سيارة صينية تثير الرعب في أمريكا.. ما القصة؟    استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    أوستن يؤكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة حماية المدنيين قبل أي عملية في رفح    المدنيون في خاركيف يعانون والناتو لا يتوقع حدوث اختراق روسي استراتيجي    وسام أبوعلي يعلن التحدي.. ويؤكد: اللعب للأهلي شرف كبير    طلعت يوسف: قدمنا 70% فقط من مستوى مودرن فيوتشر أمام إنبي    حسن مصطفى: مواجهة الأهلي والترجي تختلف عن الموسم الماضي.. وكولر اكتسب خبرات كبيرة في افريقيا    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    عاجل - "موجة حار نار".. كواليس حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم في محافظة السويس    تعليم المنوفية تحسم مصير الطالبة المتهمة بمحاولة تسريب مادة الجبر من دخول الامتحانات    قبل ساعات من الافتتاح.. تفاصيل مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    لبلبة: عادل إمام أحلى إنسان في حياتي (فيديو)    كيفية معالجة الشجار بين الاطفال بحكمة    من أجل بطاقة السوبر.. ماذا يحتاج برشلونة لضمان وصافة الدوري الإسباني؟    شبانة يهاجم اتحاد الكرة: «بيستغفلنا وعايز يدي الدوري ل بيراميدز»    أحمد سليمان يكشف عن مفاجأة الزمالك أمام نهضة بركان    هل يشارك لاعب الزمالك في نهائي الكونفدرالية بعد وفاة والده؟    الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم (فيديو)    أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالبورصة والأسواق بعد آخر ارتفاع    الذكاء الاصطناعى.. ثورة تكنولوجية في أيدى المجرمين الجدد    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    بعد قفزة مفاجئة.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالصاغة    يوسف زيدان يفجر مفاجأة بشأن "تكوين": هناك خلافات بين الأعضاء    تحرك جديد.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    يوسف زيدان يهاجم داعية يروج لزواج القاصرات باسم الدين: «عايزنها ظلمة»    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ جنوب سيناء ووزيرة البيئة يوقعان بروتوكول أعمال تطوير مدخل منطقة أبو جالوم بنويبع    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    الوادى الجديد: استمرار رفع درجة الاستعداد جراء عواصف ترابية شديدة    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأهرام ويكلي» يفتح ملف : إرهاب ما بعد التنظيم .. تحديات المواجهة والسيناريوهات المستقبلية .. صور
نشر في صدى البلد يوم 27 - 07 - 2017

يظل ملف الارهاب فى مصر وفى المنطقة يشكل تهديدا وخطرا قائما حتى فى ظل انحصار بعض التنظيمات مثل داعش ، بل وربما من المحتمل أن تتجدد الظاهرة فى أشكال اخرى محتملة فى المستقبل وتأخذ مسارات اخرى فى المستقبل القريب، وفى هذا الإطار عقدت الاهرام ويكلى مائدة مستديرة لمجموعة من الخبراء والباحثين فى هذا الشأن للوقوف على وضعها الحالى والسيناريوهات المستقبلية لها .. وأدار النقاش عزت ابراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلي .
تقدير موقف : المرحلة الحالية ومآلات الظاهرة
يقول الدكتور محمد مجاهد الزيات مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط أنه فيما يتعلق بظاهرة الإرهاب حاليا هناك ملاحظات قد تبدو شكلية فى البداية ، أولا: أننا لا نتابع إصدارات تنظيمات الإرهاب بصورة كافية وبالتالي نفاجأ بالأحداث علما بأنها واضحة المعالم.ثانيا : أننا نتعامل مع ظاهرة الإرهاب كظاهرة منفصلة مع أنها ظاهرة مرتبطة بظواهر أخرى كثيرة، ولكن اهتمامنا بها كظاهرة جزئية يعوق كثيرا إمكانيات الحل الجذرى لهذه المشكلة. ثالثا : ملاحظة الترابط الواضح بين الإرهاب فى مصر والإرهاب في الإقليم وهذه عملية أصبحت أكثر وضوحا فى الفترة الأخيرة.رابعًا: حالة إنتهاء هذه التنظيمات، فمثلا ينتهى تنظيم القاعدة ويبدأ الحديث عن أن القاعدة انتهت ونتحدث عن تنظيم جديد خرج من رحم القاعدة وهو تنظيم "داعش" ثم نبدأ الحديث اليوم عن تنظيم داعش الذى ينتهي وهل سينتهي بتنظيم آخر أم لا؟.
