■ أضحكنى أن أقرأ أن خلية خليجية كانت تخطط ل «خطف» الرئيس محمد مرسى من قصر الرئاسة فى القاهرة.. والمضحك أن جماعة الإخوان التى تبنت هذا الادعاء أشارت إلى أن لديها معلومات وشواهد تؤكد وجود هذه المؤامرة التى كانت تستهدف الرئيس مرسى.. والأغرب أن أمين عام الجماعة أعلن أنهم لا يملكون تفاصيل المؤامرة. ■ هذه الرواية أو هذا الادعاء هو أحدث نكتة أطلقها الإخوان مع نهاية العام الميلادى 2012.. والذى يضحكك أيضا اتهامهم بغير دليل عدداً من قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى بالتنسيق مع المرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق وشخصية خليجية كبيرة، بالإضافة إلى ضاحى خلفان قائد شرطة دبى، ومعهم محمد دحلان القيادى بحركة «فتح» التى هى على خلاف مع حركة «حماس» المساندة للإخوان وتوأمهم الروحى.. كل هؤلاء «مدَّعىً» عليهم بالتخطيط لخطف الرئيس.. ثم إعلان هروبه إلى دولة قطر لإحداث حالة من الفراغ السياسى. ■ أى عقل يصدق هذه النكتة.. ثم ما الذى جمع الشامى مع المغربى؟.. هل يعقل أن جبهة الإنقاذ الوطنى ستضع يدها فى يد منافسها أحمد شفيق للثأر من مرسى؟.. وما هو ثقل شفيق الآن بعد أن ترك مصر وأصبح ضيفا على الإمارات.. وهو يعرف جيدا أن أصول الضيافة لا تسمح له بإحراج الدولة التى تستضيفه ويمارس أى نشاط سياسى؟ .. مع أن «شفيق» كشف عن دماثة خلقه عندما استسلم للنتيجة حقنا للدماء وحتى لا تتحول مصر إلى برك الدم التى كان التيار الاسلامى يهدد بها قبل إعلان النتيجة.. «شفيق» الذى انهزم أمام ظلم المجلس العسكرى له والطعنة التى أصابته يوم إعلان النتيجة لم يرد أن يكشف الأسرار، وكيف طالبه العسكر بأن يلتزم الصمت حفاظا على استقرار البلد.. وذهب إلى الإمارات ورفض أن يخوض أى معارك سياسية بل عاش فى سلام مع نفسه على أمل العودة إلى مصر ليؤسس حزبا معارضا.. لكنهم أجبروه على الكلام بعد الإجراءات الاحترازية التى اتخذوها ضده ظلما.. وكان «رقم واحد» على قائمة المطلوب تصفية الحسابات معهم.. فاضطر أن يخرج عن صمته ويعلن ما كان يخفيه داخله.. ليس معنى ذلك أن يشترك فى مؤامرة ضد الرئيس.. فهو يستحيل أن يضع يده فى يد من كانوا يدعون لمقاطعته فى الانتخابات.. فهل يعقل أن يتفق معهم ضد الرئيس الذى كان أول من هنأه. ■ من المضحك أيضا أن يعلن الإخوان عن «خلية خليجية» وهم يعرفون جيدا أن الخلايا الإرهابية لا تكتب شهادة ميلادها على أرض الخليج لأن الخليج لا يصدر الإرهاب.. وعندنا فى الخليج ما يدحض أى أكاذيب يتبناها الإخوان.. فمثلا «بعبع الإخوان» الذى اتهموه بالاشتراك مع شفيق وخلية خليجية بمحاولة اختطاف الرئيس.. الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى.. هل لأنه يكره الإخوان يقبل على نفسه أن يشترك فى تخطيط إجرامى للتخلص من رئيس مصر لمجرد أنه يكره الإخوان.. إن الزج باسمه فى السيناريو الهزيل كشف عن سذاجة الإخوان الذين لم يحبكوا ادعاءهم الكاذب.. فهم يعرفون جيدا أن ضاحى خلفان هو بعبعهم فى دول الخليج الذى يعتبرهم «آفة مجتمعية عربية».. ولذلك راحوا يخططون للنيل من اسمه.. ولأن ضاحى «عضمة» ناشفة فلن يهتز لادعاءاتهم ولن يكف عن محاربة مخططاتهم فهو يقف لهم داخل دول الخليج بالمرصاد.. لن يسمح بوجود تنظيمات إخوانية حتى لو كلفه ذلك حياته.. فالاستقرار والتعايش السلمى هما حياته وأمن الخليج فى رقبته. ■ وهنا يأتى سؤال: ما هى المصادر الامنية التى تستند إليها جماعة الإخوان فى روايتها عن المخطط الذى كان يستهدف خطف رئيس الجمهورية؟.. ثم أين أجهزة الأمن الرسمية المسؤولة عن حماية الرئيس؟.. لم نسمع من قريب أو بعيد أن الأجهزة الاستخباراتية أو الأمنية فى رئاسة الجمهورية كشفت ملامح لوجود مؤامرة تستهدف الرئيس.. فهل أجهزة الجماعة أقوى من أجهزة الأمن الرسمية للدولة؟! ■ لكن ماذا نقول ل«فذلكة» الجماعة التى أرادت أن تجد مبررا لهجمات الميليشيات الإخوانية على المعارضة أمام الاتحادية بحجة أنهم خرجوا لحماية الرئيس، وأن خروجهم فى هذا التوقيت أحبط المخطط الذى كان مستهدفا به.. يا عالم: لا تستخفوا بعقولنا.. وقولوا قولة حق.. ارحمونا واقتربوا من الله.. بشرط أن تكون قلوبكم عامرة بالإيمان.. فالمؤمن هو الذى يحب أخاه المؤمن ولا يقاتله.. نقلا عن المصرى اليوم