إدراج 46 جامعة مصرية في تصنيف التايمز للتنمية المستدامة    مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري والأمتين العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى    حزب الريادة: تنسيقية شباب الأحزاب إضافة حقيقية للعمل الحزبي والسياسي    طلاب جامعة حلوان يشاركون في حلقة نقاشية بأكاديمية الشرطة    «كهرباء القناة» تعلن حالة الطوارئ لاستقبال عيد الأضحى المبارك    سعر الذهب اليوم الخميس 13 يونيو 2024 وعيار 21 الآن بعد ارتفاع المعدن الأصفر    وزير الإسكان: حريصون في مشروعاتنا على زيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء    "سويلم": روابط مستخدمي المياه تمثل منصة تشاركية للمزارعين للتعبير عن مطالبهم    محافظ القليوبيه يتابع أعمال إنشاء مستشفى طوخ المركزي    محلل سياسي: نتنياهو يراوغ على أمل عودة رفيقه «ترامب» للسلطة    البيت الأبيض: قادة مجموعة ال7 أكثر اتحادا بشأن القضايا الرئيسية    حريق ضخم بالخرطوم بحري.. ومجلس الأمن يعتزم التصويت لوقف حصار الفاشر (تفاصيل)    وسائل إعلام عبرية: دوي 3 انفجارات في ميناء حيفا ومحيطه    إسرائيل تدرس طرد كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أراضيها (تفاصيل )    40 من جنسية واحدة.. الكشف عن أكثر الجنسيات من ضحايا حريق "المنقف" بالكويت    دويدار: حسام حسن يتعامل مع منتخب مصر كأنه المصري البورسعيدي    رشوان: من حق لجنة الاستئناف تعليق عقوبة محمد الشيبي    لاعب وسط الزمالك يجري جراحة الرباط الصليبي اليوم في ألمانيا    الإكوادور تتفوق على بوليفيا وديا    «عنيف ومش في صالحه».. شوبير يرد على بيان بيراميدز بشأن أزمة رمضان صبحي    بمشاركة 500 شاب وفتاة.. انطلاق ماراثون الدراجات بالغربية    ضبط 43 «ديلر» خلال حملة مكبرة بالقليوبية    رئيس بعثة الحج: تسكين إلكتروني و«تكييفات فريون» لأول مرة بمنى وعرفات    تحرير 481 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    مواعيد آخر قطارات المترو خلال عيد الأضحى 2024    تأجيل محاكمة 4 متهمين شرعوا في قتل مزارع بكرداسة إلى 11 سبتمبر    الحبس سنة لعصابة سرقة الشقق السكنية بالسلام    بعد قليل.. النطق بالحكم على 16 متهمًا بتهريب المهاجرين إلى أمريكا    ضبط وتحرير 8 محاضر تموينية في شمال سيناء    فيلم أهل الكهف يصدم صناعه بسبب إيراداته.. كم حقق في 24 ساعة؟    بعد عقد قرانها.. 3 معلومات عن زوج سلمى أبو ضيف    مدحت صالح وريهام عبد الحكيم يغنيان في حفل متحف الحضارة    يوم عرفة.. إليك أهم العبادات وأفضل الأدعية    مجلس الوزراء: 69.7% يؤيدون ميكنة الخدمات الحكومية على الإنترنت    أخصائية تغذية تحذر من منتجات غذائية شائعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان    وزارة الصحة تكشف معلومات مهمة عن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    رئيس جهاز العبور الجديدة عن مبادرة «سكن لكل المصريين»: تضم 3924 وحدة سكنية    أفيش جديد ل DEADPOOL & WOLVERINE مستوحى من BEAUTY AND THE BEAST    وزيرة التخطيط تلتقي وزير العمل لبحث آليات تطبيق الحد الأدنى للأجور    «السكة الحديد» تعلن توفير مقاعد جديدة في القطارات بمناسبة عيد الأضحى    رئيس جامعة القاهرة يكشف تفاصيل إنشاء حرم جامعي مستدام    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    مواقيت الصلاه اليوم الخميس في محافظة سوهاج    "مكنش ينفع يكمل".. عضو مجلس الأهلي السابق يكشف مفاجأة بشأن نجم الزمالك إيمانويل    وزيرة الهجرة تشيد بتشغيل الطيران ل3 خطوط مباشرة جديدة لدول إفريقية    رئيس جامعة المنيا يفتتح الملتقى التوظيفي الأول للخريجين    "الله أكبر كبيرا.. صدق وعده ونصر عبده".. أشهر صيغ تكبيرات عيد الأضحى    فطيرة اللحمة الاقتصادية اللذيذة بخطوات سهلة وسريعة    نشرة ال«توك شو» من «المصري اليوم»:«هنجيبه في دقيقتين».. «التعليم» تحذر من هذا الفعل أثناء امتحانات الثانوية العامة.. ماذا أقول ليلة يوم عرفة؟.. أفضل الدعاء    قرار عاجل من فيفا في قضية «الشيبي».. مفاجأة لاتحاد الكرة    حظك اليوم برج الأسد الخميس 13-6-2024 مهنيا وعاطفيا    لأول مرة.. هشام عاشور يكشف سبب انفصاله عن نيللي كريم: «هتفضل حبيبتي»    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    «الصحة» توضح أعراض وطرق علاج المشكلات النفسية (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر رفضت التعاون مع أمريكا وإسرائيل فى مكافحة الإرهاب خوفا من تدويل قضية سيناء!
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 10 - 11 - 2012

