طالب مثقفون بعودة الرحلات المدرسية للأطفال إلى المواقع الأثرية بمختلف محافظات الجمهورية؛ لتعزيز الانتماء لدى الأطفال في سن مبكر. جاء ذلك خلال مائدة مستديرة نظمها المجلس الأعلى للثقافة تحت عنوان "تنمية الانتماء لدى الأطفال"، والتي بدأت بكلمة الكاتب الكبير يعقوب الشاروني الذي وصف قضية الانتماء ب"الهامة والملحة" لتطرح في تلك الفترة الخاصة في تاريخ أمتنا، وخاصة بعد زيادة معدلات الهجرة التي يسعى إليها الكثير من الشباب الآن. وأكد الشاروني ضرورة طرح سبل جديدة لترسيخ قيمة الانتماء، مشيرًا إلى فائدة الرحلات المدرسية التي كانت تنظمها المدارس قديمًا، وكانت تهدف للتعريف بالمعالم الأثرية والمصانع الكبرى والمشروعات القومية، والتي كان لها أكبر الأثر في التعريف بعظمة الوطن ومعرفة كل ما يدور فيه وعليه، ورسخت بشكل كبير معنى الانتماء وحب الأوطان. واستشهد الشاروني بما تفعله معظم المدارس الأمريكية في وضع خريطة لأمريكا والولايات التابعة لها في فناء المدارس، لكي يدرك الأطفال هناك منذ الصغر الجغرافيا الخاصة ببلادهم، واصفا تلك التجربة بالإيجابية. وعن دور الأسرة في ترسيخ معنى الانتماء، تحدثت الدكتورة عفاف عويس الأستاذ بجامعة المنيا واصفة الأسرة بأنها "الحجر الأول" في بناء الوعي لدى الطفل، يعقبه دور المدرسة ثم العالم الخارجي الذي يحيط بالطفل. وأشارت عويس إلى ضرورة معرفة ماذا يدور بفكر الطفل وكيف يرى العالم لكي ترسم استراتيجية للتعامل معه، واقترحت أن تطبع أطروحات في شكل كتيبات أو ما شابه للتعريف بالمعنى الحقيقي للانتماء وكيفية الوصول له، ودعم كل ما يمكن أن يساهم في تعميم هذا المعنى النبيل.
وعن تجربة مجلة "قطر الندى" تحدثت الكاتبة نجلاء علام، مقررة لجنة ثقافة الطفل ورئيس تحرير المجلة، عن المناسبات القومية وكيف أن المجلة خصصت أبواب وصفحات بالتعريف بها، كذلك قامت بسرد بطولات الجيش المصري وبعض الرموز الوطنية وخصص باب في المجلة عن مصر ومحافظتها، هذا بجانب باب عن الأماكن الأثرية، مؤكدة أن الهدف الأول كان معرفة معني كلمة (وطن). واختتمت علام حديثها لافتة إلى أن الطفل يحتاج وبشدة أن يمنح الثقة، وكذلك ضرورة إعطائه الفرصة لكي يثبت ذاته، ووقتها سوف يظهر منه ما لن يتوقعه أحد، لأن رؤية الكبار كما وصفت تحكمها المصالح أما رؤية الطفل لا يحكمها سوى حب الاكتشاف والبحث لكي يكتشف العالم من حوله.