وطرح الزيات سؤال حول كيف سنتعامل مع الظاهرة الجديدة التي ستنشأ بعد القضاء تقريبا علي تنظيم "داعش" فى سوريا والعراق؟ وأجاب بالقول أن تنظيم القاعدة مازال له الحضور الكافى ومازال يسعى لميراث تنظيم "داعش" ولو تمت تصفية قيادة تنظيم "داعش" فهذا يعني بالظبط عودة تنظيم "داعش" إلى حضن تنظيم "القاعدة" الأم وقد بدأت ملامح هذا منذ أكثر من عام، قبل الحديث عن القضاء علي "داعش" وكان المظهر الرئيسي له أن الفصيل الرئيسي للقاعدة فى سوريا وهو تنظيم النصرة بدأ يعلن إنفصاله، ولغرابة الأمر أن القيادة فى التنظيم الأم وعلى لسان الظواهري رحبت بهذا الانفصال وبدأ يغير اسمه وكان هذا تمهيد لأن التنظيم بدأ يعيد تشكيل نفسه ويقدم نفسه بصورة جديدة .
وأضاف: القضاء على التنظيم فى سوريا والعراق لا يعني القضاء علي التنظيم ولكن يعني بداية نمو التنظيم فى دوائر أخري من بينها ليبيا والتركيز علي مصر بصورة أساسية بإعتبارها مناطق جاذبة بالإضافة للعمل المنفرد علي مستوي العالم، ما جري في العراق حتى الآن وتحرير الموصل وتحرير مناطق فى الرقة وجزء مجاور لها، بالاضافة الى أنه من اللافت ملاحظة أنه لا يوجد أسرى كثيرين من تنظيم "داعش" وكل ما تحدثوا عنه 250 عنصر فى العراق، أين ال 30 ألف عنصر بشهادات الخبراء الأمريكيين الذين كانوا موجودين فى العراق فقط؟ وأين الذين كانوا فى سوريا؟ وأين الجثث لو فرض أن كل هؤلاء قد تم قتلهم؟ لم يعرف.
وحول الحالة المصرية قال الزيات إن ما يحدث فى سيناء هو نموذج لما يحدث فى الممارسات الإرهابية، بيئة حاضنة يخشى الجميع الحديث عنها بصورة مكشوفة وهي موجودة. وبالانتقال إلى نقطة أخرى تتعلق بأسلوب ممارسة "داعش"، فالتنظيم بدأ يطور من عمله بما يمكن تسميته "الإرهاب الممكن" بدأ الحديث أنه لا يحتاج إلى مجموعات ولا يحتاج إلى خلايا نائمة ولا يحتاج إلى عناصر تفد إليه من الخارج، بل يطلب كل من يؤمن بفكره وبفكر دولة الخلافة أن يمارس الجهاد بأي صورة ممكنة بإستخدام الدهس أو بالسكين أو بإطلاق النيران .