ترفاً لا نملكه فى الوقت الراهن، ربما أوجبت علينا أن نكتفى بقراءة كف الوطن وتحليل المشهد تكتيكيا حتى يمكن أن نخرج من عنق الزجاجة المحبوسين فيها منذ زمن!
الصورة ليست قاتمة بالشكل الذى يقتل فينا الأمل ولكن ظروف وحسابات اللحظة الراهنة جعلتنا نتوقف كثيرا مع د. «محمد مجاهد الزيات» - رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط - بصفته خبيرا فى شئون الأمن القومى لنحلل ونفهم حقيقة الوضع فى تلك النقطة الملتهبة فى جسد الوطن وحسابات الخطر وكيفية تدارك الأخطاء دون تهويل أو تهوين، وكذا الأوضاع السياسية فى الداخل والعلاقات الدولية.




∎ من النقطة الملتهبة فى جسد الوطن - سيناء - أبدأ حديثى عن الوضع هناك وهل تحولت إلى أرض الميعاد للجماعات الجهادية وأصبحت مقرا بديلا لتنظيم القاعدة؟
- من قبل مقتل «أسامة بن لادن» ولا يوجد تنظيم عالمى متكامل للقاعدة بعد أن ضربت هياكلها الأساسية لسنوات طويلة، وتحولت حاليا إلى ما يشبه الشركة القابضة التى تمتلك الولاية على فروعها سواء بالتمويل والتجنيد وتحديد مسارات العمل، وحتى هذا الأمر فقده تنظيم القاعدة خلال السنوات الخمس الأخيرة بعض أن قتل قادتها والقبض على بعضهم وهروب من تبقى ففقدت الولاية والقيادة، لكن ظهرت تنظيمات جديدة منفصلة أعلنت ولاءها للقاعدة.
∎ أين استقرت فلول القاعدة والتنظيمات الجديدة التى تنتهج فكرها؟
- المراكز الأساسية فى اليمن وجنوب الجزيرة العربية، وأخطرها هو المغرب الإسلامى فيما يسمى إقليم الساحل، والصحراء التى تمتد من جنوب موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وكذا المناطق الحدودية لمالى والنيجر وتشاد، ويطلق عليها منطقة «فاشلة» لأنها لا تخضع لسيطرة الحكومات وتنتشر فيها تنظيمات الجريمة المنظمة لتهريب السلاح والمخدرات والأفراد والإرهاب وكلها لها علاقات متداخلة.. المخدرات تباع ويشترى بثمنها السلاح وتهريب الأفراد.. وأخيرا هناك بقايا للقاعدة فى العراق تحت مسمى الدولة الإسلامية هناك!
∎ إذا ما الرابط بين التنظيمات الجديدة وتنظيم القاعدة؟
- هذه التنظيمات تعمل منفردة وتتولى تمويل ذاتها وإعداد أفرادها وتحديد أهدافها، ويبقى «أيمن الظواهرى» - الراعى الأكبر للقاعدة - يعطى التوجيه والمباركة لهذا التنظيم مما يكسبه شرعية لدى المتطوعين من جماعات الجهادية السلفية التى تحصل على البركة من مرشدها الأعلى وصكوك الغفران وينضم لها الأفراد على هذا الأساس!

