خبراء: * إيران تدبر مؤامرة لإفشال موسم الحج وتتمسك بشرط "الطقوس الخاصة" * إيران تخطط لفرض الرقابة الدولية على المقدسات بمكةالمكرمة * تسعى لإقناع العالم بعدم قدرة السعودية على تأمين الحجاج "شروط خاصة" أملتها إيران على المملكة العربية السعودية ليسافر حجاجها إلى الأراضي المقدسة من أجل أداء فريضة الحج 2016، وأثارت زوبعة كبيرة عندما قوبلت شروطها بالرفض، والتي جاء من بينها السماح لحجاج إيران بإقامة "دعاء كميل" و"مراسم البراءة" و"نشرة زائر"، وهي التجمعات التي تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي، وعندما رفضت المملكة، رفضت إيران أيضا التوقيع على محضر الحج وانصرف ممثلوها من المملكة إلى بلادهم بحجة عرض الأمر على مرجعيتهم، ولم تمض ساعات إلا وخرجت التصريحات الإيرانية التي تؤكد أن المملكة غير أمينة على أرواح الحجاج وأن هذا الموسم لن يكون مناسبا لأداء حجاج إيران الفريضة! ما الذي تفعله إيران خاصة وأن أصابع الاتهام لم تغادر الإشارة إليها منذ كارثة تدافع الحجيج العام الماضي بمنى، وهو الحادث الذي راح ضحيته مئات الحجاج نتيجة ممارسة وفد إيران ل"طقوسه الخاصة"! السطور التالية ترفض السيناريو المتتوقع لتطور الوضع: إيران مفتعلة الأزمات قال محمود كمال، الباحث بالشأن الإيرانى، إن الأزمة الدائرة الآن بين الجانبين السعودى والإيرانى والتى تمثلت بمقاطعة الإيرانيين لموسم الحج هذا العام، افتعلتها إيران منذ البداية مدعية أن السعودية رفضت شروطها. وأكد" كمال" فى تصريح خاص ل"صدى البلد"، أنه طبقا لما أعلنته السلطات السعودية فى بيانها، فإن إيران طلبت السماح لحجاجهم بإقامة شعائر وطقوس خاصة بهم، وتجمعات قد تعيق حركة بقية الحجيج، وهو ما يشير إلى أن إيران تدبر مؤامرة جديدة لإفشال موسم الحج، استكمالا لحادثة تدافع الحجيج ب"منى" العام الماضى والتى أسفرت عن وفاة مئات الحجاج من مختلف الجنسيات وإصابة أكثر من 800 حاج، وكشفت التحقيقات فيما بعد سير الحجاج الإيرانيين عكس اتجاه الحجيج، وعدم احترامهم لنظام السير والتوجيهات ونظام السير. وأشار "كمال" إلى أن إيران تسعى دائما لإثارة القلاقل والفتن فى المنطقة العربية، وتخطط حاليًا لمنع مواطنيها من تأدية موسم الحج بالمملكة هذا العام، بادعاءات مجحفة ضد المملكة العربية السعودية، ويقول: "ايران تدعي أن المملكة تفتقد القدرة على حماية الحجاج، أملا في أن تؤثر هذه الطريقة سلبًا على موسم الحج ويُحجم الكثير عن تأدية الفريضة". وأوضح الباحث في الشأن الإيراني، أن ما نعايشه الآن من أزمات بين السعودية وإيران نتاج طبيعى لتوصيات الولاياتالمتحدةالأمريكية للجانب الإيرانى خاصة فى ظل وجود بوادر اتفاق نووى إيرانى أمريكى فى الآونة الأخيرة. "رقابة على مكةالمكرمة" قال سعيد عيسى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الصراع الحالى بين إيران والسعودية حول موسم الحج، صراع سياسي سيتحول ل"مذهبى"، خاصة فى ظل تعنت إيران وتمسكها الشديد بعدة شروط لضمان سفر حجاجها لأداء الشعيرة بالأراضي المقدسة. وأضاف: فإيران تود أن تُمنح حجاجها تأشيرة الدخول رغم قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين منذ يناير الماضى، فضلا عن مطالبتهم السلطات السعودية أن تسمح لحجاجهم بإقامة شعائر وطقوس خاصة بمذهبهم الشيعى، وتجمعات قد تعيق حركة بقية الحجيج. وأكد "عيسى" فى تصريح خاص ل"صدى البلد"، أنه فى حال تصاعد الأزمة بين الجانبين وإصرار كل طرف على موقفه الحالى ، يمكن أن يؤدي الأمر بالجانب الإيرانى لمطالبة منظمة التعاون الإسلامي بفرض رقابة دولية على الأماكن المقدسة بمكةالمكرمة. وأضاف "عيسى" أنه فى حال تأجيج الصراع بين الجانبين، ستكون إيران الخاسر الأوحد فى تلك القضية خاصة وأن السعودية تشغل أغلب مناصب منظمات التعاون الإسلامى والنتيجة ستكون محسومة إليها بالتأكيد صراع شيعى تقوده إيران قال محمد محسن أبو النور، الخبير فى الشأن الإيرانى، إن أزمة الحجاج الإيرانيين المشتعلة في الوقت الراهن بين إيران والمملكة العربية السعودية هي تكريس للصراع السياسي بين البلدين، ومحاولة استغلال كل الأحداث من جانب الطرفين للضغط على الطرف الآخر والخصم من رصيده في صراعات النفوذ في الإقليم. وأكد"أبو النور" في تصريح خاص ل"صدى البلد " أن إيران تريد إحراج المملكة العربية السعودية راعية الحرمين الشريفين، وتسعى لتظهرها امام العالم الإسلامي في صورة الدولة التي تتجاوز حقوقها السياسية إلى حقوق دينية ضد طائفة الشيعة في العالم