وطرح الزيات علامات استفهام حول الموقف الامريكى من محاربة الارهاب.. فهل أمريكا تحارب الإرهاب بالفعل؟ وقال : أشك فى ذلك تماما وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست جادة فى عملية مكافحة الإرهاب ولكنها تدير عملية المكافحة لعمليات الإرهاب. وفى العراق عندما ظهر تنظيم أبو مصعب الزرقاوى بالتحديد تم القبض علي قيادات كبيرة جدا ودخلت السجن المشهور وهو سجن "بوكا" وكان فيه قيادات من المخابرات والحرس الخاص الجمهورى لصدام حسين، أنصهرت فى هذا التنظيم وأفرج عنها جميعا ومن بينهم أبو بكر البغدادى وخرج التنظيم أكثر قوة وعنفا . هذا إلى جانب التمويل القطري للتنظيمات الذى كان واضحا ويقال انها انفقت 14 مليار دولار كانت تتم علي مصدرين، عن طريق تركيا وعن قاعدة "الموك" في الأردن والتى كانت وعاء أيضا لتقديم الأسلحة وهناك أكثر من 1000 خبير أمريكي مازالوا موجودين فى الأردن ويعملون على هذا النمط.
تهديدات الحدود :
قال اللواء محمد ابراهيم رئيس وحدة الدراسات الاسرائيلية فى المجلس المصرى للشئون الخارجية:بالنسبة للحدود الشرقية، فيما يتعلق بالحدود مع اسرائيل هى حدود مستقرة وآمنة ومؤمنة ولدينا معاهدة سلام تقترب من 40 سنة بعد أقل من سنتين، وهناك احترام كامل وتام من الطرفين مصر وإسرائيل للمعاهدة، وكافة الانتهاكات التي حدثت وهى ليست كثيرة تم احتوائها من خلال قنوات الاتصال القائمة بين الدولتين، ولا يوجد لدينا أي مشكلة مع إسرائيل حاليا فى هذا الأمر.
ولكن فى المقابل الاتفاقيات الامنية مع اسرائيل شجعت على الارهاب فى الحالة التى رأينا فى تفجيرات دهب وشرم الشيخ وطابا كما يقول اللواء ابراهيم ، فمعاهدة السلام حددت حجم القوات المصرية الموجودة فى سيناء وخاصة فى المنطقة" ج" الملاصقة، بحوالى 10ك على الحدود من البحر حتى طابا، هذا النص بعد سنوات كان أحد العوامل التى شجعت الإرهاب فى ظل وجود فراغ أمنى، لأن هذه المنطقة كان كل الموجودين فيها شرطة محلية. النقطة الأخري، أيضا طرح المشروع الإسرائيلي لتبادل الأراضي بين غزة ومصر وإسرائيل حتى وإن كان لا يزال فى نطاق مراكز الابحاث وليس على المستوى الرسمى.
وعلى العكس الوضع مع قطاع غزة وهو القضية المستعصية ، فمنذ بداية عام 2000 نلاحظ اللواء ابراهيم فى غزة ظهور تنظيمات شديدة التطرف، بدأت مظاهرها فى غزة فى 2002 من خلال انشتار الزى الافغانى والترويج لنموذجى الرزقاوى وبن لادن خاصة فى رفح الفلسطينية لدى تنيظمات مثل جيش الإسلام ومجلس شورى المجاهدين إلى آخره.
المتغير الأخر فى وضع غزة ، وهو الأخطر، هو مشروع شارون، كل المتغيرات مرتبطة بعضها ببعض، مشروع شارون الذى كان فى قمة الذكاء والخطورة حيث تم إنسحاب إسرائيل من غزة دون أى تمهيد. ثم الانتخابات التشريعية الفلسطينية التى تمت فى يناير 2006، والتى جاءت بحماس للسلطة باكتساح وشكلت حكومة بمفردها لم يشاركها معها أى تنظيم فلسطيني آخر وبدأت حماس فى زيادة فى حجم قوتها.
النقطة الثالثة فى التغيرات المهمة، خطف الجندى شاليط، من جانب التنظيمات المتطرفة ثم باعته لحماس، ثم أيضا متغير إنقلاب حماس علي السلطة الفلسطينية وهنا أصبحت سطوة حماس أكبر بكثير لأنه لم يكن هناك أحدا مسيطرا على الوضع فى غزة الا حماس منذ منتصف 2007 ، فى هذا التوقيت توطدت العلاقة بين حماس والجهاد والجماعات المتطرفة فى غزة مع مثيلاتها فى سيناء وأصبحت هناك علاقات فى جميع المجالات، علاقات لوجيستية وعلاقات فكرية وعقائدية وتهريب سلاح وكل شئ، أصبح التمدد الجغرافي حقيقة واقعة . ثم سعت بكل الأشكال إلى أن تكون سلطة موازية للسلطة وأن تمتلك بنفسها القرار السياسي والعسكري.