∎ ما هو المتغير الرئيسى الذى جرى فى الفترة الأخيرة وأنعش هذه التنظيمات التى تهدد أمن سيناء؟
- سقوط نظام القذافى كان هو المتغير الرئيسى حيث سيطرت على الأمور هناك ما يسمى بالجماعة المقاتلة الليبية والتى ترتبط بتنظيم القاعدة وأصبح لها حضور قوى بعد سقوط النظام وتولى الميليشيا التابعة لها حماية الحدود مع مالى التى بدورها فيها جماعة أنصار الشريعة التابعة أيضا للقاعدة حيث انتعشت فى تلك المنطقة الحدودية عمليات تهريب السلاح والتدريب مما سبب ضررا شديدا على مصر بسبب دخول كميات مهولة من السلاح الليبى إلى داخل البلاد وبمراجعة بسيطة لتقارير وزارة الداخلية المصرية خلال الشهرين الماضيين تتضح كميات الأسلحة والأخطر نوعيتها من صواريخ أرض أرض وقاذفات دبابات ومنصات لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات وهى ليست مهربة للتعامل بين الأفراد وإنما لتخزينها فى سيناء والممول لها تنظيمات المقاومة الفلسطينية.

إذا كنا نقول إن من حق التنظيمات أن تشترى السلاح فليس من حقها أن تستخدم أرض مصر لتهريب وتخزين السلاح!
∎ هل سيناء أصبحت المنطقة الأكثر جذبا لهذه الجماعات؟
- سيناء لن تكون منطقة للقاعدة خلال الفترة القادمة رغم ضعف الأمن هناك، وما يجرى هناك سببه فشل الإدارات المتعاقبة فى معالجة الأمور هناك منذ سنوات طويلة والاعتماد على الحل الأمنى فقط خصوصا عندما انتقل ملف سيناء من المخابرات العسكرية التى تعرف قدر المشايخ وتتعامل معهم وفق هذا الأساس وكان الشيوخ يتولون مهاماً أساسية فى ضبط أفراد القبيلة وتحقيق الأمن على عكس معاملة أمن الدولة التى تولت إدارة الملف هناك من منطلق أن سكان سيناء جميعهم متهمون حتى تثبت براءتهم.