الإسلامي. وأضاف"أبو النور" أن الوضع الراهن هو نتيجة طبيعية للتصعيد المشتعل في العلاقات الإيرانية السعودية على خلفية أحداث مضت بدأت بأزمة استشهاد الحجاج في العام الماضي، مرورًا بإعدام "باقر النمر" ومن ثم إقتحام المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران. وأشار"أبو النور" إلى أن المرحلة القادمة ستشهد استمرارأ للتوتر الإقليمي ليس بين طهرانوالرياض فحسب، بل بين كل الدول ذات الاصطفاف في محوري إيران والسعودية ، مما سينعكس بالتأكيد على وضع إيران والسعودية في الملفات الأخرى في كل من لبنان وسوريا واليمن والعراق . وأكد " أبو النور" أن إيران تبتغى تحويل أزمتها الحالية من صراع سياسى فى الأصل إلى أزمة دينية، ومن ثم يمكنها أن تروج في المنظمات الدولية ومنها منظمة التعاون الإسلامي، أن الرياض تتعنت ضد الشيعة وليس ضد النظام السياسي الإيراني معها. كارثة منى في حج 2015 حادثة "منى" والتى اعتبرت أسوأ كارثة تقع في موسم الحج منذ 25 عاما ، حيث تدافع الحجاج للوصول إلى منطقة رمي الجمرات مما أدى لمقتل المئات وإصابة قرابة ألف شخص . وأسفرت حصيلة الحادثة طبقأ لوزارة الصحة آنذاك ، هو 769 وفاة ، وإصابة 934 ، حيث تم الإستعانة بأكثر من 250 طبيبا ومسعفا قد أشرفوا على عملية الطوارئ فى ذلك الوقت . وطبقأ لما كشف عنه تقرير الدفاع المدنى السعودى وقتئذ أن سبب حادثة " منى " كان نتيجة "ارتفاع مفاجئ" في كثافة حشود الحجاج المتجهة إلى منطقة رمي الجمرات لرمي جمرة العقبة صباح يوم النحر ، مما أدى إلى تزاحمهم وتدافعهم فسقطت أعداد كبيرة منهم في الموقع . وكلف وقتئذ ولى العهد السعودي الأمير محمد بن نايف آل سعود يوم وقوع الحادثة بتشكيل لجنة تحقيق عليا في حادثة التدافع، وأمر برفع ما يتم التوصل إليه من نتائج إلى الملك سلمان بن عبد العزيز . "تفاصيل الأزمة" الضوضاء و الأصوات الأولى للأزمة خرجت من إيران، فقد رأى وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني علي جنتي، الخميس الماضي، أن الظروف غير مهيأة لأداء مناسك الحج هذا العام، فيما اعتبر المرجع الديني الشيعي حسين نوري همداني إن أداء الحج غير واجب عند الشعور بالخطر. وادعى جنتي أن السعودية وضعت قيودا وعراقيل أمامنا حتى أن تأشيرة دخول الوفد الإيراني تأخرت شهرين". وتابع أن رئيس منظمة الحج الإيراني "تعرض لمشاكل عديدة عندما توجه إلى السعودية منها الاحتقار والتهديد وبصمات الأصابع وتفتيش حقائبه رغم حيازته على جواز سفر سياسي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا". وأكد جنتي أن رئيس منظمة الحج الإيراني عقد 4 جلسات مع وزير الحج السعودي، وقال: "كان سلوكهم غير لائق، ولم يوافقوا على مقترحاتنا بشأن التأشيرة والنقل الجوي وتوفير أمن الحجاج"، وأضاف أن "المسؤولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الإيرانيين ورأوا أن على الحجاج الإيرانيين التوجه إلى بلد ثالث للحصول على التأشيرة ما يشير إلى عدم توفر الظروف لأداء مناسك الحج". من جانبه، قال المرجع الديني الشيعي حسين نوري همداني، في لقاء مع جنتي وعلماء دين، في مدينة قم، إن "هدفنا هو المحافظة علي عزة وكرامة الإسلام، وفي ظروف استطاعة المسلم لأداء مناسك الحج، فإنه إذا شعر الشخص المستطيع بالخطر علي عزته وأمنه فإن الحج يصبح غير واجب عليه". الرد السعودي وفقا لوزارة شئون الحج و العمرة ، رفض وفد شؤون الحج الإيراني التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام 1437ه، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيته في إيران، ومبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالبه المتمثلة في التالي: - أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران. - إعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً. - تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي. وأوضح البيان أن الوفد الإيراني غادر السعودية يوم الثلاثاء 12 /7 /1437ه دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم لهذا العام 1437ه، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني أنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحد لحجاج الخارج. وفيما يتعلق بتوقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال البيان: "إن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من قبل الحكومة الإيرانية، إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة العربية السعودية".