يتبقي ثلاث متغيرات ، ثورة 25 يناير وأثرها الامنى سليا على الأمن القومى المصرى فى سيناء. ثم متغير تولى الأخوان الحكم فى مصر، وخلالها أصبحت حركة الانفاق وحركة الداخلين والقادمين والمغادرين والمتوطنين فى غزة أمر لم يسبق له مثيل تحت رعاية الاخوان. والمتغير الأخير هو إعلان أنصار بيت المقدس ما يسمي بولاية سيناء، وكل هذه المتغيرات تعطى صورة قاتمة عن وضع هذه المنطقة، لكن ايضا هناك متغيرات إيجابية، ولدينا متغيرين ايجابيين فى المقابل لاول ثورة 30/6 وهو البداية الحقيقية فيما يتعلق بإسترداد سيناء مرة أخري، وثم متغير الانتشار الامنى حيث نجحنا فى ادخال قوات الى سيناء قفزا على الملحق الأمنى فى المادة الرابعة من المعاهدة بشكل لم يسبق له مثيل.
وطرح اللواء ابراهيم خمس مسارات للتعامل مع الجبهة الغربية بالتوازى الأول: استمرار التحرك والضربات الأمنية الموجعة التى نقوم بها على أكبر قدر من البنية الإرهابية فى سيناء.والثانى: الإستفادة خبرة العمليات التى تمت ضدنا ، ثالثا ، التنمية الإقتصادية، رابعا : يجب وضع حماس أمام مسئوليتها مع الاحتواء وعدم وصول الوضع فى غزة إلى نقطة الأنفجار ، خامسًا: يجب أن يكون التحرك الأمنى و الاقتصادى الحمساوى والغزاوى مشفوع بتحرك سياسي، يشمل مسارى القضية الفلسطينية يجب أن احييها قدر الأمكان واستئناف المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية مرة أخري.
الحدود الغربية : القادم أصعب
وهى الورقة التى قدمها أحمد عليبه المحرر العسكرى للاهرام ويكلى ، والذى بدأها بالاشارة الى ان طول الحدود بالمعنى الجغرافى لا يعنى انها الحدود التى تشكل تهديدا ، وبالتالى يجب التفرقة بين المسافةالجغرافية الحدودية والمسافة الجغرافية التى تشكل تهديد بسبب الارهاب ، وهى فى ثلاث مناطق على الحدود الغربية، الاولى هى الحدود التى تمتد لنحو 1200 كلم من نقطة الساحل بين مصر وليبيا ثم قوس الحدود البحرية المشتركة من بعد منطقة سيدى برانى إلى منطقة مساعد الليبية والتى تشهد تهريبا للسلاح عبر قوارب صغيرة فى فترة الفوضى التى اعقبت ثورة يناير وحتى مرحلة 30 يونيو ، إلى جانب ملث الحدود الجنوبية مع ليبيا والسودان والمتمثل فى منطقة جبل العوينات . وعلى مستوى التضاريس هناك قطاعات ملتهبة فى هذه الحدود بحكم طبيعتها منها مثلا وجود أكثر من 45 من الدروب والمدقات شديدة الانحدار وبالتالى الحديث هناك عن مساحات واسعة من الحدود تصعب مهمة السيطرة عليها وتحتاج الى تكثيف أمنى وهو ما يشكل تحدى ربما هناك مؤشرات على التعامل معه مثل انشاء قاعدة سيدى برانى التى تم افتتاحها الاسبوع الماضى الى جانب استمرار دعم التمركزات الامنية ورفع تسليحها إن كان لا يزال الامر فى بدايته إلى جانب القيام بالعديد من العمليات الاستباقية مؤخرا خاصة بعد حادث المنيا الارهابى .