∎ هل هذا فقط السبب الوحيد؟
منذ عام 2006 وانفصال حركة حماس عن الدولة الفلسطينية وظهور الأنفاق للتغلب على حصار غزة تحولت مع الوقت لأكبر خطر يهدد الأمن القومى المصرى.. الأنفاق أصبحت معبرا للمطلوب القبض عليهم، والعناصر المطاردة من إسرائيل تهرب إلى مصر فأصبحت جزءاً من الحدود غير المسيطر عليها وزاد الأمر خطورة أن تتحول سيناء إلى مخزن للأسلحة المهربة من ليبيا لصالح حركة الجهاد الإسلامى ثم حماس من بعدها!
∎ معنى ذلك أنها أصبحت سوق ومخزن السلاح الأكبر فى المنطقة؟
- بالفعل نشأت فى سيناء طبقة جديدة من مصريين وغيرهم من جنسيات أخرى يتعاملون ويتاجرون فى نقل السلاح من ليبيا إلى سيناء عبر الأراضى المصرية والهدف الأساسى منها دعم المقاومة وبالتالى إسرائيل هى المستهدفة وانتبهت لذلك، وفى تقديرى أنها سعت جديا ليكون لها تواجد فى سيناء لمراقبة عمليات تهريب السلاح ونوعيته ومن يحصل عليه.
∎ البعض حمّل قرارات الإفراج عن المعتقلين والمحبوسين فى قضايا إرهابية من التيار الإسلامى السبب فى الوضع فى سيناء؟
- الذين أفرج عنهم المجلس العسكرى ومن بعده رئيس الجمهورية من انتهت مدة حبسهم وكان طبيعيا أن يجرى تصالحا معهم أعطى رسالة فهمتها بعض التنظيمات الجهادية خطأ وأنه إشارة لممارسة أعمالهم بحرية، وكان الأخطر ما جرى العام الماضى ومر مرور الكرام بعد قيام 300 من العناصر التابعة للتوحيد والجهاد باقتحام قسم شرطة بالعريش وتجولوا فى أنحاء المدينة وهم يلبسون ويرفعون الرايات السوداء - أعلام تنظيم القاعدة - وبدأت الأجهزة فى مطاردتهم وهربت قيادتهم الرئيسية إلى غزة ومنهم «مؤنس العبيدى» وسجنته حماس وطلبت مصر تسليمه إلا أن حماس أنكرت وجوده لديها وبعد أن أفرجت عنه بيومين قتلته طائرة إسرائيلية وأرادت من ذلك أن تبعث برسالة تؤكد أنه كان موجودا لدى حماس وأن إسرائيل هى من اغتالته!
∎ هذه الصورة تعطى إشارات أن هناك عناصر كثيرة بدأت تتحرك فى سيناء دون وجود ضابط أو مراقبة لها؟
- حركة حماس باعتبارها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين فهمت أن وصول الأخيرة للحكم فى مصر وكذا الدور الكبير لفصائل الإسلام السياسى فى البلاد فى صنع القرار سيكون داعما لها.. أعتقد أن الرئيس أعطى تصريحا واضحا منذ شهر قال فيه بأننا لا نرضى بالحصار لقطاع غزة لكن يجب احترام الحدود المصرية.. والرسالة وصلت لهم ومفادها أننا معكم وندعمكم لكن الحدود المصرية خط أحمر، وأرى فى هذا تقدماً كنا نحتاجه لكى تقوم حماس بدورها فى ضبط الحدود.
∎ وأين الدور المصرى وهل يكفى الاعتماد على حماس فى ضبط الحدود؟
- المؤسف أن «هنية» يخرج ليعلن أنه تجرى مشاورات مع مصر لضبط الحدود.. فهل هانت على مصر الأمور لدرجة أن تساعدنا حماس لضبط الحدود؟!
المطلوب منهم أن يتوقفوا عن اختراق الحدود أولا ومصر تؤمن حدودها بنفسها وكل هذه الأمور أعطت صورة خطيرة جعلت إسرائيل تقول إن الإرهاب تأصل فى سيناء التى أصبحت خطرا على الأمن القومى الإسرائيلى وهذه الفكرة تتردد بقوة داخل دوائر أمنية وسياسية فى إسرائيل وأمريكا!

