استنكر الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، تصريحات الإعلامي مفيد فوزي التي وصف فيها إمام الدعاة الشيخ محمد الشعراوي بالتطرف. وقال «فؤاد»، في تصريح له، إن "الإعلامي مفيد فوزي تحدث بطريقة غير لائقة ولا متفقة مع الحقيقة على إحدى الفضائيات، عن الإمام الشعراوي، أحد رموز مصر، والعالم الإسلامي والهرم المصري العظيم، الذي لا يختلف اثنان على الاعتراف بكونه نموذجًا فريدًا لا مثيل له في القرن العشرين لعالم رباني، ومفكر، وفيلسوف، ومفسر، وفقيه، وطبيب نفسي، وأستاذ علم اجتماع، ومرجع لشباب الأمة في الوطنية، والقيم، والأخلاقيات". وطالب بأن يُقدَم الإمام الشعراوي بالصورة اللائقة به، فهو ابن المنهج الوسطي، وابن الأزهر الشريف، مشددًا على أن الأزهر لا يخرج دعاةً للتطرف، إنما يخرج علماء، وأدباء، وقادة، وزعماء، مشيرًا إلى أن "الشيخ الشعراوي إمام الدعاة، أقواله، وعلمه، ومحاضراته ومواقفه الوطنية، تؤكد أنه إمام المعتدلين، وابن مصر البار بأهلها مسلمين، ومسيحيين، والكنيسة تشهد له قبل المسجد، والمسيحيون يسابقون المسلمين بالثناء على الرجل، والترحم عليه، تمامًا، كما يسابق المسلمون بالثناء، وذكر مواقف البابا شنودة قبل أتباع السيد المسيح- عليه السلام". وأكد عميد العلوم الإسلامية، أن "الأمة في أشد الحاجة إلى هذه اللحمة الوطنية بذكر علمائنا، وقادتنا بالفضل، والإحسان، لا بانتسابهم إلى أهل التطرف، والبهتان". وأضاف: "إذا ظهر بيننا من لا يراعي مشاعر بعضنا، ويدعو إلى أقوال تثير الجدل، والنقاش دون النظر إلى عواقب نتائجها؛ فعلى العقلاء أن يُنبهوا على ذلك، ويحذرون المتحدث ليراعي مشاعر المحبين لرموز مصر، وعلمائها ليبتعد فورًا عن هذا اللغط اللامفيد، والأقوال المختلقة". وتابع: "فمصر عندنا كبيرة، وليست هينة، وقادة الفكر فيها هم بتاريخهم علي رؤوسنا، والإمام الشعراوي واحد من هؤلاء، وسيظل علمه وتاريخه، راسخين في وجدان كل مصري، وعربي، ومسلم في العالم كله، وإن كان هناك من تقويم، وتوصيف، وحديث عن الرجل، وأمثاله فلابد من الالتزام بالموضوعية، والمصداقية في العرض، والتقويم، وهذا ما كنا نرجوه من الإعلامي مفيد مفيد حتي يكون الكلام بحق نافعًا، ومفيدًا". واستطرد: "لو سُئل أحد عن الإمام الشعراوي في أي مكان في العالم لتسارعت الأجوبة بالثناء عليه، والذكر الحسن الجميل"، مؤكدًا أنه كان يعيش وسط الناس من فقرائهم، وأغنيائهم، ويُنفق ماله في الخير بغير حساب، وكانت جميع أقواله، وأفعاله تجسيدًا لمنهج الله الوسطي الذي كان يدعو إليه. ونبه على أن الشيخ الشعراوي كانت له قدرة فائقة في التواصل مع الشباب، والشيوخ، والمثقفين، ومحدودي الثقافة، وأبسط الناس في القرى، والنجوع، عبر لقاءاته، وبرامجه، وكان لأسلوبه السهل المبسط الذي اقتبسه من القرآن والسنة سحر في النفوس، وعمق في الأفهام. وتساءل: "هل الشباب إذا سمع من إعلامي كبير: أن رمزا تُعلق صُوره في كل بيوت مصر، ويذيع له التلفاز الرسمي، والخاص: تفسيره اليومي لكتاب الله هو: من مهد لموجات التطرف، والإرهاب التي غزت بلادنا فجأة، وخصّب الأرض، ومهدها لتكاثر تلك الموجات: سيزيد احترامه للعلماء، والأدباء والمفكرين، والذين تفخر بهم مصر أمام الدنيا كلها، أم سيضرب بكل القيم والدعوات التي تنادي بالاعتدال، وحب الوطن عرض الحائط، وقل بعد ذلك على مصر السلام؟! فلمصلحة من هذا؟". وسرد بعض أقوال الإمام الشعراوي التي تؤكد وطنيته، ومنها «البرومو» المنتشر على مواقع التواصل الذي حارب فيه إمام الدعاة التطرف، والتكفير بكل صوره، ويرد فيه على المكفراتية الذين يصفون مصر: بأنها كافرة، وتُسمعه الدولة في قنواتها لكل أبنائها كل يوم لتزرع فيهم الوطنية، والاعتدال، بل ويردد على أسماع طلاب كلية الشرطة في كل احتفال كما نشر في صحفنا، وفيه يصرخ قائلا: «من يقول عن مصر إنها كافرة فمن المسلمون؟ مصر التي صدّرت علم الإسلام إلي الدنيا كلها، صدّرته حتي إلي البلد الذي نزل فيه الإسلام». وتابع: "ومن أقوال الشعراوي الحكيمة أيضا عن الثورة، والثوار، والتي رددها الناس في كل مكان عقب الفوضي التي أعقبت ثورة يناير، والتي يبدو أنها قد غابت أيضا عن ذهن الأستاذ مفيد فوزي: وفيها يقول: «إن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد»، متسائلًا: «فهل من اللائق أن يُوصف صاحب هذا الاقوال، والحكم بأنه من المتطرفين، وهو الذي خصّب الأرض للتطرف، ووضع فيها بذور الإرهاب كما يفهم من قوله؟». وتعجب «فؤاد» قائلًا: "أليس من الأجدى أن يدعو الإعلامي مفيد فوزي مدارس ومعاهد مصر أن تجعل هذه الكلمات نبراسًا لطلاب العلم في ديار العلم ليهتدوا بها في حب مصر، وأهلها جميعًا، وتكون افتتاحية لطابور الصباح في كل دار، ويُثني علي من تفوه بها بدلا من الادعاء عليه بما ليس فيه؟".