغرامة من عادل لبيب على قلب القناوية زى العسل، غرامة الحبيب زى أكل الزبيب، قنا (المحافظة) ولبيب (المحافظ) مثل زوجين عن حب،ع الحلوة والمرة متعاهدين، يحب كلاهما الآخر لدرجة الصمت البليغ، لا تسمع فى قنا لاغية، قنا محافظة قوية كالمهرة العفية، تختار فارسها، قنا اختارت محافظها، ورضت، وعين الرضا عن كل عيب كليلة، لكن عين السخط تبدى المساويا. وقامت فى مصر المحروسة ثورة لخلع مبارك وملئه، وطلبت قنا لبيب (المباركى) محافظاً، وثورة مضادة لتمكين مرسى وملئه، وظل لبيب (المباركى) محافظاً، ولو قامت ثورة تصحيح سيظل لبيب (المباركى) محافظاً لقنا، لبيب وقنا مثل شجرة توت، أنا فرع دهب، وأنت فرع ياقوت، وكما تقول الأغنية الصعيدية: حبك بطحنى ع الحشيش، ومن غيرك مااقدرش أعيش. قبل اليوم بعامين وفى إبريل 2011، والثورة قايمة، والدنيا والعة، ومحاكم التفتيش منصوبة على قارعة الطرق عليها شداد غلاظ، يمسكون بمناجل الحقد والغل يجزون بها رقاب كل من سلّم على مبارك ولم يغسل يديه، أو شاهد مبارك ولم يغمض عينيه، ثارت قنا على اختيار اللواء عماد ميخائيل محافظاً، وارتفعت لافتات عارية من المواطنة، تقشعر من هول طائفيتها الأبدان «عاوزينه مسلم»، يومها تطوعت بمخاطرة الكتابة فى وسط ملغوم طائفياً، وقلت كان يكفيهم، أى القناوية، هتاف «عاوزينه لبيب»، واللبيب بالإشارة يفهم. وقصدت عودة اللواء عادل لبيب إلى المحافظة التى قطعت طريق القطار احتجاجا، وحادثنى أحدهم من مجلس الوزراء وقال: تفتكر يرضون بلبيب، قلت جرب وانت تشوف، سيرى عصام شرف فى قنا عجباً، وقد كان، شاهد رئيس الوزراء بأم عينه لافتات «عاوزين لبيب»، شعار لم يكن عفو الخاطر، ولا نوعاً من المكايدة الطائفية، القناوية لم ينادوا على لبيب لأنه مسلم، وإلا كانوا نادوا على إخوانى أو رضوا بسلفى، لكن القناوية أقباطاً ومسلمين نادوا على من يحبون!! عادل لبيب ظل ولايزال حلماً قناوياً، وإن غاب عنهم، هو رجلهم الغائب، فى غربة وهيعاود، بيته ومطرحه، لبيب البشوش دوما، المجامل دائما، الحازم فى نهاية الأمر، الذى يحكم بين العرب والأشراف والهوارة بالعدل، يظل الأنسب، والأليق، مطلوبا بشدة ولايزال فى هذه المرحلة القلقة فى تلك المحافظة الصعيدية «ناشفة» الدماغ. كهنة العهد المباركى غدروا بلبيب وقنا قبلاً، كهنة العهد النهضوى يرومون الغدر بلبيب، ترحيل لبيب قبل الثورة إلى البحيرة شمالاً كان غدراً مبيتاً، وما جرى له فى الإسكندرية كان اغتيالاً معنوياً مؤكداً، أما إخراجه ضمن الخارجين المباركيين فيظل عملاً مؤثماً. تخريد عصر (من الخردة) بأكمله ليس حلاً، استئصال عصر بأكمله لا يشفى الوطن من العلل، عصر مبارك قدر ما فيه من فاسدين مفسدين، قدر ما فيه من علماء ومفكرين، قدر ما فيه من هليبة ومسقعين، قدر ما فيه من أطباء ومهندسين، ليس كل الحمقى من عصر مضى، هناك نابغون موهوبون، ومخلصون لأغلى اسم فى الوجود. لبيب فى قنا استثناء يشذ عن قاعدة، المناصب للإخوان والتابعين، الاحتكارية الإخوانية حالة كارثية من تخريجاتها المكارثية التى صارت وبالاً على وطن وثورة وشعب، تجزّ المواهب بمناجل الثأر من عصر مضى، ولا تزر وازرة وزر أخرى، إنما توفون أعمالكم، إذن هى صحيفة الأعمال، معلوم المحبة من الله، والنظافة من الإيمان، والقيادة موهبة، وحسن السيرة سلوك، والترجمة القناوية لكل هذه المعادلات تعنى عادل لبيب، واللبيب بالإشارة يفهم. المزيد من أعمدة حمدى رزق