النقطة الثانية هى تمركز التنيظمات فى ليبيا كمسار محتمل فى ظل عدم حسم الانقسام السياسي والامنى الراهن خاصة بعد انحصار التنظيم فى العراق وسوريا ، وخاصة فى المنطقة الجنوبية من ليبيا بعد طرده على يد قوات الجيش الليبي من سرت وبنغازى بالاضافة الى أن تنظيم مثل مجلس شورى مجاهدة درنة لا يزال محاصر فقط فى موقعة ولم يتاثر سوى بالضربيتن التى وجهتمها له مصر . ومن الملاحظ أن هناك تلاقى مصالح بين التنظيمات التى خرجت من رحم القاعده ثم داعش فى أولا استهداف الاقباط فى مصر ودعم التنظيم المناظر فى سيناء واستهداف اكمنة حرس الحدود فى الفرافرة والوادى الجديد وكلاهما تناوب عليه التنظيمين على التوالى فى عمليتن الاولى فى 2014 والثانية فى 2016 .
هناك نقطة أخيرة تتعلق بتحدى وجود دعم دولى لحسم الازمة السياسية فى ليبيا ، ومحاولة تقيد دور داعمى الجيش الوطنى الليبي خاصة الدور المصرى من جانب القوى الغربية إلى جانب عدم السماح للجيش الوطنى بالتسليح ، والعمل على استهداف أى اطروحات سياسية للتفاهم بين الاطراف فى الشرق والغرب .
الارهاب فى سيناء :
وهو المحور الذى تناوله العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطنى للدراسات الامنية ، حيث قال إن مشهد البداية فى تفاقم الظاهرة هو عام 2011 الذى شهد غياب أمنى كامل فى سيناء، سمح هذا العام الفارق فى تاريخ مصر للتنظيمات الارهابية ان تثبت اقدامها وتتوغل فى هذه المنطقة. وتعزز هذا بعام أخر من حكم الاخوان كان أكثر خطورة وأكثر انتشارا ما بين القبائل وما بين الشريط الحدودى حيث حظيت بدعم حماس أيضا. وقد أعلنت 12 ميليشا تقريبا عن نفسها وأصدرت بيانات وعقدت اجتماعات توجت بإعلان ما سمى بمجلس شورى للمجاهدين كمجلس إدارة للتنظيمات المسلحة وكان الأخوان يعتبروهم ظهيرا مسلحا .
ويضيف العميد عكاشة، المشهد التالى 30/6 جاءت وأجهزة الدولة منتبهة إلى هذا الخطر المتنامى ومنتبهة إلى أن مساحات واسعة جدا قريبة من الشريط الحدودى قد خرجت عن سيطرة الدولة بنسبة كبيرة، وتحتاج إلى تدخل، فتدخلت بشكل مكثف عسكريا لأول مرة فى مجابهة الإرهاب على هذه الأرض تعويضا عن الغياب الأمنى.
وفى مواجهة هذا التدخل القوى والمكثف عدديا وامكانيات من القوات المسلحة اضطرت هذه التنظيمات الإرهابية إلى اتخاذ خطوة تعتبر أيضا نقلة في هذا المسار إلى توحيد كافة هذه التنظيمات فى تنظيم واحد كان أكبرهم وهو انصار بيت المقدس الذى خاض حرب ضد ثورة 30 يونيو وضد هذه الأجهزة وفى المرحلة الأولى حققت فيها القوات المسلحة نجاحات كبيرة جدا. وكانت قد وصلت إلى تقديرات فيها إلى ما يقارب ال 5000 عنصر تقريبا فى المتوسط نسبة كبيرة منهم من الوافدين من جنسيات كتيرة جدا فى هذة المرحلة المتقدمة، نسبة أيضا ظاهره وبقوة من المحافظات المصرية لكن تم تحطيمه بشكل سريع وعاش التنظيم مرحلة الانحصار الجزئي حتى دلخنا فى مرحلة المتغير الثالث وهو مباعية "أنصار بيت المقدس" لتنظيم "داعش" هذا المتغير الحقيقة سمح بتنفلت فى سيناء ويبدو التنظيم الإرهابي أو الخطر الإرهابي ممسك بطرف الخيط .