∎ هل نتوقع ضربة وقائية ضد سيناء؟
- الأمريكان طرحوا الأمر فى إطار ما أسموه بالمنظومة الأمنية أن تتعاون مصر مع الولايات المتحدة وإسرائيل للمساعدة فى تأمين سيناء فى مواجهة الإرهاب لكن فى جوهره أن تصبح هناك منظومة ثلاثية تشبه ما كررته أمريكا سابقا فى اليمن وباكستان ليصل الأمر أن تقوم طائرة أمريكية أو إسرائيلية بدون طيار بقصف مصريين على الأراضى المصرية وهو ما رفضناه تماما لأن الهدف الأساسى لن يكون أبدا مهاجمة الإرهاب وإنما تدويل قضية الأمن فى سيناء حتى تصبح قضية دولية وتتورط مصر فى الحملة الدولية على الإرهاب ويتحقق الهدف الاستراتيجى لإسرائيل الذى يقول إن على مصر أن تتحمل ثمن السلام الإسرائيلى.

∎ هل تقصد الطرح السابق باقتطاع جزء من سيناء لإقامة دولة لحماس فيها؟
- بالفعل سبق أن طرحوا أن يتم اقتطاع مساحة بعمق 24 كم على البحر من العريش وحتى الجنوب بمساحة 700 كم مربع لتصبح مكاناً لتوطين الفلسطينيين من قطاع غزة وتخفيف التكدس السكانى بمشاكله ويتحقق حل الثلاث دول «دولة إسرائيل - دولة الضفة - دولة غزة» وتنتهى بذلك القضية الفلسطينية للأبد، وللأسف ممارسات حماس تسير فى نفس الخط، وما زاد الطين بلة قرار رئيس الوزراء المصرى بتمليك أراضى سيناء للمصريين الموجودين فى سيناء دون أن يتدارك - يكون القرار - أن يكون حق التملك للمصريين بشرط أن يكون من جدين مصريين لأن هناك خطورة شديدة بعد السماح لأبناء المصريات المتزوجات من فلسطينيين حق التجنس بالجنسية المصرية وبهذا قد يمتلك الفلسطينيون سيناء وأخشى لو حصل ذلك يكون قد تحقق الهدف الإسرائيلى وهو خطر يجب الانتباه إليه!

∎ ما خريطة الجماعات السلفية والجهادية فى سيناء؟
- هناك جماعات يطلق عليها الجهادية السلفية - التكفيرية - ومنها خلايا أطلقت على نفسها أسماء «التوحيد والجهاد» وجماعة «شورى المجاهدين» وفى حقيقة الأمر كلها مسميات لكيان واحد ومرتبطة ببعضها ولها علاقات بتنظيمات تكفيرية متطرفة داخل غزة مثل حركة «جلجلة»، «جيش الإسلام» وفصائل أخرى تكفيرية.

∎ هل هذه الفصائل من أبناء سيناء؟
- التنظيمات التكفيرية فى سيناء ليست مقتصرة على أبناء سيناء، بل إن التكفيريين ممن حاصروا قسم الشرطة معظمهم من محافظات أخرى ووفدوا إلى سيناء.. أى أن وصم أهل سيناء بالإرهاب والتطرف غير حقيقى.. بل إن سكان سيناء أنفسهم يعانون من هذا التطرف!
∎ وكيف تركت الدولة الأمر ليصل إلى هذا الحد؟
- أنا بدورى أتساءل لماذا لا تتخذ الإجراءات الأمنية الكافية لحماية سيناء، ولماذا لا تعامل المنافذ المؤدية لها معاملة المنافذ الدولية وتنشر أساليب المراقبة الإلكترونية والكلاب المدربة عند المداخل والمخارج للعمل على الحد من تهريب السلاح والبشر والمخدرات.
∎ بعد كل ذلك هل تنوى حماس استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل؟
- حماس هى التى تضبط الوضع فى القطاع لصالح إسرائيل وأقامت معها هدنة مستمرة.. لكن هناك أيضا تنسيقاً بين حماس والجماعات المسلحة فمن خطف الجندى «شاليط» كانت عناصر من تنظيم «أبوصواح دغمش» وسلمته لحماس، وإذا تجاوزت هذه الجماعات الخطوط الحمراء التى فرضتها حماس فى غزة فإنها ستصطدم بها كما هو جارى حاليا مع حزب التحرير السلفى المتطرف فى غزة الذى يعانى من مهاجهة سلطات حماس له والتى تضبط الأوضاع بما يتوافق مع مصالحها!
∎ هذا يجرنى للحديث عن العملية العسكرية «نسر» فى سيناء وهل حققت الأهداف المرجوة منها؟!
- العملية نسر بدأها الجيش وكان يواجه فيها عدوا غير منظور على عكس عقيدته وتدريبه القائم على مواجهة عدو محدد المعالم.. أنت نقلت الجيش ليواجه أفراداً منتشرين داخل تجمعات سكنية ويحظون بالحماية ودفعته لأن يقوم بعملية أقرب إلى حرب العصابات كما تورطنا فى حرب اليمن.. المدرعات لا تستطيع أن تجاريها أو تصلح لهذه المهمة.

