ربما يكون ضاحى خلفان قائد شرطة دبى قد أساء التعبير فيما كتبه على موقعه بتويتر، وربما يكون قد تجاوز الأعراف الدبلوماسية، لكن المؤكد أن خلفان عبر عن مخاوف دول الخليج من انتقال الفكر الإخوانى إلى شعوبهم، كما عبر كذلك عن صراع إرادة وقيادة بين دول الخليج النفطية من جهة وبين القيادة المصرية الإخوانية من جهة أخرى. قبل ثلاثة أشهر وبعد حصول جماعة الإخوان المسلمين على أغلبية في البرلمان، كتب ضاحى خلفان بموقعه في تويتر يقول:» إنهم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم في دول الخليج العربي»، وفى تعليق آخر قال:» المتقصّي لاجتماعاتهم السريّة، يدرك أن القوم يتآمرون على قلب أنظمة الحكم الخليجية، لتكون رهينة المرشد». وقبل يومين من هذه الاتهامات، وبالتحديد فى نهاية شهر مارس الماضي، أجرت صحيفة الوطن الكويتية مع خلفان حوارا، هاجم فيه جماعة الإخوان بضراوة، وحذر من محاولة الجماعة أخونة الشعوب الخليجية أو التدخل في الشأن الخليجي، وأكد تصدى حكومات الخليج بعنف للفكر الإخوانى، وقد عبرت عناوين الحوار يومها عن الرسالة التي أرادت دول الخليج إرسالها عبر حوار خلفان، حيث جاءت كالتالي:»دول الخليج لن تسمح لتنظيم الإخوان بقلب الطاولة عليها كما فعل بدول أخرى ... وأيضا: بعد فوز الإخوان في مصر فإن المنتسب لتنظيمهم أصبح عميلا لهم ... وجاء كذلك: من يرغب السير معنا على العين والرأس ومن يرد يبايع المرشد المصري نقل له باى باى». وأهم جملة جاءت في هذا الحوار نشرت على لسان الجريدة(الوطن الكويتية)، أكدت فيها ضمنا أن دول الخليج ستظل تقود المنطقة، حيث كتبت فى مقدمة الحوار بالنص عن خلفان:» بصراحته المعهودة وبأسلوبه الراقي أكد الفريق ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبي: أن دول الخليج ستظل تقود قطار التقدم والرقى والازدهار». وقد علقت فى حينه على هذا الحوار وقلت: الأزمة التي نشبت بين ضاحى خلفان القائد العام لشرطة إمارة دبي وبين الإخوان المسلمين، تطرح علينا سؤالا على قدر كبير من الأهمية، وهو: هل دول الخليج ستحاصر مصر في حالة انفراد الإخوان المسلمين بالحكم؟، نعيد السؤال بصياغة أخرى: هل مصر ستخسر مساندة الدول العربية الخليجية الشقيقة عندما يركب الإخوان مؤسسات الحكم؟، نكرر السؤال بصياغة ثالثة: هل الدول الخليجية ستغلق أبوابها ومدنها وأسواقها ومؤسساتها في وجه المصريين؟، نكتب السؤال بصياغة رابعة: هل فرص العمل في دول الخليج سوف تغلق في وجه المصريين بعد تولى الإخوان المسلمين الحكم بمصر؟، نعيد السؤال بصياغة خامسة: هل الدول الخليجية سوف تحد من استثماراتها بمصر في ظل حكم الإخوان؟، نطرح السؤال من زاوية مختلفة: هل الخطاب السياسي الديني للإخوان المسلمين يمثل خطورة على أنظمة الحكم في الدول العربية الخليجية الشقيقة؟، وقد تردد أيامها أن دول الخليج، خاصة دولة الإمارات أوقفت عملية التعاقد مع العمالة المصرية، وقيل كذلك أنها رفضت تقديم مساعدات مالية إلى حكومة تسيير الأعمال، وأنها أوقفت المشروعات الاستثمارية الجديدة، كما ترددت أخبار عن توتر العلاقات بين مصر وبعض الحكومات الخليجية. الأسبوع الماضي عاد ضاحى خلفان مرة أخرى إلى تويتر، وكتب يؤكد الرسالة الخليجية التي سبق ونقلوها عبره في حوار الوطن الكويتية:»إن الدكتور محمد مرسي سيأتي إلى دول الخليج حبوًا ليطلب منها المساعدة».. وقوله:» سيأتي حبوًا إلى الخليج ولن نستقبله بالسجادة الحمراء وسيُقبل يد خادم الحرمين مثلما فعل حسن البنا مع الملك عبد العزيز». وضاحي خلفان هنا بعد أكثر من ثلاثة شهور يعود ويعلن بوضوح رسالة دول الخليج(وهو حقهم) إلى جماعة الإخوان وإلى الرئيس المنتخب منها، ويؤكد بصياغاته الفجة مخاوف دول الخليج، ويحذر من التدخل في الشأن الخليجي، ويؤكد كذلك أنهم لن يساندوا الشعب المصري قبل أن تعلن جماعة الإخوان كجماعة دعوية وكحزب سياسي وكأغلبية وقيادة سياسية أنها تلقت الرسالة، وأنها لن تصدر الثورة أو أنها لن تعمل على أخونة الشعوب الخليجية، وأظن أن د. محمد مرسى استوعب هذه المخاوف فى كلمته أمس بجامعة القاهرة، فقد طمأن الحكومات العربية بقوله: إننا لن نصدر الثورة إلى البلدان الأخرى.