ويلاحظ وفقا للعميد عكاشة ان النجاحات التى تمت مع الأهالى والتى أخرجت بصورة جيدة جدا لم يبنى عليها على الإطلاق مع كان يوجد هناك تصور لإستيعاب هؤلاء ولإقامة مدينة رفح الجديدة ولتوزيع أراضى وغيره، تبخرت هذه المواضيع وظلت كالأسطوانة المشروخة يتم تداولها كتصريحات إعلامية لا علاقة لها بما يحدث على الأرض.
ويضيف : المحطة التالية فى 1/7/2015، حاول التنظيم الإستيلاء على مدينة الشيخ زويد وتم كسره ودحره فى مواجهة جيدة جدا وايجابية وقوية من القوات المسلحة بمساعدة أجهزة الأمن وانتقلنا إلى مراحل الانحصار التى تكررت للمرة الثالثة أو الرابعة، لكن إفلات هذه المحطة الإيجابية وعدم القدرة على تثبيت هذا الانتصار وانفلات الخيط من الأيادى مرة أخري بل، وزيادة فى هذا الانفلات انتقل بعد سيطرة معقولة ومقبولة وكان من الممكن البناء عليها فى رفح والشيخ زويد .
هناك تحدى سيظل قائما فى سيناء وهو البيئة الحاضنة كما يقول العميد عكاشة والقطاع الواسع من الاهالى فهناك قاعدة تنتقل من جانب الدولة للجانب الآخر بشكل متسارع ويكفى القول أنهم يراقبوا مباراة ما بين فريقين، الجيش والشرطة فريق والإرهاب فريق ويجلسوا ليمارسوا النميمة على من يسجل الأهداف فى مرمى الآخر.
الارهاب العشوائى:
وهو المحور الذى تناوله أحمد كامل البحيرى، الباحث فى مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية . حيث يقول أنه يمكن أخذ موضوع الارهاب العشوائى على مستويين، مستوى العمق المصرى وعلى مستوى سيناء، والارهاب العشوائى تنامى بعد 2013 ولكن كان هناك سوابق فى عمليات مثل عملية ميدان عبدالمنعم رياض 2005 وميدان الحسين فى 2009 والتى تميل إلى التطرف العنيف دون التنظيمات المعروفة، والعمليات هذه بدأت تظهر فى شكل متواضع محدودة التأثير والأثر قبل 2011ولكن بعد انهيار منظومة الأمن خاصة جهاز أمن الدولة على مدار أربع سنوات أصبحت هناك أزمة فى المعلومات إلى جانب حالة من السيولة بالنسبة للتنظيمات التى استقطبت عناصر غير معروفة وهو ما ضاعف من الأزمة، فى نفس التوقيت حدث تداخل بين التنظيمات التى نشأت حدثيا أو من الاخوان وبناء على سفر عناصر إلى سوريا ثم عودتهم وبطرق شرعية دون رصد وبعيدا عن أعين الاجهزة الأمنية .
ويضيف ، بعد 30 – 6 ظهر الإرهاب العشوائى فى اشكال متعددة فى أعقاب فض "رابعة" كرد فعل غاضب من "الاخوان" ظهر فى حرق كنائس وقطع طرق واستهداف أبراج الكهرباء، واخذت مسميات ضعيفة لم تكن جماعات منظمة من شباب الاخوان وبعض السلفين، اعمال يمكن أن يطلق على أغلبها انها أعمال عنف تصل الى الارهاب فى بعض الحالات منها مثل استهداف رجال الأمن، هذا الوضع لم يدم كثيرًا ، ومع 2014 نشأت ظاهرة الارهاب غير التقليدى مع "داعش" وهى تنظيمات لها قيادة هرمية وتعتنق الافكار العقائدية لجماعات الاسلام السنى بشكل خاص.