لكن العملية «نسر» أشاعت روحاً من الأمن لدى الرافضين للإرهاب والتكفيريين فبدأوا يشعرون بالثقة ويتعاونون مع الأجهزة الأمنية ويوفرون المعلومات وأعتقد أنها حققت ضغطاً شديداً دفع كثيراً من العناصر للهروب داخل البلاد.

حققت النجاح فى حدود المطلوب منها وألا تتجاوز عملية مواجهة الأفراد لمواجهة السكان حتى لا يزيد الاحتقان فى سيناء مما يخلق فرصاً أكثر للإرهاب وأخذت قرارات بتهدئة العملية وإعطاء فرصة للوسطاء من شيوخ القبائل لإحكام السيطرة.

∎ أنتقل للاستفسار عن خلية مدينة نصر التى تم ضبطها مؤخرا ومدى علاقتها بما يجرى فى سيناء خصوصا أن فيها جنسيات مختلفة؟
- انطلاقا من المعلومات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية أن هذه الخلية كان المحرك الرئيسى لها ليبى الجنسية وقتل أثناء محاولة ضبطه وتم القبض على عدد من العناصر التابعة لها فى مناطق متفرقة سواء فى التجمع الخامس أو برج العرب وسيناء وبلغوا حتى الآن 12 متهماً.. اللافت هنا أن هذا تنظيماً دولياً من خارج مصر يضم جنسيات متعددة منها الفلسطينى والتونسى والأخطر والجديد هو ضبط قنابل متفجرة ووجود خبراء للتصنيع!

∎ لكنهم فى التحقيقات قالوا إنهم كانوا فى طريقهم للسفر إلى سوريا لمساعدة المقاومة؟
- أستبعد ذلك تماما، فمن يريد الذهاب إلى سوريا من ليبيين أو تونسيين سيمر من خلال الإسكندرية ولن يستطيع تهريب سلاح إلى هناك وليس أن يقيم فى القاهرة ويخزن فيها أسلحة.. دخول سوريا من منفذين أساسيين الأول عن طريق الأردن التى أغلقت حدودها مع سوريا تماما منذ أكثر من 15 يوماً وهناك تنسيق كامل بين المخابرات الأردنية والمخابرات السورية للنظام وبالفعل منعت الأردن 3 لواءات منشقين حاولوا الهرب من دخول أراضيها فقامت بإغلاق الحدود خوفا من تداعيات الأزمة السورية عليها.

المنفذ الثانى لبنان حيث أوقف الجيش اللبنانى سفينتين محملتين بالسلاح قادمتين من ليبيا مولتهما الجماعة المقاتلة الليبية - التابعة للقاعدة - حتى تدخلهما لبنان ومنها إلى سوريا حيث وقف حزب الله والعلويون ضدهما وهو ما تسبب فى الاحتقان الموجود حاليا فى طرابلس اللبنانية حيث تنقسم القرى إلى علوية مؤيدة لبشار وسنية مؤيدة للمقاومة وهناك صراع على غلق الحدود وفتحها.

فلا يمكن تهريب السلاح من مصر لسوريا، والأسلحة التى دخلت مصر هى لممارسة الإرهاب داخل مصر!

