استنكر الشيخ محمد مبروك الشيلاني، الداعية الإسلامي من علماء الأوقاف، وصف الإعلامي مفيد فوزى، للإمام الشعراوي بأنه وضع بذور التطرف الديني، منبها على أن هذا الكلام له دلالات خطيرة. وقال «مبروك» عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إن الدلالة الأولى: أن هذا الكلام فيه اتهام صريح للدولة المصرية برعاية التطرف، لأن الدولة جاءت بالشيخ الشعراوي وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر فكان على رأس جهاز الدعوة الإسلامية ممثلًا لمصر في الداخل والخارج. وأضاف: أنه من قبل توليه منصب الوزارة ومن بعد تركه للمنصب كانت له أحاديث إذاعية وتلفزيونية وصحيفة في أجهزة الإعلام الرسمية للدولة وكانت كتبه ولا زالت تطبع في دور النشر الحكومية، وقد كان الشيخ محاضرًا بصفة شبه دائمة في ثكنات الجيش المصري وفي قطاعات وزارة الداخلية، ولثقة الدولة في غزارة علم الرجل واعتدال فكره فقد رشحته ليكون شيخا للأزهر لكنه رفض حتى يتفرغ لتفسير القرآن الكريم، فهل كانت الدولة بأجزهتها ومؤسساتها نائمة ولا تدري أن الشيخ الشعراوي يحرث الأرض للتطرف الديني وكان الأستاذ مفيد فوزي وحده يقظًا؟ إنّ هذا لشيء عجيب!. وتابع: الدلالة الثانية: هذا اتهام واضح للأزهر الشريف ومنهجه بالتطرف الديني، لأن الشيخ الشعراوي حاز قبول وثقة الأزهر ومؤسساته وعلمائه؛ فأُسند إليه التدريس وإلقاء المحاضرات في المعاهد والجامعة الأزهرية، كما أُسند إليه مناصب عديدة من بينها عضوية مجمع البحوث الإسلامية وعضوية المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعمل الشيخ مديرًا لمكتب الإمام الأكبر حسن مأمون شيخ الأزهر الأسبق. واستطرد: وتم إيفاد الشيخ إلى عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية من قبل الأزهر، وكان رئيسًا للبعثة الأزهرية بالجزائر مدة طويلة، ثم إنه إذا كانت هذه هي رؤية الأستاذ مفيد فوزي للشيخ الشعراوي وهو أحد أهم دعاة الوسطية والاعتدال وإمام الدعاة وشيخ مفسري القرآن في زمانه فما هي رؤيته إذن للدكتور أحمد الطيب إمام المسلمين وشيخ الأزهر في زماننا وهو من الجيل الذي تلقى العلم عن الشيخ الشعراوي، وكلاهما شرب من معين واحد وخرج من مشكاة واحدة هي الأزهر الشريف؟ هل سيصف الأستاذ مفيد شيخ الأزهر هو الآخر بوضع بذور التطرف الديني أم ماذا سيفعل؟. وأشار إلى أن الدلالة الثالثة: هذا الكلام يفهم منه اتهام المملكة العربية السعودية هى الأخرى بتبني التطرف الديني؛ لأن المملكة فتحت أبواب جامعاتها ومعاهدها ومساجدها للشيخ الشعراوي ليدرس ويحاضر بها، ثم اختارته ليخطب في مئات الألوف من مسلمي العالم خطبة عرفات في موسم الحج سنة 1396 ه / 1976 م. ولفت الداعية الإسلامي، إلى أن الدلالة الرابعة هذا الاتهام الخطير فيه إساءة بالغة وإهانة متعمدة لمسلمي مصر بل ومسلمي العالم الذين تلقوا أحاديث الشيخ الشعراوي بالقبول والتفوا حول الرجل في المساجد وعبر وسائل الإعلام المختلفة، فإذا كانت رموز المسلمين في مصر متطرفة في حساباتك فهذا رمي لعموم المسلمين في مصر بالتطرف. وأوضح: وأما قول الأستاذ مفيد فوزي، بأن الشيخ الشعراوي كان يحرض الفنانات على ارتداء الحجا ، فهل أصبحت الدعوة إلى الستر والعفاف تحريضا؟ إن هذا شرف كبير وشهادة تضاف لرصيد الشيخ ولا تخصم منه، ثم إن الحجاب فريضة إسلامية فما شأنك أنت بالحجاب؟. ووجه رسالة إلى الإعلامي مفيد فوزي: «ألا تعلم أن المسلمين في مصر يعيشون مع المسيحيين في حالة من الأخوة الوطنية التي يكسوها الود والسلام والاحترام المتبادل؛ وإهانته لرمز من الرموز الإسلامية يسهم في الاحتقان الديني والتعبئة الطائفية ويحدث شرخًا بين أبناء الوطن الواحد ويفتح الباب لفتنة إذا وقعت - لا قدر الله - سيدفع الجميع ثمنها، فهل من المعقول أو المقبول أن يكون هذا هو خطاب رجل ممن يعدون ضمن النخبة المثقفة في وقت حرج تمر به مصر ويحتاج فيه الوطن إلى لملمة الجراح لتفويت الفرصة على أعداء الوطن المتربصين به ليل نهار؟. وطالب الشيخ محمد مبروك، الإعلامي مفيد فوزي بتقديم اعتذار رسمي بسبب تصريحاته ضد الشيخ الشعراوي، رجوعًا إلى الحق وإغلاقا لباب الفتنة، مضيفًا: وهذا لا ينفي ولا يلغي حق الناس في مقاضاتك أمام الجهات القضائية المختصة.