ويقول البحيرى إن الارهاب العشوائى له سمات وخصاص منها أولًا لغة الخطاب المستخدمة فى الخطابات أو البيانات هى قائمة على لغة سياسية، كعبارات الشعب مصدر السلطات، وهو ملا تتبناه التنظيمات الجهادية التى تتبنى فكرة الحاكمية. ثم الحالة الثأرية شكلت أحد أبعاد الانضمام للعديد من الشباب أو الارهاب العشوائى. كذلك التجنيد السريع لاغلب من انضم ما بعد عام 2011 و2012 وهم حديث العهد بالاخوان ولم يتربى عقائديا فى مراحل التنظيم المعروفة عن الجماعة وبعد ثلاث سنوات دخلوا فى حالة مسلحة فى اطار سرى، اما الأدوات المستخدمه ووفقا لاحصاءات خاصة تشير إلى أن التنظيمات الثلاثة التابعة للاخوان حسم ولواء الثوره العقاب الثورى اعتمدت على ادوات ذات فاعلية وسهل حملها واستخدامها والحصول عليها وشرائها، وتختلف عن الأدوات لدى "بيت المقدس" عنده تفخيخ سيارات وتفجير سيارات بشكل أكثر كثافة واحترافية ، ايضا المستهدف: التركيز فى المقام الاول على رجال الشرطة ثم العسكرين أو القضاء مثل محاولة اغتيال النائب العام المساعد أو رموز مثل مفتى الجمهورية السابق .وكذلك بيئة التمركز واستخدام الاعلام والتكنولوجيا فمن الواضح أنهم أسرع واكفأ فى الاعلام هناك انتاج الفيديوهات والمؤثرات الصوتية التى تشبه الافلام الوثائقية، وهى تحتاج لمعدات وكفاءات. وأخيرا ً بيئة التمركزات وهى بشكل أساسي على المحافظات الحضرية وليس الريف والعدد الاكبر من العلميات فى القاهرة أو فى محيطها ثم عواصم بعض المدن فى وجهة بحرى والفيوم.
وقال البحيرى إنه هناك سيناريو محتمل للظاهرة وهو التحول من التقليدى لغير التقليدي بالنظر الى التقارب بين هذه التنظيمات والتنظيمات التقليدية الدولة الاسلامية وفى قضية استهداف معسكر الاسماعلية بعض العناصر تلقوا تدريبات فى سوريا و2 منهم قاموا بعمليات داخل سيناء ثم انتقلوا الى الوادى وايضا فى مرحلة ما بعد داعش محتمل دعم هذا السيناريو، وبالتالى نحن أمام تصور يمكن أنه يحدث تقارب بين التنظيمات لمزيد من التوحش وستخرج فى لحظة من عباءة الاخوان المسلمين ويمكن أن تكون تحت عباءة الدولة الاسلامية.
الجيوش والارهاب :
وهو المحور الذى تناوله جلال نصار رئيس التحرير السابق للاهرام ويكلى والمتخصص فى الشئون العسكرية، والذى قال ان تيار الاسلام السياسي أصبح أهم سلاح لدى الادارة الامريكية، ويستخدم بشكل وظيفيى بعيدًا عن نظرية المؤامرة، وفقا لمؤشرات ووقائع على الأرض وهو ما أشار اليه إميل نخله ضابط الاستخبارات الامريكية بأن هذه عقيدة مؤسسات، وأن هناك 57 دولة اسلامية فى العالم لابد أن يحكمها تيار الاسلام السياسي، وهم يرون أنه هناك تيار برجماتى لديه أدوات يمكن توظيفه إلى جانب التنوع. ويقول نصار إن الأزمة الإقتصادية التى يشهدها العالم منذ 2008 حركت بعض الصراعات والحروب فقط من أجل دفعت كلفتها، ومؤخرا رأينا ترامب بدأ يقبض من دول المنطقة تكلفة حرب قادمة، إذن هناك فاتوره ستدفع والله أعلم هل الاموال التى ستدفع ستغير السيناريو الى مسار أخر أم ماذا.