∎ لكن ردة الفعل من تيارات إسلامية وجهادية اتهمت الأمن الوطنى بتلفيق هذه القضية؟
- أتوقع أن يحصل صدام مستقبلا بين الأجهزة الأمنية وهذه التنظيمات وخروج قوى سياسية مقربة من هذه التنظيمات لتشكك فى القضية قد يؤخر عودة قطاع الأمن بكامل لياقته.. لكن أن يقف وزير الداخلية بنفسه وأن يؤخر الإعلان عن كل التفاصيل لحين الانتهاء من التحقيقات وهذا يؤكد صحة وثقة موقفه.
∎ أنتقل إلى ملف العلاقات المصرية الأمريكية وتصور البعض أن أى تغير فى سكان البيت الأبيض سيؤثر على العلاقات بين البلدين؟!
- على عكس السائد، الولايات المتحدة هى التى تواجه أزمة فى علاقتها مع مصر وليس العكس.. مصر مهمة جدا بالنسبة لأمريكا ولا يمكن لأى رئيس أمريكى أن يتخلى عن العلاقات المصرية بل يحافظ على أن تكون فى إطار متميز.
مصر هى محور الإقليم، وعندما تستعيد دورها كما هو مرجو ستصبح هى محرك الأحداث فى المنطقة، وأمريكا فى احتياج لهذا الدور.. مصر تمثل الاعتدال أيا ما كان النظام السياسى الموجود!

∎ البعض كان يرى أن فوز «رومنى» سيزيد من حدة المواجهة مع النظام الإسلامى الحالى؟
- أمريكا لا يقلقها من يحكم مصر ولكن ما يقلقها هل من يحكم مصر يمس المصالح الأمريكية أم لا ؟.. استراتيجية الأمن القومى الأمريكى تعلن كل 4 سنوات ومن ضمنها ما يخص الشرق الأوسط ومعالمها واضحة وكانت زيارات «كارتر» الثلاث لمصر تؤكد على عدم المساس بمعاهدة السلام والمعاهدات الدولية وضمان تفوق إسرائيل واحترام الحريات وحقوق الأقليات!

∎ إذا ما منطقة الالتهاب المتوقعة فى العلاقات المصرية الأمريكية؟
- المشكلة فى الضغوطات التى يمكن أن تمارس على مصر إذا تم إعداد دستور لا يتوافق مع وجهة النظر الأمريكية فيما يتعلق بحقوق المرأة والأقباط والحريات أو لو لم تنسق مصر مع أمريكا فى عدد من الملفات المطروحة فى المنطقة!

∎ هل لها علاقة بالمعونات الاقتصادية؟
- لا تخيفنى على الإطلاق فقيمة المساعدات الأمريكية قيمتها 250 مليوناً تمثل 2٪ فقط من إجمالى الناتج القومى، ويمكن تعويضها بسهولة إذا عادت السياحة لسابق عهدها.. لكن المعونة الاقتصادية تبقى مهمة ومطلوبة لأنها تزيد من ثقة المؤسسات الدولية والمانحة فى مصر والتى غالبا ما تتحكم فيها أمريكا فتعطى لها شعوراً بالاطمئنان فى التعامل مع مصر.
∎ وبالنسبة للتعاون العسكرى والتسليح الأمريكى فى إطار معاهدة السلام؟
- لا تملك أمريكا أن تلغيها.. ففى اعتقادى أنا الأقوى فى هذا الأمر.. استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية يتم بالتوافق بين الإدارة وشركات السلاح الأمريكية التى لها لوبى ضاغط.
كما أنه إذا استمرت هذه المعونة ظل تسليح الجيش المصرى غربيا ويبقى التواصل بين الأجيال فى المؤسسة العسكرية المصرية، لأن توقفها له آثار جانبية على أمريكا لأنه سيضطرنى للتسليح المستقل وأن أزيد من بحوثى العسكرية للتطوير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.