ويضيف نصار عقب أحداث سبتمبر على الاراضى الامريكية ومن وقتها أخذ هذا السيناريو مسارًا أخر خاصة فى ظل فكرة تحييد الجيوش عن الدخول فى مواجهات التنظميات الارهابية. وأيضا بدأت تظهر مشكلات على الحدود الدولية فى المنطقة مثل مهربى السلاح والمخدارات ومخترقى الحدود الامنية وهناك ادراك أنه فى مواجهة هذه التطورات هناك حاجة مجددا الى الجيش، وفكرة ان الجيوش النظامية التى تواجة مليشات لم تعد مطروحه وابتدى شيىء أسميه عقيده "باتريوس" وهذه تمت المناقشة فيها مع مصر أن يتم تحويل الجيوش النظامية إلى جيوش لمحاربة الارهاب ،فكرة الجيوش "الموبايل" جيوش صغيره فيها مجموعات قتالية لها مستوى تسليح وتريب معين، والتخلى عن فكرة الجيوش الكبيرة التى تخوض المواجهات المباشره.
وكذلك فكرة الشركات الامنية، التى لا تعرف العدو الذى يقابلك ويحشد لك المليشات المسلحة وتأمنها وتوفر لها خط إمداد، ويقول نصار وكان المستهدف الاساسي لهذه الفكرة أن التيار الاسلامى حينما يحكم لا تكون هناك جيوش، وهذا يخدم افكار التيار الاسلامى وعقيدته. ثم حروب الجيل الرابع حيث تم تجريب وسائل الحرب النفسية فى حرب العراق ، نموذج حشد جيل مضلل، وفكرة حرب الجيل الرابع تتضمن مدخلات ومخرجات طول الوقت يتم التحكم فيها اعلاميا، تستهدف جيش معين مؤسسة معينه ودولة معينه وقبل سنوات الربيع كانت الاوضاع جاهزة لهذا حالة من الفقر والاحباط وحكم الفرد وغيرها وهذه كانت حاضنة. هذا النوع من العمليات قائم والحرب موجوده وتدرس فى شكل حرب سوداء ودعاية وهنا لم نقدم على تحصين الناس لأنه تم الترويج لها عن طريق بعض الشخصيات التى هبطت بمستوى الموضوع إلى مستويات دنيا فحدث نوع من السخرية مجتمعيا.
وأيضا فكرة عقيدة الجيوش التى تحارب الارهاب مهمه فى هذا السياق، فلو قارنا ما يحدث فى سيناء بما يحدث فى الموصل، يتضح أن عقيدة الجيش المصرى مثلا تمنع عليه انجاز بعض العمليات، مقارنة بعمليات الابادة التى تقوم بها جيوش ومليشيات فى الحرب كما جرى فى الموصل ، فعقيدة الجيش المصرى تمنع الحاق الأذى بالمدنين والأبرياء . بالإضافة إلى أن التسويق للمعارضة المسلحة فى الاعلام يتم التسويق لمصطلح المعارضة المسلحة ليكون نموذج متكرر، تمنح شرعية للمعارضة أن يكون لديها سلاح. وانتهى نصار الى القول بان اللعبة الحالية فى المنطقة أكبر من أنها مجرد مواجهة عسكرية على الارض، هناك البيئة الحاضنة والمناخ والمعركة اعلامية وباقى أدوات حروب الجيل الرابع التى تدار خلف شاشات فى مؤسسات وشركات أمن خاصة يتم حشدها ومسرح العمليات لم يعد مناطق شرقية أو غربية وإنما مؤسسات.
لينك الموقع الإنجليزي
http://weekly.ahram.org.eg/News/22036.aspx


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.